[align=left][/align]
[align=justify]
[align=center][glow=000000]
خلصوني بأي شيء من السجن
أنا تعبت، خلاص أنا ميتة ميتة سواء بالحد أو بغيره في حال خرجت بعفو
[/glow][/align]
منذ 7سنوات، تقبع (سميرة ) خلف جدران السجن، في حالة من الوحشة والوحدة والألم والترقب، في انتظار النهاية التي تعرفها سلفاً: القصاص. ( سميرة ) التي أدينت بقتل شاب وقت أن كان عمرها 20 عاماً، ما زالت ترى بصيص أمل في نهاية النفق... "أعتبر قضيتي ابتلاء من الله، وما زلت أناشد المسؤولين أن يعتبروني ابنة من بناتهم، وأناشد أهل الميت أن يعفوا عني وينالوا أجره، وأقسم لهم أنني حاولت أن أتجنب حدوث هذه الكارثة، قدر استطاعتي دون جدوى، وعلى الرغم من كل شيء فأنا نادمة على ما جرى، وأطالب أهل الخير أن يسعوا في الصلح وأن يساندوني في محنتي لوجه الله تعالى".
تقول ( سميرة ): لم أتخيل يوماً أن أكون قاتلة، ولو عادت عقارب الساعة إلى الخلف، وعدت إلى تلك اللحظة التي فقدت فيها سيطرتي على نفسي لم أكن لأقوم بهذا العمل، ولكنت توجهت إلى الشرطة لحل مشكلتي، ولكن الموقف فاجأني، فقمت بالدفاع عن شرفي ونفسي، وأي امرأة سعودية تعتز بشرفها كانت ستتصرف مثلي، وقد طلبت من الشاب الذي قتلته أن يتركني وشأني وتوسلت إليه، لكن دون جدوى، وقد كنت وقتها متزوجة منذ عامين، وأحب زوجي وأحلم مثل كل البنات بحياة مستقرة، وأن يكون لي أبناء أجتهد في تربيتهم ورعايتهم، لكن ما جرى خيب كل آمالي.
وتذكر ( سميرة ) زوجها وموقفه النبيل منها "أحمل لزوجي أقصى درجات الاحترام والتقدير لوقوفه إلى جانبي وإيمانه بقضيتي وأنني فعلت ما فعلته لأحفظ شرفه في غيابه".
وتمسح دموعاً فرت من عينيها حين تتذكر وفاة والدها الذي أصيب بجلطة أدت إلى وفاته بعد أشهر قليلة من دخولها السجن..." كان والدي يزورني ويبث فيّ روح الأمل والصبر، ويوصيني دائماً أن أصبر وأحتسب، لكنه مات وتركني".
لدى (سميرة) 9 إخوان وأختان، وحسب قولها فإن أسرتها متكاتفة ومحبة لبعضها البعض بدرجة كبيرة. وعن أوقاتها في السجن تقول: معظم الوقت أمضيه في الصلاة وتلاوة القرآن، ولا يوجد فراغ في يومي، حتى في الليل أواظب على صلاة التهجد والإكثار من تلاوة القرآن، كما أن الملاحظات والاختصاصية الاجتماعية يفعلن ما بوسعهن كي يزيلن عني أي قلق أو توتر.
لقد حُرمت من عطف الأهل، لكن ربنا عوضني بالمسؤولات في السجن اللاتي قمن باحتوائي وكأنني ابنتهن، وقد وجهنني إلى الالتحاق بحلقة تحفيظ القرآن في السجن واستطعت خلال هذه السنوات أن أحفظ القرآن إضافة إلى دراسة الفقه وحفظ الأحاديث النبوية وأصبحت أدرِّس للسجينات، وأقوم بدور المرشدة لهن، وقد تعلمت في السجن الكثير من خلال القصص العديدة التي سمعتها وتعرّفت على أصحابها عن قرب، وقد زادتني هذه القصص قرباً إلى الله سبحانه وتعالى، وصرت أكثر خبرة بالحياة.
وتضيف: إيماني بعدالة الله دون حدود، وأملي كبير أن يصفح عني أهل القتيل، الذين أقدر حزنهم على ابنهم، لكن أناشدهم أن يعتقوني مما أنا فيه وأن يعفوا عني ويعتبروني ابنتهم التي لا حول لها ولا قوة إلا بالله. وإلى أسرتها تقول: أقدر لكم دعمكم لي، وشدكم من أزري وأنتظر منكم المزيد من المساندة، فأنا ابنتكم البارة التي تحتاج إلى دعواتكم، ودعواتك لي يا أمي. وتوصي الفتيات بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه واتقاء الله في السر والعلن.
