تحيةً لكم أحبتي ..
كلنا يعلم أن لكل إنسانٍ ساعتين محددتين ، ساعةً وُلِد فيها وساعةً يموت فيها .
وشتّان بين مشاعر الأهلين في تلكم الساعتين بين فرحٍ وحزن ..
ولدتك أمك يا ابن ادم باكياً ..
والناسُ حولَك يضحكون سرورا
فاحرص لنفسك أن تكون إذا بكوا ..
في يومِ موتِك ضاحكاً مسرورا
وقد يعلم البشرُ من خلال الحساب أو التقنية الطبية متى سيولد طفلُهم أو تقريباً ، لكنهم لا يعلمون متى سوف تأتي المنيّة وكيف وأين سوف تكون من أرض الله ، ولا يعلمُ ذلك إلا هو سبحانه
قال تعالى :
(( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) .
فقد تأتي المنايا في البحرِ أو الجوِ أو في بروجٍ مشيّدة على الأرض ، وقد تكون في آخر الليل أو في رابعة النهار
يا نائم الليل مسروراً بأولهِ ..
إن الحوادثَ قد يطرُقن أسحارا
ولا شك أن القوارعَ لا تختص بالموت وحده ولكنها تشمل كل مصيبةٍ أو صادفةٍ من صوادف الدهر المؤلمة ..
ما أود التطرق له هنا هو الإخبار عن زلزلةِ القوارع التي لا يسلم منها أي بشر وبالذات الموت فكل من عليها فان لا محالة ، وكما يعلم الناس - وخاصةً مع إرتفاعِ منسوبِ الوعي لديهم - أن الناسَ أصبحوا يُحاطون بكثيرٍ من صورِ ضغوطات العصر من ناحيةٍ وزيادةِ الرفاهيةِ من ناحيةٍ أخرى ، وكلتا الناحيتين لها عوائد سلبية على الأنفسِ والأبدان فجعلت من القلوب والشرايين والأعصاب والنفوس ما هو على شفا جُرُفٍ هارٍ كأنما ينتظر الإنهيار في أية لحظة والله المستعان ، وأصبح الكثير من الناس لا يتحمّلون الأخبار الصاعقة في أهليهم أو في أصدقائهم أو في أرزاقهم وأملاكهم وقد يحدث ما لا يُحمَد عقباه للمتلقي وتبعات ذلك على من حوله لا قدر الله .
ولذلك يتعيّن على كل إنسانٍ عندما يريد الإخبارَ أن يتسم على سبيل المثال لا الحصر بما يلي :
١ - أن يكون من ذوي الحكمة والتصرف السليم ويعمَد إلى ذكر الله في بداية وثنايا الكلام .
٢ - التدرّج في الإِخبار بعيداً عن عنصر المفاجأة المدمّر .
٣ - إختيار الوقت والمكان المناسبين للإخبار فلا يُخبِر مثلاً شخصاً بمصيبةٍ وهو يقود سيارته أو وهو منوم بالمستشفى أو كونه لتوّهِ يستيقظ من نومه ... ألخ .
٤ - الإجتهاد بصورةٍ أكثر في إختيار الأسلوب عندما يريد الشخصُ إخبارَ من يعلم بأنه يعاني من أمراض الضغط والسكر والقلب والكوليسترول والعصبية الزائدة وحتى المرهفين من الخلق .
٥ - تحرّي الدقة ، التأكد ، ثم الحرص عند نشر الأخبار القاسية أو المُحزنة خاصةً في وسائل التواصل الإجتماعي ، فقد يكون أحد أعضاء هذه الوسائل من أقرباء مَن أصابته مصيبةٌ ولا يتنبه المُخبِر لذلك في الوقت الذي قد لا يعلم هذا العضو بعد بما حصل لقريبه فيتفاجأ وقد يحدث له سوءٌ لا قدر الله .
كما أنني أوصي نفسي والجميع بأن يُهيئ كل إنسانٍ نفسَه لسلسلةٍ من الأحداثِ المؤلمةِ والسعيدة في هذه الحياة ، فطالما نحن نعيش فنحن حتماً سوف نتعرض لمقادير الله بأنواعها فنجتهد قدر المستطاع في إيماننا بسُنةِ الله في خلقه ونجعل ذلك أمامَنا في كل طارقة ..
اللهم إننا نستجيرك من شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخيرٍ يا رحمن .
دمتم بود وسلامة .
تعليق