تويت
صلاة الوِتْر
المقصود بصلاة الوِتْر:
الوِتْر لُغة: هو العدد الفردي كالواحد والثلاثة والخمسة ... إلخ، وهو عكس الشفع.
والوِتْر اصطلاحًا: هو صلاة الوِتْر وهي صلاة تُفعل ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، تُختم بها صلاة الليل، وسُميت بذلك لأنها تُصلى وترًا ركعة واحدة أو ثلاثًا أو أكثر، ولا تكون شفعًا.
أهمية صلاة الوِتْر:
صلاة الوِتْر من أعظم القُربات إلى الله تعالى، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحافظ عليها حضرًا وسفرًا، وحث على فعلها لأهميتها، ولِما فيها من الفضل العظيم.
حُكم صلاة الوِتْر:
القول الراجح أن صلاة الوِتْر سُنة مُؤكدة.
وقد ذهب بعض العُلماء إلى وصف من أصرَّ على ترك صلاة الوِتْر بأنه رجل سُوء، ولا تُقبل شهادته، وذلك للتأكيد على ما ورد من الأحاديث في الأمر بها والحث عليها.
حُكم صلاة الوِتْر للمسافر:
صلاة الوِتْر في السفر سُنة مُؤكدة مثل صلاتها في الحضر.
فالمُسافر إن كان نازلًا، فإنه يُصلي الوِتْر كالمُقيم، وإن كان سائرًا راكبًا على ظهر سيارة أو قطار أو طائرة أو سفينة، أو غيرها من وسائل المُواصلات - فالسنة أن يُصلي الوِتْر على راحلته مُستقبلًا القِبلة إن تيسر، فإن لم يتمكن استقبل القِبلة عند تكبيرة الإحرام إن تيسر.
فإن لم يستطع صلى حيثما توجَّهت به راحلته قائمًا، فإن لم يستطع فقاعدًا يُومئ برأسه، أما في الفريضة، فلا بد أن يستقبل القبِلة في جميع صلاته.
وقت صلاة الوِتْر:
اتفق العُلماء على أن وقت الوِتْر يبدأ من بعد صلاة العشاء، ولو كانت مجموعة إلى المغرب جمع تقديم، وينتهي وقتها بدُخول وقت الفجر الثاني، واتفقوا على أن أفضل وقتها هو السَّحر، بل حُكي الإجماع على ذلك.
أفضل وقت لأداء صلاة الوِتْر:
دلت السنة على أن أفضل وقت لأداء صلاة الوِتْر هو آخر الليل - أي في الثلث الأخير منه - لمن رجا أن يستيقظ آخر الليل؛ لأن صلاة آخر الليل أفضل وهي مشهودة.
والوِتْر أول الليل أفضل لمن خاف ألا يقوم آخر الليل، وهذا باتفاق العُلماء.
حُكم صلاة الوِتْر بعد دخول وقت الفجر:
القول الراجح أن من نام عن وِتْره أو نسِيه حتى دخل عليه وقت الفجر، لا يُصليه بعد طُلوع الفجر؛ لأن وقت صلاة الوِتْر ينتهي بطُلوع الفجر.
حُكم قضاء صلاة الوِتْر:
القول الراجح أن من ترك صلاة الوِتْر مُتعمدًا حتى طلع الفجر ليس عليه قضاء، أما من لم يُصل الوتر بالليل لمرض أو غلبة نوم، أو نحو ذلك، فيُشرع له القضاء، ولكن يقضيه شفعًا في نهار اليوم التالي في وقت الضحى بعد ارتفاع الشمس قيد رُمح، فيُصلي ركعتين أو أربع أو أكثر "ركعتين ركعتين..."، فإذا كانت عادته أن يُصلي الوتر ثلاثًا في الليل صلاه في وقت الضُحى أربعًا بتسليمتين، وإذا كانت عادته خمسًا صلاه ستًّا بثلاث تسليمات وهكذا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ليلًا بإحدى عشرة ركعة، فإذا شغله عن صلاته بالليل نوم أو مرض صلى من النهار وقت الضُحى ثنتي عشرة ركعة.
