اللية ( شبهُ الاخيرة ...!
لا تبـرر ( تجارب شحصية !)
لا تبـرر ( تجارب شحصية !)
مدّقــال :
هي تجارب شخصية / مما يمكن أن يشارك بها الواحد منا الاخرين.، ونعلم أنه لا انسان على وجه البسية إلا وله تجارب سعيدة وأخرى بائيسة، ولكننا ننسى اللحظات او الهبات الجميلة في حياتنا ، بينما تبقى التجارب السيئة والحوادث التعيسة ماثلة أمامنا دائماً، برغم كل شيء.
عرضـة رقم 1:
التجربة الاولى/ كانت مع (التبرير غير المبرر)، وكانت هذه التجربة في أيام الشباب المبكر جدا جدا، وقد كانت السيارات تعد على الاصابع في قريتنا وما حولها من القرى ، وحدث أن أحد الاشخاص ـ الله لا يسامحه ـ قام بكسر ـ أريل أو أنتل ) سيارة هايلكس آخر موديل حينها ، وتعود لأحد الرجال الاخيار من قبيلتنا.
وبما أن صاحبكم في الله ( أنا ) كثير الحركة أكره المكوث طويلا في مكان واحد أو الانصياع للاوامر او تلبية الطلبات، لذلك كنت أتواجد في كل الاماكن وفي كل الاوقات وبمختلف الاجواء والتضاريس ليلا ونهارا على ( مزاجي ..!) ولـم يكن أحد يستغرب ممن يعرفني ونشأت معه هذا الطبع ، رغم محاولات عديدة لتعديله من قبل الاهل والجيران، إلا ان تلك المحاولات تبوء بالفشل وربما تنتهي بالمصادمات العنيفة ، التي تؤل بي للهروب والمبيت على سقف المنزل تارة ، أو عند زوجة أبي التي اناديها ( أمي امكهلة ) لكبر سنها أولا ولأحتوائها لي عند الشدائد ثانيا.
( وبالمناسبة فقد كانت هذه أمي التي لم تلدني تحتويني دائما الى أن توفيت رحمها الله وعمري حوالي 30 عاماً ، حيث سبقتها والدتي بالرحيل رحمها الله رغم انها تُعد في سن أحدى بناتها ، ولكن ساعة الاجل لا تعرف صغيرا ولا كبيرا،، ولها من المناقب الحسنة والجمايل العديدة عليّ وعلى غيري مالا يمكن ان يسجل في اسطر قليلة كهذه..!)
/ـ نعود لهذا الانتيل سيء الذكر/ فقد أتجهت التهمة مباشرة ألى صاحبكم وبدون أي علامات ولا دلائل ، مثلها كمثل التهم السابقة واللاحقة، التي تتوالى بإتجاهي ليس لسبب إلا أنني ( ملقوف ، حسب وصفهم ).
وبعد أن بدأ يعيرني الجميع وبعد التحذيرات من قبل اصحاب السيارت وابنائهم وبعضهم اصدقائي / ضاقت بي الوسيعة لعلمي أنني بريء تماما ، ولكن على ماقيل ( أنقادت الكلمة ) أردت حينها تبرأة نفسي امام صاحب السيارة، وبما أنني أتهيب مواجهته فقد كتبت له رسالة( اقسم له فيها أنني بريء من تلك التهمة وليس لي علاقة بذلك الامر من قريب ولا من بعيد..)، وبعثتها له مع احدهم.. وأنشرح خاطري لأعتقادي أن العم اقتنع بردي التهمة ..!
ولكن/ وبعد حوالي أسبوع فوجئت بأخي الاكبر رحمه الله يسلمني تلك الرسالة قائلاً: هذا اعتراف مجاني منك بالجريمة ، ولم يكن يجدر بك أن تبعث هذه الرسالة مادام الرجل لم يوجه التهمة اليك مباشرة ولم يستدعيك أو يكلم أحد منا ، يا أخي لا ــ تبرر ــ كل شيء لكل من هب ودب ، إلا اذا طلب منك رسميا او عرفاً..!)
ولذلك فقد تعلمت من ذلك الدرس أن لا ( ابــرر ) لأي أحد أو استعطف أي مخلوق في إمور عائمة في الفضاء قد تصح وقد لا تصح، تخصني او لا تخصني ، وعلى ما قيل ( اللي يطيح من السماء تتلقاه الارض).والمواقف المشابهة لهذا الموقف كثيرة جدا ، تحدث لنا كما تحدث لكل الناس.
