• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصيام....والشفاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصيام....والشفاء



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    إِن الصيام و سائر التشريعات الإلهية فضلا على أنها عبادة لله تعالى فهي أيضا لتحقيق مصلحة روحية و سلوكية و بدنية لازمة لهذا الإِنسان للحفاظ على صحته الجسدية ؛ لذلك فرض الله سبحانه و تعالى الصيام علينا و على جميع الأمم قبلنا . قال تعالى : ( يَا أيهَا الَّذِينَ آمنوا كتِبَ عَلَيكم الصِّيَامُ كما كتب عَلَى الَّذِينَ من قَبْلكمْ لعلكم تتقون ) كما أخبرنا جل في علاه أن في الصيام خيرا ليس للأصحاء المقيمين فقط ، بل أيضا للمرضى والمسافرين ، والذين يستطيعون الصوم بمشقة ؛ ككبار السن و من في حكمهم ، قال تعالى : ( أياماً معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له و أن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )
    والخير اسم تفضيل - على غير قياس – و هو الحسن لذاته و لما يحقق من لذة أو نفع أو سعادة ، فالصيام حسن لذاته ، و لما يحققه للمؤمن من المنافع واللذة الروحية والسعادة في الدنيا والآخرة . و معنى { إن كنتم تعلمون } أي فضيلة الصوم وفوائده .
    و هذه المنافع والفوائد متحققة لكل مكلف من الأصحاء المقيمين ، والذين يصومون بلا مشقة زائدة من أهل الرخص الذين يستطيعون تناول وجبتي الفطور والسحور كالأصحاء، و لا يوجد بحث علمي- فيما نعلم- أجري على الصائمين الأصحاء ، في الظروف الطبيعية ، إلا و أفاد أحد أمرين : إما عدم تأثير الصيام على وظائف الأعضاء و مكونات الجسم بأي قدر يشكل خطورة على الجسم أو يسبب ضررا محققا على معظم الأمراض . أو أنه يظهر فائدة جلية في بعض هذه الوظائف ، أو يحسن بعض مكونات الجسم و وظائف الأعضاء في الشيخوخة ، أو أثناء الحمل ، أو الرضاعة أو أثناء السفر، بل و أثبتت الأبحاث بأن الصيام يساعد في شفاء بعض الأمراض .
    و بذلك يظل في الصيام خير لمعظم المرضى ، والمسافرين ، والمطيقين للصيام ، و يكون محققا لهم من الفوائد والمنافع الشيء الكثير الذي لا يعلمونه . فالصيام للمرضى والمسافرين والمطيقين هو الأولى والأنفع ، مالم تضعف النفس عن تحمل المشقة ، أو يصيبها أو يصيب الجسد ضرر محقق : ففي الأولى تكون الرخصة ، و في الثانية تكون العزمة ، و يتعين الإفطار ، و بهذا قال بعض أهل التفسير و جمهور الفقهاء . و قد تجلت هذه الفوائد واستقر خبرها في زماننا هذا ، و سنلخص في هذه المقالة علاقة الصيام بالشفاء من بعض الأمراض قديماً و حديثاً .
    الصيام وسيلة علاجية
    بعد انتشار الإسلام و ممارسة الصيام الإسلامي عند كثير من الأمم تبين فضل هذا الصيام و فوائده ، " فوصف الطبيب المسلم ( ابن سينا ) الصوم لمعالجة جميع الأمراض المزمنة ، و وصف الأطباء المسلمون في القرنين العاشر والحادي عشر ( الميلادي ) صوم ثلاثة أسابيع للشفاء من الجدري ، و مرض الداء الإفرنجي ( السيفلس ) ، و خلال احتلال نابليون لمصر جرى تطبيق الصوم في المستشفيات للمعالجة من الأمراض التناسلية " .