حُكم صلاة الوِتْر جماعة:
صلاة الوِتْر في شهر رمضان يُشرع فعلها جماعة بعد صلاة التراويح وأما في غير شهر رمضان فلا يُعلَمُ دليلٌ يدل على مشروعيتها جماعة بصفة مُستديمة، لكن إذا فعلت جماعة في بعض الأحيان جاز.
عدد ركعات صلاة الوِتْر:
أولًا: أقل الوِتْر:
القول الراجح أن أقل صلاة الوِتْر ركعة واحدة.
ثانيًا: أكثر الوِتْر:
القول الراجح أن أكثر الوِتْر إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة.
ثالثًا: أدنى الكمال للوِتْر:
أدنى الكمال للوِتْر ثلاث ركعات.
صفات الوِتْر:
صفات الوتر الواردة في السنة هي على النحو التالي:
أولًا: صفة صلاة الوِتْر بثلاث ركعات:
الوتر بثلاث ركعات له صفتان كلتاهما مشروعة:
الصفة الأولى: أن يُسلم من ركعتين ثم يُوتر بواحدة ويُسلم منها.
الصفة الثانية: أن يسرد الثلاث بتشهد واحد.
ما يُقرأ في الركعات الثلاث في صلاة الوِتْر:
يقرأ في الركعة الأولى من الثلاث بسُورة (الأعلى)، وفي الثانية: (الكافرون)، وفي الثالثة: (الإخلاص)، ويضيف إليها أحيانًا (المُعوذتين).
تنبيه:
لم يثبُت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصلي الوِتْر بثلاث ركعات مُتصلة بتشهدين وتسليم كصلاة المغرب.
ثانيًا: صفة صلاة الوِتْر بخمس ركعات:
يُستحب إن أوتر بخمس أن تكون مُتصلة، ولا يتشهد إلا تشهدًا واحدًا في آخرها ويُسلم.
ثالثًا: صفة صلاة الوِتْر بسبع ركعات:
يُستحب إن أوتر بسبع أن تكون مُتصلة، ولا يتشهد إلا تشهدًا واحدًا في آخرها ويُسلم، ويُستحب له أيضًا إن أوتر بسبع أن يسرد الركعات ولا يجلس للتشهد إلا في الركعة قبل الأخيرة، ولا يُسلم، ثم يقوم للركعة السابعة، ثم يجلس للتشهد ثم يُسلم.
رابعًا: صفة صلاة الوِتْر بتسع ركعات:
يُستحب إن أوتر بتسع أن يسرد الركعات ولا يجلس للتشهد إلا في الركعة قبل الأخيرة، ولا يُسلم ثم يقوم للركعة التاسعة، ثم يجلس للتشهد ثم يُسلم.
خامسًا: صفة صلاة الوِتْر بإحدى عشرة ركعة:
إن أوتر بإحدى عشرة، فإنه يُسلم من كل ركعتين ويُوتر منها بواحدة، ويجوز أن يسردها كلها، فلا يجلس ولا يتشهد إلا في آخرها.
كل هذه الصِفات في صلاة الوِتْر قد جاءت بها السنة، والأكمل ألا يلتزم المُسلم بصفة واحدة، بل يأتي بهذه الصفة مرة وبغيرها أُخرى، وهكذا، بناءً على القاعدة الصحيحة أنه إذا تنوعت العبادات، فالأفضل أن يأتي بهذا تارة وبهذا تارة؛ لأن العبادات الواردة على وجوه مُتنوعة الأفضل أن يعمل بها كلها؛ لأن ذلك فيه إحياء للسنة واتباعًا للنصوص الواردة في هذا الباب.
وفيه أيضًا استحضار للقلب؛ لأن الإنسان إذا التزم شيئًا مُعينًا صار عادة له.
