تويت
[align=center][align=center]أفعى الزنا . . .اللولبية الشاحبة
20/03/1428هـ
خالص جلبي -
جرت القاعدة في دخول أي جسم أجنبي إلى الجسم، الإعلان عنه بأجراس إنذار معينة، وأخصها الآلام والترفع الحروري والتوعك، ولكن هذه القاعدة تشذ هنا؛ فلا أجراس إنذار، ولا ارتفاع في الحرارة، أثناء دخول (وحدة) مرض الزهري (الإفرنجي) ؟!
إن مسبب مرض الزهري syphilis هي اللولبية الشاحبة وطولها من 6 إلى 14 ميكروناً، تشبه منظر الأفعى بطولها، ودقة رأسها وتثنيها، الذي يصل إلى حدود عشر ثنيات، كما ترى في المجهر الإلكتروني بعد تكبير 36 ألف مرة!
إن الزنا كله صمت وتستر وتخف!! والسبب بديهي لأنه من أقبح العادات، يصل بالأمة إلى الهلاك، وبالنسل إلى الانقطاع، وبالعلاقات الاجتماعية إلى التمزق، وبالأمانة إلى البوار، وبالعضوية إلى المرض والفساد، وبالنفس إلى الخواء والتمزق والضياع.
هكذا يحدث الزنا بالطريقة نفسها .. تدخل اللولبية الشاحبة بصمت إلى الجسم، تنسل انسلالاً بهدوء، وبدون إثارة أي ضجة، ويشفع لها الدخول، أنها تتظاهر بالضعف والقصور (ذلك أن اللولبية لا تعيش خارج الجسم أكثر من ساعات خلافاً لبقية الجراثيم) وبأنها ضعيفة خفيفة الظل، لا تزعج ولا تحرج، وبذلك تدخل اللولبية من خلال الغشاء المخاطي، وهذا له معناه بالاتصالات الجنسية، ولذا فإن هذه الجرثومة قد تصل إلى داخل البدن بعد قبلة بسيطة !!
ومن هناك تنسل إلى الأوعية الليمفاوية؛ فتعبرها بهدوء وبرفق وبصمت، حتى تصل إلى العقدة الليمفاوية، فتعبرها إلى الأوردة، ومن ثم الشرايين، وهناك تمشي على نفس قاعدة التسلل والتخفي، من عدم الظهور في الشرايين الكبيرة، لتتمركز في الشرايين الصغيرة بعيداً، وحتى هناك تمشي كالمجرم الخائف تماماً، على جانب الجدار الوعائي، وليست رافعة الرأس في مركز الوعاء، ومنه تنسل إلى الجدار وخارجه، وخلال 24 ساعة يتم التوزع في البدن كله، وتقعد بهدوء، وهكذا يصاب البدن بدون أي ضجة، من هذه الآفة الخبيثة التي كانت نتيجة الخبث وصدق الله العظيم ..
"الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات".
تصمت الجرثومة، ويصمت الجسم فلا ترتفع الحرارة كما في الإنتانات عادة، ولا يظهر ما يدل على المرض، حتى إذا تمسكنت تمكنت، وتمركزت وبشكل جيد، من التوطين، ثم بدأت بحملة التخريب، والعطب والإتلاف ..
وتذهب اللولبية تعمل في صمت الجواسيس، وحذق الخبثاء، وحنكة الأفاعي، فإذا عرفت من البدن مكامن ضعفه، وثغرات قصوره، راحت تخطط في هدوء بالغ، حتى يكاد الإنسان يشك بحياة الأفعى، كذلك يشك الإنسان بحياة اللولبية إذا مرت السنوات، وهو ألعن وأشنع من نوم الأفاعي، لأن الأفعى تنام في الشتاء، وتستيقظ في الربيع والصيف، أما اللولبية فقد تستغرق في نوم يدوم ربع قرن من الزمن، لتثور بعد ذلك ثورة موفقة على مراكز البدن الرئيسية، وتقوم بهجوم على السمع والبصر، وتشن حرباً ضروساً على البدن ومركزيته، في صورة (مرض الشلل العام) حيث يحل العطب والدمار بالدماغ، الذي يمثل حكومة البدن العاقلة العالمة المخلصة، وحيث تصاب مراكز النطق والكلام، وحيث تعطب العصب البصري، الذي يمثل المركز التلفزيوني الملون في البدن، هناك في المركز تعم الفوضى في الوظائف، فيتراجع الفهم والإدراك، ويقصر العقل، ويتباطأ الذكاء، وينعكس ذلك على البدن، في صورة التشنج والاختلاج، والاهتزاز والترنح والتطوح ثم يصاب بالنشوة ويدخل المريض في حالة من الهلوسة.
