اللياة ( 4 )
كنت سأكتب عن هذه القصة الطريفة في شكلها والمعبرة في مضمونها ليلة البارحة لولا أن جنحت بنا بعض المواقف الى أمر آخر.!
... والشاهد/ أنه في احدى المرات وقبل حوالي خمس سنوات أتصلت بي إحدى الاخوات بصفتي عضو في الاصلاح، تشكتي من زوجها وتطلب التدخل بينهما فأمورهم متجهة للسوء وربما تصل الى الطلاق، ولديه منه طفله عمرها سنة، ويبدو انهما حديثي الزواج ــ وبعد الاخذ والرد معها عبر الجوال طلبت منها الحضور الى اللجنة وتصطحب معها أحد محارمها أو إحدى قريباتها، من كبار السن.
ولكنها فاجأتني بقولها / أنها ستحضر إلينا هي و زوجها ، فأطرقت قليلا ، ثم قلت: هذا شيء طيب وإن شاء الله بأن حضوركما سوياً سوف يكون فيه خير وبداية لأول خطوات التوافق.. وذلك للخلفية التي في ذهني عن مثل هذه الامور أن كل من الاطراف يأتي بمفرده أو مع بعض اقاربه خاصة النساء..وفي نهاية المكالمة قالت/ سوف اتصل بك عندما أتفق مع زوجي للمجيء إاليكم.
وبعد يومين او ثلاثة/ تلقيت إتصالا من نفس جوال المرأة، ولكن المتلكم كان رجلا ، وإذا به زوجها ، وخلال المكالمة أخبرني أن زوجته أخبرته بالأمر، وإنه لا يمانع في الحضور مع زوجته، ثم سرد لي بعض الامور التمهيدية للبدء في حل هذا الخلاف العائلي.( وفي الحقيقة ان هذا الوضوح والثقة بين الزوجين اعجبني كثيرا وربما كان هو الدافع للوفاق بينهما لاحقا......)
وبعد عدة ايام واذا بالاتصال من نفس الجوال والمتكلم الزوج أيضا وأتفقنا على الحضور في اليوم الثاني عند الساعة التاسعة صباحاً.. وبالفعل في اليوم الثاني أتصل الرجل وقال نحن قريبين منكم/ ولكن في ذلك الوقت كان يوجد لدينا شغل طارئ ، وبما أنني انتظر إتصاله فقد عزمت في نفسي على الاعتذار منهما وطلب تأجيل المجيء الى وقت آخر ــ ولكن الله هداني الى خطة ربما أنها تكون مفيدة للقضية ، وهـــي أنني طلبت من الرجل وبطريقة فيها شيء من ( المزاح ) أن يأخـذ زوجته الى احد المطاعم العائلية القريبة، لتناول الافطار مع زوجته أو شرب القهوة حتى أتصل به ــ فرد متعجباً بقولة ( حنا جينا نتقاضى ما جينا نتمشى ياشيخ ) وكان في كلامه بعض الحدة.
فأخذت نفسي وجوالي الى خارج المكان لكي انفرد بالكلام معه وقلت له اسمع يا ولدي: قد يكون في تناولك الافطار مع زوجتك في مكان هاديء ومن غير ازعاج خاصة وانني عرفت ان طفلته ابقاها عند أهل زوجته ــ/ أن يكون في ذلك فرصة لتجاذب اطراف الحديث على رواقه ـ وطلبت منه ان يجرب ولن يخسر ، فربما فنجان القهوة يفعل معكما مالم يفعله المصلح او حتى القاضي ـ وإن كنت تريد الاصلاح مع ام طفلتك وهذا ما اعتقده فكن انت المبادر الى ذلك ، فأنت صاحب الشأن وانت المستفيد الاول او الخاسر ، فضلا عن امور اخرى لا تحمد عقباها.!
وطلبت منه الاخذ بنصيحتي والامر مجرد ساعة او اقل ،ثـم بعدها سوف يتحدد الامر من تلقاء نفسه إما بمواصلة الرحلة الينا ، أو أن كل واحد منكما سيأخذ بيد الاخر وتعودان الى طفلتكما التي هي في الانتظار بالتأكيد.
وختمت مكالمتي معه بالقول ( يجب ان تكون ذكيا وصبورا وحكيما و ..و ....و ... وبعض الكلمات والتحفيزات التي نستخدمها في مثل هذه الحالات ، والتي اعلم انها ليست غائبة عن الجميع ولكن القلة من يتفاعل ويتفكر ./ الشاهد أن الرجل انهى معي المكالمة بقوله ـ خيرا ان شاء الله ـ.
ومن ثم عدت الى عملي ، ثم عدى ذلك اليوم واليوم الثاني والثالث .... وتوالت الايام والشهور بل والسنوات و( لا علم ولا خبر عنهما ) وبما انني لم اتصل بهما وقلت في نفسي إما ان الرجل غضب مني، أو أن الامور ( سلكت ) بينهما . وهكذا تمر الايام وينسى الموضوع حتى جوال المرأة حذفته من جوالي كعادتي مع الارقام التي لا اتعامل معها الا لوقت محدد او قضية معينة.
