• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأحياء المنسيّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأحياء المنسيّة

    السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله وحده ، والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده ، وبعد :
    نستسقي فلا نُمطَر ، وإن مُطِرْنا غِيضَ الماءُ وبلعتْه الأرضُ ، ونحن عن أسباب ذلك غافلون ، نفزَعُ إلى صلاة الاستسقاء مستغنين ، ولا نُري الله منّا ما نستدرّ به أخلافَ السّحاب في تضرُّعٍ . وإنّي وقفْتُ على حالنا من البهائم الرّتّع ؛ ومنها القطط الّتي تموء وتنوء ، فأيقنْتُ أنّا نسينا أن نُطعِمها ونَسقيها في الجملة ، وأنّ السّلف القريب فضلاً عن البعيد كانوا أهدى منّا سبيلاً إليها ؛ فقد كُنّ طوّافاتٍ بالبيوت يُؤنِسْنَ ويَأنسْن ، ويُطْعَمْنَ ويُسْقَيْنَ ، وكان الحيوانُ شريكَ الإنسان في الجَلْوة والخَلْوة ؛ فباركت السّماءُ هذه الصّلة .
    واليومَ غُلّقت الأبواب دون الحُجّاب ، وصار الشّريك طريداً يذرَع الأحياء بحثاً عن الماء . يجد الطّعام ولا يكادُ يُسيغُه .
    غاب عنّا عند تخطيط المُدن بخاصّةٍ أن نهب هذه الأحياء أحواضَ ماءٍ رحمةً واغتذاءً .
    ومن قلّب النّظر في فاضل الطّعام وجد أنّا نُجريه مُجرًى واحداً مع سائر النّفايات الأُخَر ، فعدمُ البصَر بنوعه وكمّه عند ازدراده وامترائه مفضٍ إلى عدم البصر به عند حفظ العفْو منه . وإنّي أعجَبُ لامرأةٍ ألمانيّةٍ نصرانيّةٍ تشكو رجلاً مسلماً كان يسكن في منزلها اكتراءً ؛ إذ كان يضع نفايات الطّعام مع نفايات الورق في حافظةٍ واحدةٍ ؛ فنهتْهُ غيرَ مرّةٍ لينتهي ، فلم يُصغِ لها ، على أنّها كانتْ تُبدي المودّة له ولآل بيته فتعطيهم وتُهديهم . ثمّ استفاق يوماً على حادثٍ عجَبٍ ؛ فقد شكتْه إلى الشّرطة ؛ فعجِب منها قائلاً : ألستِ جارتَنا الّتي تتردّد علينا في مودّةٍ ؟!!! فما كان منها إلاّ أن قالتْ : أحبّكم حقّاً ، ولكنّي أُحِبّ ألمانيا أكثر .
    إنّ الأمم الحيّة بحقٍّ لا تضع نفايات الأشياء في موضعٍ واحدٍ دون تمييزٍ ، وحالها من الموارد كحالها من فضَلاتها . ولو أولينا هذه الأحياء عنايتنا لا عتنينا بهذه النّفايات محتوياتٍ وآليّاتٍ ؛ ليفيد منها غيرنا من الأحياء ، ويُستَصْلَح منها ما يستصلَح في تدويرٍ للموارد ؛ فما يضرّك ينفعها ، وما ينفعها يضرّك ، وقد جرتْ حكمة الله في الخلْق أن يُتمّ بعضُه بعضاً .
    ألستم معي في أنّا بحاجةٍ إلى أن نسقي هذه الأحياء رحمةً بها وطلباً لماء السّماء ، فخيرُ ما نستسقي ربّنا به سقيا خلْقه .

