• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ممنوع الدخول الى شارع كلوت بك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ممنوع الدخول الى شارع كلوت بك

    [align=center]«كلوت بك» بناه معماريون عالميون.. ورمم بعشوائية

    شارع: يحمل اسم طبيب فرنسي عالج المصريين من «الكوليرا» في عهد محمد علي


    شارع كلوت بك


    بعد نحو قرن ونصف القرن يتجمل شارع «كلوت بك» أحد أشهر شوارع القاهرة، وينفض عن كاهله غبار السنين والحكايات التي ارتبطت به، ووصمته لسنوات مر عليها زمن بعيد. ورغم عشوائية التجديد وارتجاله، إلا أن محافظة القاهرة أعادت إلى الشارع جزءا من بريقه القديم، بعد أن تم طلاء واجهات المباني والعقارات والمحال المطلة عليه، بألوان يتماوج فيها الأصفر، والأحمر، والأخضر، والأزرق، بدرجات مختلفة وبصورة متنافرة تفتقد أبسط قواعد الذوق الفني.
    ويقول الدكتور بهاء بكري رئيس المعهد العالي للتخطيط العمراني والتنمية الشعبي «العشوائية هل الحل الشعبي برغم أنف السلطة»، مشيرا إلى أن هذه العشوائية قد عكسها هذا القرار الرسمي الذي يحمل في ظاهره الجمال وباطنه العشوائية.

    وتشير الدكتورة سهير حواس أستاذة العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إلى أنه بالرغم من الضرورة الملحة لصيانة وترميم هذه المباني التراثية، إلا أن عملية تجميل شارع «كلوت بك» اكتفت بالسطح والواجهة الخارجية، ولم تأخذ في الاعتبار الطراز المعماري والمباني التراثية في هذا الشارع التاريخي، وأبرزها اللوكاندات التي اشتهر بها والبواكي بإيقاعها المعماري الفريد، والتي تتعرض للاندثار تدريجيا رغم قيمتها التاريخية والعمرانية. وتضيف حواس «بدلا من التحرك إلى عمليات الترميم والتجديد بشكل شامل وعلمي، نجد الاهتمام بطلاءات عديمة الذوق وان اعطت بعض الانتعاش المؤقت لهذا الشارع». ولا تخطئ عين العابر للشارع العريق ملامح الحزن والكآبة الواضحة على مبانيه العريقة، لكنها برغم ذلك لا تزال بها مسحة جمالية قديمة لا يستطيع احد نكرانها.

    وقد أختلفت معالم الشارع وتبدلت في كل عصر وزمان، ووصف الصورة الحالية يتلخص في لافتة باهتة عليها آثار طلاء باللون الأصفر تطالعك في بداية الشارع العريق، وبالكاد تقرؤها، وعلى جانبيه تصطف عربات الفول الصغيرة، ومحلات متعددة النشاط لبيع «الملابس، وأدوات حدادة ونجارة، وقطع غيار، وعصارات، وهواتف جوالة، وأدوات كهربائية». مما أضفى سمة تجارية للشارع والحي، فأصبح مقصدا للعديد من الزوار من البلاد المجاورة مثل ليبيا، والسودان.

    ويذكر تاريخ العمارة المصرية، أن الخديوى إسماعيل الذي كان يردد «هوايتي الطوب والمونة»، استدعى من أجل إنشاء القاهرة الحديثة أشهر المعماريين في عصره من فرنسيين وإيطاليين ونمساويين لتكون بمثابة متحف مفتوح ومنهم «هوسبمان، فرانسسكو باتيجلى، ادوارد ماتاسك»، وقد راعوا في تصميم هذا الشارع ان تجمع مبانيه طرزا معمارية شتى لمدارس متنوعة من «الكلاسيكى، الارت ديكو، الباروك، التعبيري والعقلاني والفن الحديث»، كما حرصوا على الجمال في تصميم وزخرفة واجهاتها، بحيث لا تتكرر الوحدة الزخرفية فى الواجهة الواحدة.

    وقد افتتح الخديوي إسماعيل الشارع في عام 1873 في احتفال شعبي، وأطلق عليه اسم «كلوت بك» تقديرا لعطاء الطبيب الفرنسي «انطوان برتيملي كلوت»، الذي لقب في زمانه «أبقراط الحديث»، وقد قدم إلى مصر عام 1825 ضمن الخبرات التي استقدمها محمد علي باشا للنهوض بالحضارة المصرية، وأسس مدرسة للطب ومدرسة القابلات والحكيمات، وعندما نجح في معالجة مرض الكوليرا أنعم عليه محمد علي بالباكوية ليصبح كلوت«بك»، وفى خلال 15 عاما قضاها في مصر ألف كتابه المهم «لمحة عامة عن مصر» باللغة الفرنسية ونال عنه أرفع الأوسمة. ومن بين شوارع القاهرة يتمتع شارع «كلوت بك» بموقع جغرافي فريد حيث يعتبر شريان حيوي في وسط مدينة القاهرة، فهو يبدأ عند ملتقى ميدان رمسيس مع شارع الجمهورية، وينتهى بميدان الخازندار حيث يلتقي ايضا بشارع نجيب الريحاني، ومنه ينتهي عند ميدان القنطرة، كما يعتبر امتدادا لشارع محمد علي شارع الفن والفنانين الشهير، كما أنه يقع على بعد خطوات من «محطة مصر» محطة القطار الرئيسية في القاهرة.

    وقد تجسد هذا معماريا في شكل خطوط متعرجة ومتداخلة مما يدل على حداثة الفكر التخطيطي للشارع، كما أن اغلب بناياته يغلب عليها الطراز الكلاسيكي و«النيوبارووك»، تطل منها أحيانا ملامح عمارة البحر المتوسط، ويتضح هذا على نحو خاص في «اللوكاندات» التي تصطف على جانبي الشارع وتتنوع مساحاتها وطوابقها بشكل لافت. بالإضافة إلى البواكي المزخرفة الجميلة المنتشرة تحت المنازل واللوكندات «كمظلة لوقاية المحلات والمارة من اشعة الشمس».

    ومن المفارقات الساخرة التي حملها القدر لشارع «كلوت بك» أن يكون ابرز أحياء البغاء المرخص بها في بداية عشرينات القرن الماضي في مصر، وذلك اكسبه شهرة على المستويين الشعبي والأدبي، فلقد أختاره الكثير من الأدباء ليكون مسرحا، أو نقطة انطلاق لأعمالهم الإبداعية، وكان أشهر هؤلاء الأدباء نجيب محفوظ، الذي جعل من مناخ هذا الشارع الخط الدرامي الذي تتحرك فيه روايته «الطريق» اول قصة قصيرة عنوانها «رسالة حزينة»، وهي عبارة عن مونولوج يصف فيه رحلته من رصيف القطار فى محطة السكة الحديد بالقاهرة حتى أول بلاطة من شارع اللوكندات «كلوت بك».

    نقلته للمعماريون وللفائدة
    محمد القرني
    [/align]
يعمل...
X