( Take it or leave itــ خذها وإلا خلها )
كيف ورثتم هذه الثقافة العجيبة أيها ( العجم )، أنى لكم الحفاظ عليها جيلاً بعد جيل ؟ .. كان صوتي مرتفعاً بعض الشيء حاد النبرة مخشوشن النغم وأنا اُغرق صديقي ( جاك ) في بحر من التساؤلات ونحن نتقاذف كرات ( البلياردو) ذات سهرة متأخرة جداً ،، بينما كنت أتمتم في نفسي وأهمس في داخلي بــ ( نحن المسلمون أحق بهذه الموروثات الخلاقة ) !!
ولكن سرعان ماعُدت للحوار العلني مع جاك وكأن (البال خال ) و( الهم منسي ) .. وأخذت أقذفه بالسؤال يتلوه السؤال :
كيف للانسان منكم بني العم سام إذا ما خرج للشارع واحتظن مقود عربته لا ( تحكه ) ابهامه او بطن كفه بسبب عدم الضغط بهما أو باحدهما على المنبه (البوري) .. يالكم من قوم صُبّر !!
أما نحن بنو عمومتكم ( العرب ) فقد تصاب الكف او ربما الساعد كاملا بالشلل التام إذا لم اعالج المنبه بين الثانية والثانية طيلة ( تأبط ) مقود العربة .. ولو استدعى الامر أن ( أضغط ابوه في الطائف ) ولا أسمح له بالتنفس إلا في الرياض ، وربما قبيل دخول الظهران بامتار قليلة ..
وكيف لأحدكم إذا ما خرج من وظيفته متقاعداً ولد من جديد فرأيته يترعرع في مشوار آخر ( أي عمل ) مهنة أو هواية ، يستغل وقته ويعيش حياته ويتبرع بخبراته ويهب نشاطه لمن يحتاجه .. ياله من أمل طويل وشقاء دائم يتغشيانكم ايها العجم !!
اما نحن بنو عمومتكم فإن الموت لدينا ( موتتان ) .. الاولى حين خروج الروح من الجسد .. وماقبل الاولى حين إستلام قرار التقاعـــــــــــــد ..
وكيف لكم ايها العجم اذا ما تراصيتم في صف ما او طابور ما ، امام موظف البنك او محاسب المتجر او خطوط الطيران او سكة الحديد او شباك السينما ... كنتم كـ ( المسبحة ) أو العقد ، او البناء الهندسي هرمياً كان او مستطيلاً ، يتغشاكم الوقار وتحفكم السكينة ، حتى إذا ما قضى أحدكم شغله وعاد الى بيته او سار الى حال سبيله رأيته ولم ترى عليه ( غبار السفر أو هدة الحيل ) !!
أما نحن بنو عمومتكم فمن يفعل افعالكم ويحتاج حوائجكم منا ، عاد وكأنه عائد من معركة حربية شرسة أكلت اخضره وابقت يابسه ليس عجزا فيه وانما زهدآ ... هذا إن لم يستشهد في سبيل ( رغيف محروق ) أو قطعة (بروستد مهدرك).
وكيف لأحدكم ايها العجم إذا ما حان الترجل من فوق كرسي (المنصب ) بادر الى الاحتفال وتوزيع الهدايا وتطييب الخواطر ، وزرع الذكر الحسن ونصب تذكار الفقد !!
بينما نحن بنو عمومتكم إذا حان حدوث مثل هذا لإحدنا أخذ يحيك الخطط ويدبر المؤامرات وينسج الحيل لإستقباء كرسي المنصب وربط الحياة بعموده الدوار حتى ولو ادى الامر الى ان تداس الرقبة تحت أطار المقعد ..
كيف لأحدكم اذا ماطرح فكرته أو رأيه أنصت له الجميع وأحترمه الجميع ،، فإن أخذوا به أو ببعضه ، وإلا لم يشنعوا عليه أو يصادروا حقه في الراي والحوار ، بل يطيبون الخاطر بكلمة ( محاولة جيدة )أو ( تفكير سليم ) !!
بينما نحن نضرب راي بعضا بعضا عرض الحائط ونصادره ونشنع عليه بل وقد يصل بنا الامر الى سحقه تحت الاقدام ، هذا اذا سمح بعضنا لبعض بالتفوه إصلاً ..
كيف لكم ايها ( الكفار ) اذا إتهم احدكم لم تحقروه ولم تجرموه حتى تكون ( الحجة) عليه ، كالشمس في رابعة النهار !!