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة د.سعيد الكعيتيّ مشاهدة المشاركة
    السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله وحده ، والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده ، وبعد :
    نستسقي فلا نُمطَر ، وإن مُطِرْنا غِيضَ الماءُ وبلعتْه الأرضُ ، ونحن عن أسباب ذلك غافلون ، نفزَعُ إلى صلاة الاستسقاء مستغنين ، ولا نُري الله منّا ما نستدرّ به أخلافَ السّحاب في تضرُّعٍ . وإنّي وقفْتُ على حالنا من البهائم الرّتّع ؛ ومنها القطط الّتي تموء وتنوء ، فأيقنْتُ أنّا نسينا أن نُطعِمها ونَسقيها في الجملة ، وأنّ السّلف القريب فضلاً عن البعيد كانوا أهدى منّا سبيلاً إليها ؛ فقد كُنّ طوّافاتٍ بالبيوت يُؤنِسْنَ ويَأنسْن ، ويُطْعَمْنَ ويُسْقَيْنَ ، وكان الحيوانُ شريكَ الإنسان في الجَلْوة والخَلْوة ؛ فباركت السّماءُ هذه الصّلة .
    واليومَ غُلّقت الأبواب دون الحُجّاب ، وصار الشّريك طريداً يذرَع الأحياء بحثاً عن الماء . يجد الطّعام ولا يكادُ يُسيغُه .
    غاب عنّا عند تخطيط المُدن بخاصّةٍ أن نهب هذه الأحياء أحواضَ ماءٍ رحمةً واغتذاءً .
    ومن قلّب النّظر في فاضل الطّعام وجد أنّا نُجريه مُجرًى واحداً مع سائر النّفايات الأُخَر ، فعدمُ البصَر بنوعه وكمّه عند ازدراده وامترائه مفضٍ إلى عدم البصر به عند حفظ العفْو منه . وإنّي أعجَبُ لامرأةٍ ألمانيّةٍ نصرانيّةٍ تشكو رجلاً مسلماً كان يسكن في منزلها اكتراءً ؛ إذ كان يضع نفايات الطّعام مع نفايات الورق في حافظةٍ واحدةٍ ؛ فنهتْهُ غيرَ مرّةٍ لينتهي ، فلم يُصغِ لها ، على أنّها كانتْ تُبدي المودّة له ولآل بيته فتعطيهم وتُهديهم . ثمّ استفاق يوماً على حادثٍ عجَبٍ ؛ فقد شكتْه إلى الشّرطة ؛ فعجِب منها قائلاً : ألستِ جارتَنا الّتي تتردّد علينا في مودّةٍ ؟!!! فما كان منها إلاّ أن قالتْ : أحبّكم حقّاً ، ولكنّي أُحِبّ ألمانيا أكثر .
    إنّ الأمم الحيّة بحقٍّ لا تضع نفايات الأشياء في موضعٍ واحدٍ دون تمييزٍ ، وحالها من الموارد كحالها من فضَلاتها . ولو أولينا هذه الأحياء عنايتنا لا عتنينا بهذه النّفايات محتوياتٍ وآليّاتٍ ؛ ليفيد منها غيرنا من الأحياء ، ويُستَصْلَح منها ما يستصلَح في تدويرٍ للموارد ؛ فما يضرّك ينفعها ، وما ينفعها يضرّك ، وقد جرتْ حكمة الله في الخلْق أن يُتمّ بعضُه بعضاً .
    ألستم معي في أنّا بحاجةٍ إلى أن نسقي هذه الأحياء رحمةً بها وطلباً لماء السّماء ، فخيرُ ما نستسقي ربّنا به سقيا خلْقه .


    دكتور سعيد .. وفقك الله وأسعدك كما أسعدتني بهذه اللغة التي تهفو إليها نفوس
    الشغوفين .. بفنون وجمال اللغة العربيه

    مكثت طويلآ هنا فقط أتأمل جمال اللغة التي كتبت بها
    لغة آسرة .. تخفي وراءها .. جهبذ .. في اللغة العربيه
    وأنا كقرني وأنت ابن من أبناء قبيلتي فإنه يسرني القول
    أني فخور بك وبأمثالك .. ونحتاج لمثل هذا التواجد الرائع دائمآ
    ولا تنزعج .. أيها الدكتور العزبز .. إن رأيت قلة من مرتادي المنتدى العام أحيانآ
    فإنه بصبر الجميع ممن يحمل .. الهم .. أمثالك سيعود المنتدى عمومآ للقوة
    وأي موقع .. في أي مكان .. دائمآ يستمد قوته من الأقوياء أمثالك ..

    .........

    أما فحوى الموضوع يا سيدي .. فنحن هنا لا زلنا نصارع من أجل حقوق البشر ..
    وبعد عشرات .. بل ومئات السنين .. ستجد من يقول لك .. هاكم حقوق الحيوان
    وانظر في الشوارع .. سترى القظظ صرعى على جنبات الطريق .. يمنة ويسره ..
    وبشكل سادي لا يتألم له إلا .. إلا من كانت عيونه زرقاء وشعره أشقر
    نحن مسلمون بالقلوب .. لكنهم .. مسلمون بالأفعال .. وقلوبهم لا
    ...... اللهم لا تعاملنا بما نستحق وما نحن أهله ........
    ...... وعاملنا يا رب بفضلك وبما أنت أهـــــــــله ........
    لا تقدم لله ما يكره
    وتطــلب منه ما تحب...