    و في عصر النهضة في أوروبا ، أخذ علماؤها يطالبون الناس بالحد من الإفراط في تناول الطعام و ترك الانغماس في الملذات والشراب و يقترحون الصوم للتخفيف من الشهوات الجامحة . و في ألمانيا وجد الطبيب ( فريدريك هوفمان ) ( 1660-1842 م ) أن الصوم ( يقصد به التجويع المتواصل و هو ما يعرف بالصيام الطبي ) يعين على معالجة داء الصرع والقرحة والسرطانات الدموية والساد [ عتمة وابيضاض في عدسة العين ، و هو ما يسمي كاتراكت أو المياه البيضاء ] الذي يصيب العينين و أورام اللثة و نزيفها والقرحة الجفنية ، كما أعلن أنه ينصح المريض في أي مرض كان ، ألا يأكل شيئا .
    و في روسيا ، توصل الأطباء إلى نتيجة مماثلة ، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين . . . فلقد تقدم الدكتور ( بيترفينيا مينوف ) من جامعة موسكو بتقرير نشر في سنة 1769 م نصح فيه المرضى بالتوقف الكلي عن الطعام أثناء فترة المرض . . . و علل ذلك بقوله : " إن الصوم يعطي المعدة فترة راحة تمكن المريض من الهضم بشكل مناسب عندما يتعافى ، و يعود إلى الأكل ثانية " ، بعد ذلك أعلن الدكتور( ب . ج . سباسكي ) الأستاذ في جامعة موسكو، عن النجاح في معالجة ( الحمى الراجعة ) بالصوم ، وقال : " إن الصوم يسمح بحدوث المعالجات المتزايدة في داخل الجسم ، دون تدخل من الخارج ، وهذا في الحقيقة علاج للأمراض المزمنة" [ هو النوع الذي لا يعتمد المريض فيه على تناول دواء الأنسولين ] .
    و في القرن التاسع عشر أعلن الطبيب الروسي ( زيلاند ) أن الصوم قد أثر إيجابيا على الجهاز العصبي للمريض ، كما أثر تأثيرا لا بأس به على هضمه و دمه بوجه عام ، و كتب قائلا : إن الصوم يسمح للجسم بأن يرتاح ثم يستأنف نشاطه الطبيعي بقوة متجددة .
    وفي الولايات المتحدة الأمريكية بدأ الاهتمام بالصوم باعتباره علاجا للمرضى ، منذ القرن الماضي . فقد عالج الدكتور ( إدوارد ديوي ) قبل قرن بالصوم كلا من الاضطرابات المعدية والمعوية ، و داء الاستسقاء ، والالتهابات العديدة ، بالإضافة إلى الضعف والترهل الجسدي . . . و كان يري أن الراحة من الطعام - وليس الطعام - هي التي ترمم الجهاز العصبي ، في حين أن الطعام - بالنسبة للمريض - يسبب توترا شديدا بقدر التوتر الذي يسببه العمل المتعب ، و يؤكد على أن الطعام خلال المرض ، يصبح عبثا على المريض .
    هذا وقد انتشرت المصحات الطبية التي تعالج الأمراض بالصوم في كثير من بلدان العالم الشرقي والغربي .
    الصيام والأبحاث العلمية الحديثة
    الصيام و مرضى السكري : كثر الحديث عن إمكانية صيام مرضى السكري في شهر رمضان ! و هل يعتبر هؤلاء المرضى جميعا من ذوي الأعذار الذين يباح لهم الفطر ؟ أم يمكن أن يباح ذلك للبعض دون الآخر ؟ و من هم على وجه التحديد ؟ و قد أثبتت الأبحاث الطبية الحديثة أن الصيام لا يشكل خطرا علی معظم مرضی السكري ، إن لم يكن يفيد الكثيرين منهم .