حُكم القُنوت في صلاة الوِتْر:
القنوت يُطلق على معان منها: القيام والسكوت ودوام العبادة والدعاء والتسبيح والخُشوع، وفي الاصطلاح: هو الدعاء في الصلاة في محل مخصوص من القيام.
القول الراجح أن القُنوت في صلاة الوِتْر مشروع؛ لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه علم الحسن بن على رضي الله عنهما دعاء يدعو به في قُنوت الوِتْر، وهذا يدل على أن هذا القُنوت سُنة، لكن ليس من فعله، بل من قوله صلى الله عليه وسلم، وأيضًا ثبت فعله عن بعض كبار الصحابة رضي الله عنهم في رمضان وفي غير رمضان.
الأدعية الواردة في دُعاء القُنوت:
1- اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يَذِلُّ من واليت ولا يَعِز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت: (هذا الدعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن على رضي الله عنهما).
2- اللهم اغفر للمُؤمنين والمُؤمنات والمُسلمين والمُسلمات، وألِّف بين قُلوبهم وأصلح ذات بينهم، وانصُرهم على عدوك وعدوِّهم، اللهم الْعَن كفرة أهل الكتاب الذين يُكذبون رُسلك ويُقاتلون أولياءك، اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزِل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المُجرمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك.
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد ولك نُصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك، إن عذابك بالكفار مُلحق، (هذا الدعاء ثبت عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه).
حُكم الزيادة على الدعاء الوارد في القُنوت في صلاة الوِتْر:
القول الراجح أن الزيادة على الأدعية الوارد في القُنوت في صلاة الوِتْر لا بأس بها إذا كانت من جوامع الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنها من جنس دُعاء القُنوت وهو محل للدعاء، وكذلك يدعو بغير ما ورد مما يحتاجه الإنسان في دينه ودُنياه.
يُشرع القُنوت في الوِتْر بأي دُعاء ليس فيه اعتداء ولا سجع مُكلف وتلحين مُطرب، ونحو ذلك مما لا أصل له في الكتاب ولا في السنة، ولا جرى به عمل الصحابة والأئمة من سلف هذه الأُمة.
موضع دعاء القُنوت في صلاة الوِتْر:
القول الراجح أن محل القُنوت في الركعة الأخيرة من الوِتْر بعد الركوع قياسًا على ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من القنوت بعد الرفع من الركوع في الفجر في قُنوت النوازل.
حُكم البدء في دعاء قُنوت الوِتْر بحمد الله:
الأفضل في دُعاء القُنوت أن يبدأ الداعي أولًا بحمد الله تعالى والثناء عليه، ويُثَنِّي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو، فإن هذا أقرب إلى الإجابة من دعاء مُجرد من الحمد والثناء.
حُكم رفع اليدين في قُنوت الوِتْر:
يجوز رفع اليدين في قُنوت الوِتْر؛ لأن قُنوت الوِتْر دُعاء، فيدخل في عُموم النصوص التي فيها استحباب رفع اليدين عند الدعاء ما دام أنه لم يرد فيه ما يدل على منع رفع اليدين، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه في قُنوت النوازل وقُنوت الوِتْر من جنس قُنوت النوازل.
حُكم مسح الوجه باليدين بعد الانتهاء من دعاء القُنوت في صلاة الوِتْر:
مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء لم يثبت فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصح عن الصحابة رضي الله عنهم لا في القُنوت ولا في غيره، لا داخل الصلاة ولا خارجها، وقد اعتاد بعض العامة فعل ذلك، وهذا خطأ واعتاد آخرون رفع الأيدي عقب النوافل ومسح الوجه بها بدون دعاء، وهذا أقبح من الأول، والسنة ترك المسح مُطلقًا في الصلاة وغيرها.
ما يُقال بعد السلام من صلاة الوِتْر:
يُستحب للمصلي إذا سلم من وتره أن يقول: (سُبحان الملك القُدوس، سُبحان الملك القُدوس، سُبحان الملك القُدوس)، ويمد صوته في الثالثة ويرفعه.
