• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصف ساعة كانت برائحة وطعم الموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصف ساعة كانت برائحة وطعم الموت

    [align=justify]زرتها في نصف ساعة ولكنها زيارة برائحة وطعم الموت الصافيان

    من رآني حينها سيحكم علي بالجنون أو أن لدي مصيبة .. ‏ والحق أن لدي فعلاً مصيبة كبيرة.



    أي شخص رآني متسلقاً سورها في تلك الساعة من الليل له الحق ليقول هذا الكلام.



    كانت البداية عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبر في منزله يرقد فيه, وإذا ما رقد فيه نادى (..رب ارجعون.. لعلي أعمل صالحاً)ثم يقوم منتفضاً ويقول: ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعلة؟

    وقصتي سببها:أن صلاة الفجر قد فاتتني وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيق شديد عندما تفوته طوال اليوم . ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. فقلت: لابد أن في الأمر شيء.. ‏ ثم تكرر للمرة الثالثة على التوالي ..هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتذهب بي إلى نار جهنم.. قررت أن ادخل القبر حتى أؤدبها ... ‏ ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله ... ‏ وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غداً .. ‏ وبقيت أسوف في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة رابعة ... ‏ حينها قلت كفى ... ‏وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة.



    ذهبت بعد منتصف الليل .. ‏ حتى لا يراني أحد وتفكرت .. ‏ هل أدخل من الباب؟
    ‏حينها سأوقظ حارس المقبرة ... ‏ أو لعله غير موجود ... ‏ أم أتسور السور ..
    إن أيقظته لعله يقول لي أرجع وقم بالزيارة غداً.. ‏أو يمنعني وحينها أحنث في قسمي.... ‏
    فقررت أن أتسور السور .. ‏ ورفعت ثوبي ولففت اللثام على فمي وأنفي بشماغي واستعنت بالله وصعدت.
    وبرغم أني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... ‏إلا أني أحسست أني أراها لأول مرة .. ‏ ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. ‏ إلا أني أكاد أقسم أني ما رأيت أشد منها سوادا ... ‏
    تلك الليلة ... ‏ كانت مظلمة ظلاماً حالكاً ... ‏سكون رهيب .. ‏ هذا هو صمت القبور بحق تأملتها كثيرا من أعلى السور .. ‏ وفككت لثامي واستنشقت الهواء .. ‏نعم إنها رائحة القبور... ‏أميزها من بين ألف رائحة ..‏رائحة الحنوط .. ‏ رائحة بها طعم الموت ‏الصافي وبنكهة الوحشة والوحدة.
    ... ‏
    ومكثت أتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏ إيييييه أيتها القبور .. ‏ ما أشد صمتك .. ‏ وما أشد ما تخفينه .. ‏ ضحك ونعيم .. ‏ وصراخ وعذاب اليم ..
    ‏ ماذا سيقول لي اهلك لو استطاعوا محادثتي ..‏ لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم : (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم).

    قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحال .. ‏ فلو رآني أحد فإما أن يحكم علي بالجنون .. وإما أن يحكم علي بأن لدي مصيبة .. ‏وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .. ‏
    وهبطت من أعلى السور إلى داخل المقبرة .. ‏ وأحسست حينها برجفة في القلب .. ‏ والتصقت بالجدار ولا أدري لماذا ؟؟ لكي أحتمي ولكن من أي شيء أحتمي وليس هناك أي شيء ؟؟؟ عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ... ‏نعم أنا لست جبانا....أم لعلي شعرت بالخوف حقا !!!
    نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها .. ‏إنها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني .. ‏ مشتاقة إليّ .. ‏وبقيت أمشي محاذرا بين القبور .. ‏ وكلما تجاوزت قبرا تساءلت .. ‏ أشقي أم سعيد ؟؟؟ شقي بسبب ماذا ..‏أضيّع الصلاة .. ‏أم كان من أهل الهوى والغناءوالطرب ..‏أم كان من أهل الزنا .. ‏ لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة ..وأن شبابه لن يفنى .. ‏ وأنه لن يموت كغيره..‏ أم أنه كان يسوف ويقول ما زال في العمر بقية.‏
    سبحان من حكم على الخلق بالموت
    أبصرت الممر ...‏ فاتجهت إليه حتى وضعت قدمي عليه فحينها أسرعت نبضات قلبي فالقبور عن يميني ويساري .. ‏وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية.. ‏ثم بدأت أولى خطواتي .. بدت وكأنها ثقيلة لا تريد الحراك .. ‏ أين سرعة قدمي؟ .. ‏ ما أثقلهما الآن.... ‏تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي أبدا .. ‏لأني أعلم ما ينتظرني هناك .. اعلم ... ‏ فقد رأيته كثيرا ..ولكن هذه المرة مختلفة تماما أفكار عجيبة ... ‏ بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. ‏ نعم ... ‏ اسمع همهمة جلية... وكأن أنفاس شخص خلف أذني .. ‏ خفت أن أنظر خلفي .. ‏ خفت أن أرى أشخاصا يلوحون إليّ من بعيد .. ‏ خيالات سوداء تتعجب من القادم في هذا الوقت ...‏بالتأكيد أنها كانت وسوسة من الشيطان , لم التفت إلي تلك الوساوس لاسيما وأني قد أديت صلاة العشاء في جماعه فلن يقلقني شيء منها بإذن الله.
    أخيرا أبصرت القبور المفتوحة ... ‏أكاد اقسم للمرة الثانية أني ما رأيت اشد منها سوادا .. ‏ كيف أتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا؟؟؟.. ‏ بل كيف سأنزل في هذا القبر؟؟؟ ‏وأي شيء ينتظرني في الأسفل؟؟؟ ..
    فكرت بالاكتفاء بالوقوف.. ‏ وأن أكفر عن حلفي .. ‏ ولكن لا .. ‏ لن أصل إلى هنا ثم أقف .. ‏ يجب أن أكمل .. ‏ ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... ‏ بل سأجلس خارجه قليلا حتى تأنس نفسي.

    نظرت إلى القبر لا اله إلا الله ما أشد ظلمته ..وما أشد ضيقه .. ‏كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة ..

