[align=right]وضعت رأسي على الوسادة ولم يستغرق هذا الاسترخاء سوى بضع دقائق.
وإذ بجهاز الجوال يرن في جيب الثوب وهو ملقى على الشماعة في زاوية الغرفة ..
قفزت والتقطت الجوال وبلهفة الضمآن فتحت الاتصال دون النظر إلى رقم المتصل ..
عاجلني المتصل وهو الدكتور شافي المنصور وهو يقول : مرني المساء بعد صلاة العشاء في المكتب
أبغاك في موضوع ..!!
خير إن شاء الله يا بو ناصر .؟!
لا أبد .. الموضوع بسيط بس أنت تعال وراح تعرف السالفة ولا تنسى الملف..!!
أقفلت الجهاز و ضربت به كفي عدة مرات ..
- والله شكل الموضوع ذاك صار فيه شيء جديد ..
لم يقطع حبل أفكاري سوى صوت المؤذن ..!!
مع أن المسجد يقع في آخر الشارع ..!!
خرجت من صلاة العصر ..
رن جهاز جوالي وأنا أفتح باب السيارة ..
- يا سعد تقدر تجيني الان ..
أمي في محو الامية وأبوي مع أخواني راحوا معارض السيارات ..!!
- أسمعي يا هدى دقيقة وأتصل عليك ..
- كان محمد ينقر زجاج السيارة بينما أنا كنت أنهي المكالمة على وجل ..
- هلا والله بالحبيب أبو السعود ..
- هلا هلا حياك الله ..
- طالعين والله والشايب معنا رايحين المعارض ..
تروح معنا ؟!
- والله يا محمد عندي أشغال أبغى أخلصها وملتزم مع شخص في موعد ولا أقدر أروح معكم ..
- طيب على راحتك .. يالله مع السلامه ..
- في حفظ الله ورعايته ..
سلم لي على الشايب ..!!
- يوصل .. يوصل ..
مكالمات مستلمة .. حبي .. اتصال ..
- يا هدى جهزي نفسك أنا جاي الان ..!!
- لا تتأخر يا سعد ..
- دقائق وأنا عندك ..!!
***
الله أكبر .. الله أكبر .. المؤذن يأذن لصلاة المغرب ..
كنت مسترخي على السرير وبيدي سيجارة ..
أنفث دخانها وأنا مستغرق في التفكير ..
هدى بصوت رخيم وخفيف بعدما وضعت يدها على صدري..
- وش في ضربات قلبك متسارعة يا حبيبي ..
- أفكر يا هدى في وضعنا هذا المحزن ..!!
- الله عليك يا سعد ..
كل مره تجيني تعيد نفس الاسطوانة ومافي شيء جديد أنت سويته ..
- يا هدى إلى متى وحنا نختلس هذه اللحظات حتى نلتقي ..
- من يوم جيت أنت وأهلك مع مأذون الانكحة وأنت تردد هذه العبارة ..
يا حبيبي طلع قرض وخلنا نتزوج ..
ترى الصيفية قربت ولازم تشوف لك حل ..
شوف أختي ترى ما تزوجت إلا بعدما طلع زوجها قرض ..
- يعني يا بنت الحلال لازم من الديون ..
أنا علي قرض طلعته أول ما توضفت وباقي لي سنتين واخلصه ..
تبين بعد الان أطلع قرض ..
يعني من قرض في قرض ..
الله المستعان ..
- أقول قم أطلع ترى أبوي وأخواني بياتون بعد الصلاة مباشرة ..
هلا والله بولدي سعد ..
كان الصوت صادر من المطبخ ولم يكن سوى صوت عمتي عائشة أم هدى..
كانت منهمكة في إعداد قهوة بو محمد بعدما يأتي من صلاة المغرب ...
- خذ لك فنجان وأنت طالع يا سعد ..
- معليش يا عمتي .. مستعجل ..
بكره بكره أجيكم بعد العصر ..
ركبت السيارة وأدرت المحرك وانطلقت ..
صادفوني أهل هدى في منعطف آخر الشارع ..
تجاهلتهم وتجاوزتهم ..
الجوال يرن ..
- هلا محمد ..
- من وين جاي يا سعد ..
وش فيك مسرع ..
- والله جاي من السوق ورايح البيت ..
- بالله ..
طيب أنا بجيك الان وقف سيارتك عند البيت وأطلع معي..
- طيب وش تبغى ؟!