في سجن النساء بأبها وفي العنبر رقم "3" تنزل السجينة سميرة الشهيرة بلقب "سجينة خميس مشيط"، بينما يتساءل كثيرون خارج السجن عن مصيرها، سميرة شابة صغيرة أقدمت عندما كانت في التاسعة عشرة من العمر على قتل شاب، وسرعان ما انكشفت ملابسات القضية للجهات الأمنية، فدخلت السجن، لتنتظر سبع سنوات تنفيذ حكم القصاص، تقول سميرة "أنا أتصبر بالأمل بأن يعفو عني أولياء الدم في شهر رمضان المبارك، فقد قضيت فترة طويلة في السجن، وأنا الآن كأي سجينة، أعيش على أمل في الله، ثم في أولياء الدم في أن يعتقوني، وأما إذا حكم علي بالموت، فأنا راضية بقضاء الله وحكمه".
وعن موقفها لو تقرر تنفيذ قرار القصاص منها قالت "لو قدر ونفذ في حكم القصاص فأنا إن شاء الله شهيدة، لقد دافعت عن شرفي وكرامتي وكرامة أهلي، وأرى أنني دافعت عن حق، وأعرف أن أمامي خيارين، إما حياة أو موت، فإن أعتقني أولياء الدم لوجه الله، فإن ذلك سيكون في ميزان حسناتهم".
وأضافت "أنا لا أخاف من الموت، فهو مصير كل الخلائق، وكل إنسان نهايته الموت، ولكن أملي في أولياء الدم أن يعتبروني ابنة لهم، وأنني صاحبة قضية يمكن أن تحدث لأي امرأة في العالم تدافع عن نفسها".
وعن التحقيق معها قالت "لقد تم إعادة التحقيق ثلاث مرات، عبر فترات زمنية متعاقبة، وكانت أقوالي واحدة، فقد اعترفت اعترافا كاملا بالقتل، ولم أحمل أي إنسان ذنبي، ولو كان لي شركاء في هذه الجريمة لقمت بالاعتراف عليهم، لأنه لا يمكن لأحد أن يتخيل صعوبة البقاء في السجن سبع سنوات بين الأمل واليأس، أنا الفاعلة، وليس لي شركاء".
وعن كيفية تحملها سنوات السجن قالت "تحملت السجن بفضل المسؤولات عن السجن في أبها ومشرفة السجن نائلة عسيري والاختصاصية الاجتماعية فوزية صالح والأخوات الملاحظات، فلا أحد يعرف ويلات السجن، وكيف يمكن للإنسان الحياة خلف هذه الجدران كل هذه السنوات التي عددتها يوما بيوم وليلة بليلة، على أمل الخروج، وطوال هذه الفترة لم أعرف شيئا عن قضيتي، ولم أعرف مسارها، ولكن وجود المسؤولات في السجن ووقوفهن بجانبي في محنتي هون علي الكثير، فالمشرفة على سجن أبها نائلة عسيري وقفت إلى جانبي في أحلك الظروف، ولا أعرف كيف يمكن أن أرد لها الجميل، فلقد حظيت بمعاملة إنسانية منها ومن المسؤولات في السجن، ودعم من كافة المسؤولين في إدارة سجون عسير، وذلك خفف من ألمي ومصابي، وتعلمت منه الصبر والاحتساب والعمل على خدمة كل من حولي برضا وطيب نفس، لأنني مواطنة صالحة في هذا المجتمع، وابنة بارة لأسرتي ولكن القدر أكبر من كل شيء"
وذكرت سميرة أن الحياة خلف جدران السجن مضنية، فالحياة خلف القضبان تعني الكثير، تعني الحرمان من الأهل والصديق والقريب، مشيرة إلى أن أكثر ما آلمها هو وفاة والدها بعد أن دخلت إلى السجن متأثرا بقضيتي.
تقول سميرة "وأنا خلف الجدران أحتاج إلى حضن أمي، إلى لمسة حنان من أخواتي، إلى أن أعيش مع أهلي كأي فتاة في عمري".
