• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التفكير وفوائده

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفكير وفوائده

    تمهيد :

    جعل الله سبحانه وتعالى الإنسان خليفته في الأرض ، وميزه بالعقل على بقية المخلوقات ، وجعل عقله مدار التكليف وتحمل أعباء المسؤولية ، وحثه على النظر في ملكوته بالتفكير وإعمال العقل والتدبر ، حيث ورد الحث على ذلك في كتاب الله الحكيم " القرآن الكريم " حوالي ثماني عشرة مرة ومن ذلك قولـه تعالى  كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون  ( الآية 24/سورة يونس ) ، وقولـه تعالى  وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون  (الآية 3 /سورة الرعد ) .

    وما أحرانا في هذا العالم ذي التغير السريع الذي تتحكم فيه التقنيات الحديثة في الاتصالات والمعلومات والذي تتعقد مشكلاته المختلفة باستمرار . أن نعد أنفسنا ومعلمينا لكي نساهم بسرعة هائلة في إعداد أطفال اليوم لمواجهة تحديات عالم الغد . ونبين لهم ما الذي يجب أن يحرصوا على تعلمه ، وما الذي يجب أن يهملوه حتى يكونوا قادرين على النجاح في مهنة المستقبل والمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع من خلال الخطط المعدة لتنمية المجتمع المستقبلية .

    ومن الملاحظ أن معارف البشرية تتضاعف كل خمس سنوات بل كل ثلاث سنوات تقريباً . وإذا صح ذلك ، فإن أهمية محتوى المقررات الدراسية لا بد أن تتناقص من سنة إلى أخرى باستثناء ما يجب إبقاؤه لأهميته القصوى . والاستعاضة عن ذلك الحشو الموجود في بعض المقررات بزيادة الاهتمام بتعلم التفكير وأدواته ومهاراته المختلفة ، لأنها وإن كانت تعلمّ من خلال محتوى دراسي معين ، إلا أنها عند إتقانها والسيطرة عليها تبقى لدى المتعلم بمثابة الزاد الذي ينفعه رغم تغير الزمان والمكان والمحتوى .



    (1)

    يشبه بعض الباحثين التفكير بعملية التنفس للإنسان ، وكما أن التنفس عملية لازمة لحياة الإنسان ، فإن التفكير أشبه ما يكون بنشاط طبيعي لا غنى عنه للإنسان في حياته اليومية . ويبدو أن التعلم الفعال لمهارات التفكير حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى .

    إن عصر التغيرات المتسارعة يفرض على المربين التعامل مع التربية والتعلــيم كعملــــــية لا يحدها زمان أو مكان ، وتستمر مع الإنسان كحاجة وضرورة لتسهيل تكيفه مع المستجدات في بيئته ، لأن التكيف مع المستجدات يستدعي تعلم مهارات جديدة واستخدام المعرفة في مواقف جديدة .

    إننا نحتاج التفكير في البحث عن مصادر المعلومات ، كما نحتاجه في اختيار المعلومات اللازمة للموقف ، واستخدام هذه المعلومات في معالجة المشكلات على أفضل وجه ممكن . وهناك أسباب عديدة تحتم على مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا الاهتمام المستمر بتوفير الفرص الملائمة لتطوير وتحسين مهارات التفكير لدى الطلاب بصورة منظمة وهادفة ، ‘إذا كانت تسعى بالفعل لمساعدتهم على التكيف مع متطلبات عصرهم بعد تخرجهم .
    1- التفكير ضرورة حيوية للإيمان واكتشاف نواميس الحياة ، ولقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على التفكر وإعمال العقل والتدبر في ما خلق الله والتبصر بحقائق الوجود . بل عظم ذلك من أجل الاستدلال على وجود الخالق سبحانه وتعالى وتعظيمه وتوحيده ، وفي استخلاص الدروس والعظات والعبر من التاريخ .
    2- التفكير الفعال ليس فطرياً بل يتطلب تعليماً منظماً هادفاً ، ومراناً مستمراً حتى يمكن أن يبلغ أقصى مدىً له .
    وربما نشبه التفكير بالألعاب الرياضية التي تحتاج إلى أدوات فنية قوامها الصًّنعة والمران بالإضافة إلى القدرة الطبيعية . والكفاءة في التفكير ليست مجرد قدرة طبيعية ترافق النمو الطبيعي للطفل بالضرورة وإن المعرفة بمحتوى المقرر الدراسي أو الموضوع الدراسي ليست في حد ذاتها بديلاً عن المعرفة بعمليات التفكير والكفاءة في التفكير .


    (2)

    3- مساهمة التفكير في النجاح الدراسي والعملي والحياتي .