إنتهت المكالمة ..
ركنت سيارتي عند باب البيت ..
أشعلت سيجارة ..
لحظات ومحمد واقف عندي ..
- يالله أطلع ..
أطلع بسرعة ..
- الله يصلحك يا محمد بس ..
أقفلت باب السيارة ..
- وش عندك الان ..
وش فيك مستعجل كذا ..!!
- يا خوي عندي موعد في السوق ..
- بس هذا اللي عندك .. من جد حالتك حالة ..!!
دقائق ونحن في السوق ..
ترجلنا من السيارة بعدما سكب محمد نصف زجاجة العطر على ملابسه وشماغه ..
- هيا فين هذه البنت ..
دقائق وراح يأذن صلاة العشاء ..
- لحظة يا خوي ..
أخذ جواله وأبتعد عني بضعة أمتار ..
كان يكلم بنعومة لا تقل عن نعومة أخته هدى ..!!
رجع إلى و الابتسامة العريضة تعلو محياه ..
- دخلت السوق مع أمها من البوابة الثالثة ..
تعال بس ..
جلسنا على مقاعد مقابلة لبوابة الدخول الثالثة ..
لحظات ..
ولم أحس إلا بإنتفاضة محمد على المقعد بجانبي ..
تحرك المقعد الخشبي بضع سنتيمترات للخلف ..
محمد وبصوت خافت وهو يومئ برأسه نحو أحدى الفتيات اللاتي دخلنا إلى السوق ..
- والله حلوه ..
وضعت يدي على كتفه ولساني ينطق بلا شعور ..
- وينها وينها ..
- أقول قم صرف نفسك ..
رح لبيتكم ليموزين ..
يالله يالله بعدين أشوفك ..
- هذه أخرتها يا محمد ..
لم أكمل هذه الاخيرة إلآ و إحدى العجائز من الجالية السودانية تجلس بجانبي في نفس مكان محمد ..!!
- ممكن يا ولدي أجلس هنا ..
- خذي راحتك يا حجة السوق كله تحت أمرك ..!!
كذلك هذه العبارة الاخيرة أكملتها وأنا أسابق الريح بإتجاه بوابة الخروج ..!!
***
السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله ..
كان الامام ينظر إلي ويبتسم ..!!
ناظرت يمين ويسار ..
كلهم شيبان ويطالعون الارض وهم يستغفرون ..
بالتأكيد كان يعنيني بالابتسامة ..
تقدمت بمقدار خطوتين إلى مكان الامام و وضعت ركبتي في ركبتيه ..
- خير يابو ناصر وش فيك تبتسم ..
بصوت منخفض وهو يشير إلى المايكرفون ..
- ما تبغى تقول كلمة بعد الصلاة يا سعد ..
- تتوقع يا بو ناصر يمديني وأنا قد حلقت اللحية وأسبلت في الثوب وصرت مدخن ..
وبنصف إبتسامة خبيثة و صوت خافت ..
- شفت الشايب هذا اللي يسبح ..لو يشوفك تمسك المايك صدقني أن يفرشك بالعصا اللي معه ذي ..
- أجل قم خلنا نروح المكتب ..
بعدين وش عندك تبغاني أجيك المكتب ..
- في المكتب راح أقولك ..
نهضت مسرعا ..
- يا سعد ما ودك تصلي الوتر ..
وش فيك مستعجل وطالع ..
- أنا أصلي الوتر في البيت يا شيخ ..
- هين هين .. في البيت هاه .. بارك الله فيك ..
نصف ساعة أنا في المكتب إن شاء الله ..
لا تتأخر ..
- إن شاء الله ..
أطفأت سيجارتي وأنا نازل من السيارة بإتجاه مكتب الشيخ الدكتور شافي المنصور للمحاماة والاستشارات القانونية ..
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
- وعليكم السلام .. حياك الله ..
- خير يا بو ناصر وش السالفة ..؟!
- تذكر المرأة اللي قلت لك أنها تبي تتطلق من زوجها لأنه مجنون ..!!
- أيوه .. وش فيها ..؟!
- بعد شوي راح تجي ..
- يالله وأخيراً راح أشوفها .. من شهرين وأنا أنتظر هذا اللقاء ..!!
- أقول الحرمة جايه الان ..
الاوراق جاهزة معك ..؟!
- ما يحتاج الاوراق معي في السيارة جاهزة ..
- مثل ما أتفقنا المبلغ اللي بتعطيك المرأة بيني وبينك بالنص فاهم ..!!
