الإتيكيت والبرستيج والموضة شعار المخدوعين
بقلم العميد الركن.م.شائح القرني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*بدايةً دعوني أوضح لكم سبب إختياري لهذا العنوان وسبب التطرق لمثل هذا الموضوع الذي اصبح يتداول في وسائل التواصل والإتصال والتكنولوجيا الحديثة بمختلف وسائله المرئية والمسموعة وكأننا لم نتعلم في حياتنا شيء من قبل،وكأنها لم تُعلمنا الحياة التي عشناها في بيئة محافظة ونظيفة وبعيدة عن الضجيج والضوضاء وصخب المدينة شيء، وكذلك كأننا لم نتعلم من الآباءوالأمهات والأجداد، والإخوان والأخوات ،والمعلمين والمعلمات أصحاب الفضل والمكانة الذين ربوا جيل الطيبين على أفضل الثقافات.
*ويأتي بعضاً من أبنائنا وبناتنا الذين لم يدركون مانحن فيه من نعم هداهم الله فيقولون أنتم لاتعرفُون الإتيكيت والبرستيج والموضة أو هذه موضة الشباب ويجب أن تواكبوا عصر الموضة وإلا ستكونون متخلفين، فمن أين جُلبت لنا هذه الموضة الدخيلة على مجتمعنا، أليست من بلاد الغرب ومن البلاد العربية التي غزاها الاستعمار وغيرها، والتي قد تخلت عن المباديء ،والقيم، والاعراف وقبلها تخلت عن الدّين، والأخلاق والفضائل،وأين نحن من قول النبي صلَّى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه والترمذي وغيرهم قالوا:
وعظَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ مَوعظةً ذَرَفَتْ منها العيونُ ووجِلَتْ منها القلوبُ فقلنا يا رسولَ اللهِ إنَّ هذه لموعِظَةَ مُوَدِّعٍ فماذا تعهَدُ إلينا ؟ فقال : تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ ،ومن يَعِشْ منكم فسَيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بما عرَفتُم من سُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ المهدِيِّينَ الرَّاشدينَ . وعليكم بالطاعةِ وإن كان عبدًا حبشيًّا عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ فإنما المؤمنُ كالجملِ الأَنِفِ كلما قِيدَ انقَادَ.
*ثم نجد من الشباب والشابات من يقلدون تلك الموضة فيرتدون الملابس الفاضحة الخالعة والسلاسل والربطات والخلاخل والقصات المُقززة التي هي دخيلة على أبنائنا وبناتنا وجلبتها لنا السوشيال ميديا كما جلبت لنا الكثير من الأمور التي ليست من قيمنا وادابنا ولم يُنزل الله بها من سلطان، ولكنه التقليد والموضة والإتيكيت والبرستيج كما يقولون عندما نتحاور معهم في ذلك ،وأصبح بعض الآباء، والامهات، والأخوان ، والأخوات لاينكرون ذلك على أبنائهم وبناتهم، واخوانهم،واخواتهم بل المجتمع أصبح يتقبل ذلك وبدون إنكار ويقولون هي حرية شخصية وليس لأحد علاقة بذلك ولكن كما يقول الشاعر:
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا
عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً
وَلَكِن يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوه
*ونجد أنه لم يقتصر الإتيكيت والبرستيج والموضة على اللباس والقصات المقززة للفتيان والفتيات بل حتى كبار السن الذين يعتبرون قدوات للمجتمع لكبر سنهم وبلوغهم سن الرشد ولديهم أسر ولهم أقارب يقتدون بهم إلا أنهم
تأثروا وربما أكثر من أولئك الشباب وصغار السن والله المستعان وإلى الله المشتكى.