اما نحن .. ونحن وانتم (بنوآدم ) فنسلخه من غير ذبح وندفنه من غير كفن ، والدفن هنا ليس إكراماً لضريحه وإنما تأففاً لعفنه ..
كيف لكم ايها التائهون في الكون تشرعون النظم وتسرعون الحضارة نحو (الحياة والهلاك ) معــاً !!
بينما نحن مشغولون حتى (الترقوة ) بتكفير زيد وتجريم عمر ... هذا سني متشدد متطرف ... وذاك علماني منحل متحرر ... وذا شيعي متوليٌ مولاه ... وهذا أرهابي تفجيري ... وذاك ظالم حجاجي ... وذا عميل غربي ... ... نشرنا صحائف الاعمال ثم تلونا بيانات الاتهام ، واعقبنا ذلك بإصدار الاحكام ، وهانحن نسعى ونحارب من اجل تعليق المشانق وسل السيوف .. لمن ؟ لرقابنا نحن ولنحورنا نحن ..
كيف ؟ وكيف ؟ وكيف ؟ وكيف و .......؟ و ............؟ ...............
طبعآ كنت أبادر صديقي جاك بالسؤال ثم أنشغل بالتفكر في حالنا نحن (المسلمون) في صراع صاخب داخلي لايسمعه ولكن قد يحسه !! واترك له الاجابات والاسهاب في شرح احوالهم وتمجيد مشروعهم الحضاري وتبرير منطلقاته الخلاقة ..
ثم تحولت من صب سيل الكيف والـ لماذا .. باتجاه جاك ، الى صعود الماء في منحدر الوادي معترفاً رغم أنف أنفة اليعربي ورغم عزة المتسمى (مسلماً) بأن تلك الحكايا هي (حقائق ) ..
والشواهد كثيرة ضاق بها الافق :
منها ـــ هذا الصبي السعودي الذي لعق شهد عذوبة الوطن ومضغ ثمار تراب الوطن ، حتى اذا ما اشتد ساعده وانتشر بعض ريشه اذا به يرتمي في احضان (العدو) ثم ليرتد رصاصة أصابت اعز مانفاخر به ( الأمن ) ولكنها ولله الحمد كالعادة لم تكن في مقتل ــ إذ دائما مايخسر المبطلون ــ سنة الله في البغاة منذ فجر التاريخ .
ومنها ــ فلسطين وضياع (القدس ) بين من فتح الله عليهم ابواب واشنطن ،، وبين من تحمس بأسهم لنطح جدار حائط المبكى .
ومنها هلاك افغانستان بين (طالبان الكرامات) و ( كرازاي الخواجات).
ومنها ضياع العراق بين ( الاجسام المبوردة ــ نسبة للبارود الاحمر) و ( القدود المبودرة ــ نسبة للبودرة البرتقالية).
ومنها .. الصومال .. باكستان .. اليمن .. والقائمة طويلة طول الألم وعريضة عرض الجرح !!
ثم عنفت نفسي وذكرتها بحديث ( من قال هلك الناس فهو اهلكم )
فقلت لن اسقطه على كل حال ومقاله ليس لكل مقام ... ولأنظر يميناً ويساراً .. ثم استرجع حديث ( فتن كقطع الليل ) فرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى قد أتى بالتشريع الذي شرح حال الخلق الى قيام الساعة ، ومانحن فيه الآن من فرقة وتناحر إلا بعضاً من معجزات إخباره بهذا الحال صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من الف واربعمائة سنة .
هنا تسائلت وانا أصوب عصاي نحو الكرة البلورية .. هل جاك الكافر أحق بالاسلام منا .. أم هل نحن المسلمون أحق باخلاق جاك منـــه ؟
ولما أرهقت صديقي بالاسئلة المتحجرة وارهقني بالشرح والتبرير الذي لم أفهمه بناء لتركيبتي اليعربية القحة ، نظر اليّ نظرة كادت تخترق قامتي المتصلبة ثــم رمــى بعصاه على ظهر منضدة البليارود ،
قائلاً وهو يولي مدبراً ومغضباً معاً :
( Take it or leave it)
.. أي ( خذها أو أتركها ) .. يقصد هذا هي حياتهم ومنهجم ، ســــواءً
فهمت أم لم افهم .. وفي الحقيقة أن الثانية اولى من الاولى ..
وعلى تفاعيل البحر البسيط ( خذها وإلا خلهـــــــــا ............)