.... والمفاجأة كانت بعد اكثر من اربع سنوات وفي وقت نهايات اجراءات كرونا ،حيث كنت مع اطفالي عصرية احد الايام في حديقة عامة للتنزة ـ وبينما انا جالس على احد المقاعد إذ برجل في مقتبل العمر يربت على كتفي ويقبل رأسي ، ثم يسلم سلاما حارا ، وبعد ان رديت السلام قال/ ربما انك لا تعرفني ومع ذلك فأعذرني في عدم ازاحة الكمام عن وجهي او النظارة الشمسية ، لأسباب خاصة ــ ثم قال أما انا فأعرفك جيداً. واريد ان اذكرك بأنني صاحب الموضوع الفلاني انا وزوجتي ، وكل ما استطيع قوله الان ( جزاك الله خيرا الجزاء ، فقد كان لشورك في ذلك اليوم الاثر الكبير والنتيجية الايجابية / نعم فقد أخذت بشورك على مضض وذهبت بزوجتي للمطعم الفلاني فكان فطوراً لذيذا ثم اعقبه قهوة كايفة ، ثم وثم وثم .. حتى وصل الامر في ذلك اليوم الى الهدايا والحذايا ( العطايا ) وكان يصل الامر الى انشاء المعلقات الغرامية والمرادات الغنائية لولا أنني وزوجتي خفنا الحسد فتعوذنا من الشيطان .. وهذه طفلتي ومعها اخوها الذي رزقنا به قبل ثلاث سنوات مع امهما يتمرجحون ويلهون ويلعبون مع الناس في هذه الحديقة .!
وطلب مني ان لا احاول التعرف عليه او على اسرته ، إلا اذا بادر هو من تلقاء نفسه ، ثم انصرف شاكرا ومعتذرا ،،، أما انا فأكتفيت بالدعاء لهم بدوام الالفهة والسعادة ، واخذت اطفالي منصرفاً بسرعة حتى لا ارى أو اسمع ما يعرفني بتلك الاسرة الصغيرة احتراما لمشاعرهم وحفاظا على خصوصيتهم، واعتقد انهم ايضا عملوا نفس عملي في طريقة التباعد والتخفي .والى الان ـ والله لا اعرفهم ـ .
أسال الله لهم الستر والسعادة ، ولنا ولكم ولكل اسرة مسلمة ، في مشارق الارض ومغاربها... والى اللقاء.
...... اوران
4/9/44هــ
كنت سأكتب عن هذه القصة الطريفة في شكلها والمعبرة في مضمونها ليلة البارحة لولا أن جنحت بنا بعض المواقف الى أمر آخر.!
... والشاهد/ أنه في احدى المرات وقبل حوالي خمس سنوات أتصلت بي إحدى الاخوات بصفتي عضو في الاصلاح، تشكتي من زوجها وتطلب التدخل بينهما فأمورهم متجهة للسوء وربما تصل الى الطلاق، ولديه منه طفله عمرها سنة، ويبدو انهما حديثي الزواج ــ وبعد الاخذ والرد معها عبر الجوال طلبت منها الحضور الى اللجنة وتصطحب معها أحد محارمها أو إحدى قريباتها، من كبار السن.
ولكنها فاجأتني بقولها / أنها ستحضر إلينا هي و زوجها ، فأطرقت قليلا ، ثم قلت: هذا شيء طيب وإن شاء الله بأن حضوركما سوياً سوف يكون فيه خير وبداية لأول خطوات التوافق.. وذلك للخلفية التي في ذهني عن مثل هذه الامور أن كل من الاطراف يأتي بمفرده أو مع بعض اقاربه خاصة النساء..وفي نهاية المكالمة قالت/ سوف اتصل بك عندما أتفق مع زوجي للمجيء إاليكم.
وبعد يومين او ثلاثة/ تلقيت إتصالا من نفس جوال المرأة، ولكن المتلكم كان رجلا ، وإذا به زوجها ، وخلال المكالمة أخبرني أن زوجته أخبرته بالأمر، وإنه لا يمانع في الحضور مع زوجته، ثم سرد لي بعض الامور التمهيدية للبدء في حل هذا الخلاف العائلي.( وفي الحقيقة ان هذا الوضوح والثقة بين الزوجين اعجبني كثيرا وربما كان هو الدافع للوفاق بينهما لاحقا......)
وبعد عدة ايام واذا بالاتصال من نفس الجوال والمتكلم الزوج أيضا وأتفقنا على الحضور في اليوم الثاني عند الساعة التاسعة صباحاً.. وبالفعل في اليوم الثاني أتصل الرجل وقال نحن قريبين منكم/ ولكن في ذلك الوقت كان يوجد لدينا شغل طارئ ، وبما أنني انتظر إتصاله فقد عزمت في نفسي على الاعتذار منهما وطلب تأجيل المجيء الى وقت آخر ــ ولكن الله هداني الى خطة ربما أنها تكون مفيدة للقضية ، وهـــي أنني طلبت من الرجل وبطريقة فيها شيء من ( المزاح ) أن يأخـذ زوجته الى احد المطاعم العائلية القريبة، لتناول الافطار مع زوجته أو شرب القهوة حتى أتصل به ــ فرد متعجباً بقولة ( حنا جينا نتقاضى ما جينا نتمشى ياشيخ ) وكان في كلامه بعض الحدة.