وعن توقعاتها حول نظرة المجتمع إذا كتب لها الخروج قالت "أدعو الله أن يمنحني الصبر والاحتساب، وأن يمنح الناس الرؤية الصائبة لمشكلتي، وأتأمل من أهل الخير مساندتي والوقوف إلى جانبي، وأنا واثقة من عدالة الله، ومن أن الدنيا ما تزال بخير، وأتمنى من المجتمع ومن أهلي وصديقاتي ألا يحرموني من دعواتهم، وأن يتذكروني دائما، لأنني أتذكر الجميع رغم انقطاعي عن العالم".
وأكدت سميرة أن لديها ـ رغم ظروفها الصعبة ـ كأي امرأة أحلاماً، وأنها تحلم بأن يكون لديها أسرة وأطفال، وأن تعيش معهم وتحسن تربيتهم، وتحميهم من غدر الأيام، وتمنحهم الحب والعطف والحنان.
وناشدت سميرة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأمير منطقة عسير ونائبه الوقوف إلى جانبها، كما شكرت حكومة خادم الحرمين الشريفين على ما تبذله في قضيتها، كما شكرت حرم أمير منطقة عسير الأميرة العنود بنت عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود على متابعتها للقضية، وإرسالها لجنة قامت بجهود ملموسة، إضافة إلى شكرها لإدارة سجون منطقة عسير لوقوف كافة المسؤولين في السجن إلى جانبها ودعمهم لقضيتها.
ووجهت سميرة كلمة إلى خصمها في القضية وقالت "أقولها لخصمي، إلى متى أظل سجينة الجدران بعد أن اعترفت بكل ملابسات القضية وأسبابها، وبعد أن أعيد معي التحقيق ثلاث مرات، واعترافي بالقتل بحضور شقيق المجني عليه وحضور خصومي، واستماعهم إلى قضيتي وأقوالي؟، إلى متى وأنا محكومة بالقصاص، وأنتظر الموت الذي يلوح بسيفه أمام عيني؟، إلى متى وهذه الجدران تطبق على صدري وأنا مبعدة عن هذا العالم، وقد ضاقت بي الدنيا؟، إلى متى وأنا أنتظر أن يقرر خصمي التنازل ويعتقني مما أنا فيه؟، أريد من خصمي أن ينظر لحالي، لقد علمني السجن الصبر والاحتساب، ولكن لا يمكن لأحد أن يتخيل لحظات الانتظار المرير على مدى سبع سنوات".
[align=center][glow=000000]
أسرة القتيل ( آل قليص ) يرفضون كل الوساطات ويفندون القضية من واقع الصك الشرعي
[/glow][/align]
شقيق المقتول الاكبر ( عبدالعزيز محمد قليص ) قال للجمع الغفير :
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، الحمد لله والقائل ( ولكم في القصاص حياة ياولى الألباب ) ..
ايها الاخوة الحضور ياشيوخ القبائل اهلا بكم في هذا المخيم ونحن نرحب بكم ونقدر لكم حبكم للخير وسعيكم للشفاعة وانتم تحملون في قلوبكم قول الله تعالى ( والصلح خير ) نكرر ترحيبنا بكم وانتم ضيوف علينا وعلى جماعتنا ونزولا عند رغبة محافظ محافظة خميس مشيط وشيخ الشمل حسين بن سعيد بن مشيط وجماعتنا آل غنوم ووجوه القبائل واعيانهم من اهل الخير ليعلم الجميع ان سلوم القبائل وعاداتهم لا تختلف وانه رباط واحد حث عليه ديننا الحنيف في قول تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) .
الى كل من وصلته رسالتي هذه والى كل من سمعها اليكم ايها الناس يا شهداء الله في ارضه يا من رضيتم بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا اليكم الحقيقية التي غابت عن الاذهان والتي استبدلت بكلام باطل ومزيف من اصحاب الاقلام الماجورة وليعلم الحاضر منكم الغائب .
ايها القبائل ياوجوه الخير اننى اعرض لكم في هذه اللحظات ماتم لابننا واحببت ذكر ما حصل لاؤكد ان كل ماتم لابننا واحببت ذكر ما حصل لاؤكد ان كل ما تم ليس عبثا من الخيال ولكنها جريمة هزت بفصولها واحداثها كل لبيب وكل عاقل وكل مسلم يعلم حرمة الجناية على النفس البشرية التي كرمها الله تعالى بقوله ( ولقد كرمنا بني ادم ) فلم تكن النفس محلا للعبث والامتهان والاعتداء والجناية بالحرق والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا يعذب بالنار الا رب النار .
