اللية(17)
عُكــاز
عُكــاز
مدخل :
... هل كان سليمان بن داوود عليه السلام يتوكأ على منسأته ، كما كان يتوكأ موسى عليه السلام على عصاه ، أم أن له مآرب أخرى كما كان لأخيه في النبوة ، نتوقف هنا عند قول ( الله أجل وأعلم ...)
في البهـو:
... ــ عُكاز ــ مفردة عجيبة ورسم فريد لآلة مخلوقة لمئآرب كثيرة في حياة الانسان ، وقد يكون لها من الفوائد والاستعملات مالم يتم التنبه اليه بعد .
ولكن في حياتنا عواكيز متنوعة ومتوكئات شتى ، ليس بالضرورة أن تكون منها تلك العصا الخشبية أو العكاز النحاسية بمختلف احجامها أو ألوانها المتعددة ، أو حتى ملامسها الناعمة في بعض والخشنة في أخريات .
وإنما لدينا أنواع أخرى لاتنقص جمالا ولا تقل فائدة عن تلك التي وقر في الاذهان تصورها ، وثبت للعيان طرق أمتشاقها .
فمن ذلك: الابن البار ، والاخ الذي تتعنز عليه والابن الذي ترى شخصك فيه ، والصديق الذي تثق به ، والزميل الذي ترتاح له ، وغيرهم ممن لك عندهم حوائج وفيهم لك مقاصد ، كلٌ بحسب مقدرته هو ، وحدودك أنت تجاه التعامل مع كل على حدة .
وإذا ماخرجنا من دائرة البشر الى فضاء الطبيعة ففيها أيضا من العكازات ماالله به عليهم ، فقط فتش عن احداهن ، ولن تجهد كثيرا ، فالهواء العليل عكاز رئتيك المثقلة بزخم التلوث ، وزرقة السماء عكازٌ لتجوال ناظريك المجهدين بالتحديق فيما لايسرهما ، والسحاب المركوم عواكيز منهمرة من العلو لإنتشال نفسك التواقة من براثن الجفاف الروحي.
إن في كل زاوية من زوايا حياتنا ، وفي كل منعطف من منعطفات دروبنا نجدُ عكازاً أو عصا ، نستطيع أن نتوكأ عليها الى أمد ، وفي كل صوب وحدب ، فقط نعرف كيف أن نقبض عليها ، ونتعلم كيف نمشي بها أو عليها ، وكيف أن لهذه العكاز حقاً علينا ، لا يقل قدراً ولا منزلة من أن نضعه تارة على عواتقنا وأخرى فوق رؤوسنا .
هذا وإن والاستطراد في شأن العكاز واصنافها سوف يأخذنا الى عوالم مبعثرة ، وخوافي مستترة ، ولكن حسبنا الاحاطة بهذه الاشارة ، ففيها ما يغني عن مكامن الإثارة ، وما يسد رمق الصادي لمدلولات العبارة .
.. عكاز الحياة :
.. مهما إفتتن الرجل بفتوته ، وإنبهر بعنفوانه ، وتعالى برجولته ، فليس يكمل ذلك في أركان مسيرته ، مالم يكن يتوكأ على عكاز متين وعصا سحرية ، ويتمثل ذلك في ( زوجة صالحة ) ترعى ما أسترعاها الله فيـه وتقوم بما اوجبه الله عليها بـ/المعروف،.
ومثل ما أن الرجل مظلة للمرأة فـ/المرأة عكاز للرجل، وأيما عكـــــاز.. ولو رزقك الله بعكازين او ثلاث او حتى أربع عكازات ــ فيااااا سلااااام ســــلم..!!.
اوران
17/9/44هـ
17/9/44هـ
تعليق