المقصود بصلاة الوِتْر:
الوِتْر لُغة: هو العدد الفردي كالواحد والثلاثة والخمسة ... إلخ، وهو عكس الشفع.
والوِتْر اصطلاحًا: هو صلاة الوِتْر وهي صلاة تُفعل ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، تُختم بها صلاة الليل، وسُميت بذلك لأنها تُصلى وترًا ركعة واحدة أو ثلاثًا أو أكثر، ولا تكون شفعًا.
أهمية صلاة الوِتْر:
صلاة الوِتْر من أعظم القُربات إلى الله تعالى، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحافظ عليها حضرًا وسفرًا، وحث على فعلها لأهميتها، ولِما فيها من الفضل العظيم.
حُكم صلاة الوِتْر:
القول الراجح أن صلاة الوِتْر سُنة مُؤكدة.
وقد ذهب بعض العُلماء إلى وصف من أصرَّ على ترك صلاة الوِتْر بأنه رجل سُوء، ولا تُقبل شهادته، وذلك للتأكيد على ما ورد من الأحاديث في الأمر بها والحث عليها.
حُكم صلاة الوِتْر للمسافر:
صلاة الوِتْر في السفر سُنة مُؤكدة مثل صلاتها في الحضر.
فالمُسافر إن كان نازلًا، فإنه يُصلي الوِتْر كالمُقيم، وإن كان سائرًا راكبًا على ظهر سيارة أو قطار أو طائرة أو سفينة، أو غيرها من وسائل المُواصلات - فالسنة أن يُصلي الوِتْر على راحلته مُستقبلًا القِبلة إن تيسر، فإن لم يتمكن استقبل القِبلة عند تكبيرة الإحرام إن تيسر.
فإن لم يستطع صلى حيثما توجَّهت به راحلته قائمًا، فإن لم يستطع فقاعدًا يُومئ برأسه، أما في الفريضة، فلا بد أن يستقبل القبِلة في جميع صلاته.
وقت صلاة الوِتْر:
اتفق العُلماء على أن وقت الوِتْر يبدأ من بعد صلاة العشاء، ولو كانت مجموعة إلى المغرب جمع تقديم، وينتهي وقتها بدُخول وقت الفجر الثاني، واتفقوا على أن أفضل وقتها هو السَّحر، بل حُكي الإجماع على ذلك.
أفضل وقت لأداء صلاة الوِتْر:
دلت السنة على أن أفضل وقت لأداء صلاة الوِتْر هو آخر الليل - أي في الثلث الأخير منه - لمن رجا أن يستيقظ آخر الليل؛ لأن صلاة آخر الليل أفضل وهي مشهودة.
والوِتْر أول الليل أفضل لمن خاف ألا يقوم آخر الليل، وهذا باتفاق العُلماء.
حُكم صلاة الوِتْر بعد دخول وقت الفجر:
القول الراجح أن من نام عن وِتْره أو نسِيه حتى دخل عليه وقت الفجر، لا يُصليه بعد طُلوع الفجر؛ لأن وقت صلاة الوِتْر ينتهي بطُلوع الفجر.
حُكم قضاء صلاة الوِتْر:
القول الراجح أن من ترك صلاة الوِتْر مُتعمدًا حتى طلع الفجر ليس عليه قضاء، أما من لم يُصل الوتر بالليل لمرض أو غلبة نوم، أو نحو ذلك، فيُشرع له القضاء، ولكن يقضيه شفعًا في نهار اليوم التالي في وقت الضحى بعد ارتفاع الشمس قيد رُمح، فيُصلي ركعتين أو أربع أو أكثر "ركعتين ركعتين..."، فإذا كانت عادته أن يُصلي الوتر ثلاثًا في الليل صلاه في وقت الضُحى أربعًا بتسليمتين، وإذا كانت عادته خمسًا صلاه ستًّا بثلاث تسليمات وهكذا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ليلًا بإحدى عشرة ركعة، فإذا شغله عن صلاته بالليل نوم أو مرض صلى من النهار وقت الضُحى ثنتي عشرة ركعة.