- ياشيخ إستح على وجهك ..
الكلام هذا ماهو بيني وبينك ..
حقك في جيبك من الان ..!!
دقائق وإذ بتلك الفتاة داخلة المكتب وقد سبقها عطرها الانثوي ..
ممشوقة القوام ..
أصابني الدوار وأشتعل جسمي ناراً ..
من أيقاع كعبيها على سيراميك المكتب ..!!
بصوت أنثوي صارخ ..
- السلام عليكم .. مساء الخير ..!!
ألجمني سحرها الانثوي عن رد السلام ..
أتى صوت الشيخ شافي منقذاً الموقف الساخن ..
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أهلا وسهلا بالاخت نهى ..
- معليش يا دكتور ..
أنا مستعجلة الان ..
لكن الاوراق موجودة ؟!
- يا أخت نهى أعرفك بالاخ سعد الموظف في مستشفى الصحة النفسية ..
هذا هو اللي قلت لك عنه ..
وملف زوجك معه وهو الان موجود ..
- طيب وين الملف ؟!
كنت شارد الذهن ..
متفكراً في قدرة الله في صنع هذا الجمال الباهر في هذه المرأة الجميلة ..
- يا أخ سعد هات الملف ..!!
- دقائق يا شيخ ..
إنطلقت نحو السيارة وإلتقطت الملف ..
ولم أنسى إقحام تلك القصاصة الورقية والتي بها رقم جوالي داخل الملف ..
- سمي يا أختي ..
هذا هو الملف ..
- ألقت بظرف ثقيل نوعاً ما ..
به المبلغ المتفق عليه على طاولة المكتب ..
أردفت قائلة ..
- تتوقع يا شيخ شافي ينفع هذا الملف في سير دعوى الطلاق من زوجي ..!!
- أكيد ينفع يا أخت نهى ..الملف هذا يثبت أن زوجك يتعالج في مستشفى الصحة النفسية ..
أتركي الموضوع علي ولا يهمك ..
- طيب هذا هو المبلغ المتفق عليه في هذا الظرف ..
الملف راح يكون معي وإذا تبغى نسخة منه أتصل علي ..
وأرسله لك مع السواق ..
يالله .. مع السلامة ..
لم أفوت فرصة النظر إليها وهي خارجة من باب المكتب ..
أشياء كثيرة كانت ترتج وهي تسير بخطى متثاقلة نحو باب المكتب ..
كانت يداي تمتد إلى الظرف المطروح على المكتب وعيناي ترقب ذلك اللحم الرجراج ..
كانت يداي تعبث فوق المكتب بحثاً عن الظرف ..
- والله مبلغ زين ..
خذ الظرف ..
باقي لك فيه خمسة آلاف ريال ..
سعد وين تطالع الله يهديك بس ..
خل الحرمة في حالها ..!!
- هاه ..
طيب هات الظرف ..
- يالله أنا طالع الان ..
أي خدمة..
إلآ على فكرة ..
قضية البنت هذه عندك في المحكمة ..؟!
- كان زين لو كانت القضية عندي ..
بس هي عند واحد من الزملاء ..
- طيب ..
أشوفك على خير ..
مع السلامة ..
- مع السلامة ..
***
في الصباح الباكر أعددت فنجان من القهوة بعدما توضأت وصليت الفجر ..
أدرت جهاز التسجيل على صوت فيروز ..
إلتقطت الجوال..
مكالمة لم يرد عليها ..
الساعة 1:22 صباحاً ..!!
رقم غريب ..
أشعلت السيجارة بعدما تناولت رشفة من كوب القهوة ..
وفيروز تشيع في الجو طعم الحب..
أعطني الناي وغني
فالغنا سر الوجود
وأنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الوجود
***
نحو نقاش هادف
هذا الفصل من الرواية الاجتماعية فيه ألغام كثيرة وأرجو من الجميع أن يساعدوني في فك هذه الالغام ..
لن نصل إلى الدواء قبل معرفة الداء ..!!
أرجو من كل شخص منكم يتكلم عما يراه مشكلة ويجب النقاش حولها ..
الموضوع ليس لهدف النقد الروائي لكن هي طريقة لتسليط الضوء على بعض الامور في المجتمع ..
دمتم بود ..
* الفصل القادم سيكون أروع بإذن الله ..!!