    ففي بحث أجراه الدكتور رياض سليماني و زملاؤه في كلية الطب بمستشفى الملك خالد الجامعي، ( 1990م ) حول تأثير صيام رمضان على التحكم في مرض السكري ، عند 47 من مرضى النوع الثاني2 ، و عند مجموعة من الأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض ، و تم تحديد وزن الجسم ، والبروتين السكري ، و خضاب الدم السكري ، قبل رمضان و فور انتهائه ، عند كل من المجموعتين . و تم قياس البروتين السكري ، ( Glycosylated Protein) عند 9 من مرضى السكري ، و قد لوحظ أنه لم يطرأ أي تغير على الوزن عند هؤلاء المرضى إذ كان قبل رمضان ( 75.2+12.8) مقابل ، ( 75.1+12.4 ) كلجم بعده ، كما لم يطرأ تغير على خضاب الدم السكري ، ( Glycosylated Hemoglobin) إذ كان قبل رمضان ( 10.9+3.1) في مقابل (10.5+2.8 ) مجم / 100مل بعده ، و لم يطرأ تغير على البروتين السكري ( Glycosylated Protein) حيث كان (1.19+0.35 ) مقابل (1017+0.39 ) ، ملجم /100، بعد انتهاء صيام رمضان . أما في المجموعة التي لا يعاني أفرادها من مرض السكري ؛ فقد لوحظ انخفاض هام في وزنهم خلال الصيام ( 74.2+10.4) كلجم ، مقابل (72.5+10،2) كلجم ، بيد أنه لم يسجل أي تغيير يذكر في خضاب الدم السكري ( Glycosylated Hemoglobin) .
    واستنتج الباحثون من ذلك أن صيام شهر رمضان لا يسبب أي فقدان هام في وزن الجسم ، و ليس له أي أثر يذكر على التحكم في مرض السكري لدى مرض النوع الثاني .
    كما قام الدكتور ألفونشو( Olufonsho) و زملاؤه بكلية الطب مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض ، (1990م ) بتوزيع استبيان على 203 من مرضى السكري ، (89 من الذكور و 114 من الإناث ) و ذلك لتقويم مفاهيمهم ، و مواقفهم ، و ممارساتهم ، خلال شهر رمضان .
    و قد قام أكثر هؤلاء (89%) بصيام رمضان ، و كان أقل نسبة للصيام (72%) عند من هم دون سن الخامسة والعشرين ، اعترف 12% فقط بأنهم يتناولون قدرا أكبر من الطعام في رمضان ، بينما ذكر عدد أكبر منهم 27% أنهم يستهلكون قدرا أكبر من الحلويات ، و ذكر أكثر من الثلث (37%) أن نشاطهم الجسمي يقل في رمضان ، كما أن ضعف هذا النشاط كان أكثر شيوعا لدى أولئك الذين لم يصوموا رمضان ( 61%) منه لدى الذين صاموه ، (35%)، و أعرب عدد كبير(59%) أنهم شعروا بتحسن صحتهم خلال شهر رمضان ، و لم يتردد على المستشفيات في حالات طارئة ، سوى (5 ، 6%) منهم ، في حين لم تتجاوز نسبة من دخلوا المستشفى بسبب مرض السكري (5%) أما بالنسبة للأشخاص الذين لم يصوموا ، فقد كانت هذه النتائج أقل إيجابية ، إذ أعرب ( 10 %) منهم فقط عن تحسن الصحة ، فيما ارتفعت المراجعات الطارئة للمستشفى ( 15 %) ، وبلف حالات دخول المستشفى ( 15 %) .
    و كان هناك اعتقاد سائد لدى ( 75% من المرضى ) بأن صيام شهر رمضان يؤدي إلى تحسن الصحة ، و كان هذا الشعور قويا لدى المرضی الذين صاموا الشهر (80%) مقابل المرضی الذين أفطروه (26%) .
    و قد أظهرت الدراسة أن معظم مرض السكري ، يفضلون صيام شهر رمضان ، و أنهم يعتقدون أن لذلك أثرا إيجابيا على مرضهم (5) .
    و قد أثبت باربر( Barber SG) و زملاؤه سنة 1979 م في برمنجهام ، أن هناك تغيرا قليلا في تحكم مرض السكري عند المسلمين الصائمين ، و أن عدد المرضى المراجعين لعيادات السكر قد تناقص ، و لا توجد زيادة في معدل احتجاز مرضى السكري المرتفع و غير المتحكم فيه ، داخل المستشفى خلال شهر رمضان .
