إن العلاقة بين غموض وعدوانية مصطلح مثل التطرف الديني أصبحت مثار النقاش في الأوساط الإسلامية وغيرها ، وهذا أمر مرتبط بنقاشنا حول عدم ملاءمة اللغة المستخدمة في الغرب حول الإسلام .
لقد تناول المسلمون هذا الموضوع بإسهاب عبر الزمان . فإبن تيمية الذي عاش في الفترة ( 1263 – 1328 ) وهو من العلماء البارزين في علوم القرآن الكريم والشريعة الإسلامية قد أشار إلى أن ( سبب كثير من الخلافات بين الأشخاص عائد إلى عدم وضوح الكلمات وغموض معانيها . وهذا يعني أن شخص ما قد يجد شخصين آخرين يتحاوران ويتخاصمان حول معنى كلمة ، أو أنهما يرفضان طريقة استخدامها ، ولو سئل كل واحد منهما عن معنى الكلمات التي قالها فسيتضح أن أياً منهما لا يعي ما قال أو لا يعي معنى ما قال )
وبالتالي ... يمكن توضيح المصطلحات الإسلامية ومايدور حولها من نقاش من خلال التمييز بين معناها " الشرعي " ومعناها " اللغوي "
فالمعنى الأول من الله والمعنى الآخر من المتخصصون في مختلف أوجه العلوم الشرعية .
وأنا أقول وأتساءل لماذا لا نرى مثل هذا التمييز عند استخدام عبارة ( الإرهاب الإسلامي ) ؟
فقد حلل المحللون الأمريكيون استخدام هذه العبارة وهم يصفون الإسلام بالإرهاب ويلصقون هذا المعنى بالإسلام رغم ابتعاد الإسلام الحقيقي عن ذلك وهو دين التسامح والعدل والرحمة .
وهذا كله يقود إلى التصنيف من قبل فئات معينة فعندما يقوم كاتب معين بذكر مصطلح يتعلق بالدين فهو يصنف ضمن الإسلاميين المتطرفين وعندما يكتب آخر عن التطور والعلم فهو يصنف ضمن العلمانيين والليبراليين وهكذا نبقى حول دائرة التصنيف رغم ابتعادنا الكلي عن المضامين المتعلقة بفلسفة هذه المصطلحات من الناحية الدينية أو الناحية السياسية .. وهذا ليس فقط في الشريعة الأسلامية فحسب بل هو أيضاً في جميع الديانات .
وأذكر على سبيل المثال ...
التطرف الديني الأورثودوكسي
فكلمة أورثودوكسي مشتقة من الكلمة اللاتينية أورثوortho .. ومعناها ( صائب أو صحيح ) ودوكسdox ... ومعناها ( فكرة أو تعاليم ) وقد وردت معانيها في الديانات النصرانية والمسيحية واليهودية .
ففي النصرانية مثلاً ... نجد أن هناك عبارات محددة تستخدمها معظم الكنائس الأورثودوكسية في مختلف الكنائس البطرياركية في القاهرة ودمشق وأديس أبابا وإستنطبول والإسكندرية والقدس . ولكن اللغة المستعملة تختلف إذ تتراوح بين الأرمينية والعربية واليونانية والسيرامية وغيرها .
وكذلك اليهودية ... ففيها فروع كثيرة للأرثودوكسية .. فالجماعات ذات الأصول البولندية ( هاديسزم ، شاباد ، لوبافيش ، وأوجادات إسرائيل " وهي تحالف مؤلف من الجناح اليميني التقليدي " )
والجماعات الليثوانية ( ميسناغديم ، حركة الأوروثدوكس الأمريكية الحديثة " سنتريست " )
استمرت جميعها في صراع مع الحركة الصهيونية المتدينة والمتطرفة والتي شكلها الحاخام اليهودي أية آي كوك .
ويسري المثل على الأديان الأخرى فمازال هناك تطرف يقود إلى التصنيف وبالتالي إلى كثرة المنازعات والإختلاف المذهبي والعقائدي الذي يؤدي إلى الإنحلال والضعف وتهالك البنية الإجتماعية للمجتمعات .
فأرجو تمام الرجاء من هذا المنتدى الذي يضمنا جميعاً من أبناء مجتمع واحد أن نبتعد قدر الإمكان عن التصنيف وأن نحسن الظن في بعضنا وأن يكمل أحدنا الآخر حتى لو اختلفنا في الآراء ولكن نرتقي بأنفسنا عن مباديء العنصريات والتعصب لأشخاص محددون وأن يكون منهجنا تقديم الإسلام بأفكار رائعة ولغة تسامحية جميلة .