ففي يوم الجمعة الموافق : 26/11/1420هـ فقدنا شقيقنا في الوقت المعتاد لعودته المنزل ولدي مراجعة شرطة البلد للابلاغ عن اخينا افادونا بأنهم قد وجدوا جثة ملقاة وسط حاوية النفايات دون معرفة من تكون له هذه الجثة وقد اودعت لثلاجة الموتى بمستشفى ابها العام ولدي معاينة تلك الجثة من قبلنا كانت المفاجأة انها لشقيقنا خالد بن محمد بن قليص رحمه الله حيث صدر تقرير الطبيب الشرعي ان الشخص المقتول تم قتله بواسطة آلة حادة على رأسه وعلى انفه وقد قطعت عضلات يديه وشق بطنه وبترت احدى ساقيه وكسرت الساق الاخرى وتم كسر احدى يديه واحرق تماما لاخفاء معالم التعذيب .
والان السؤال الذي يتبادر الى ذهن كل منكم هل يعقل ان تقوم امرأة ضعيفة بهذا العمل بل يجب علينا ان نتسائل وبكل صراحة لو انا ماتم لابننا قد حدث لابنائكم او اخوانكم او ابائكم لاسمح الله فهل تتصورون او تصدقون ان هذا يحدث في مجتمعنا وهل ترضون هذا .
ايها الحضور الكرام نناشدكم بوجه الله الذي لا اله الا هو بأن تقدروا وضعنا هذا وما فعلوه الجناة المجرمون لانكم اعزاء علينا وحضوركم الى مخيم القبيلة وتقديركم لنا وسام على صدورنا ويهمنا تقديركم لموقفنا من هذه القضية ولا نرضى الا تطبيق الشرع والامل في الله وشرعه كبير لكي تهدأ النفوس ويحق الحق ولا غيره .
حفظنا الله واياكم من شرور انفسنا ومن نزغات الشيطان انه القادر على ذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ابناء محمد بن عبدالعزيز بن قليص .
[/align]
[align=justify]
[align=center][glow=000000]
خلصوني بأي شيء من السجن
أنا تعبت، خلاص أنا ميتة ميتة سواء بالحد أو بغيره في حال خرجت بعفو
[/glow][/align]
منذ 7سنوات، تقبع (سميرة ) خلف جدران السجن، في حالة من الوحشة والوحدة والألم والترقب، في انتظار النهاية التي تعرفها سلفاً: القصاص. ( سميرة ) التي أدينت بقتل شاب وقت أن كان عمرها 20 عاماً، ما زالت ترى بصيص أمل في نهاية النفق... "أعتبر قضيتي ابتلاء من الله، وما زلت أناشد المسؤولين أن يعتبروني ابنة من بناتهم، وأناشد أهل الميت أن يعفوا عني وينالوا أجره، وأقسم لهم أنني حاولت أن أتجنب حدوث هذه الكارثة، قدر استطاعتي دون جدوى، وعلى الرغم من كل شيء فأنا نادمة على ما جرى، وأطالب أهل الخير أن يسعوا في الصلح وأن يساندوني في محنتي لوجه الله تعالى".
تقول ( سميرة ): لم أتخيل يوماً أن أكون قاتلة، ولو عادت عقارب الساعة إلى الخلف، وعدت إلى تلك اللحظة التي فقدت فيها سيطرتي على نفسي لم أكن لأقوم بهذا العمل، ولكنت توجهت إلى الشرطة لحل مشكلتي، ولكن الموقف فاجأني، فقمت بالدفاع عن شرفي ونفسي، وأي امرأة سعودية تعتز بشرفها كانت ستتصرف مثلي، وقد طلبت من الشاب الذي قتلته أن يتركني وشأني وتوسلت إليه، لكن دون جدوى، وقد كنت وقتها متزوجة منذ عامين، وأحب زوجي وأحلم مثل كل البنات بحياة مستقرة، وأن يكون لي أبناء أجتهد في تربيتهم ورعايتهم، لكن ما جرى خيب كل آمالي.
وتذكر ( سميرة ) زوجها وموقفه النبيل منها "أحمل لزوجي أقصى درجات الاحترام والتقدير لوقوفه إلى جانبي وإيمانه بقضيتي وأنني فعلت ما فعلته لأحفظ شرفه في غيابه".