وإلحاقه بهذا الموضوع يعتمد على مدى التجاوب في هذا المتصفح ..!![/align]
وإذ بجهاز الجوال يرن في جيب الثوب وهو ملقى على الشماعة في زاوية الغرفة ..
قفزت والتقطت الجوال وبلهفة الضمآن فتحت الاتصال دون النظر إلى رقم المتصل ..
عاجلني المتصل وهو الدكتور شافي المنصور وهو يقول : مرني المساء بعد صلاة العشاء في المكتب
أبغاك في موضوع ..!!
خير إن شاء الله يا بو ناصر .؟!
لا أبد .. الموضوع بسيط بس أنت تعال وراح تعرف السالفة ولا تنسى الملف..!!
أقفلت الجهاز و ضربت به كفي عدة مرات ..
- والله شكل الموضوع ذاك صار فيه شيء جديد ..
لم يقطع حبل أفكاري سوى صوت المؤذن ..!!
مع أن المسجد يقع في آخر الشارع ..!!
خرجت من صلاة العصر ..
رن جهاز جوالي وأنا أفتح باب السيارة ..
- يا سعد تقدر تجيني الان ..
أمي في محو الامية وأبوي مع أخواني راحوا معارض السيارات ..!!
- أسمعي يا هدى دقيقة وأتصل عليك ..
- كان محمد ينقر زجاج السيارة بينما أنا كنت أنهي المكالمة على وجل ..
- هلا والله بالحبيب أبو السعود ..
- هلا هلا حياك الله ..
- طالعين والله والشايب معنا رايحين المعارض ..
تروح معنا ؟!
- والله يا محمد عندي أشغال أبغى أخلصها وملتزم مع شخص في موعد ولا أقدر أروح معكم ..
- طيب على راحتك .. يالله مع السلامه ..
- في حفظ الله ورعايته ..
سلم لي على الشايب ..!!
- يوصل .. يوصل ..
مكالمات مستلمة .. حبي .. اتصال ..
- يا هدى جهزي نفسك أنا جاي الان ..!!
- لا تتأخر يا سعد ..
- دقائق وأنا عندك ..!!
***
الله أكبر .. الله أكبر .. المؤذن يأذن لصلاة المغرب ..
كنت مسترخي على السرير وبيدي سيجارة ..
أنفث دخانها وأنا مستغرق في التفكير ..
هدى بصوت رخيم وخفيف بعدما وضعت يدها على صدري..
- وش في ضربات قلبك متسارعة يا حبيبي ..
- أفكر يا هدى في وضعنا هذا المحزن ..!!
- الله عليك يا سعد ..
كل مره تجيني تعيد نفس الاسطوانة ومافي شيء جديد أنت سويته ..
- يا هدى إلى متى وحنا نختلس هذه اللحظات حتى نلتقي ..
- من يوم جيت أنت وأهلك مع مأذون الانكحة وأنت تردد هذه العبارة ..
يا حبيبي طلع قرض وخلنا نتزوج ..
ترى الصيفية قربت ولازم تشوف لك حل ..
شوف أختي ترى ما تزوجت إلا بعدما طلع زوجها قرض ..
- يعني يا بنت الحلال لازم من الديون ..
أنا علي قرض طلعته أول ما توضفت وباقي لي سنتين واخلصه ..
تبين بعد الان أطلع قرض ..
يعني من قرض في قرض ..
الله المستعان ..
- أقول قم أطلع ترى أبوي وأخواني بياتون بعد الصلاة مباشرة ..
هلا والله بولدي سعد ..
كان الصوت صادر من المطبخ ولم يكن سوى صوت عمتي عائشة أم هدى..
كانت منهمكة في إعداد قهوة بو محمد بعدما يأتي من صلاة المغرب ...
- خذ لك فنجان وأنت طالع يا سعد ..
- معليش يا عمتي .. مستعجل ..
بكره بكره أجيكم بعد العصر ..
ركبت السيارة وأدرت المحرك وانطلقت ..
صادفوني أهل هدى في منعطف آخر الشارع ..
تجاهلتهم وتجاوزتهم ..
الجوال يرن ..
- هلا محمد ..
- من وين جاي يا سعد ..
وش فيك مسرع ..
- والله جاي من السوق ورايح البيت ..
- بالله ..
طيب أنا بجيك الان وقف سيارتك عند البيت وأطلع معي..
- طيب وش تبغى ؟!
إنتهت المكالمة ..
ركنت سيارتي عند باب البيت ..
