• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجزء الرابع والأخير من ( قراءة في آخر الرعاة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجزء الرابع والأخير من ( قراءة في آخر الرعاة)

    10. [align=center] ما زلت تشرف من على جبل القناديل الوضيئة أسألك
    ما زال صوتك معشبا بين المراعي
    تستفيق له التضاريس التي لا تجهلك
    ما زال شيئا منك يحمله الصدى في الريح برهانا
    عليك يحن لك [/align]
    أسالك يا (معيض) هل ما زلت تشرف من على جبل القناديل الوضيئة ؟
    تساءل جميل حقا , يختصر فيه شاعرنا الزمن بالعودة إلى الوراء لأخذ تلك الصور من الماضي وتعليقها على جدران الحاضر فهل ما زلت يا (معيض) تشرف من رأس (القرى) حولك حجيراتك التي تلتصق بجنباتها (لمبات) الكهرباء القديمة وبجانبك بيت أخيك (حسن) وفي الأسفل قليلا بيت (عبدالله بن مرعي) وفي كل منعطف لهذا الجبل الشامخ حجيرات ولمبات فاستحق لقب
    (جبل القناديل الوضيئة).
    أم إن شاعرنا أراد الصعود من تهامة والوقوف على جبل (الصدر) ثم هل ينظر من تهامة إلى السراة أم العكس ؟ كل ذلك تستطيع هذه اللوحة الفنية أن تحتويه .
    ولكن ليأذن لي أخي محمود في الانتقال من الإنشاء إلى الخبر لأنني أحب أن اجعل هذا واقعاً فعلاً ......إنني بالفعل أرى (معيض) يشرف من على جبل القناديل الوضيئة وكأنه(رادار)يرقب الوادي من اليمين واليسار ......
    إنني بالفعل اسمع صوته يتردد بين المراعي والحقول وهو يخاطب غنمه ويأنس بها دون الناس
    على قول الأحيمر السعدي :-
    عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ****وصوت إنسان فكدت أطير
    أما أن صوته (معشبا بين المراعي ) فهذا بحق صورة أخرى تحظى بــ
    1- اللون الأخضر ...............واللون الأخضر يعني العبور .
    2- الخضرة والنظرة ..............والخضرة والنظرة تعني الحياة والشباب .
    3- الكثرة والتداخل ................و الكثرة والتداخل تعني الهيمنة والسيطرة .
    4- النبات ............................وا لنبات يعني النمو وإرادة الحياة .
    5- البقاء........................ .والبقاء يعني الثبات والإصرار على التعايش مع وجود الاختلاف .
    ولأن( صوتك معشبا بين المراعي)فإن هذه التضاريس التي تركتها هي هي كما هي :-
    ينام الجبل جبلا ويستيقظ جبلا .........
    وينام الوادي واديا ويستيقظ واديا .......
    وتنام (السواقي) و (المسابل) سواقيا ومسابلا وتستيقظ سواقيا ومسابلا ...........
    ولكنها كلها تنام على ذكرى روايتك للسعالي والمرحول وتستيقظ على ذكرى هتافك بغنمك وصباحك المتميز .
    [align=center] مازال شيء منك يحمله الصدى في الريح برهانا
    عليك يحن لك [/align]
    لأنك بساطة الحياة وحقيقة الدنيا فإنه قد بقي لك أثر في النفوس وصوت عبر الأثير :-
    [align=center] تدركه القلوب بلا عناء[/align]
    وتحمله الريح في جنبات القرية يصطدم بــ (أوران) ويقع في (نعمان) ويلتطم (بقرى الصياح)
    ويرتد إلى (المسان) يبحث عنك ويسأل جنبات القرية وهو لا يصدق هول الفاجعة بفراقك .