وإذا كان هذا ما يحدث في (مرض الشلل العام)؛ فإن مرضاً آخر شبيه به يحدث كذلك، وهو المسمى بالاتابس Tabes حيث تصاب عنده حبال النخاع الظهري فيضعف الإحساس، ولا يستطيع المشي في الظلام.
وما يحدث في هذا المرض المسمى بالتابس، وسببه الإفرنجي، الذي يختفي لمدة قد تصل إلى 15 سنة، ليظهر بعد ذلك مصيباً النخاع، ومنتخباً المناطق الخلفية المسؤولة عن الحس، وخاصة منها الحس العميق، وبذلك تضيع هذه الهداية في الظلام، فيتطوح المريض في مشيته، ويتعثر في سيره.
وليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل إن العقل يقصر، والذكاء يخف، والإدراك يتباطأ، والفهم يختل.
أطرافه مؤلمة، وأعضاؤه مخدرة، يشعر كأن نوافض الكهرباء، وطعنات الخناجر والرماح تجتاز بدنه فيصيح، فإذا اكتمل المنظر؛ رأيته زائغ البصر، تائه التعبيرات، أحول العينين، منسدل الجفنين، مطفأ النظرات، مفاصل قدميه مشوهة، ضخمة لأنه لم يعد يشعر بها.
وأخيراً وليس آخراً يوسخ نفسه، رائحته منتنة، وحالته شنيعة، يتمنى الموت ولا يأتيه، ويرجو القبر ولا يحصل عليه.
إن العقوبة من جنس العصيان، وهكذا يفقد المريض قدرته الجنسية؛ فيصبح عنيناً، فهذا جزاء الظالمين، وعقوبة المنحرفين.
صحيفة الاقتصادية الالكترونية - كُـتـّاب الاقتصادية - الأربعاء, 24 ربيع أول 1428 هـ الموافق 11/04/2007 م - - العدد 4930 [/align]
20/03/1428هـ
خالص جلبي -
جرت القاعدة في دخول أي جسم أجنبي إلى الجسم، الإعلان عنه بأجراس إنذار معينة، وأخصها الآلام والترفع الحروري والتوعك، ولكن هذه القاعدة تشذ هنا؛ فلا أجراس إنذار، ولا ارتفاع في الحرارة، أثناء دخول (وحدة) مرض الزهري (الإفرنجي) ؟!
إن مسبب مرض الزهري syphilis هي اللولبية الشاحبة وطولها من 6 إلى 14 ميكروناً، تشبه منظر الأفعى بطولها، ودقة رأسها وتثنيها، الذي يصل إلى حدود عشر ثنيات، كما ترى في المجهر الإلكتروني بعد تكبير 36 ألف مرة!
إن الزنا كله صمت وتستر وتخف!! والسبب بديهي لأنه من أقبح العادات، يصل بالأمة إلى الهلاك، وبالنسل إلى الانقطاع، وبالعلاقات الاجتماعية إلى التمزق، وبالأمانة إلى البوار، وبالعضوية إلى المرض والفساد، وبالنفس إلى الخواء والتمزق والضياع.
هكذا يحدث الزنا بالطريقة نفسها .. تدخل اللولبية الشاحبة بصمت إلى الجسم، تنسل انسلالاً بهدوء، وبدون إثارة أي ضجة، ويشفع لها الدخول، أنها تتظاهر بالضعف والقصور (ذلك أن اللولبية لا تعيش خارج الجسم أكثر من ساعات خلافاً لبقية الجراثيم) وبأنها ضعيفة خفيفة الظل، لا تزعج ولا تحرج، وبذلك تدخل اللولبية من خلال الغشاء المخاطي، وهذا له معناه بالاتصالات الجنسية، ولذا فإن هذه الجرثومة قد تصل إلى داخل البدن بعد قبلة بسيطة !!