أشعلت سيجارة ..
لحظات ومحمد واقف عندي ..
- يالله أطلع ..
أطلع بسرعة ..
- الله يصلحك يا محمد بس ..
أقفلت باب السيارة ..
- وش عندك الان ..
وش فيك مستعجل كذا ..!!
- يا خوي عندي موعد في السوق ..
- بس هذا اللي عندك .. من جد حالتك حالة ..!!
دقائق ونحن في السوق ..
ترجلنا من السيارة بعدما سكب محمد نصف زجاجة العطر على ملابسه وشماغه ..
- هيا فين هذه البنت ..
دقائق وراح يأذن صلاة العشاء ..
- لحظة يا خوي ..
أخذ جواله وأبتعد عني بضعة أمتار ..
كان يكلم بنعومة لا تقل عن نعومة أخته هدى ..!!
رجع إلى و الابتسامة العريضة تعلو محياه ..
- دخلت السوق مع أمها من البوابة الثالثة ..
تعال بس ..
جلسنا على مقاعد مقابلة لبوابة الدخول الثالثة ..
لحظات ..
ولم أحس إلا بإنتفاضة محمد على المقعد بجانبي ..
تحرك المقعد الخشبي بضع سنتيمترات للخلف ..
محمد وبصوت خافت وهو يومئ برأسه نحو أحدى الفتيات اللاتي دخلنا إلى السوق ..
- والله حلوه ..
وضعت يدي على كتفه ولساني ينطق بلا شعور ..
- وينها وينها ..
- أقول قم صرف نفسك ..
رح لبيتكم ليموزين ..
يالله يالله بعدين أشوفك ..
- هذه أخرتها يا محمد ..
لم أكمل هذه الاخيرة إلآ و إحدى العجائز من الجالية السودانية تجلس بجانبي في نفس مكان محمد ..!!
- ممكن يا ولدي أجلس هنا ..
- خذي راحتك يا حجة السوق كله تحت أمرك ..!!
كذلك هذه العبارة الاخيرة أكملتها وأنا أسابق الريح بإتجاه بوابة الخروج ..!!
***
السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله ..
كان الامام ينظر إلي ويبتسم ..!!
ناظرت يمين ويسار ..
كلهم شيبان ويطالعون الارض وهم يستغفرون ..
بالتأكيد كان يعنيني بالابتسامة ..
تقدمت بمقدار خطوتين إلى مكان الامام و وضعت ركبتي في ركبتيه ..
- خير يابو ناصر وش فيك تبتسم ..
بصوت منخفض وهو يشير إلى المايكرفون ..
- ما تبغى تقول كلمة بعد الصلاة يا سعد ..
- تتوقع يا بو ناصر يمديني وأنا قد حلقت اللحية وأسبلت في الثوب وصرت مدخن ..
وبنصف إبتسامة خبيثة و صوت خافت ..
- شفت الشايب هذا اللي يسبح ..لو يشوفك تمسك المايك صدقني أن يفرشك بالعصا اللي معه ذي ..
- أجل قم خلنا نروح المكتب ..
بعدين وش عندك تبغاني أجيك المكتب ..
- في المكتب راح أقولك ..
نهضت مسرعا ..
- يا سعد ما ودك تصلي الوتر ..
وش فيك مستعجل وطالع ..
- أنا أصلي الوتر في البيت يا شيخ ..
- هين هين .. في البيت هاه .. بارك الله فيك ..
نصف ساعة أنا في المكتب إن شاء الله ..
لا تتأخر ..
- إن شاء الله ..
أطفأت سيجارتي وأنا نازل من السيارة بإتجاه مكتب الشيخ الدكتور شافي المنصور للمحاماة والاستشارات القانونية ..
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
- وعليكم السلام .. حياك الله ..
- خير يا بو ناصر وش السالفة ..؟!
- تذكر المرأة اللي قلت لك أنها تبي تتطلق من زوجها لأنه مجنون ..!!
- أيوه .. وش فيها ..؟!
- بعد شوي راح تجي ..
- يالله وأخيراً راح أشوفها .. من شهرين وأنا أنتظر هذا اللقاء ..!!
- أقول الحرمة جايه الان ..
الاوراق جاهزة معك ..؟!
- ما يحتاج الاوراق معي في السيارة جاهزة ..
- مثل ما أتفقنا المبلغ اللي بتعطيك المرأة بيني وبينك بالنص فاهم ..!!
