السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده ، والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده ، وبعد :
نستسقي فلا نُمطَر ، وإن مُطِرْنا غِيضَ الماءُ وبلعتْه الأرضُ ، ونحن عن أسباب ذلك غافلون ، نفزَعُ إلى صلاة الاستسقاء مستغنين ، ولا نُري الله منّا ما نستدرّ به أخلافَ السّحاب في تضرُّعٍ . وإنّي وقفْتُ على حالنا من البهائم الرّتّع ؛ ومنها القطط الّتي تموء وتنوء ، فأيقنْتُ أنّا نسينا أن نُطعِمها ونَسقيها في الجملة ، وأنّ السّلف القريب فضلاً عن البعيد كانوا أهدى منّا سبيلاً إليها ؛ فقد كُنّ طوّافاتٍ بالبيوت يُؤنِسْنَ ويَأنسْن ، ويُطْعَمْنَ ويُسْقَيْنَ ، وكان الحيوانُ شريكَ الإنسان في الجَلْوة والخَلْوة ؛ فباركت السّماءُ هذه الصّلة .
واليومَ غُلّقت الأبواب دون الحُجّاب ، وصار الشّريك طريداً يذرَع الأحياء بحثاً عن الماء . يجد الطّعام ولا يكادُ يُسيغُه .
غاب عنّا عند تخطيط المُدن بخاصّةٍ أن نهب هذه الأحياء أحواضَ ماءٍ رحمةً واغتذاءً .
ومن قلّب النّظر في فاضل الطّعام وجد أنّا نُجريه مُجرًى واحداً مع سائر النّفايات الأُخَر ، فعدمُ البصَر بنوعه وكمّه عند ازدراده وامترائه مفضٍ إلى عدم البصر به عند حفظ العفْو منه . وإنّي أعجَبُ لامرأةٍ ألمانيّةٍ نصرانيّةٍ تشكو رجلاً مسلماً كان يسكن في منزلها اكتراءً ؛ إذ كان يضع نفايات الطّعام مع نفايات الورق في حافظةٍ واحدةٍ ؛ فنهتْهُ غيرَ مرّةٍ لينتهي ، فلم يُصغِ لها ، على أنّها كانتْ تُبدي المودّة له ولآل بيته فتعطيهم وتُهديهم . ثمّ استفاق يوماً على حادثٍ عجَبٍ ؛ فقد شكتْه إلى الشّرطة ؛ فعجِب منها قائلاً : ألستِ جارتَنا الّتي تتردّد علينا في مودّةٍ ؟!!! فما كان منها إلاّ أن قالتْ : أحبّكم حقّاً ، ولكنّي أُحِبّ ألمانيا أكثر .
إنّ الأمم الحيّة بحقٍّ لا تضع نفايات الأشياء في موضعٍ واحدٍ دون تمييزٍ ، وحالها من الموارد كحالها من فضَلاتها . ولو أولينا هذه الأحياء عنايتنا لا عتنينا بهذه النّفايات محتوياتٍ وآليّاتٍ ؛ ليفيد منها غيرنا من الأحياء ، ويُستَصْلَح منها ما يستصلَح في تدويرٍ للموارد ؛ فما يضرّك ينفعها ، وما ينفعها يضرّك ، وقد جرتْ حكمة الله في الخلْق أن يُتمّ بعضُه بعضاً .
ألستم معي في أنّا بحاجةٍ إلى أن نسقي هذه الأحياء رحمةً بها وطلباً لماء السّماء ، فخيرُ ما نستسقي ربّنا به سقيا خلْقه .
الحمد لله وحده ، والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده ، وبعد :
نستسقي فلا نُمطَر ، وإن مُطِرْنا غِيضَ الماءُ وبلعتْه الأرضُ ، ونحن عن أسباب ذلك غافلون ، نفزَعُ إلى صلاة الاستسقاء مستغنين ، ولا نُري الله منّا ما نستدرّ به أخلافَ السّحاب في تضرُّعٍ . وإنّي وقفْتُ على حالنا من البهائم الرّتّع ؛ ومنها القطط الّتي تموء وتنوء ، فأيقنْتُ أنّا نسينا أن نُطعِمها ونَسقيها في الجملة ، وأنّ السّلف القريب فضلاً عن البعيد كانوا أهدى منّا سبيلاً إليها ؛ فقد كُنّ طوّافاتٍ بالبيوت يُؤنِسْنَ ويَأنسْن ، ويُطْعَمْنَ ويُسْقَيْنَ ، وكان الحيوانُ شريكَ الإنسان في الجَلْوة والخَلْوة ؛ فباركت السّماءُ هذه الصّلة .
واليومَ غُلّقت الأبواب دون الحُجّاب ، وصار الشّريك طريداً يذرَع الأحياء بحثاً عن الماء . يجد الطّعام ولا يكادُ يُسيغُه .
غاب عنّا عند تخطيط المُدن بخاصّةٍ أن نهب هذه الأحياء أحواضَ ماءٍ رحمةً واغتذاءً .
ومن قلّب النّظر في فاضل الطّعام وجد أنّا نُجريه مُجرًى واحداً مع سائر النّفايات الأُخَر ، فعدمُ البصَر بنوعه وكمّه عند ازدراده وامترائه مفضٍ إلى عدم البصر به عند حفظ العفْو منه . وإنّي أعجَبُ لامرأةٍ ألمانيّةٍ نصرانيّةٍ تشكو رجلاً مسلماً كان يسكن في منزلها اكتراءً ؛ إذ كان يضع نفايات الطّعام مع نفايات الورق في حافظةٍ واحدةٍ ؛ فنهتْهُ غيرَ مرّةٍ لينتهي ، فلم يُصغِ لها ، على أنّها كانتْ تُبدي المودّة له ولآل بيته فتعطيهم وتُهديهم . ثمّ استفاق يوماً على حادثٍ عجَبٍ ؛ فقد شكتْه إلى الشّرطة ؛ فعجِب منها قائلاً : ألستِ جارتَنا الّتي تتردّد علينا في مودّةٍ ؟!!! فما كان منها إلاّ أن قالتْ : أحبّكم حقّاً ، ولكنّي أُحِبّ ألمانيا أكثر .
إنّ الأمم الحيّة بحقٍّ لا تضع نفايات الأشياء في موضعٍ واحدٍ دون تمييزٍ ، وحالها من الموارد كحالها من فضَلاتها . ولو أولينا هذه الأحياء عنايتنا لا عتنينا بهذه النّفايات محتوياتٍ وآليّاتٍ ؛ ليفيد منها غيرنا من الأحياء ، ويُستَصْلَح منها ما يستصلَح في تدويرٍ للموارد ؛ فما يضرّك ينفعها ، وما ينفعها يضرّك ، وقد جرتْ حكمة الله في الخلْق أن يُتمّ بعضُه بعضاً .
ألستم معي في أنّا بحاجةٍ إلى أن نسقي هذه الأحياء رحمةً بها وطلباً لماء السّماء ، فخيرُ ما نستسقي ربّنا به سقيا خلْقه .
تعليق