وتمسح دموعاً فرت من عينيها حين تتذكر وفاة والدها الذي أصيب بجلطة أدت إلى وفاته بعد أشهر قليلة من دخولها السجن..." كان والدي يزورني ويبث فيّ روح الأمل والصبر، ويوصيني دائماً أن أصبر وأحتسب، لكنه مات وتركني".
لدى (سميرة) 9 إخوان وأختان، وحسب قولها فإن أسرتها متكاتفة ومحبة لبعضها البعض بدرجة كبيرة. وعن أوقاتها في السجن تقول: معظم الوقت أمضيه في الصلاة وتلاوة القرآن، ولا يوجد فراغ في يومي، حتى في الليل أواظب على صلاة التهجد والإكثار من تلاوة القرآن، كما أن الملاحظات والاختصاصية الاجتماعية يفعلن ما بوسعهن كي يزيلن عني أي قلق أو توتر.
لقد حُرمت من عطف الأهل، لكن ربنا عوضني بالمسؤولات في السجن اللاتي قمن باحتوائي وكأنني ابنتهن، وقد وجهنني إلى الالتحاق بحلقة تحفيظ القرآن في السجن واستطعت خلال هذه السنوات أن أحفظ القرآن إضافة إلى دراسة الفقه وحفظ الأحاديث النبوية وأصبحت أدرِّس للسجينات، وأقوم بدور المرشدة لهن، وقد تعلمت في السجن الكثير من خلال القصص العديدة التي سمعتها وتعرّفت على أصحابها عن قرب، وقد زادتني هذه القصص قرباً إلى الله سبحانه وتعالى، وصرت أكثر خبرة بالحياة.
وتضيف: إيماني بعدالة الله دون حدود، وأملي كبير أن يصفح عني أهل القتيل، الذين أقدر حزنهم على ابنهم، لكن أناشدهم أن يعتقوني مما أنا فيه وأن يعفوا عني ويعتبروني ابنتهم التي لا حول لها ولا قوة إلا بالله. وإلى أسرتها تقول: أقدر لكم دعمكم لي، وشدكم من أزري وأنتظر منكم المزيد من المساندة، فأنا ابنتكم البارة التي تحتاج إلى دعواتكم، ودعواتك لي يا أمي. وتوصي الفتيات بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه واتقاء الله في السر والعلن.
في سجن النساء بأبها وفي العنبر رقم "3" تنزل السجينة سميرة الشهيرة بلقب "سجينة خميس مشيط"، بينما يتساءل كثيرون خارج السجن عن مصيرها، سميرة شابة صغيرة أقدمت عندما كانت في التاسعة عشرة من العمر على قتل شاب، وسرعان ما انكشفت ملابسات القضية للجهات الأمنية، فدخلت السجن، لتنتظر سبع سنوات تنفيذ حكم القصاص، تقول سميرة "أنا أتصبر بالأمل بأن يعفو عني أولياء الدم في شهر رمضان المبارك، فقد قضيت فترة طويلة في السجن، وأنا الآن كأي سجينة، أعيش على أمل في الله، ثم في أولياء الدم في أن يعتقوني، وأما إذا حكم علي بالموت، فأنا راضية بقضاء الله وحكمه".
وعن موقفها لو تقرر تنفيذ قرار القصاص منها قالت "لو قدر ونفذ في حكم القصاص فأنا إن شاء الله شهيدة، لقد دافعت عن شرفي وكرامتي وكرامة أهلي، وأرى أنني دافعت عن حق، وأعرف أن أمامي خيارين، إما حياة أو موت، فإن أعتقني أولياء الدم لوجه الله، فإن ذلك سيكون في ميزان حسناتهم".
وأضافت "أنا لا أخاف من الموت، فهو مصير كل الخلائق، وكل إنسان نهايته الموت، ولكن أملي في أولياء الدم أن يعتبروني ابنة لهم، وأنني صاحبة قضية يمكن أن تحدث لأي امرأة في العالم تدافع عن نفسها".