*وكذلك نجد الإتيكيت، والبرستيج ،والموضة دخلت في الأكل والشرب والمناسبات العامة والخاصة وفي المركبات والماركات وغيرها، فتجدالمطاعم الفاخرة والكفيهات التي زُينت بالديكورات ،والإنارات المختلفة والتي تُقدم وجبات ومشروبات بمبالغ باهضة تفوق الخيال بحجة الخدمة الراقية المقدمة والاستعراض من قبل العمالة المقدمين لتلك الخدمة وتلك الوجبات، فنجد كثير من الأبناء والبنات وخاصة النساء الموظفات وغير الموظفات يرتادون مثل هذه المواقع وينفقون الأموال الطائلة لكي يجلبون انتباه الآخرين أو لكي يحصلون على صور يتم وضعُها في السناب شات أوالتيك توك أو وسائل التواصل والإتصال المختلفة،وكذلك الإنفاق في فضول الطعام والشراب، والعجيب أن بعض الدول الإسلامية تبلغ نسبة فضلات الأطعمة الملقاة في القمامة فيها 45% .أليس هذا إسرافاًُ وتبذيرا؟!.
*ثم إن من صور الإتيكيت والبرستيج الإسراف والتبذير في متابعة الموضة والانشغال بجنون الأزياء والاستجابة لضغوط الحملات الإعلامية الصاخبة التي تحمل كثيراً من متابعيها على شراء ما لا يحتاجونه.
*ومنها ايضاًإنفاق المال على الدخان ،والشيش ،والمعسلات والمخدرات والمسكرات،وهي من أعظم صور الإتيكيت والموضة لدى الكثير من الشباب والشابات وحتى من كبار السن من الجهال اليوم.
*ومنهامايتم من بذخ واسراف في المناسبات والزواجات والتي تنتهي بنهاية وخيمة وهي الطلاق أو تحمل التكاليف التي ربما تؤدي إلى عدم استمرار الحياة بين الزوجين ،وكل ذلك يتم لغرض أن الناس تُشاهد ذلك ومن ثم تنتهي تلك المناسبات التي كلفت الكثير والكثير بنهاية لاتحمد عقباها ،ومن المستفيد من ذلك كله؟؟.
*أليس هم اؤلئك الذين يسعون لمصالحهم وجلب الأموال من الآخرين بأي طريقة كأنت حتى لو بالحيل والخداع والدعايات الكاذبة والترويج الغير موفق لتلك المواقع.
*ومن المتضرر من جراء ذلك كله أليس هم أولئك المساكين،سواءاً كان أب أسرة مغلوب على أمره، أو أم تقودها العاطفةلترضي أبنائها وبناتها ،أو شباب وشابات طائشين يقتتاتون على جيوب أبائهم،وامهاتهم، واخواتهم، واخوانهم، أن لم يكونون موظفين اوعاملين فيتحملون الديون ويأخذون القروض لكي يكونون مع أصحاب الإتيكيت والبرستيج والموضة، ومن ثم يندمون حين لاينفع الندم مع متطلبات الحياة التي أصبحت مكلفة وصعبة على أصحاب رؤس الأموال فمابالكم بذوي الدخل المحدود، أومن ليس لهم عمل لظروفهم الصحية أو الإجتماعية أو الأسرية أو من اصابتهم ظروف الحياة.
ويقول الشاعر:
عشنا وشفنا يا زمان التهاويل
شفنا المظاهر والمشاهد حزينه
كفر النعم تأتي من الناس المهابيل
ما هو من أصحاب العقول الذهينه
هذا يمثل بالنعم شر تمثيل
وهذا بدهن العود يغسل يدينه
*وأين هم أولئك الناس الذين كانوا قبل وقت قريب يأتون باكياس البن والهيل ويضعونها أمام الضيوف في المجالس ويكبونها لكي يقال أنهم كرماء،والذين يصبون دهن العود على الضيوف ليغسلون به أيديهم، ومن يقدم عدد من الذبائح لكل ضيف رأس ويعتذر عن القصور، وكم، وكم، وكم، وكل ذلك ليس من الإيمان في شيء ولم يكن لوجه الله الكريم ونحن نجني ثمار ذلك من الغلاء والوباء والمحن التي استعاذ منها نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
*وبلاشك أن المؤثرات والفتن في هذا الزمان كثيرة وقد أخبر عنها من لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، صلَّى الله عليه وسلم حينما ذكر وقال لمن سيعيش منكم سيرى اختلافاً كثيراً ولكن هنا يأتي الثبات واليقين الحق بأن الله له حكمةٌٌ بالغة في كل مايجري في هذا الكون والله وكيل بالعباد. وقال تعالى:
(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ).سورة إبراهيم. الآية.(27).