    إن تعلم مهارات التفكير الفعال قد يكون أهم عمل يمكن أن يقوم به معلم أو تقوم به مدرسة لأمور عديدة ، من أبرزها :-

    أ- رفع مستوى كفاءة التفكير لدى الطالب .
    ب*- تحسين مستويات التحصيل الدراسي .
    ج- إعطاء الطلاب ثقة بأنفسهم في مواجهة الأمور والمهمات المدرسية والحياتية .

    4- التفكير دعامة قوية وقوة مستمرة لبقاء الفرد والمجتمع معاً في عالم اليوم والغد .

    ومن هنا تبرز أهمية تعلم مهارات التفكير وعملياته ، والتي تبقى صالحة متجددة من حيث فائدتها واستــخداماتها فـــي معالــجة المــعلومات مهــــما كان نوعها .
    يقول أحد الباحثين :
    ( والمعارف مهمة بالطبع ، ولكنها غالباً ما تصبح قديمة ، أما مهارات التفكير فتبقى جديدة أبداً ، وهي تمكننا من اكتساب المعرفة واستدلالها بغض النظر عن المكان والزمان أو أنواع المعرفة التي تستخدم مهارات التفكير في التعامل معها ) .

    ويتضح من ذلك أن تعليم التفكير شبيه بتزويد الفرد بالأدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من التعامل بفاعلية مع أي نوع من المعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها المستقبل .

    5- تعليم مهارات التفكير يفيد المعلمين والمدارس معاً .
    يلاحظ التقصير والتدني في مستويات التحصيل الدراسي لدى بعض الطلاب في بعض الصفوف والمراحل أو بعض المواد الدراسية ويُرد ذلك على الطالب أو المعلم أو المقرر ......وهكذا .

    ويلاحظ حب معظم الأطفال في سن ما قبل المدرسة للدراسة؛ حيث يظهرون حماساً شديداً للذهاب إلى المدرسة ، ثم يأخذ هذا الحماس بالتدني بعد دخولهم المدرسة سنة بعد أخرى . حتى يصبح الذهاب إلى المدرسة أشبه ما يكون بعمل يومي روتيني يخلو من الإثارة والمرح

    ويلاحظ أيضا أن دور الطلاب في الفصول الدراسية في شتى المراحل في العملية التربوية محدود وسلبي ، ينحصر غالباً في التلقي أو مراقبة المشهد الذي يخطط له هذا إذا كان مخططاً له فعلا وينفذه بكل تفاصيله المعلم .

    (3)

    إن الدور الهامشي للطلاب هو نتاج المناخ الصفي التقليدي المتمركز حول المعلم والذي تتحدد عملية التعلم فيه بممارسات قائمة على الترديد والتكرار والحفظ من غير فهم .

    ونقيض ذلك هو المناخ الصفي الآمن المتركز حول الطالب ، والذي يوفر فرصاً للتفاعل والمشاركة والتفكير من جانب الطلاب .

    إن تعليم مهارات التفكير . والتعليم من أجل التفكير يرفعان من درجة الإثارة والجذب للخبرات الصفية ، ويجعلان دور الطلاب إيجابياً وفاعلاً ، ينعكس بصور عديدة من بينها ، تحسين مستوى تحصيلهم ونجاحهم في الامتحانات المدرسية ، وتحقق الأهداف التعليمية التي يتحمل المعلمون والمدارس مسؤوليتها . ونتيجة هذا كله تعود بالنفع على المعلم والمدرسة والمجتمع .



    المراجع :
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

    1- القرآن الكريم .
    2- التدريس من أجل تنمية التفكير ترجمة عبد العزيز عبد الوهاب البابطين .
    3- عبد الباقي ، محمد فؤاد ، المعجم الفهرس لألفاظ القرآن الكريم ط1 1964 م .
    4- تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات ، د/ فتحي عبد الرحمن جروان ، ط1 1420 هـ / 1999 م .
    5- بعض المقالات من الصحف والمجلات .

    منقول للفائده

  • #2
    الله يعطيكـ الف عاافيهـ على النقل المميز ،،

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخي الوحداني على هذا النقل الفريد والجميل عن التفكير ومهارات التفكير ..
      وفعلاً العالم الآن يسعى لتنمية مهارات التفكيرحتى لدى طلاب المدارس في المراحل الدنيا من التعليم نظراً لأهميتها الواضحه في حياة الطلاب وتحصيلهم الدراسي وهو مابدأت به وزارة التعليم في بلادنا حالياً في خطتها الجديدة ونتمنى منهم المزيد ..
      تحياتي وتقدري لك على هذا الطرح الرائع

      تعليق


      • #4
        /

        /

        نعم في هذا العالم المليء بالتكنولوجيا

        والتطور وانفجار المعلومات لابد

        من تنمية التفكير وتطويره ..!

        موضوح يستحق الشكر كما يستحقه

        من قبل صاحبه ..........!

        دمت بخير أخي الوحداني ..!

        تعليق

        يعمل...
        X