    وقد قام خوگير و زملاؤه سنة 1987 م بدراسة شملت 52 مريضا من مرضى السكري ، 20 منهم يعتمدون على الأنسولين في العلاج ، و 32 منهم لا يعتمدون على الأنسولين ، و قد وجد أن 15 مريضا من الذين لا يعتمدون على الأنسولين ، قل وزنهم وانخفضت مستويات السكر ( Glucose Levels) لديهم بعد الصيام ، عنه قبل أن يصوموا .
    كما قلت جرعة الأنسولين بنسبة 10% عن المعتاد عند المجموعة التي تعتمد على الأنسولين في العلاج ، و قل وزن سبعة منهم ، بينما ارتفع معدل السكر عند باقي المجموعة ، لذلك نصح الباحثون بعناية خاصة لهؤلاء المرضى ، إذا أرادوا أن يصوموا كل أيام شهر رمضان ، و لا حرج عليهم بعد ذلك .
    كما أثبتت بعض الدراسات الحديثة أنه لا توجد تغيرات باثولوجية أو أي مضاعفات سريرية على مرضى السكري الذين يصومون شهر رمضان في المكونات التالية :
    - جلوكوز الدم – الهيموجلوبين - الأنسولين - الكولوستيرول- و ثلاثي الجلسريد ، و وزن الجسم . مع الأخذ في الاعتبار ضرورة أن يهتم المرضى بضبط جرعاتهم الدوائية ويمارسون نشاطهم اليومي و ينضبطوا في حميتهم الغذائية خصوصاً المرضى الذين يتناولون الأنسولين .
    أما مرض السكري الذين ينصحون بعدم الصيام فقد حددتهم دراسة التقويم الشامل الذي أجراه الدكتور سليماني و زملاؤه عن مرض السكري و صيام رمضان سنة 1988 م و هم كالتالي :
    1- المرضي المعرضون لزيادة الأجسام الكيتونية في دمائهم .
    2 - المرضی الذين يعانون من تأرجح كبير و سرعة تغير في مستوى الجلوكوز لديهم .
    3 - الحوامل .
    4- الأطفال المصابون بمرض السكري .
    5- مرضى السكري الذين يعانون من مضاعفات مرضية خطيرة مثل الفشل الكلوي أو الذبحة الصدرية .
    6 - مرضى السكري الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل التسمم الدموي الشديد ، ( Sever sepsis) ، أو فشل القلب الاحتقاني (Congestive Heart Failure) .
    و يسمح بالصيام لباقي المرضى ، والمرضى الذين يتقبلون النصائح الطبية و يشجع الصيام للمرضى البدنيين من النوع الثاني الذين لا يعتمدون على الأنسولين ما عدا الحوامل منهن والمرضعات اللاتي لديهن السكر ثابت مع زيادة في الوزن فوق 20% من الوزن المثالي . والخلاصة أن معظم الأبحاث تشير إلى أن صيام شهر رمضان لمرضى السكر آمن من الناحية الصحية طالما كان هناك وعي و ضبط غذائي و دوائي .
    معظم مرضى النوع الثاني يمكن أن يصوموا بأمان و أحيانا يستطيع مرضى النوع الأول الصيام طالما كان هناك ضبط و عناية بالغذاء والدواء والحركة والنشاط ... و يعتبر التحكم في هذه الأمور أشياء مهمة للصيام .



    منقول للفائدة

  • #2
    نقل جميل ومميز

    يعطيك الف عافيه

    تعليق


    • #3
      سبحان الله .. ماشرع الله من شيء الا لحكمه ..

      لا يعلمها الا هو سبحانه ..

      اخي سعيد الحسام ..

      ما أجمل نقلك .. فقد أبدعت به بكل جداره ..

      لك مني كل الشكر ..

      احترامي وتقديري ..

      تعليق


      • #4
        لم يشرع الله فرضاً ولا واجباً ..إلا لحكمة ..

        الحسام سعيد ..

        بوركت على منقولك المميز ..

        .
        .

        دمت سعيداً

        تعليق


        • #5
          لكل من حضر هنا الف الف شكر ودمنا جميعا متواصلين

          تعليق

          يعمل...
          X