*ومن هذا وذاك نحن لسنا ضد أن يُمتع الإنسان نفسه ويلبس، ويأكل،ويشرب، ويركب ويتمتع بنعم الله الكثيرة التي اوجدها لعباده،ولكن بما يرضي الله وحده قال تعالى(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.سورة الأعراف. الآية.(31).
*ولذلك يجب على الآباء والأمهات،والمربين، والمربيات، والإخوان والأخوات الناصحين والعُقلا الذين هم على هداية، ودراية، ورعاية من رب العباد، إلا يكونوا مع المخدوعين وان يقوموا بالنصح والإرشاد والتوجيه لهؤلاء الفتيان والفتيات، والمتشببين والمتشببات، والأخذ على أيديهم وتربيتهم على الدّين والأخلاق فهما خيرُ من يُهذب الرجال والنساء، والمتابعة والحرص على ماينفعهم جميعاً في دنياهم واخراهم، والاحتساب في ذلك.
*ونقول لهؤلاء الفئة من الناس اذا لم تكونوا لبنة بناء في المجتمع فلا تكونوا معول هدم ودمار،ونسأل الله أن يهدي شبابنا وشاباتنا وان يهدي ضال المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وان يكفينا شر الأشرار وكيد الفُجار وطوارق الليل والنهار أنه القادر على ذلك وبالإجابة جدير.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواءالسبيل.
حرر في 2022/12/13.
بقلم العميد الركن.م.شائح القرني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*بدايةً دعوني أوضح لكم سبب إختياري لهذا العنوان وسبب التطرق لمثل هذا الموضوع الذي اصبح يتداول في وسائل التواصل والإتصال والتكنولوجيا الحديثة بمختلف وسائله المرئية والمسموعة وكأننا لم نتعلم في حياتنا شيء من قبل،وكأنها لم تُعلمنا الحياة التي عشناها في بيئة محافظة ونظيفة وبعيدة عن الضجيج والضوضاء وصخب المدينة شيء، وكذلك كأننا لم نتعلم من الآباءوالأمهات والأجداد، والإخوان والأخوات ،والمعلمين والمعلمات أصحاب الفضل والمكانة الذين ربوا جيل الطيبين على أفضل الثقافات.
*ويأتي بعضاً من أبنائنا وبناتنا الذين لم يدركون مانحن فيه من نعم هداهم الله فيقولون أنتم لاتعرفُون الإتيكيت والبرستيج والموضة أو هذه موضة الشباب ويجب أن تواكبوا عصر الموضة وإلا ستكونون متخلفين، فمن أين جُلبت لنا هذه الموضة الدخيلة على مجتمعنا، أليست من بلاد الغرب ومن البلاد العربية التي غزاها الاستعمار وغيرها، والتي قد تخلت عن المباديء ،والقيم، والاعراف وقبلها تخلت عن الدّين، والأخلاق والفضائل،وأين نحن من قول النبي صلَّى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه والترمذي وغيرهم قالوا:
وعظَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ مَوعظةً ذَرَفَتْ منها العيونُ ووجِلَتْ منها القلوبُ فقلنا يا رسولَ اللهِ إنَّ هذه لموعِظَةَ مُوَدِّعٍ فماذا تعهَدُ إلينا ؟ فقال : تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ ،ومن يَعِشْ منكم فسَيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بما عرَفتُم من سُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ المهدِيِّينَ الرَّاشدينَ . وعليكم بالطاعةِ وإن كان عبدًا حبشيًّا عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ فإنما المؤمنُ كالجملِ الأَنِفِ كلما قِيدَ انقَادَ.
