اللية (15)
( تجافي الرجال)
( تجافي الرجال)
ـــ( إن تجافينا قلبناها مراجل = وإن تصافينا قلبناها محبة )ـــ
*(مساعد الرشيدي،رحمه الله)
سمعت بإذني سمو الامير تركي بن طلال،وغردت حول ذلك في حينه في تويتر/ وهو يستشهد ببيت الشعر اعلاه ، عندما كان يناقش ويتحدث عن بعض الخصومات بين الناس أو حتى الخلافات في وجهات النظر بين الرجال سواء أكانوا في مواقع المسئوليات الادارية لجهاتهم، أو في موقع الرجل بين قبيلته وجماعته أو حتى القضايا التي تحصل بين الافراد والجماعات من كل اطياف المجتمع,-, أو حتى من يختلفون مع سموه شخصياً في أي أمر كان ..)
واقول هنا نعم/ فالكل يدافع ويبرر إما للجهة التي يعمل بها ، أو يتشدد في وجهة نظره الى حد الشخصنة أحيانا، مما يتعدى بالامر أن يخرج عن مساره الاصلي ودائرة الخلاف الضيقة التي يمكن ان يتم حصره داخلها الى أن يحل وينتهى، واذا حدث أن هذا الخلاف او الخصومة استمرت طويلا أو لم تكتب لها الحلحلة. فمن شيم الرجال وقيم النبلاء أن لا يأخذون هذا الخلاف في كل شأن من شئون العلاقة بين المعنيين به، ويتم تعميمه على العلاقات بينهم سواء الفردية او الجماعية ، وقد يحصل أن تطال تبعات هذا الامر جوانب عديدة ليس لها علاقة مياشرة بـ (لـب) القضية.!
ولهذا تنشأ القطيعة بين الاقارب والارحام، وبين الاصدقاء والزملاء، وقد تصل الى التنافر بين الرئيس ومرئوسية مما يؤثر على الاداء الوظيفي والانتاج الاداري والفني، وحتى في بعض شئون الجماعة او القبيلة او الاسرة الواحدة، لأغراض في النفوس ومئارب قد تعلم وقد تخفى.!
إن التجافي بين الرجال، لابد أن ينقلب الى ( مراجل ) فلا يخرج الخلاف (بيني وبينك) أياً كان نوعه أو مستواه الى ميادين اخرى ( كالغيبة والنميمة والاستنقاص والاتهامات الباطلة ومحاولة تقصد الاذي في كل شاردة وواردة والبلاغات الكيدية، فهذه ليست من سلوم العرب ولا صفات الرجال.
وإن كانت هذه الميزة قليلة ونادرة داخل مجتمعا ولله الحمد ــ إلا أنها موجودة لدى بعض أهل النفوس المريضة، والعقول الناقصة ، وقبل ذلك ضعاف الايمان.
وقد رأينا بأعيننا وسمعنا بآذننا من اذا حصل بينه وبين آخر خلاف ولو كان بسيطاً، شنع بصاحبه بين الناس واخرج الخلاف عن أصله وسببه الى فضاء الانتقام بأي طريقة، والى مجال الحرب بأي سلاح، حتى ولو كان محرماً دولياً، فضلاً عن تحريمة إسلامياً وسلومياً.
{ وفي الإسلام تعد خصله من خصال النفاق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ}
فاللهم إلهمنا رشدنا واقنا شرور انفسنا.اوران
15/9/44هـ
15/9/44هـ
تعليق