حُكم صلاة الوِتْر جماعة:
صلاة الوِتْر في شهر رمضان يُشرع فعلها جماعة بعد صلاة التراويح وأما في غير شهر رمضان فلا يُعلَمُ دليلٌ يدل على مشروعيتها جماعة بصفة مُستديمة، لكن إذا فعلت جماعة في بعض الأحيان جاز.
عدد ركعات صلاة الوِتْر:
أولًا: أقل الوِتْر:
القول الراجح أن أقل صلاة الوِتْر ركعة واحدة.
ثانيًا: أكثر الوِتْر:
القول الراجح أن أكثر الوِتْر إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة.
ثالثًا: أدنى الكمال للوِتْر:
أدنى الكمال للوِتْر ثلاث ركعات.
صفات الوِتْر:
صفات الوتر الواردة في السنة هي على النحو التالي:
أولًا: صفة صلاة الوِتْر بثلاث ركعات:
الوتر بثلاث ركعات له صفتان كلتاهما مشروعة:
الصفة الأولى: أن يُسلم من ركعتين ثم يُوتر بواحدة ويُسلم منها.
الصفة الثانية: أن يسرد الثلاث بتشهد واحد.
ما يُقرأ في الركعات الثلاث في صلاة الوِتْر:
يقرأ في الركعة الأولى من الثلاث بسُورة (الأعلى)، وفي الثانية: (الكافرون)، وفي الثالثة: (الإخلاص)، ويضيف إليها أحيانًا (المُعوذتين).
تنبيه:
لم يثبُت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصلي الوِتْر بثلاث ركعات مُتصلة بتشهدين وتسليم كصلاة المغرب.
ثانيًا: صفة صلاة الوِتْر بخمس ركعات:
يُستحب إن أوتر بخمس أن تكون مُتصلة، ولا يتشهد إلا تشهدًا واحدًا في آخرها ويُسلم.
ثالثًا: صفة صلاة الوِتْر بسبع ركعات:
يُستحب إن أوتر بسبع أن تكون مُتصلة، ولا يتشهد إلا تشهدًا واحدًا في آخرها ويُسلم، ويُستحب له أيضًا إن أوتر بسبع أن يسرد الركعات ولا يجلس للتشهد إلا في الركعة قبل الأخيرة، ولا يُسلم، ثم يقوم للركعة السابعة، ثم يجلس للتشهد ثم يُسلم.
رابعًا: صفة صلاة الوِتْر بتسع ركعات:
يُستحب إن أوتر بتسع أن يسرد الركعات ولا يجلس للتشهد إلا في الركعة قبل الأخيرة، ولا يُسلم ثم يقوم للركعة التاسعة، ثم يجلس للتشهد ثم يُسلم.
خامسًا: صفة صلاة الوِتْر بإحدى عشرة ركعة:
إن أوتر بإحدى عشرة، فإنه يُسلم من كل ركعتين ويُوتر منها بواحدة، ويجوز أن يسردها كلها، فلا يجلس ولا يتشهد إلا في آخرها.
كل هذه الصِفات في صلاة الوِتْر قد جاءت بها السنة، والأكمل ألا يلتزم المُسلم بصفة واحدة، بل يأتي بهذه الصفة مرة وبغيرها أُخرى، وهكذا، بناءً على القاعدة الصحيحة أنه إذا تنوعت العبادات، فالأفضل أن يأتي بهذا تارة وبهذا تارة؛ لأن العبادات الواردة على وجوه مُتنوعة الأفضل أن يعمل بها كلها؛ لأن ذلك فيه إحياء للسنة واتباعًا للنصوص الواردة في هذا الباب.
وفيه أيضًا استحضار للقلب؛ لأن الإنسان إذا التزم شيئًا مُعينًا صار عادة له.