بقلم ( ركبــــ أوران ـــــــــان )
كيف ورثتم هذه الثقافة العجيبة أيها ( العجم )، أنى لكم الحفاظ عليها جيلاً بعد جيل ؟ .. كان صوتي مرتفعاً بعض الشيء حاد النبرة مخشوشن النغم وأنا اُغرق صديقي ( جاك ) في بحر من التساؤلات ونحن نتقاذف كرات ( البلياردو) ذات سهرة متأخرة جداً ،، بينما كنت أتمتم في نفسي وأهمس في داخلي بــ ( نحن المسلمون أحق بهذه الموروثات الخلاقة ) !!
ولكن سرعان ماعُدت للحوار العلني مع جاك وكأن (البال خال ) و( الهم منسي ) .. وأخذت أقذفه بالسؤال يتلوه السؤال :
كيف للانسان منكم بني العم سام إذا ما خرج للشارع واحتظن مقود عربته لا ( تحكه ) ابهامه او بطن كفه بسبب عدم الضغط بهما أو باحدهما على المنبه (البوري) .. يالكم من قوم صُبّر !!
أما نحن بنو عمومتكم ( العرب ) فقد تصاب الكف او ربما الساعد كاملا بالشلل التام إذا لم اعالج المنبه بين الثانية والثانية طيلة ( تأبط ) مقود العربة .. ولو استدعى الامر أن ( أضغط ابوه في الطائف ) ولا أسمح له بالتنفس إلا في الرياض ، وربما قبيل دخول الظهران بامتار قليلة ..
وكيف لأحدكم إذا ما خرج من وظيفته متقاعداً ولد من جديد فرأيته يترعرع في مشوار آخر ( أي عمل ) مهنة أو هواية ، يستغل وقته ويعيش حياته ويتبرع بخبراته ويهب نشاطه لمن يحتاجه .. ياله من أمل طويل وشقاء دائم يتغشيانكم ايها العجم !!
اما نحن بنو عمومتكم فإن الموت لدينا ( موتتان ) .. الاولى حين خروج الروح من الجسد .. وماقبل الاولى حين إستلام قرار التقاعـــــــــــــد ..
وكيف لكم ايها العجم اذا ما تراصيتم في صف ما او طابور ما ، امام موظف البنك او محاسب المتجر او خطوط الطيران او سكة الحديد او شباك السينما ... كنتم كـ ( المسبحة ) أو العقد ، او البناء الهندسي هرمياً كان او مستطيلاً ، يتغشاكم الوقار وتحفكم السكينة ، حتى إذا ما قضى أحدكم شغله وعاد الى بيته او سار الى حال سبيله رأيته ولم ترى عليه ( غبار السفر أو هدة الحيل ) !!
أما نحن بنو عمومتكم فمن يفعل افعالكم ويحتاج حوائجكم منا ، عاد وكأنه عائد من معركة حربية شرسة أكلت اخضره وابقت يابسه ليس عجزا فيه وانما زهدآ ... هذا إن لم يستشهد في سبيل ( رغيف محروق ) أو قطعة (بروستد مهدرك).
وكيف لأحدكم ايها العجم إذا ما حان الترجل من فوق كرسي (المنصب ) بادر الى الاحتفال وتوزيع الهدايا وتطييب الخواطر ، وزرع الذكر الحسن ونصب تذكار الفقد !!
بينما نحن بنو عمومتكم إذا حان حدوث مثل هذا لإحدنا أخذ يحيك الخطط ويدبر المؤامرات وينسج الحيل لإستقباء كرسي المنصب وربط الحياة بعموده الدوار حتى ولو ادى الامر الى ان تداس الرقبة تحت أطار المقعد ..
كيف لأحدكم اذا ماطرح فكرته أو رأيه أنصت له الجميع وأحترمه الجميع ،، فإن أخذوا به أو ببعضه ، وإلا لم يشنعوا عليه أو يصادروا حقه في الراي والحوار ، بل يطيبون الخاطر بكلمة ( محاولة جيدة )أو ( تفكير سليم ) !!
بينما نحن نضرب راي بعضا بعضا عرض الحائط ونصادره ونشنع عليه بل وقد يصل بنا الامر الى سحقه تحت الاقدام ، هذا اذا سمح بعضنا لبعض بالتفوه إصلاً ..
كيف لكم ايها ( الكفار ) اذا إتهم احدكم لم تحقروه ولم تجرموه حتى تكون ( الحجة) عليه ، كالشمس في رابعة النهار !!