*ثم نجد من الشباب والشابات من يقلدون تلك الموضة فيرتدون الملابس الفاضحة الخالعة والسلاسل والربطات والخلاخل والقصات المُقززة التي هي دخيلة على أبنائنا وبناتنا وجلبتها لنا السوشيال ميديا كما جلبت لنا الكثير من الأمور التي ليست من قيمنا وادابنا ولم يُنزل الله بها من سلطان، ولكنه التقليد والموضة والإتيكيت والبرستيج كما يقولون عندما نتحاور معهم في ذلك ،وأصبح بعض الآباء، والامهات، والأخوان ، والأخوات لاينكرون ذلك على أبنائهم وبناتهم، واخوانهم،واخواتهم بل المجتمع أصبح يتقبل ذلك وبدون إنكار ويقولون هي حرية شخصية وليس لأحد علاقة بذلك ولكن كما يقول الشاعر:
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا
عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً
وَلَكِن يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوه
*ونجد أنه لم يقتصر الإتيكيت والبرستيج والموضة على اللباس والقصات المقززة للفتيان والفتيات بل حتى كبار السن الذين يعتبرون قدوات للمجتمع لكبر سنهم وبلوغهم سن الرشد ولديهم أسر ولهم أقارب يقتدون بهم إلا أنهم
تأثروا وربما أكثر من أولئك الشباب وصغار السن والله المستعان وإلى الله المشتكى.
*وكذلك نجد الإتيكيت، والبرستيج ،والموضة دخلت في الأكل والشرب والمناسبات العامة والخاصة وفي المركبات والماركات وغيرها، فتجدالمطاعم الفاخرة والكفيهات التي زُينت بالديكورات ،والإنارات المختلفة والتي تُقدم وجبات ومشروبات بمبالغ باهضة تفوق الخيال بحجة الخدمة الراقية المقدمة والاستعراض من قبل العمالة المقدمين لتلك الخدمة وتلك الوجبات، فنجد كثير من الأبناء والبنات وخاصة النساء الموظفات وغير الموظفات يرتادون مثل هذه المواقع وينفقون الأموال الطائلة لكي يجلبون انتباه الآخرين أو لكي يحصلون على صور يتم وضعُها في السناب شات أوالتيك توك أو وسائل التواصل والإتصال المختلفة،وكذلك الإنفاق في فضول الطعام والشراب، والعجيب أن بعض الدول الإسلامية تبلغ نسبة فضلات الأطعمة الملقاة في القمامة فيها 45% .أليس هذا إسرافاًُ وتبذيرا؟!.
*ثم إن من صور الإتيكيت والبرستيج الإسراف والتبذير في متابعة الموضة والانشغال بجنون الأزياء والاستجابة لضغوط الحملات الإعلامية الصاخبة التي تحمل كثيراً من متابعيها على شراء ما لا يحتاجونه.
*ومنها ايضاًإنفاق المال على الدخان ،والشيش ،والمعسلات والمخدرات والمسكرات،وهي من أعظم صور الإتيكيت والموضة لدى الكثير من الشباب والشابات وحتى من كبار السن من الجهال اليوم.
*ومنهامايتم من بذخ واسراف في المناسبات والزواجات والتي تنتهي بنهاية وخيمة وهي الطلاق أو تحمل التكاليف التي ربما تؤدي إلى عدم استمرار الحياة بين الزوجين ،وكل ذلك يتم لغرض أن الناس تُشاهد ذلك ومن ثم تنتهي تلك المناسبات التي كلفت الكثير والكثير بنهاية لاتحمد عقباها ،ومن المستفيد من ذلك كله؟؟.