وتحياتي للمجيع .
لقد تناول المسلمون هذا الموضوع بإسهاب عبر الزمان . فإبن تيمية الذي عاش في الفترة ( 1263 – 1328 ) وهو من العلماء البارزين في علوم القرآن الكريم والشريعة الإسلامية قد أشار إلى أن ( سبب كثير من الخلافات بين الأشخاص عائد إلى عدم وضوح الكلمات وغموض معانيها . وهذا يعني أن شخص ما قد يجد شخصين آخرين يتحاوران ويتخاصمان حول معنى كلمة ، أو أنهما يرفضان طريقة استخدامها ، ولو سئل كل واحد منهما عن معنى الكلمات التي قالها فسيتضح أن أياً منهما لا يعي ما قال أو لا يعي معنى ما قال )
وبالتالي ... يمكن توضيح المصطلحات الإسلامية ومايدور حولها من نقاش من خلال التمييز بين معناها " الشرعي " ومعناها " اللغوي "
فالمعنى الأول من الله والمعنى الآخر من المتخصصون في مختلف أوجه العلوم الشرعية .
وأنا أقول وأتساءل لماذا لا نرى مثل هذا التمييز عند استخدام عبارة ( الإرهاب الإسلامي ) ؟
فقد حلل المحللون الأمريكيون استخدام هذه العبارة وهم يصفون الإسلام بالإرهاب ويلصقون هذا المعنى بالإسلام رغم ابتعاد الإسلام الحقيقي عن ذلك وهو دين التسامح والعدل والرحمة .
وهذا كله يقود إلى التصنيف من قبل فئات معينة فعندما يقوم كاتب معين بذكر مصطلح يتعلق بالدين فهو يصنف ضمن الإسلاميين المتطرفين وعندما يكتب آخر عن التطور والعلم فهو يصنف ضمن العلمانيين والليبراليين وهكذا نبقى حول دائرة التصنيف رغم ابتعادنا الكلي عن المضامين المتعلقة بفلسفة هذه المصطلحات من الناحية الدينية أو الناحية السياسية .. وهذا ليس فقط في الشريعة الأسلامية فحسب بل هو أيضاً في جميع الديانات .
وأذكر على سبيل المثال ...
التطرف الديني الأورثودوكسي
فكلمة أورثودوكسي مشتقة من الكلمة اللاتينية أورثوortho .. ومعناها ( صائب أو صحيح ) ودوكسdox ... ومعناها ( فكرة أو تعاليم ) وقد وردت معانيها في الديانات النصرانية والمسيحية واليهودية .
ففي النصرانية مثلاً ... نجد أن هناك عبارات محددة تستخدمها معظم الكنائس الأورثودوكسية في مختلف الكنائس البطرياركية في القاهرة ودمشق وأديس أبابا وإستنطبول والإسكندرية والقدس . ولكن اللغة المستعملة تختلف إذ تتراوح بين الأرمينية والعربية واليونانية والسيرامية وغيرها .
وكذلك اليهودية ... ففيها فروع كثيرة للأرثودوكسية .. فالجماعات ذات الأصول البولندية ( هاديسزم ، شاباد ، لوبافيش ، وأوجادات إسرائيل " وهي تحالف مؤلف من الجناح اليميني التقليدي " )
والجماعات الليثوانية ( ميسناغديم ، حركة الأوروثدوكس الأمريكية الحديثة " سنتريست " )
استمرت جميعها في صراع مع الحركة الصهيونية المتدينة والمتطرفة والتي شكلها الحاخام اليهودي أية آي كوك .
ويسري المثل على الأديان الأخرى فمازال هناك تطرف يقود إلى التصنيف وبالتالي إلى كثرة المنازعات والإختلاف المذهبي والعقائدي الذي يؤدي إلى الإنحلال والضعف وتهالك البنية الإجتماعية للمجتمعات .
فأرجو تمام الرجاء من هذا المنتدى الذي يضمنا جميعاً من أبناء مجتمع واحد أن نبتعد قدر الإمكان عن التصنيف وأن نحسن الظن في بعضنا وأن يكمل أحدنا الآخر حتى لو اختلفنا في الآراء ولكن نرتقي بأنفسنا عن مباديء العنصريات والتعصب لأشخاص محددون وأن يكون منهجنا تقديم الإسلام بأفكار رائعة ولغة تسامحية جميلة .
وتحياتي للمجيع .
تعليق