البشت .. صفة دينية أم وجاهة اجتماعية ؟
يقول كثير من علماء الدين بعدم جواز ارتداء بعض الملابس الملفتة للنظر استناداً لحديث (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة)، ولباس الشهرة هو ما يكون ملفتاً للنظر فوق المعتاد ويجلب الكبر والخيلاء لصاحبه، وسبب تحريم هذا النوع من الألبسة هو محاربة الإسلام الدائمة لمظاهر التكبر وإلغاء الفوارق بين طبقات البشر.
ولكن أليس العلماء ذاتهم الذين ينادون بتحريم لباس الشهرة، نجدهم دائماً يرتدون (البشت) الذي يجعل منهم طبقة مختلفة عن بقية البشر، وبذلك يقعون في مطب ما يحذّرون منه دائماً ؟
لو عدنا لتاريخ صناعة البشوت، لوجدنا أنها كانت قديماً في عصور الإسلام الأولى وقبلها موجودة باسم عباءة أو جبّة، وكان الجميع يرتديها حتى الأطفال، أي أنها لم تكن مقتصرة على فئة معينة أو طبقة بذاتها، لكن مع مرور الزمن تحول البشت إلى رمز للوجاهة لا يرتديه إلا عليّة القوم، لكي يتميزون عن بسطاء الشعب أو فقرائهم .. وشاركهم في ذلك علماء الدين ..
وإن كنت شخصياً لا أوجه نقدي هذا لمن يلبسه من الأغنياء والشيوخ والأمراء، لأنهم أساساً ليسوا دعاة للفضيلة، وأكثرهم يتلبسه الخيلاء بطريقة أو بأخرى، فمتوقع جداً منهم أن يقوموا بتمييز أنفسهم عن الطبقات التي يرونها أدنى منهم.. العتب فقط يكون على من شاركهم من العلماء في لبس هذه القطعة من الملابس ليصبحوا مختلفين عن البشر ..
لا أعلم لماذا أصبحت الفتاوى هنا في كثير من الأحيان مرتبطة بأهواء من يفتي، فمثلاً الشيخ الفلاني صاحب اللحية البيضاء يقوم بتحريم صبغ اللحية بالأسود، ويقوم صاحب اللحية السوداء بتحليل ذلك، أيضاً من لديه تجارة أو ارتباط بالبنوك يقوم باختلاق مسميات نقدية تفيد تجارته كالتورق أو الإيجار المنتهي بالوعد بالتمليك، ومن يحب النساء يتفنن في صنع زيجات قبيحة كالمسيار والمسفار إلخ.. وفي المقابل لدى البعض حساسية مفرطة تصل لحد تجريم الآخر في حال نقاشه حول أمور مختلف عليها..
وعوداً لموضوع البشوت، فأنا مستغرب جداً لماذا يصنع عالم الدين لنفسه شكلاً مختلفاً بارتداء البشت وإلغاء العقال من الزي الرسمي، وهو من يجب عليه توجيه المجتمع لإزالة الفوارق الطبقية واحتقار البشر.. وهذا يفسر لماذا أصبحنا ننظر لشيوخ الدين على أنهم أناس من كوكب آخر ونضفي عليهم كثير من القداسة ..
عن عدي بن الفضل قال : قال لي أيوب : ” اُحذُ نعلين على نحو حذو نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي البس نعلين مثل نعلي الرسول). قال : ففعلت ، فلبسها أياما ثم تركها ، فقلت له في ذلك فقال: لم أر الناس يلبسونها ” انتهى .
هذا الأثر له بالغ الدلالة في ضرورة اجتناب بعض الملابس حتى وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم بذاته قد لبسها في وقت سابق حينما لم تكن لباس شهرة، ومع تغير الزمن تغيرت الأذواق، الغرض من التحريم واضح وبيّن .. فهل يعي هؤلاء ?
يقول كثير من علماء الدين بعدم جواز ارتداء بعض الملابس الملفتة للنظر استناداً لحديث (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة)، ولباس الشهرة هو ما يكون ملفتاً للنظر فوق المعتاد ويجلب الكبر والخيلاء لصاحبه، وسبب تحريم هذا النوع من الألبسة هو محاربة الإسلام الدائمة لمظاهر التكبر وإلغاء الفوارق بين طبقات البشر.
ولكن أليس العلماء ذاتهم الذين ينادون بتحريم لباس الشهرة، نجدهم دائماً يرتدون (البشت) الذي يجعل منهم طبقة مختلفة عن بقية البشر، وبذلك يقعون في مطب ما يحذّرون منه دائماً ؟
لو عدنا لتاريخ صناعة البشوت، لوجدنا أنها كانت قديماً في عصور الإسلام الأولى وقبلها موجودة باسم عباءة أو جبّة، وكان الجميع يرتديها حتى الأطفال، أي أنها لم تكن مقتصرة على فئة معينة أو طبقة بذاتها، لكن مع مرور الزمن تحول البشت إلى رمز للوجاهة لا يرتديه إلا عليّة القوم، لكي يتميزون عن بسطاء الشعب أو فقرائهم .. وشاركهم في ذلك علماء الدين ..
وإن كنت شخصياً لا أوجه نقدي هذا لمن يلبسه من الأغنياء والشيوخ والأمراء، لأنهم أساساً ليسوا دعاة للفضيلة، وأكثرهم يتلبسه الخيلاء بطريقة أو بأخرى، فمتوقع جداً منهم أن يقوموا بتمييز أنفسهم عن الطبقات التي يرونها أدنى منهم.. العتب فقط يكون على من شاركهم من العلماء في لبس هذه القطعة من الملابس ليصبحوا مختلفين عن البشر ..
لا أعلم لماذا أصبحت الفتاوى هنا في كثير من الأحيان مرتبطة بأهواء من يفتي، فمثلاً الشيخ الفلاني صاحب اللحية البيضاء يقوم بتحريم صبغ اللحية بالأسود، ويقوم صاحب اللحية السوداء بتحليل ذلك، أيضاً من لديه تجارة أو ارتباط بالبنوك يقوم باختلاق مسميات نقدية تفيد تجارته كالتورق أو الإيجار المنتهي بالوعد بالتمليك، ومن يحب النساء يتفنن في صنع زيجات قبيحة كالمسيار والمسفار إلخ.. وفي المقابل لدى البعض حساسية مفرطة تصل لحد تجريم الآخر في حال نقاشه حول أمور مختلف عليها..
وعوداً لموضوع البشوت، فأنا مستغرب جداً لماذا يصنع عالم الدين لنفسه شكلاً مختلفاً بارتداء البشت وإلغاء العقال من الزي الرسمي، وهو من يجب عليه توجيه المجتمع لإزالة الفوارق الطبقية واحتقار البشر.. وهذا يفسر لماذا أصبحنا ننظر لشيوخ الدين على أنهم أناس من كوكب آخر ونضفي عليهم كثير من القداسة ..
عن عدي بن الفضل قال : قال لي أيوب : ” اُحذُ نعلين على نحو حذو نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي البس نعلين مثل نعلي الرسول). قال : ففعلت ، فلبسها أياما ثم تركها ، فقلت له في ذلك فقال: لم أر الناس يلبسونها ” انتهى .
هذا الأثر له بالغ الدلالة في ضرورة اجتناب بعض الملابس حتى وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم بذاته قد لبسها في وقت سابق حينما لم تكن لباس شهرة، ومع تغير الزمن تغيرت الأذواق، الغرض من التحريم واضح وبيّن .. فهل يعي هؤلاء ?
تعليق