• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجزء الثاني من (قراءة في آخر الرعاة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجزء الثاني من (قراءة في آخر الرعاة)

    [align=center] بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
    [align=center] كنت الحقيقة بينما كا نوا هم الزيف الذي لم يغزلك
    لما لم تخبرنا بما أدركت كيف تركتنا في غينا رهن الرياء
    وسرت ترفل في ربيع كلك [/align]
    عقلا قد يجد شاعرنا من يخالفه في جميع مفردات القصيدة ممن عرف (معيض) إلا :-

    [align=center] كان الجميع يدور في فلك وأنت تدور وحدك في فلك [/align]
    كان استهلالا صادقا وجذابا يجعل القارئ يرى أنه وقد دخل من بوابة القصر فليس أمامه إلا
    شرفات ومجالس فيها رجال (على الأرائك يتكئون).
    شاعرنا الذي سبر علم البرمجة اللغوية العصبية وتعاطي علوم النفس والتأثير في الآخرين منذ أمد بعيد لم يكن ليجهل أساليب الإقناع والقدرة على جذب القارئ إلى نصه بــــ (Mr.key.)الذي هو الصدق والواقعية في هذه الجملة التي فتح بها كل الآذان والقلوب .
    [align=center] كنت الحقيقة بينما كانوا هم الزيف الذي لم يغزلك[/align]
    هنا قد يجد شاعرنا من يختلف معه ومن يتفق , إذا أدركنا تباين الناس في مشاربهم ومنطلقاتهم فصاحب النظرة الشعرية التي تستوعب رمزية اللفظ وتعتبر البعض إشارة إلى الكل حينا وتعتبر الكل جاء لزفاف البعض من أفراده حينا آخر وتجيز للشاعر ما لا تجيز لغيره هذه الفئة قد تقرأ هذه الجملة بأن تلك الشخصية (معيض)كان هو الحقيقة في البساطة وعدم التكلف والمرور من الحياة كطريق ليس فيها مبات ولا مقيل , في حين أن البقية كانوا متكلفين وآخذين بحياة (الماكياج) كثيرا , ولله دره كيف كان وحده على حقيقة لم يخدع بهذا الزيف مع كثرته ولم يستطع أحد أن يخرج قطاره عن مساره .
    [align=center]لما لم تخبرنا بما أدركت ,كيف تركتنا في غينا رهن الرياء[/align] هو لم يكن (معيض) أنانيا فيما يظهر لي ليحتفظ بسر السعادة ومصباح علاء الدين ولكن لعله استعاض بسنته الفعلية عن القولية , ثم لعله يئس من وصول خطابه إلى غيره ولم يجد غير لغة الإشارة لاختلاف اللغتين وغياب المترجم .
    وصريح عبارة الشاعر هنا أعترف بالغي والضلال , وانغماس في النفاق والرياء ........ استغفر الله لي ولمعيض ولجميع المسلمين ولكن هذه المفردات لم يرد منها الشاعر بالضرورة الاصطلاح الشرعي , وإنما لعله يسقطها إسقاطا اجتماعيا ببعدها اللغوي ليس إلا .
    [align=center]وسرت ترفل في ربيع كللك[/align]
    الزهد في الموجود والتطلع إلى المفقود ,بالرغم من أن شاعرنا كان يعيش في بيت العلم والدين وكان ينعم بالمأكل والمشرب ويأتيه رزقه رغدا , ويلهو ويلعب مع الصبية ثم مع الشباب ويقود السيارة ويسكن في العمارة إلا أنه يرى بأن (معيض) الذي يغدو خميصا ويروح خميصا يتنقل بغنمه من تهامة إلى السراة , وتأخذ منه خمسا وعشرين ساعة من كل أربع وعشرين ساعة يرى أنه يرفل في ربيع كلله .........لكن حب البساطة والعفوية في الحياة التي نبني بها القصور ونضع لنا بيت الشعر في الفنار لنجلس به ولتبقى هذه القصور لعيون الناس .