    11. [align=center] في كل شمس لوحتك وكل غيث بللك
    أنت الذي عبر الزمان ,كما تمر على الحقول سحابة بيضاء
    تشرق من ذرا (أوران) تغرب في (المسان)
    ويستنير به الحلك[/align]
    (في كل شمس لوحتك و كل غيث بللك)
    حتى الشمس التي أعطتك حرارتها لتصبغ بياض جلدك بالماكياج الحنطي لم تكن تتصدق عليك بهذا بل إنها أخذت منك مقابل ذلك شيئا يراه فيها كل من يراها ممن ارتدى (نظارة الحنيك ؟؟19) التي صنعت من قسماتك وقسمات جيلك .
    (وكل غيث بللك) في محاولة بائسة لغسل (ماكياج الشمس) أخذ منك ذكراك وأنت (تهرب) غنمك عن المطر و(تعديها) السيل .
    فهو يمطر بك مع المطر الغزير ومع (هد الموازيب) ويترك لك بعد انقضائه صورة مع قوس قزح .
    [align=center] أنت الذي عبر الزمان , كما تمر على الحقول سحابة بيضاء [/align]
    تداخل حسي ومعنوي جميل في عبور الزمن ومرور السحاب ..............
    وتزكية ضمنية بحسن السيرة والسلوك حيث إنه في نظر الشاعر (عبر الزمن) وسار فيه سيرته كالسحابة البيضاء الدالة على الصفاء والنقاء .
    إلا أن شاعرنا من حيث لا يشعر جرد (معيض) من الخير والعطاء حين شبهه بالسحابة البيضاء التي تمر على الحقول بخيلة شحيحة تستعرض بجمالها وتلقي على الحقول بظلالها ولكنها لا تسقيها قطرة واحدة لأن السحابة البيضاء لا تكون ممطرة .
    وفي الإشارة إلى الحقول دلالة واضحة على الغوص العميق في لجة الماضي الذي رأى فيه الشاعر (معيض) وانغماسه التام في تلك الحقبة الزمنية التي كانت تزخر بالحقول في مختلف الفصول .
    [align=center]تشرق من ذرا(ركبان) تغرب في (المسان)
    ويستنير بها الحلك [/align]
    أما هذا فاسمح لي أخي الحبيب (شي يترقع وشي ما يترقع) لا أدري كيف تشرق السحابة وتغرب.........
    الضمير هنا عائد على السحابة كما هو ظاهر .......ولا يمكن لي حمله على (معيض) كتشبيه له بالشمس لقولك (يستنير بها) لأن (معيض) مذكر حقيقي وعلامة ذلك ابنه محمد الظاهر عليه .
    ثم إن الحلك لا يكون إلى شدة الظلام ولا يكون ذلك إلا في الليل فمهما احتجبت الشمس بالغيوم أو الضباب فإن الرؤية تظل ممكنة , فأين هي تلك الشمس التي تشرق ليلا ويستنير بها الحلك ؟!.
    12. [align=center] هنا الجماعة كلهم – والله مشتاقون لك
    يتساءلون :
    ماذا تركت لمن تركت هناك من شغف الحياة
    ومن جمال الروح , من لم تستقر حياتهم حدثا وجوديا ؟
    هنا يتحدثون :كانت هويته سجيته .... ويبتسمون لك ,
    ويسلمون عليك ...... حين يسلمون بقولهم :
    (ما أجملك)[/align]أولا : لعل لاستقامة الوزن واتصال التفعيلة إثبات أحد حرفي العطف (الواو أو الفاء)
    فنقول :- (وهنا الجماعة) أو (فهنا الجماعة) ولكل دلالته البلاغية من وجه ولهما الاتفاق من وجه آخر .........
    ثانيا : الشاعر هنا ينظر بعين طبعه فهو يشعر بالاشتياق الشديد لهذه الشخصية فيقسم بالله العظيم أن الجماعة كلهم مشتاقون لـ (معيض) .
