حافظ على جمهورك ، أو حافظ على ضميرك .
إذا عودت جمهورك على جرعة معينة من الخطاب المتطرف ، فسيغضبون منك لو أنقصت هذه الجرعة فيما بعد ، .
إذا كنت قد قضيت نصف عمرك الأول ملاكماً تسدد الضربات وتتمتع بالعنف وتطرب لتصفيق جماهيرك ، ثم تأتي اليوم تدعوهم إلى الحكمة فلا تعجب حين ينهشونك بلارحمة .!
كيف تريد أن تدعوهم إلى السلام بعد أن شحنتهم طويلاً بأهازيج العنف . وكيف تطلب منهم حكماً عاقلاً وقد سقيتهم وحقنتهم بالجهل دهراً .
إنك عنما تعود اليوم لتحدثهم عن الجمال الذي قد صلبته أمام عيونهم بالأمس، فسوف لا يرونك إلا جباناً مثيراً للسخرية .
فيما مضى كنت تبيع المخدرات ، ولن يرضى زبائنك بجرعة أقل مما كنت تعطيهم بالأمس .
هؤلاء المدمنين أنت ربيتهم صغاراً على أوهامك ، فلماذا تنكص عنهم اليوم وتقول ( ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ).
إذا كنت لا زلت تحمل الحنين إلى الجمهور ، فلن يرضى عنك جمهورك حتى تقدم لهم ما عودتهم عليه ، وإن كنت تريد السلامة فأقلع عن محاولاتك استرضائهم ، وإنت كنت تريد أن تصنع جماهيرية جديدة فيؤسفني أن أقول لك :
راحت عليك . لا أنت أنت ... والا الزمان هو الزمان .
وإن كنت تريد إراحة ضميرك فأخبرنا كم كنت مخطئ وكم كنت مزيف ، وكم كنت جاهل ، ربما .
وسنحاول أن نتفهم ظروفك ، وسيشفع لك صدقك .
تحياتي
تعليق