*أليس هم اؤلئك الذين يسعون لمصالحهم وجلب الأموال من الآخرين بأي طريقة كأنت حتى لو بالحيل والخداع والدعايات الكاذبة والترويج الغير موفق لتلك المواقع.
*ومن المتضرر من جراء ذلك كله أليس هم أولئك المساكين،سواءاً كان أب أسرة مغلوب على أمره، أو أم تقودها العاطفةلترضي أبنائها وبناتها ،أو شباب وشابات طائشين يقتتاتون على جيوب أبائهم،وامهاتهم، واخواتهم، واخوانهم، أن لم يكونون موظفين اوعاملين فيتحملون الديون ويأخذون القروض لكي يكونون مع أصحاب الإتيكيت والبرستيج والموضة، ومن ثم يندمون حين لاينفع الندم مع متطلبات الحياة التي أصبحت مكلفة وصعبة على أصحاب رؤس الأموال فمابالكم بذوي الدخل المحدود، أومن ليس لهم عمل لظروفهم الصحية أو الإجتماعية أو الأسرية أو من اصابتهم ظروف الحياة.
ويقول الشاعر:
عشنا وشفنا يا زمان التهاويل
شفنا المظاهر والمشاهد حزينه
كفر النعم تأتي من الناس المهابيل
ما هو من أصحاب العقول الذهينه
هذا يمثل بالنعم شر تمثيل
وهذا بدهن العود يغسل يدينه
*وأين هم أولئك الناس الذين كانوا قبل وقت قريب يأتون باكياس البن والهيل ويضعونها أمام الضيوف في المجالس ويكبونها لكي يقال أنهم كرماء،والذين يصبون دهن العود على الضيوف ليغسلون به أيديهم، ومن يقدم عدد من الذبائح لكل ضيف رأس ويعتذر عن القصور، وكم، وكم، وكم، وكل ذلك ليس من الإيمان في شيء ولم يكن لوجه الله الكريم ونحن نجني ثمار ذلك من الغلاء والوباء والمحن التي استعاذ منها نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
*وبلاشك أن المؤثرات والفتن في هذا الزمان كثيرة وقد أخبر عنها من لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، صلَّى الله عليه وسلم حينما ذكر وقال لمن سيعيش منكم سيرى اختلافاً كثيراً ولكن هنا يأتي الثبات واليقين الحق بأن الله له حكمةٌٌ بالغة في كل مايجري في هذا الكون والله وكيل بالعباد. وقال تعالى:
(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ).سورة إبراهيم. الآية.(27).
*ومن هذا وذاك نحن لسنا ضد أن يُمتع الإنسان نفسه ويلبس، ويأكل،ويشرب، ويركب ويتمتع بنعم الله الكثيرة التي اوجدها لعباده،ولكن بما يرضي الله وحده قال تعالى(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.سورة الأعراف. الآية.(31).
*ولذلك يجب على الآباء والأمهات،والمربين، والمربيات، والإخوان والأخوات الناصحين والعُقلا الذين هم على هداية، ودراية، ورعاية من رب العباد، إلا يكونوا مع المخدوعين وان يقوموا بالنصح والإرشاد والتوجيه لهؤلاء الفتيان والفتيات، والمتشببين والمتشببات، والأخذ على أيديهم وتربيتهم على الدّين والأخلاق فهما خيرُ من يُهذب الرجال والنساء، والمتابعة والحرص على ماينفعهم جميعاً في دنياهم واخراهم، والاحتساب في ذلك.
*ونقول لهؤلاء الفئة من الناس اذا لم تكونوا لبنة بناء في المجتمع فلا تكونوا معول هدم ودمار،ونسأل الله أن يهدي شبابنا وشاباتنا وان يهدي ضال المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وان يكفينا شر الأشرار وكيد الفُجار وطوارق الليل والنهار أنه القادر على ذلك وبالإجابة جدير.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواءالسبيل.
حرر في 2022/12/13.
تعليق