في رحاب سورة الشورى
يقول الحق تبارك وتعالى في سورة الشورى:
﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 36 - 44].
تسرد لنا الآيات الكريمة صفات نخبة من الأذكياء، أصحاب الفكر الأوثق، والنظر الأثقب، الذين وضعوا كل شيء في نصابه الصحيح - وهذا وصف الحكماء - فبان لهم، وميزوا ما بين ما هو زائل وما هو خير وأبقى، فصبروا على الاستكثار من متاع الدنيا الزائل؛ استبقاء للنعيم الدائم والخير الباقي في الآخرة، ولكي نطمع أن نكون منهم يحسن بنا أن نقترب أكثر وأكثر منهم؛ فهم:
1- الذين آمنوا.
2- ﴿ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36].
3- ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ﴾.
4- ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37].
5- ﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ ﴾.
6- ﴿ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ﴾.
7- ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾.
8- ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الشورى: 38].
وسنتناول ها هنا منهم ذوي الصفات الأربعة الأخيرة منهم؛ وهم:
1- ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾ [الشورى: 39].
2- ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى: 40].
3- ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 41، 42].
4- ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].
في هذا الزمان العجيب الذي لا تعرف العدالة الاجتماعية فيه أيَّ منطق أو قواعد عقلية، تضيق الأرزاق بالغالبية من البشر، في حين تجد أن ثروة البعض تتخطى ثروة نصف سكان العالم، قالت مؤسسة أوكسفام الخيرية الدولية: إن أغنى 26 شخصًا في العالم يملكون ما يعادل ثروة نصف سكان العالم، هؤلاء الأشخاص ما كان لهم أن يجمعوا ما جمعوا إلا بعون من تلك المليارات من البشر، وما كان لهم ذلك إلا بسبب اختلال ميزان العدالة، وانعدام تكافؤ الفرص، وانحياز القوانين الوضعية التي صنعها البشر لصالحهم، والتي تبيح الربا، وتتيح الاستغلال، ولا تبالي بالأخلاق، والتي لا تعترف للفقراء بأي حق في أموال الأغنياء، رغم أن المال على الحقيقة نتاج هؤلاء الفقراء، نتاج الكدح في الحقول، والعرق في المصانع، والكد في المناجم، والغوص في البحار، فهو من صنع الخالق العظيم رب العالمين، وبجهد هؤلاء الفقراء المهمشين وكدِّهم، وما هؤلاء النفر القليل سوى الجامعين والحاصدين لكل ذلك، هذا الخلل ناتج عن ما تفشى من الظلم الاجتماعي بسبب القوانين الوضعية، وحاكمية البشر وتسلطهم، وهو ما تتعرض له تلك الآيات الحكيمة؛ يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 39 - 44].
يقول الحق تبارك وتعالى في سورة الشورى:
﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 36 - 44].
تسرد لنا الآيات الكريمة صفات نخبة من الأذكياء، أصحاب الفكر الأوثق، والنظر الأثقب، الذين وضعوا كل شيء في نصابه الصحيح - وهذا وصف الحكماء - فبان لهم، وميزوا ما بين ما هو زائل وما هو خير وأبقى، فصبروا على الاستكثار من متاع الدنيا الزائل؛ استبقاء للنعيم الدائم والخير الباقي في الآخرة، ولكي نطمع أن نكون منهم يحسن بنا أن نقترب أكثر وأكثر منهم؛ فهم:
1- الذين آمنوا.
2- ﴿ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36].
3- ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ﴾.
4- ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37].
5- ﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ ﴾.
6- ﴿ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ﴾.
7- ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾.
8- ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الشورى: 38].
وسنتناول ها هنا منهم ذوي الصفات الأربعة الأخيرة منهم؛ وهم:
1- ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾ [الشورى: 39].
2- ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى: 40].
3- ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 41، 42].
4- ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].
في هذا الزمان العجيب الذي لا تعرف العدالة الاجتماعية فيه أيَّ منطق أو قواعد عقلية، تضيق الأرزاق بالغالبية من البشر، في حين تجد أن ثروة البعض تتخطى ثروة نصف سكان العالم، قالت مؤسسة أوكسفام الخيرية الدولية: إن أغنى 26 شخصًا في العالم يملكون ما يعادل ثروة نصف سكان العالم، هؤلاء الأشخاص ما كان لهم أن يجمعوا ما جمعوا إلا بعون من تلك المليارات من البشر، وما كان لهم ذلك إلا بسبب اختلال ميزان العدالة، وانعدام تكافؤ الفرص، وانحياز القوانين الوضعية التي صنعها البشر لصالحهم، والتي تبيح الربا، وتتيح الاستغلال، ولا تبالي بالأخلاق، والتي لا تعترف للفقراء بأي حق في أموال الأغنياء، رغم أن المال على الحقيقة نتاج هؤلاء الفقراء، نتاج الكدح في الحقول، والعرق في المصانع، والكد في المناجم، والغوص في البحار، فهو من صنع الخالق العظيم رب العالمين، وبجهد هؤلاء الفقراء المهمشين وكدِّهم، وما هؤلاء النفر القليل سوى الجامعين والحاصدين لكل ذلك، هذا الخلل ناتج عن ما تفشى من الظلم الاجتماعي بسبب القوانين الوضعية، وحاكمية البشر وتسلطهم، وهو ما تتعرض له تلك الآيات الحكيمة؛ يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 39 - 44].
تعليق