بالبداية..... نحن العرب أعداء العلم والمعرفة بالفطرة ...
فنخاف من ... كل جديد ...و كل غريب ... وكل أجنبي ... وكل مستحدث ...
أتت المدرسة للأبناء فقاومها الاباء بحجة من يرعى لهم الاغنام ويقضي لهم المشاغل ... ثم أتت
المدرسة للبنات فتقاذفت الألسن أقبح الألفاظ لمن يدخل بناته في هذه المدارس ...
وأتهموا كل من أدخل بناته المدارس بالدياثه وسوء الخلق .....
ثم أتى تعيين البنات كمدرسات فنهروا وأبكوا كل من يرحل مع بناته لمدن تعليمهم ...
ثم أتى عمل المرأة فكان القشة التي كسرت ظهر البعير ... فقالوا ...
كيف تعمل إمرأة بسوق أمام الرجال .... ونسوا ان من يبيع الملابس الداخلية بمحلات النساء
رجال ... وكانت هناك أسواق خاصة بالنساء ففشلت لأنه لم يتوظف أحد ...
ثم تعاقب الفشل بالإحجام عن عمل المرأة بالتمريض ...فكانت الفلبينية بقسم النساء والولادة
أحوج للمال من الفتاة السعودية ...
وكلنا نعلم أن بالمستوصفات أقسام النساء والولادة وأقسام الاسنان ومستوصفات الاحياء معزولة
عن الرجال ...... ولكن نقاوم التغيير .....
ومازلنا نفرق بين الفتاة السعودية والفتاة الفلبينية المسلمة فالأولى مصنفة دينيا درجة أولى
فلا يجوز خروجها ولا يجوز عملها ...
ولكن الفتاة المسلمة الاخرى من درجة ثانية تاتي ويجوز لها مالا يجوز للسعودية ....
ما هذه الازدواجية في الرؤية والفكر ؟ أليست الفتاة التي تعمل بقسم النساء والولادة خروجها الى عملها أمر خيري وامر مشروع ..
ولماذا كانت تخرج نساء الصحابة الى المعارك فيطببون الجرحى ويختلطون بالصحابة ..
لماذا الخوف دائما .... لماذا لا نرى برؤية بعيدة ... أليس بطالة المراة كبطالة الرجل ....
وتأتي الجامعة العلمية ..... بمنطقة ثول ....
فيأتي المتشائمون ... ويتنبأون لها أسوأ تنبأ ... ويفرقون المجتمع بكتابات ليس لها مصدر ..
ويتحاملون عليها ... ويفرقون بين العلماء والحكام ... ويتصورن أسوأ الصور عن هذه الجامعة
ويتصورن عنها أنها لم تخلق إلا لكي يتم فيها الاختلاط والرقص ومسح الدين ...
ولا يرون بعين الدين وهي العين المتفائلة ... كم ستقدم للامة ... وكم ستدعم مسيرة العلم ..ويحكمون عليها وهي في المهد ... ومن في المهد لا يحاسب ....
إن طبيعة هذه الأرض طبيعة بدوية تقاوم التجديد ... فالتجديد في الفكر البدوي محرم .. والبقاء
بخيمته واجب ....
فيجب علينا أن نرى بعقلانية دون تهور .. دون خوف ... دون حكم ... دون استعجال ...
ولو صدر بعض الاشياء السيئة ...
فالعلم والايمان لا تتعارض .... ولكن العقل البدوي يقاوم كل جديد ....
نحن بالقرن الواحد والعشرون ... وسواءا رضينا أم أبينا ... فلابد أن نتغير سواءا تغير إلى الافضل
أو الاسوأ .... وكلا يرى التغير بعينه ......
تعليق