وعن التحقيق معها قالت "لقد تم إعادة التحقيق ثلاث مرات، عبر فترات زمنية متعاقبة، وكانت أقوالي واحدة، فقد اعترفت اعترافا كاملا بالقتل، ولم أحمل أي إنسان ذنبي، ولو كان لي شركاء في هذه الجريمة لقمت بالاعتراف عليهم، لأنه لا يمكن لأحد أن يتخيل صعوبة البقاء في السجن سبع سنوات بين الأمل واليأس، أنا الفاعلة، وليس لي شركاء".
وعن كيفية تحملها سنوات السجن قالت "تحملت السجن بفضل المسؤولات عن السجن في أبها ومشرفة السجن نائلة عسيري والاختصاصية الاجتماعية فوزية صالح والأخوات الملاحظات، فلا أحد يعرف ويلات السجن، وكيف يمكن للإنسان الحياة خلف هذه الجدران كل هذه السنوات التي عددتها يوما بيوم وليلة بليلة، على أمل الخروج، وطوال هذه الفترة لم أعرف شيئا عن قضيتي، ولم أعرف مسارها، ولكن وجود المسؤولات في السجن ووقوفهن بجانبي في محنتي هون علي الكثير، فالمشرفة على سجن أبها نائلة عسيري وقفت إلى جانبي في أحلك الظروف، ولا أعرف كيف يمكن أن أرد لها الجميل، فلقد حظيت بمعاملة إنسانية منها ومن المسؤولات في السجن، ودعم من كافة المسؤولين في إدارة سجون عسير، وذلك خفف من ألمي ومصابي، وتعلمت منه الصبر والاحتساب والعمل على خدمة كل من حولي برضا وطيب نفس، لأنني مواطنة صالحة في هذا المجتمع، وابنة بارة لأسرتي ولكن القدر أكبر من كل شيء"
وذكرت سميرة أن الحياة خلف جدران السجن مضنية، فالحياة خلف القضبان تعني الكثير، تعني الحرمان من الأهل والصديق والقريب، مشيرة إلى أن أكثر ما آلمها هو وفاة والدها بعد أن دخلت إلى السجن متأثرا بقضيتي.
تقول سميرة "وأنا خلف الجدران أحتاج إلى حضن أمي، إلى لمسة حنان من أخواتي، إلى أن أعيش مع أهلي كأي فتاة في عمري".
وعن توقعاتها حول نظرة المجتمع إذا كتب لها الخروج قالت "أدعو الله أن يمنحني الصبر والاحتساب، وأن يمنح الناس الرؤية الصائبة لمشكلتي، وأتأمل من أهل الخير مساندتي والوقوف إلى جانبي، وأنا واثقة من عدالة الله، ومن أن الدنيا ما تزال بخير، وأتمنى من المجتمع ومن أهلي وصديقاتي ألا يحرموني من دعواتهم، وأن يتذكروني دائما، لأنني أتذكر الجميع رغم انقطاعي عن العالم".
وأكدت سميرة أن لديها ـ رغم ظروفها الصعبة ـ كأي امرأة أحلاماً، وأنها تحلم بأن يكون لديها أسرة وأطفال، وأن تعيش معهم وتحسن تربيتهم، وتحميهم من غدر الأيام، وتمنحهم الحب والعطف والحنان.
وناشدت سميرة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأمير منطقة عسير ونائبه الوقوف إلى جانبها، كما شكرت حكومة خادم الحرمين الشريفين على ما تبذله في قضيتها، كما شكرت حرم أمير منطقة عسير الأميرة العنود بنت عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود على متابعتها للقضية، وإرسالها لجنة قامت بجهود ملموسة، إضافة إلى شكرها لإدارة سجون منطقة عسير لوقوف كافة المسؤولين في السجن إلى جانبها ودعمهم لقضيتها.
ووجهت سميرة كلمة إلى خصمها في القضية وقالت "أقولها لخصمي، إلى متى أظل سجينة الجدران بعد أن اعترفت بكل ملابسات القضية وأسبابها، وبعد أن أعيد معي التحقيق ثلاث مرات، واعترافي بالقتل بحضور شقيق المجني عليه وحضور خصومي، واستماعهم إلى قضيتي وأقوالي؟، إلى متى وأنا محكومة بالقصاص، وأنتظر الموت الذي يلوح بسيفه أمام عيني؟، إلى متى وهذه الجدران تطبق على صدري وأنا مبعدة عن هذا العالم، وقد ضاقت بي الدنيا؟، إلى متى وأنا أنتظر أن يقرر خصمي التنازل ويعتقني مما أنا فيه؟، أريد من خصمي أن ينظر لحالي، لقد علمني السجن الصبر والاحتساب، ولكن لا يمكن لأحد أن يتخيل لحظات الانتظار المرير على مدى سبع سنوات".