    تعليق


    • #3
      الله يعطيك العافية يادكتور سعيد
      قراءة واضحة وحل اوضح ... ولكن
      يلزمنا الكثير الكثير ...
      تقبل مروري يادكتور واعجابي بما قراءت

      .....

      .....
      توقيت بلقرن
      ....

      تعليق


      • #4
        معاك حق ...
        والله لقد صدقت ..

        أعجبني موضوعك واعجبني فكرك ...
        سلمت يا دكتورنا الفاضل ..

        ويا ليت أن نتنبه لضعاف خلق الله من حولنا
        فمن لا يرحم لا يُرحم ...

        ناهيك عن تكدس الفضلات واختلاطها وتعفنها
        بطريقة عبثيه غبيه لا تتعدى ابعادها عن البيوت فقط ..!

        جُل التحايا أخي ..

        تعليق


        • #5
          كل عام وانت بخير يا دكتور سعيد ...

          ... تواجدك معنا في هذا المنتدى شرفٌ لنا ... فلا تبخل علينا بقلمك وفكرك ...

          ... ولم أجد ما أضيفه على ما خطه قلمك ... سوى أننا للأسف نعيش كالأموات ... ننتظر الآخرين ليحركونا ... وننهض فقط عندما يحركنا الشيطان لفتنة ...

          ... الخلل يبدأ من التربية ... سواءً كانت في البيت أو في المدرسة ... النظافة من الإيمان ... شعار كنا نسمعه في المدرسة ... وكنا نطبقه بعد نهاية الفسحة عندما ... كان المدرسين من الأجانب العرب ... والآن الطفل يأكل ويرمي المخلفات في البيت والمدرسة والشارع والمسجد ... دون أن يجد من يعلمه أنه هو المسئول الأول عن نظافة بدنه وغرفته وشارعه ومدرسته ومسجده ... حتى الحي الذي يسكنه ...

          ... والتبذير والإسراف ... ينتج من خلل التربية ...

          ... الموضوع يتعلق بثقافة مجتمع ... مجتمع لا يطبق النظام مالم يُجبر على ذلك ...

          ... نحتاج الى تحويل التعليم بالتلقين ... الى التطبيق في مدراسنا ... ونتوقف عن الإنسياق خلف دعاة تعديل المناهج ... مع العلم بأن الخلل في طريقة التعليم أكبرمنه في المناهج ...

          ... لو تعلم الطالب كيفية تطبيق الأحاديث النبوية الشريفة والقواعد الفقهية عملياً .. لتغيرت حياتنا ...

          ... فالمسئول ومهندس التخطيط والمنفذين والمستفيدين هم جميعاً نتاج مجتمع ... شعاره مخالفة النظام ...

          ... أشكرك دكتورنا الفاضل ... واعذرنا على الأخطاء اللغوية ...

          تعليق


          • #6
            معك معك يا دكتور ومن يخالف؟ .

            ملامة على ملامة ذنوب نسال الله ان يغفر.

            لا يكتشفها الا قليل .

            (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا )

            تعليق


            • #7
              دكتور سعيد
              لافض فوك

              جزاك الله خير

              تعليق


              • #8
                هاتوا لي معاجم العرب لسان العرب وغيره أريد أن أرقى للكاتب و أخاطبه بلغته الجميلة و كلماته الحلوة المنسيّة اللتي لا تلتق بأعيننا إلا في مقالات رائعة كتابها من هم على أفانينك يا علم الدولة في اللغة و التعريب
                ربما أنني أحب أن أتغنى بكاتب الموضوع أكثر من الموضوع لأنه يحمل في ذاته نُبل الاخلاق و في عقله جُلّ الأفكار وفي معتقداته أسمى المبادئ و المشاعر من أجل دينه و أرضه و إخوته و شخصه و أنفاسه ليست فقط تخرج على ميزان ٍ شعري لأحد البحور بل حتى أنها زكية في صدرها و عجزها بل في فلّها و ياسمينها

                أعجز أن أخاطب هرم شامخ بلغة ركيكة و لكن عرفت أن ابن الاجاويد عذار . . . .

                تعليق

                يعمل...
                X