فأخذت نفسي وجوالي الى خارج المكان لكي انفرد بالكلام معه وقلت له اسمع يا ولدي: قد يكون في تناولك الافطار مع زوجتك في مكان هاديء ومن غير ازعاج خاصة وانني عرفت ان طفلته ابقاها عند أهل زوجته ــ/ أن يكون في ذلك فرصة لتجاذب اطراف الحديث على رواقه ـ وطلبت منه ان يجرب ولن يخسر ، فربما فنجان القهوة يفعل معكما مالم يفعله المصلح او حتى القاضي ـ وإن كنت تريد الاصلاح مع ام طفلتك وهذا ما اعتقده فكن انت المبادر الى ذلك ، فأنت صاحب الشأن وانت المستفيد الاول او الخاسر ، فضلا عن امور اخرى لا تحمد عقباها.!
وطلبت منه الاخذ بنصيحتي والامر مجرد ساعة او اقل ،ثـم بعدها سوف يتحدد الامر من تلقاء نفسه إما بمواصلة الرحلة الينا ، أو أن كل واحد منكما سيأخذ بيد الاخر وتعودان الى طفلتكما التي هي في الانتظار بالتأكيد.
وختمت مكالمتي معه بالقول ( يجب ان تكون ذكيا وصبورا وحكيما و ..و ....و ... وبعض الكلمات والتحفيزات التي نستخدمها في مثل هذه الحالات ، والتي اعلم انها ليست غائبة عن الجميع ولكن القلة من يتفاعل ويتفكر ./ الشاهد أن الرجل انهى معي المكالمة بقوله ـ خيرا ان شاء الله ـ.
ومن ثم عدت الى عملي ، ثم عدى ذلك اليوم واليوم الثاني والثالث .... وتوالت الايام والشهور بل والسنوات و( لا علم ولا خبر عنهما ) وبما انني لم اتصل بهما وقلت في نفسي إما ان الرجل غضب مني، أو أن الامور ( سلكت ) بينهما . وهكذا تمر الايام وينسى الموضوع حتى جوال المرأة حذفته من جوالي كعادتي مع الارقام التي لا اتعامل معها الا لوقت محدد او قضية معينة.
.... والمفاجأة كانت بعد اكثر من اربع سنوات وفي وقت نهايات اجراءات كرونا ،حيث كنت مع اطفالي عصرية احد الايام في حديقة عامة للتنزة ـ وبينما انا جالس على احد المقاعد إذ برجل في مقتبل العمر يربت على كتفي ويقبل رأسي ، ثم يسلم سلاما حارا ، وبعد ان رديت السلام قال/ ربما انك لا تعرفني ومع ذلك فأعذرني في عدم ازاحة الكمام عن وجهي او النظارة الشمسية ، لأسباب خاصة ــ ثم قال أما انا فأعرفك جيداً. واريد ان اذكرك بأنني صاحب الموضوع الفلاني انا وزوجتي ، وكل ما استطيع قوله الان ( جزاك الله خيرا الجزاء ، فقد كان لشورك في ذلك اليوم الاثر الكبير والنتيجية الايجابية / نعم فقد أخذت بشورك على مضض وذهبت بزوجتي للمطعم الفلاني فكان فطوراً لذيذا ثم اعقبه قهوة كايفة ، ثم وثم وثم .. حتى وصل الامر في ذلك اليوم الى الهدايا والحذايا ( العطايا ) وكان يصل الامر الى انشاء المعلقات الغرامية والمرادات الغنائية لولا أنني وزوجتي خفنا الحسد فتعوذنا من الشيطان .. وهذه طفلتي ومعها اخوها الذي رزقنا به قبل ثلاث سنوات مع امهما يتمرجحون ويلهون ويلعبون مع الناس في هذه الحديقة .!
وطلب مني ان لا احاول التعرف عليه او على اسرته ، إلا اذا بادر هو من تلقاء نفسه ، ثم انصرف شاكرا ومعتذرا ،،، أما انا فأكتفيت بالدعاء لهم بدوام الالفهة والسعادة ، واخذت اطفالي منصرفاً بسرعة حتى لا ارى أو اسمع ما يعرفني بتلك الاسرة الصغيرة احتراما لمشاعرهم وحفاظا على خصوصيتهم، واعتقد انهم ايضا عملوا نفس عملي في طريقة التباعد والتخفي .والى الان ـ والله لا اعرفهم ـ .
أسال الله لهم الستر والسعادة ، ولنا ولكم ولكل اسرة مسلمة ، في مشارق الارض ومغاربها... والى اللقاء.
...... اوران
4/9/44هــ
تعليق