اما نحن .. ونحن وانتم (بنوآدم ) فنسلخه من غير ذبح وندفنه من غير كفن ، والدفن هنا ليس إكراماً لضريحه وإنما تأففاً لعفنه ..
كيف لكم ايها التائهون في الكون تشرعون النظم وتسرعون الحضارة نحو (الحياة والهلاك ) معــاً !!
بينما نحن مشغولون حتى (الترقوة ) بتكفير زيد وتجريم عمر ... هذا سني متشدد متطرف ... وذاك علماني منحل متحرر ... وذا شيعي متوليٌ مولاه ... وهذا أرهابي تفجيري ... وذاك ظالم حجاجي ... وذا عميل غربي ... ... نشرنا صحائف الاعمال ثم تلونا بيانات الاتهام ، واعقبنا ذلك بإصدار الاحكام ، وهانحن نسعى ونحارب من اجل تعليق المشانق وسل السيوف .. لمن ؟ لرقابنا نحن ولنحورنا نحن ..
كيف ؟ وكيف ؟ وكيف ؟ وكيف و .......؟ و ............؟ ...............
طبعآ كنت أبادر صديقي جاك بالسؤال ثم أنشغل بالتفكر في حالنا نحن (المسلمون) في صراع صاخب داخلي لايسمعه ولكن قد يحسه !! واترك له الاجابات والاسهاب في شرح احوالهم وتمجيد مشروعهم الحضاري وتبرير منطلقاته الخلاقة ..
ثم تحولت من صب سيل الكيف والـ لماذا .. باتجاه جاك ، الى صعود الماء في منحدر الوادي معترفاً رغم أنف أنفة اليعربي ورغم عزة المتسمى (مسلماً) بأن تلك الحكايا هي (حقائق ) ..
والشواهد كثيرة ضاق بها الافق :
منها ـــ هذا الصبي السعودي الذي لعق شهد عذوبة الوطن ومضغ ثمار تراب الوطن ، حتى اذا ما اشتد ساعده وانتشر بعض ريشه اذا به يرتمي في احضان (العدو) ثم ليرتد رصاصة أصابت اعز مانفاخر به ( الأمن ) ولكنها ولله الحمد كالعادة لم تكن في مقتل ــ إذ دائما مايخسر المبطلون ــ سنة الله في البغاة منذ فجر التاريخ .
ومنها ــ فلسطين وضياع (القدس ) بين من فتح الله عليهم ابواب واشنطن ،، وبين من تحمس بأسهم لنطح جدار حائط المبكى .
ومنها هلاك افغانستان بين (طالبان الكرامات) و ( كرازاي الخواجات).
ومنها ضياع العراق بين ( الاجسام المبوردة ــ نسبة للبارود الاحمر) و ( القدود المبودرة ــ نسبة للبودرة البرتقالية).
ومنها .. الصومال .. باكستان .. اليمن .. والقائمة طويلة طول الألم وعريضة عرض الجرح !!
ثم عنفت نفسي وذكرتها بحديث ( من قال هلك الناس فهو اهلكم )
فقلت لن اسقطه على كل حال ومقاله ليس لكل مقام ... ولأنظر يميناً ويساراً .. ثم استرجع حديث ( فتن كقطع الليل ) فرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى قد أتى بالتشريع الذي شرح حال الخلق الى قيام الساعة ، ومانحن فيه الآن من فرقة وتناحر إلا بعضاً من معجزات إخباره بهذا الحال صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من الف واربعمائة سنة .
هنا تسائلت وانا أصوب عصاي نحو الكرة البلورية .. هل جاك الكافر أحق بالاسلام منا .. أم هل نحن المسلمون أحق باخلاق جاك منـــه ؟
ولما أرهقت صديقي بالاسئلة المتحجرة وارهقني بالشرح والتبرير الذي لم أفهمه بناء لتركيبتي اليعربية القحة ، نظر اليّ نظرة كادت تخترق قامتي المتصلبة ثــم رمــى بعصاه على ظهر منضدة البليارود ،
قائلاً وهو يولي مدبراً ومغضباً معاً :
( Take it or leave it)
.. أي ( خذها أو أتركها ) .. يقصد هذا هي حياتهم ومنهجم ، ســــواءً
فهمت أم لم افهم .. وفي الحقيقة أن الثانية اولى من الاولى ..
وعلى تفاعيل البحر البسيط ( خذها وإلا خلهـــــــــا ............)
بقلم ( ركبــــ أوران ـــــــــان )
تعليق