- ياشيخ إستح على وجهك ..
الكلام هذا ماهو بيني وبينك ..
حقك في جيبك من الان ..!!
دقائق وإذ بتلك الفتاة داخلة المكتب وقد سبقها عطرها الانثوي ..
ممشوقة القوام ..
أصابني الدوار وأشتعل جسمي ناراً ..
من أيقاع كعبيها على سيراميك المكتب ..!!
بصوت أنثوي صارخ ..
- السلام عليكم .. مساء الخير ..!!
ألجمني سحرها الانثوي عن رد السلام ..
أتى صوت الشيخ شافي منقذاً الموقف الساخن ..
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أهلا وسهلا بالاخت نهى ..
- معليش يا دكتور ..
أنا مستعجلة الان ..
لكن الاوراق موجودة ؟!
- يا أخت نهى أعرفك بالاخ سعد الموظف في مستشفى الصحة النفسية ..
هذا هو اللي قلت لك عنه ..
وملف زوجك معه وهو الان موجود ..
- طيب وين الملف ؟!
كنت شارد الذهن ..
متفكراً في قدرة الله في صنع هذا الجمال الباهر في هذه المرأة الجميلة ..
- يا أخ سعد هات الملف ..!!
- دقائق يا شيخ ..
إنطلقت نحو السيارة وإلتقطت الملف ..
ولم أنسى إقحام تلك القصاصة الورقية والتي بها رقم جوالي داخل الملف ..
- سمي يا أختي ..
هذا هو الملف ..
- ألقت بظرف ثقيل نوعاً ما ..
به المبلغ المتفق عليه على طاولة المكتب ..
أردفت قائلة ..
- تتوقع يا شيخ شافي ينفع هذا الملف في سير دعوى الطلاق من زوجي ..!!
- أكيد ينفع يا أخت نهى ..الملف هذا يثبت أن زوجك يتعالج في مستشفى الصحة النفسية ..
أتركي الموضوع علي ولا يهمك ..
- طيب هذا هو المبلغ المتفق عليه في هذا الظرف ..
الملف راح يكون معي وإذا تبغى نسخة منه أتصل علي ..
وأرسله لك مع السواق ..
يالله .. مع السلامة ..
لم أفوت فرصة النظر إليها وهي خارجة من باب المكتب ..
أشياء كثيرة كانت ترتج وهي تسير بخطى متثاقلة نحو باب المكتب ..
كانت يداي تمتد إلى الظرف المطروح على المكتب وعيناي ترقب ذلك اللحم الرجراج ..
كانت يداي تعبث فوق المكتب بحثاً عن الظرف ..
- والله مبلغ زين ..
خذ الظرف ..
باقي لك فيه خمسة آلاف ريال ..
سعد وين تطالع الله يهديك بس ..
خل الحرمة في حالها ..!!
- هاه ..
طيب هات الظرف ..
- يالله أنا طالع الان ..
أي خدمة..
إلآ على فكرة ..
قضية البنت هذه عندك في المحكمة ..؟!
- كان زين لو كانت القضية عندي ..
بس هي عند واحد من الزملاء ..
- طيب ..
أشوفك على خير ..
مع السلامة ..
- مع السلامة ..
***
في الصباح الباكر أعددت فنجان من القهوة بعدما توضأت وصليت الفجر ..
أدرت جهاز التسجيل على صوت فيروز ..
إلتقطت الجوال..
مكالمة لم يرد عليها ..
الساعة 1:22 صباحاً ..!!
رقم غريب ..
أشعلت السيجارة بعدما تناولت رشفة من كوب القهوة ..
وفيروز تشيع في الجو طعم الحب..
أعطني الناي وغني
فالغنا سر الوجود
وأنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الوجود
***
نحو نقاش هادف
هذا الفصل من الرواية الاجتماعية فيه ألغام كثيرة وأرجو من الجميع أن يساعدوني في فك هذه الالغام ..
لن نصل إلى الدواء قبل معرفة الداء ..!!
أرجو من كل شخص منكم يتكلم عما يراه مشكلة ويجب النقاش حولها ..
الموضوع ليس لهدف النقد الروائي لكن هي طريقة لتسليط الضوء على بعض الامور في المجتمع ..
دمتم بود ..
* الفصل القادم سيكون أروع بإذن الله ..!!
وإلحاقه بهذا الموضوع يعتمد على مدى التجاوب في هذا المتصفح ..!![/align]
تعليق