الليلة (7 )
في حضرة الموت
تتوالى المصائب والكوارث والخسائر بكافة الوانها واشكالها على البشر، وهذه سنة الله في خلقه ومخلوقاته منذ الازل والى الابد، ويتعايش الانسان مع كل هذه الصروف بما اودعه الله فيه من قوى ومشاعر/والحمد لله على كل حال/.
... ومن بين ذلك تبقى مصيبة ( مصيبة ) الموت وهي قدر الله النافذ ، هي العلامة الفارقة والصاعقة الدامغة من بين كل تلك الاحداث والنوازل، وهي الحدث الذي بسببه تتغير معالم وتتبدل مراتب ، ولا اعتراض ولا امتعاض ، وان ضاقت الدنيا أو اسود الافق. فلن نغير مجرى العبور او نمنع وقع الامور.
في الماضي كانت مصيبة الموت تخيم على دار أهل المصاب اعوام واعوام ، وعلى الاقارب والجيران وكافة المعارف مدة طويلة. أما الان فلا .
// ولكن الذي تغير أو ارى أنه قلت حدته أو خفت وطأته علينا كبشر، هو طريقة تقبلنا وتعاملنا مع ( مصيبة الموت ) وذلك من ناحية ــ معايشة تلقي الخبر الى الصلاة والدفن والعزاء والتابين والرثاء ـ فترى الناس وكأن شيئاً لم يحدث او كأنه حدثاً عادياً ، لم يعد يعبأ به كثيراً أو يلتفت اليه كما ينبغي. اللهم إلا أهل المصاب ولوقت قصير ، وإن كان هناك استثناء من ذلك فهو لبعض ( أخص الخاصة ) من اقرباء الدرحة الاولى.
أما البقية او السواد الاعظم من بيننا ، فالامر لدينا كقرع الجرس للتنبيه لأمر عابر، ثـم العودة الى ما كنا عليه من التيه في غياهب الحياة، وفي وقت وجيز لا يكاد يتعدى الانصراف من المقبـرة، بل وحتى ونحن على المقبرة ومشارف القبور لا يهمنا او اكثرنا لا يهمه سوى تأديه واجب المواساة من باب العادة المعتادة ، وليس من باب العبادة المندوبة، إلا ما رحم ربي وقليل ماهم.!
فمالذي حل بنا وبقلوبنا ومشاعرنا ، بل كيف أصبحت الطريقة التي نسلكها في التعامل مع هذا المصاب من جهة الدين المشروع والتدين المأثور.
ـــ فهل تبلدت مشاعرنا وانعدمت احاسيسنا، نحن لم نتجاهل أو نجهل ، نحن لم ننكر الحزن او نتعالى على الألم ، والذين يرحلون عنا اعزاء علينا ، غالين على قوبنا ، وساكنين بين جوانحنا.. فمالذي حدث ، ما هذا الانقلاب ( المشاعري ) تجاه الموت والفراق والعدم ؟ وهل لكثرة مصائب الموت في الناس صغارا وكبارا ومعايشته شبه اليومية ، هل له سببٌ في ألفة الحدث بصورة شبه طبيعية / سؤال عريض طويل ربما يستطيع علماء النفس الاجابة عليه، وربما لا يستطيعون .!
ولذلكـ ــ علينا نحن معاشر الاحياء أن نتنبه الى هذا الطبع والسلوك، الذي بدأ يتنامى بيننا، ونعلم أننا عند موتنا عاجلا أم آجلا سوف نُعاملُ من قبل الذين خلفنا بنفس الطريقة التي عاملنا بها الذي قبلنا.( والله والمستعان ).
فاللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا ، وارحم امواتنا ، وأرحمنا اللهم اذا صرنا الى ما صاروا اليه.
........ وانا لله وانا إليه راجعون ......
في حضرة الموت
تتوالى المصائب والكوارث والخسائر بكافة الوانها واشكالها على البشر، وهذه سنة الله في خلقه ومخلوقاته منذ الازل والى الابد، ويتعايش الانسان مع كل هذه الصروف بما اودعه الله فيه من قوى ومشاعر/والحمد لله على كل حال/.
... ومن بين ذلك تبقى مصيبة ( مصيبة ) الموت وهي قدر الله النافذ ، هي العلامة الفارقة والصاعقة الدامغة من بين كل تلك الاحداث والنوازل، وهي الحدث الذي بسببه تتغير معالم وتتبدل مراتب ، ولا اعتراض ولا امتعاض ، وان ضاقت الدنيا أو اسود الافق. فلن نغير مجرى العبور او نمنع وقع الامور.
في الماضي كانت مصيبة الموت تخيم على دار أهل المصاب اعوام واعوام ، وعلى الاقارب والجيران وكافة المعارف مدة طويلة. أما الان فلا .
// ولكن الذي تغير أو ارى أنه قلت حدته أو خفت وطأته علينا كبشر، هو طريقة تقبلنا وتعاملنا مع ( مصيبة الموت ) وذلك من ناحية ــ معايشة تلقي الخبر الى الصلاة والدفن والعزاء والتابين والرثاء ـ فترى الناس وكأن شيئاً لم يحدث او كأنه حدثاً عادياً ، لم يعد يعبأ به كثيراً أو يلتفت اليه كما ينبغي. اللهم إلا أهل المصاب ولوقت قصير ، وإن كان هناك استثناء من ذلك فهو لبعض ( أخص الخاصة ) من اقرباء الدرحة الاولى.
أما البقية او السواد الاعظم من بيننا ، فالامر لدينا كقرع الجرس للتنبيه لأمر عابر، ثـم العودة الى ما كنا عليه من التيه في غياهب الحياة، وفي وقت وجيز لا يكاد يتعدى الانصراف من المقبـرة، بل وحتى ونحن على المقبرة ومشارف القبور لا يهمنا او اكثرنا لا يهمه سوى تأديه واجب المواساة من باب العادة المعتادة ، وليس من باب العبادة المندوبة، إلا ما رحم ربي وقليل ماهم.!
فمالذي حل بنا وبقلوبنا ومشاعرنا ، بل كيف أصبحت الطريقة التي نسلكها في التعامل مع هذا المصاب من جهة الدين المشروع والتدين المأثور.
ـــ فهل تبلدت مشاعرنا وانعدمت احاسيسنا، نحن لم نتجاهل أو نجهل ، نحن لم ننكر الحزن او نتعالى على الألم ، والذين يرحلون عنا اعزاء علينا ، غالين على قوبنا ، وساكنين بين جوانحنا.. فمالذي حدث ، ما هذا الانقلاب ( المشاعري ) تجاه الموت والفراق والعدم ؟ وهل لكثرة مصائب الموت في الناس صغارا وكبارا ومعايشته شبه اليومية ، هل له سببٌ في ألفة الحدث بصورة شبه طبيعية / سؤال عريض طويل ربما يستطيع علماء النفس الاجابة عليه، وربما لا يستطيعون .!
ولذلكـ ــ علينا نحن معاشر الاحياء أن نتنبه الى هذا الطبع والسلوك، الذي بدأ يتنامى بيننا، ونعلم أننا عند موتنا عاجلا أم آجلا سوف نُعاملُ من قبل الذين خلفنا بنفس الطريقة التي عاملنا بها الذي قبلنا.( والله والمستعان ).
فاللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا ، وارحم امواتنا ، وأرحمنا اللهم اذا صرنا الى ما صاروا اليه.
........ وانا لله وانا إليه راجعون ......
اوران
تعليق