ومن هناك تنسل إلى الأوعية الليمفاوية؛ فتعبرها بهدوء وبرفق وبصمت، حتى تصل إلى العقدة الليمفاوية، فتعبرها إلى الأوردة، ومن ثم الشرايين، وهناك تمشي على نفس قاعدة التسلل والتخفي، من عدم الظهور في الشرايين الكبيرة، لتتمركز في الشرايين الصغيرة بعيداً، وحتى هناك تمشي كالمجرم الخائف تماماً، على جانب الجدار الوعائي، وليست رافعة الرأس في مركز الوعاء، ومنه تنسل إلى الجدار وخارجه، وخلال 24 ساعة يتم التوزع في البدن كله، وتقعد بهدوء، وهكذا يصاب البدن بدون أي ضجة، من هذه الآفة الخبيثة التي كانت نتيجة الخبث وصدق الله العظيم ..
"الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات".
تصمت الجرثومة، ويصمت الجسم فلا ترتفع الحرارة كما في الإنتانات عادة، ولا يظهر ما يدل على المرض، حتى إذا تمسكنت تمكنت، وتمركزت وبشكل جيد، من التوطين، ثم بدأت بحملة التخريب، والعطب والإتلاف ..
وتذهب اللولبية تعمل في صمت الجواسيس، وحذق الخبثاء، وحنكة الأفاعي، فإذا عرفت من البدن مكامن ضعفه، وثغرات قصوره، راحت تخطط في هدوء بالغ، حتى يكاد الإنسان يشك بحياة الأفعى، كذلك يشك الإنسان بحياة اللولبية إذا مرت السنوات، وهو ألعن وأشنع من نوم الأفاعي، لأن الأفعى تنام في الشتاء، وتستيقظ في الربيع والصيف، أما اللولبية فقد تستغرق في نوم يدوم ربع قرن من الزمن، لتثور بعد ذلك ثورة موفقة على مراكز البدن الرئيسية، وتقوم بهجوم على السمع والبصر، وتشن حرباً ضروساً على البدن ومركزيته، في صورة (مرض الشلل العام) حيث يحل العطب والدمار بالدماغ، الذي يمثل حكومة البدن العاقلة العالمة المخلصة، وحيث تصاب مراكز النطق والكلام، وحيث تعطب العصب البصري، الذي يمثل المركز التلفزيوني الملون في البدن، هناك في المركز تعم الفوضى في الوظائف، فيتراجع الفهم والإدراك، ويقصر العقل، ويتباطأ الذكاء، وينعكس ذلك على البدن، في صورة التشنج والاختلاج، والاهتزاز والترنح والتطوح ثم يصاب بالنشوة ويدخل المريض في حالة من الهلوسة.
وإذا كان هذا ما يحدث في (مرض الشلل العام)؛ فإن مرضاً آخر شبيه به يحدث كذلك، وهو المسمى بالاتابس Tabes حيث تصاب عنده حبال النخاع الظهري فيضعف الإحساس، ولا يستطيع المشي في الظلام.
وما يحدث في هذا المرض المسمى بالتابس، وسببه الإفرنجي، الذي يختفي لمدة قد تصل إلى 15 سنة، ليظهر بعد ذلك مصيباً النخاع، ومنتخباً المناطق الخلفية المسؤولة عن الحس، وخاصة منها الحس العميق، وبذلك تضيع هذه الهداية في الظلام، فيتطوح المريض في مشيته، ويتعثر في سيره.
وليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل إن العقل يقصر، والذكاء يخف، والإدراك يتباطأ، والفهم يختل.
أطرافه مؤلمة، وأعضاؤه مخدرة، يشعر كأن نوافض الكهرباء، وطعنات الخناجر والرماح تجتاز بدنه فيصيح، فإذا اكتمل المنظر؛ رأيته زائغ البصر، تائه التعبيرات، أحول العينين، منسدل الجفنين، مطفأ النظرات، مفاصل قدميه مشوهة، ضخمة لأنه لم يعد يشعر بها.
وأخيراً وليس آخراً يوسخ نفسه، رائحته منتنة، وحالته شنيعة، يتمنى الموت ولا يأتيه، ويرجو القبر ولا يحصل عليه.
إن العقوبة من جنس العصيان، وهكذا يفقد المريض قدرته الجنسية؛ فيصبح عنيناً، فهذا جزاء الظالمين، وعقوبة المنحرفين.
صحيفة الاقتصادية الالكترونية - كُـتـّاب الاقتصادية - الأربعاء, 24 ربيع أول 1428 هـ الموافق 11/04/2007 م - - العدد 4930 [/align]
تعليق