رحم الله ذلك الرجل الخير الذي بقي يكن لي الاحترام والتقدير الى أن توفي، وبقيت انا ادعو له الى الان ، ورحم الله أخي الحكيم الذي علمني هذا الدرس ، الذي وضعته نصب عيني الى الان.. ولا سامح الله من وضعني في ذلك الموقف المحرج.
العرضة رقم 2:
لي صاحب قديم عزيز ولكن الصحبة تكاد تبلى والمشاعر توشك أن تتجافى،، ابتعدنا عن بعضنا سنوات طويلة ثم شاء القدر أن نقترب من بعضنا في السنوات الاخيرة، ولكن بالسلام فقط عندما نتقابل في الطرقات إما بالاشارة باليد أو بمنبه السيارة( البوري)، وكلٌ منا في فلكه يسبح وكلٌ منا ( واخد على خاطره حبتين من الاخر ) وهكذا هي التفاكير عندما نبتعد في علاقاتنا الاجتماعية عن بعضنا البعض.
المهم/ أنني قابلته في احدى المناسبات وحدث أن جلست الى جواره وسعدت لذلكــ ــ ثم دار بيننا الحديث ولكنني احسست ببعض الجفاء من قبل صاحبي، فقلت له مباشرة وليس بيني وبينه كلفة او حاجز( وش بـــــك ياولـد ..؟) قال : وشبك أنت/تغيرت يا اخي، اشوفك (متكبر) ولم اعهد فيك هذه الصفة...وكان يتكلم بجدية ./ إنصدت - من رأيه هذا ثم تنفست الصعداء واشحت بوجهي لفضاء المجلس، وبقيت افكر واتعجب من نظرة صاحبي عني...!
وبعد انقضاء المجلس اصريت عليه أن اوصله الى منزله بسيارتي ، فوافق بعد الحاح مني/ ولما استوينا على ظهر مركبنا وبما أنه صاحبي وصديقي القديم ، وبما انه خاطبني وجها لوجه وبيني وبينه ( فتحت له كتابي وأمليت عليه مابي.. على طريقة ( اذا قلت مابي للقديرة/ فاطمة القرني...).
وتحول المشوار الذي لم يكن يتعدى عشر دقائق الى ساعتين ونصف بين المسير في طرقات البلدة والتوقف عند احد كافيه مدينتنا الصغيرة، ثم الى موقع كنا نتعاهده ايام الصبا مع شباب القرية للسمر على تلفزيون ابيض واسود ابو بطارية وخاصة لمشاهدة المذيع وهو نائم .!
وبعد هذه الجولة التي كان لابد منها وبعد البوح الصادق بالمشاعر الحقيقة والظروف الحياتية من الطرفين كلٌ لصاحبهِ،، تبين لكل منا أن الوقت الذي ابتعدنا فيه عن بعضنا ، أحدث مالله به عليم من ــ المعاناة والشقاء والمفارقات الى درجة ـالكوارث ـ مما حدى بكل تلك ( البلاوي المتلتلة ) الى أن ترسم على والوجه مسحة إكتئاب شديدة وعلامات آلام عديدة يحسبها الجاهل ( إيماءات تكبُر أو إيحاءات عنجهية ..).!
الشاهد أن الدنيا / وكدها ونصبها ووصبها، قد تجعل من الانسان شيء آخر وشخص مختلف وكائن عجيب، لا يمكن أن يفك شفرات رسائله أو يحل ألغاز تجاربه ــ / ســوى من يهتم لـه ويعتني بـه ، وقليل ماهم في هذا الزمان العجيب . هذا والله المستعان.
واخيراً /ها انا اصل معكم الى نهاية ما التزمت به في هذا الشهر الكريم، وكنت اخطط ان يكون لقائنا الليلة مع شيء مختلف ربما على طريقة الفلسفة الادبية ، ولكن لغرض ما ، رأيت أن اتطرق لهذه التجارب بصورة سريعة وشبه موجزة..!
اعتذر عن الخطأ وآسف على القصور ، وقد نلتقي في أي لحظة عاجلة او آجلة بحسب الظروف والاحداث والمناسبات،، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام/ وكل عام وانتم واحبتكم ووطنكم في ألف خير والف نعيم.
الى اللقاء ـــ/ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اوران
19/9/44هـ
19/9/44هـ
تعليق