    وهذا ولاشك شعور شعري جائز بل مستحب لملائمة فكرة النص ورؤية الشاعر من خلاله. ثم هم (يتساءلون)فهم لا يسألون لأنك_ صاحب الذكر في ذلك _والعلم عندك وقد غبت عنهم فكيف يسألونك ؟ّ!!
    فهم (يتساءلون بينهم) :-
    [align=center]ماذا تركت لمن تركت هناك من شغف الحياة [/align]
    وكأنك (والله يغفر لك ويرحمك يا (معيض) انتقلت إلى النعيم المقيم واسترحت بالموت من عناء الحياة .
    فماذا تركت لأهلك وذويك وورثتك من هذه الحياة والتي قصارى ما تكون الشغف .
    وهذه لفتة رائعة جدا من الشاعر متناغمة مع نهاية النص وختامه حيث تشير إلى الموت وإلى .النهاية فكان الوصول إلى هذا المنعطف الأخير إتباعا لسنن الكون فمن البداية إلى النهاية ومن الحياة إلى الموت .
    فالشاعر يبدأ :-
    [align=center] ما أجملك
    وأنت تدور وحدك في فلك .......[/align]
    فيعبر بالمضارع لاستحضار البداية والحياة , ويصل إلى :-
    [align=center] ماذا تركت لمن تركت [/align]
    فيعبر بالماضي لاستحضار النهاية و الموت .
    وأما قوله( ومن جمال الروح) فليس بنظري من قبيل الحياة ولا من الفأل وإنما هو من قبيل الذكر الحسن والعمل الباقي .
    [align=center]والذكر للإنسان عمر ثاني [/align]
    (من لم تستقر حياتهم حدثا وجوديا ؟) وكأن هؤلاء الجماعة وبالأخص من تركت منهم لم تستقر حياتهم ولم تنسجم مع فيزياء الحياة التي كنت تستمد منها سيرتك ومسيرتك , فهم وإن توهموا ذلك إلا أنه يظل في خارطتهم الذهنية وليس في الخارطة الواقعية .
    وهنا لفتة رائعة أيضا لشاعرنا بالعودة إلى بدء القصيدة , حيث اشرنا في أولها إلى دخوله النفسي المنبثق من فنه (علم البرمجة اللغوية العصبية) بجذب جميع قراء النص إليه بالمصداقية التامة في قوله :-
    [align=center] كان الجميع يدور في فلك وأنت تدور وحدك في فلك [/align]
    (من لم تستقر حياتهم حدثا وجوديا) رائحة الصوفية تفوح من هذا وشاعرنا غفر الله لنا وله لا يأبه عادة ببعض الإسقاطات ما دام هو يراها وإن خرق فيها الإجماع .
    ثم هو هنا أيضا يعود لعلم البرمجة بالإشارة للخارطتين ..........
    (هنا يتحدثون) مرة أخرى يعبر الشاعر بصيغة الحاضر , حين يتحدث عن الأحياء ........
    (كانت هويته سجيته) وهنا أيضا لفتة رائعة برد عجز النص على صدره حيث أول النص يقرر بأن (معيض) كان يعيش بحريته وسجيته لا يكلفها ما لا طاقة لها به , وإن كان قومه يخالفوه ويدوروا في فلك ويدور وحده في فلك ,إلا أنهم في نهاية المطاف يقرون له بعد أن رحل عنهم أنه كان على سجيته وكانت هي هويته التي تعرف به أجمل تعريف .
    (ويبتسمون لك) رضا بما تفعل وتقديرا وإعجابا بما كنت عليه من البساطة وعدم التكلف في الحياة .
    [align=center](ويسلمون عليك حين يسلمون بقولهم ما أجملك) [/align]– ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ,أنتم السابقون ونحن اللاحقون ,نسأل الله لنا ولكم المغفرة).
    والله الهادي إلى سواء السبيل,,,,,,,,,,,

  • #2
    بارك الله فيك ابا خالد فقد تميزت وابدعت 00كعادتك يالغالي

    تعليق

    يعمل...
    X