حُكم القُنوت في صلاة الوِتْر:
القنوت يُطلق على معان منها: القيام والسكوت ودوام العبادة والدعاء والتسبيح والخُشوع، وفي الاصطلاح: هو الدعاء في الصلاة في محل مخصوص من القيام.
القول الراجح أن القُنوت في صلاة الوِتْر مشروع؛ لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه علم الحسن بن على رضي الله عنهما دعاء يدعو به في قُنوت الوِتْر، وهذا يدل على أن هذا القُنوت سُنة، لكن ليس من فعله، بل من قوله صلى الله عليه وسلم، وأيضًا ثبت فعله عن بعض كبار الصحابة رضي الله عنهم في رمضان وفي غير رمضان.
الأدعية الواردة في دُعاء القُنوت:
1- اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يَذِلُّ من واليت ولا يَعِز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت: (هذا الدعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن على رضي الله عنهما).
2- اللهم اغفر للمُؤمنين والمُؤمنات والمُسلمين والمُسلمات، وألِّف بين قُلوبهم وأصلح ذات بينهم، وانصُرهم على عدوك وعدوِّهم، اللهم الْعَن كفرة أهل الكتاب الذين يُكذبون رُسلك ويُقاتلون أولياءك، اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزِل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المُجرمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك.
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد ولك نُصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك، إن عذابك بالكفار مُلحق، (هذا الدعاء ثبت عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه).
حُكم الزيادة على الدعاء الوارد في القُنوت في صلاة الوِتْر:
القول الراجح أن الزيادة على الأدعية الوارد في القُنوت في صلاة الوِتْر لا بأس بها إذا كانت من جوامع الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنها من جنس دُعاء القُنوت وهو محل للدعاء، وكذلك يدعو بغير ما ورد مما يحتاجه الإنسان في دينه ودُنياه.
يُشرع القُنوت في الوِتْر بأي دُعاء ليس فيه اعتداء ولا سجع مُكلف وتلحين مُطرب، ونحو ذلك مما لا أصل له في الكتاب ولا في السنة، ولا جرى به عمل الصحابة والأئمة من سلف هذه الأُمة.
موضع دعاء القُنوت في صلاة الوِتْر:
القول الراجح أن محل القُنوت في الركعة الأخيرة من الوِتْر بعد الركوع قياسًا على ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من القنوت بعد الرفع من الركوع في الفجر في قُنوت النوازل.
حُكم البدء في دعاء قُنوت الوِتْر بحمد الله:
الأفضل في دُعاء القُنوت أن يبدأ الداعي أولًا بحمد الله تعالى والثناء عليه، ويُثَنِّي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو، فإن هذا أقرب إلى الإجابة من دعاء مُجرد من الحمد والثناء.
حُكم رفع اليدين في قُنوت الوِتْر:
يجوز رفع اليدين في قُنوت الوِتْر؛ لأن قُنوت الوِتْر دُعاء، فيدخل في عُموم النصوص التي فيها استحباب رفع اليدين عند الدعاء ما دام أنه لم يرد فيه ما يدل على منع رفع اليدين، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه في قُنوت النوازل وقُنوت الوِتْر من جنس قُنوت النوازل.
حُكم مسح الوجه باليدين بعد الانتهاء من دعاء القُنوت في صلاة الوِتْر:
مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء لم يثبت فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصح عن الصحابة رضي الله عنهم لا في القُنوت ولا في غيره، لا داخل الصلاة ولا خارجها، وقد اعتاد بعض العامة فعل ذلك، وهذا خطأ واعتاد آخرون رفع الأيدي عقب النوافل ومسح الوجه بها بدون دعاء، وهذا أقبح من الأول، والسنة ترك المسح مُطلقًا في الصلاة وغيرها.
ما يُقال بعد السلام من صلاة الوِتْر:
يُستحب للمصلي إذا سلم من وتره أن يقول: (سُبحان الملك القُدوس، سُبحان الملك القُدوس، سُبحان الملك القُدوس)، ويمد صوته في الثالثة ويرفعه.
تعليق