    5. [align=right] كانت بساطتك العظيمة كل شيء
    عندما أطلقت روحك , كل شيء صار لك [/align]ربما .......كانت بساطته كل شيء على الأقل فيما يصل إلى حد قناعته .
    ومع أن (العظيمة) هنا في نظر الشاعر إلا أنها ربما كانت كذلك في نظر (معيض)أيضا فهو فعلا كان يرى أنه في قصر هارون الرشيد , هو بالفعل لم يكن يلتفت لأحد ولا ينظر لأحد وكان يقول للناس انظروا إلى أنتم وسيروا معي ومع غنمي .
    أطلق (معيض) روحه وسجيته مع نفسه أولا ومع الناس ثانيا فهو بالفعل كما أشرت في بداية الحديث كان لديه نوع من النظرية الاشتراكية بالرغم من انه لم يرع غنمه في سيبيريا ولم (يروحها) في (الكرمليين) فكان لا يؤمن بالإقطاعية والملكية والفردية أبدا وإنما الناس شركاء في كل شيء تستطيع أن تأخذ ثوبه من فوقه وأن يعطيك كل ما في جيبه بمنتهى البساطه وكأنك الذي تعطيه , ولكنه أيضا لايمكن أن يحترم حقك المادي أو يرى أن هذه المزرعة لك وأنت ورثتها من أبيك فرضا أو تعصيبا .
    سوف يرعى مرعاك ويرد ماءك لأنه صاحب الغنم لو كنت مثله لاعتبر غنمك في مزرعتها وعلى ماءها حتى لو كانت تأكل قوت عياله وتشرب ماءهم .
    6. [align=center] قد عشت فيما بيننا رجلا خفيفا كالفراشة
    كل هم ندعي أنا حملنا وزره في لحظة لم يثقلك
    ولهوت عنا ,كل شاغلة تبادلنا القذى لم تشغلك [/align]
    هو عاش خفيفا على نفسه وعلى الناس ,ولم يكن لديه من متاع الحياة ما يثقله والفراشة تشاطر (معيض) الخفة , ولكنها تختلف معه في التهور ,وتختلف معه في البحث عن الأضواء ,وتختلف معه في التحليق قصير المدى ,و تختلف معه في الأناقة والجمال أحيانا.
    فلعل الشاعر أبعد النجعة عندما شبهه بالفراشة على النظر البلاغي العميق الذي يستوعب تفاصيل الصورة وإطارها وإن اكتفى العرب بتشبيه الرجل بالأسد للشجاعة والرجل بالسحاب للكرم فقط .
    ثم إن النقلة الذهنية المباشرة لا تكاد تقبل هذا المزج بين خفة الفراشة وحمل الأوزار وحمل الهموم .
    لكن إصرار الشاعر على إبراز بساطة (معيض) وعفويته كانت مصدر إلهام وإيجاد قصيدته في مختلف منحنياتها , مما جعله يصيب كبد الحقيقة أحيانا ويصيب (البنكرياس) أحيانا أخرى ولي أن :- من الجميل هذه النظرة في :-
    [align=center] ولهوت عنا كل شاغلة تبادلنا القذى لم تشغلك [/align]كل شاغلة تبادلنا القذى فنحن معها في سجال وصراع متكافئ................
    [align=center] سقيناهم كأسا سقونا بمثلها [/align]
    ثم إنه أقل من (لن يضروكم إلا أذى) فهي لا تضرنا إلى قذى وتأخذ منه مثل ما تعطينا .
    أما التعبير بلهو فلم يكن منسجما مع ما قبله من حيث أن (معيض) صاحب الحقيقة ونحن أهل الغي والرياء , فصاحب الغي أقرب إلى اللهو وصاحب الحقيقة ذئب لايهرول عبثا.

  • #2
    أهلا وسهلا

    تعليق

    يعمل...
    X