[align=center][glow=000000]
أسرة القتيل ( آل قليص ) يرفضون كل الوساطات ويفندون القضية من واقع الصك الشرعي
[/glow][/align]
شقيق المقتول الاكبر ( عبدالعزيز محمد قليص ) قال للجمع الغفير :
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، الحمد لله والقائل ( ولكم في القصاص حياة ياولى الألباب ) ..
ايها الاخوة الحضور ياشيوخ القبائل اهلا بكم في هذا المخيم ونحن نرحب بكم ونقدر لكم حبكم للخير وسعيكم للشفاعة وانتم تحملون في قلوبكم قول الله تعالى ( والصلح خير ) نكرر ترحيبنا بكم وانتم ضيوف علينا وعلى جماعتنا ونزولا عند رغبة محافظ محافظة خميس مشيط وشيخ الشمل حسين بن سعيد بن مشيط وجماعتنا آل غنوم ووجوه القبائل واعيانهم من اهل الخير ليعلم الجميع ان سلوم القبائل وعاداتهم لا تختلف وانه رباط واحد حث عليه ديننا الحنيف في قول تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) .
الى كل من وصلته رسالتي هذه والى كل من سمعها اليكم ايها الناس يا شهداء الله في ارضه يا من رضيتم بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا اليكم الحقيقية التي غابت عن الاذهان والتي استبدلت بكلام باطل ومزيف من اصحاب الاقلام الماجورة وليعلم الحاضر منكم الغائب .
ايها القبائل ياوجوه الخير اننى اعرض لكم في هذه اللحظات ماتم لابننا واحببت ذكر ما حصل لاؤكد ان كل ماتم لابننا واحببت ذكر ما حصل لاؤكد ان كل ما تم ليس عبثا من الخيال ولكنها جريمة هزت بفصولها واحداثها كل لبيب وكل عاقل وكل مسلم يعلم حرمة الجناية على النفس البشرية التي كرمها الله تعالى بقوله ( ولقد كرمنا بني ادم ) فلم تكن النفس محلا للعبث والامتهان والاعتداء والجناية بالحرق والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا يعذب بالنار الا رب النار .
ففي يوم الجمعة الموافق : 26/11/1420هـ فقدنا شقيقنا في الوقت المعتاد لعودته المنزل ولدي مراجعة شرطة البلد للابلاغ عن اخينا افادونا بأنهم قد وجدوا جثة ملقاة وسط حاوية النفايات دون معرفة من تكون له هذه الجثة وقد اودعت لثلاجة الموتى بمستشفى ابها العام ولدي معاينة تلك الجثة من قبلنا كانت المفاجأة انها لشقيقنا خالد بن محمد بن قليص رحمه الله حيث صدر تقرير الطبيب الشرعي ان الشخص المقتول تم قتله بواسطة آلة حادة على رأسه وعلى انفه وقد قطعت عضلات يديه وشق بطنه وبترت احدى ساقيه وكسرت الساق الاخرى وتم كسر احدى يديه واحرق تماما لاخفاء معالم التعذيب .
والان السؤال الذي يتبادر الى ذهن كل منكم هل يعقل ان تقوم امرأة ضعيفة بهذا العمل بل يجب علينا ان نتسائل وبكل صراحة لو انا ماتم لابننا قد حدث لابنائكم او اخوانكم او ابائكم لاسمح الله فهل تتصورون او تصدقون ان هذا يحدث في مجتمعنا وهل ترضون هذا .
ايها الحضور الكرام نناشدكم بوجه الله الذي لا اله الا هو بأن تقدروا وضعنا هذا وما فعلوه الجناة المجرمون لانكم اعزاء علينا وحضوركم الى مخيم القبيلة وتقديركم لنا وسام على صدورنا ويهمنا تقديركم لموقفنا من هذه القضية ولا نرضى الا تطبيق الشرع والامل في الله وشرعه كبير لكي تهدأ النفوس ويحق الحق ولا غيره .
حفظنا الله واياكم من شرور انفسنا ومن نزغات الشيطان انه القادر على ذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ابناء محمد بن عبدالعزيز بن قليص .
[/align]
تعليق