    سبحان الله .. ‏ يبدوا ‏أن الجو قد ازداد برودة ..أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر.. ‏ هل هذا صوت الريح؟ .. ‏ لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟ استعذت بالله من
    الشيطان الرجيم .. ‏ ليس ريحا ..ليس ريحا.
    قررت النزول فنزعت الشماغ من على رأسي ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب !!!! إنه المكان الذي لا مفر منه أبداً ..
    سبحان الله .. ‏ نسعى لكي نحصل على كل شيء..وهذه هي النهاية؟ ..لا شيء
    كم تنازعنا في الدنيا .. ‏ اغتبنا .. ‏ تركنا الصلاة .. ‏ آثرنا الغناء على القرآن .. ‏ والكارثة والمصيبة أننا نعلم أن هذا مصيرنا .. ‏ وأن الله قد حذرنا ونبهنا مرارا وتكرارا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم, ورغم ذلك نتجاهل ..‏
    أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... ‏ وكأني خفت أن يرد عليّ أحدهم فقلت: يا أهل القبور .. ‏ ماأخباركم؟..أين أصواتكم؟ ..أين أبناؤكم عنكم اليوم؟ .. ‏ أين أموالكم؟ .. ‏أين زوجاتكم؟ ..‏ كيف كانت محاسبتكم على أعمالكم؟ .. ‏ اخبروني عن ضمة القبر .. ‏ أتكسر فعلاً الأضلاع؟ ..‏ أخبروني عن منكر ونكير هل أجبتم على أسئلتهم؟.. ‏ أخبروني عن حالكم مع الدود؟ ... ‏
    سبحان الله .. ‏ نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعاما باردا أو لا يوافق شهيتنا .‏ واليوم نحن الطعام .
    لابد من النزول إلى القبر .. قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمنى وافترشت شماغي ووضعت رأسي .. ‏ وأنا أفكر .. ‏ ماذا لو انهال عليّ التراب فجأة .. ‏ ماذا لو ضمني القبر ضمة واحدة؟ ثم نمت على ظهري وأغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ..وحتى تخف هذه الرجفة التي في جسدي ... ‏ ما أشده من موقف وأنا حي .. ‏ فكيف سيكون بعد الموت ؟؟؟
    فكرت أن أنظر إلى اللحد .. ‏هو بجانبي ... والله لا أعلم شيئا أشد منه ظلمه .. ‏ ويا للعجب .. ‏ رغم أنه محكم الإغلاق من الداخل إلا أني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه .. ‏ فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف؟ خفت أن انظر إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران إلىّ بقسوة .. ‏ أو أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلا وجودي تماما ..أو أرى كما سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا شخصت عيناه بين يديه إلى الخارج وسال الدم من أنفه .. ‏ وكأنه ضُــرب بمطرقة من حديد لو نزلت على جبل لدكته ولعل ذلك بسبب تركه للصلاة ...ومازال الشيخ يحلم بهذا المنظر كل يوم ..
    حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد ..‏ ليس لدي الآن من الشجاعة ما يجعلني أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر .. ‏ رغم علمي أن اللحد خاليا .. ‏ ولكن تكفي هذه الأفكار حتى أمتنع تماما وإن كنت استرق النظر إليه من طرف خفي كل لحظة ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا إله إلا الله إن للموت سكرات) تخيلت جسدي يرتجف بقوه وانأ ارفع يدي محاولا إرجاع روحي وصراخ أهلي من حولي عاليا: أين الطبيب أين الطبيب؟.( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين)
    تخيلت الأصحاب يحملونني وهم يهللون ويسبحون ويسترجعون ... ‏ تخيلتهم يمشون بي سريعا إلى القبر وتخيلت أحد الأصدقاء ... ‏ اعلم انه يحب أن يكون أول من ينزل إلى القبر دائماً.. تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. ‏ جهزوا الطوب والخلب.. ‏
    تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. ‏
    تخيلت شيخنا يصيح فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يُسأل .. ‏ أدعوا لأخيكم فإنه الآن يُسأل ثم رحلوا وتركوني
    وتخيلت وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعة .. ‏وأشكال مخيفة .. ‏ لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض .. ‏ أهو العبد العاصي؟؟؟ فيقول الآخر نعم .. وتخيلت أنهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ...‏ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة ..‏ أحقير مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته ... ‏ لا نجاة لك من العذاب...‏ أصرخ فليس لصراخك مجيب
    فمكثت أصرخ: رب ارجعون ..... رب ارجعون ,, لعلي أعمل صالحا فيما تركت....... ‏ وكأني بصوت يهز القبر والسماوات , ويملأني باليأس ويقول ( كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) حتى بكيت ما شاء الله أن أبكي .. ‏ وقلت الحمد لله رب العالمين ...مازال هناك فسحة ومتسع ووقت للتوبة واستغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسورا ...‏ وقد عرفت قدري وبان لي ضعفي وأخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا أقول سبحان من قهر الخلق بالموت .





    [align=center]هنا انتهت زيارة صاحب القصة وخرج من حيث دخل ويقول معلقاً[/align]




    من ظن أن هذه الآية(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) لهوا وعبثا فليترك صلاته و ليفعل ما يشاء وليلهو وليسوف في توبته .. فيوما قريبا سيُقتص منه وويل لمن جعل أهون الناظرين إليه الواحد القهار ولم يبالي بتحذيره ولم يبالي بعقوبته .. ولم يبالي بتخويفه أسألكم بالله . أي شجاعة فيكم حتى لا تخيفكم هذه الآية




    [align=center](ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا)

    (ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا)

    (ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا)[/align]



    [align=center]‏ألا هل بلغت .. ‏ اللهم فاشهد
    (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فساداوالعاقبة للمتقين)[/align][/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة الروحاني الأصلي; الساعة May-04-2009, 03:23 AM.

  • #2
    الله يجازيك بالخير ويطرح فيك البركة على هذا الكلام

    تعليق


    • #3
      اسال الله العفووالمغفرة والنجاة من النارلي ولوالدي ولجميع المسلمين













      الحياة مستمرة سواء ضحكت أم بكيت فلا تحمل نفسك هموماً لن تستفيد منها.




      تعليق


      • #4



        للأسف هي مو بس صارت صلاة الفجر....

        كل الصلوات وتهاون عجيب من البعض.. نسأل الله العفو والعافية..

        لكن الحمدلله الأمة فيها خير أسأل الله أن يصلح الأحوال
        التعديل الأخير تم بواسطة « الـــــج ــــــــوري «; الساعة May-04-2009, 04:31 PM.

        تعليق


        • #5
          أشكر الجميع على مرورهم ومشاركتهم

          تعليق

          يعمل...
          X