• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقالين رائعين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقالين رائعين

    خلف الحربي
    حصل الدكتور طرطشلي على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد المبلل، وكانت رسالته بعنوان (تسريب المليارات من تحت البلاعات)،
    وللأسف الشديد لا يمكن العثور على الجامعة التي منحته هذه الشهادة لأنها غرقت في إعصار كاترينا أو إعصار الكرنتينا، المهم
    أن الدكتور طرطشلي عاد إلى أرض الوطن كي (يطفح) في بلده ويطفو فوق سطح الماء الذي يحبه.
    تم تعيين الدكتور طرطشلي في أحد القطاعات الحيوية المتعلقة بمجاري المياه، وحصل على منصب (كبير المسلكين)، ولأنه
    رجل عملي يؤمن بالقاعدة التي تقول: الوقت كالسيل إن لم تشفطه أغرقك، فقد أنشأ على الفور شركة لتسريب المياه سجلها باسم
    زوجته (السيدة ماصورة طافح)؛ لإيمانه بأهمية تزاوج المهام بين القطاعين الخاص والعام وضرورة تنظيم عملية تسرب الأموال
    العامة، ثم أسس شركة أخرى لإصلاح حالات التسرب الناتجة عن أعمال الشركة الأولى باسم والدته السيدة (عوامة طرطشلي)،
    وذلك للاستفادة من كل نقطة مياه يمكن أن تهبط من حنفية التنمية.
    وتعتبر سيرة الدكتور طرطشلي نموذجا مثاليا لشخصية الإنسان العصامي الذي استطاع تكوين ثروة طائلة في خمس دقائق، حيث
    كافح من أجل تسليك جميع المناطق المسدودة التي اعترضت عملية تسرب الأموال إلى جيبه بالاعتماد على تقنية (الرش)
    و(الطرطشة) حتى أصبح واحدا من أكبر السباكين في تاريخ هذه المدينة، وبعد أن تقاعد دمج شركاته في شركة كبرى اسمها
    (مواصير)، وطرح جزءا من أسهمها للاكتتاب العام، وحصل بالطبع على علاوة إصدار تضمن ثراء عائلة طرطشلي من هنا
    حتى نهاية القرن الثاني والعشرين.
    لم يكن الدكتور طرطشلي يؤمن بأهمية ارتباط بيارات المجاري ببعضها البعض، بل كان يفضل أن تعمل كل بيارة بشكل مستقل
    عن الأخرى لأنه رجل عصري يؤمن باللا مركزية، لذلك ابتلع ميزانية أنابيب الربط والحفريات الخاصة بتمديد هذه الأنابيب
    وخصص أموالها لدعم أبحاث الطرطشة في دماغه؛ كي تطفح الأفكار العبقرية في ذهنه، ويدعم الاقتصاد المحلي بالعديد من
    المشاريع الحيوية، كلما هطلت الأمطار!.
    ولأن سعادة الدكتور عرف بأياديه البيضاء المبلولة، فقد تبرع بمليون جنيه استرليني لدعم برنامج حماية الضفادع في نهر
    التايمز، كما تبرع بمليوني دولار لدعم مركز أبحاث الطحالب في الولايات المتحدة الأمريكية، ويدرس هذه الأيام فكرة
    الهجرة إلى جزر المالديف بعد أن سمع أنها معرضة للغرق، وقرأ في الصحف أن مجلس وزرائها عقد اجتماعا في قاع
    البحر، حيث يسعى الدكتور طرطشلي في هذه المرحلة إلى كتابة مذكراته وتلخيص تجربة حياته المبلولة؛ كي تستفيد منها
    الأجيال الغارقة، وقد اختار لهذا الكتاب عنوانا جميلا هو: (اشربوا من البحر)!.


    *****
    د. عبدالسلام الوايل:
    كان برنارد كريك في يوم ما بطلا في عيون الأمريكيين لكنه الآن متهم يقبع خلف القضبان، وقد يحكم عليه بعقوبة
    السجن لـ «142» عاما. كان كريك يشغل منصب رئيس شرطة نيويورك عند نكبتها على يد القاعدة صبيحة 11
    سبتمبر 2001. أبدى كريك إدارة ممتازة للأزمة ونظم خدمات الإنقاذ بفعالية فائقة في ذاك اليوم العبوس ما ساعد
    على إنقاذ 20,000 شخص من المبنيين. وتبعا لبطولته المشهودة فإن سيرته الذاتية, «الطفل الضائع»
    دخلت قائمة أفضل الكتب مبيعا حين تم إنزالها السوق أواخر 2001.
    ثمة عناصر ساحرة ومثيرة في سيرته الشخصية. فوالداه انفصلا حين كان في الثانية من عمره وأبوه تركه منذ ذلك الوقت.
    تحولت أمه إلى بائعة هوى وقُتلت حين كان في التاسعة على يد قوادها. تبناه مجرم كان يسيئ معاملته. ولكن
    رغم نشأته في وسط إجرامي فقد تفوق على ظروفه ونجح في الالتحاق بالجيش ليخدم في مكتب الحرب السيكولوجية
    ضمن الجيش الأمريكي في كوريا إلى أن أنهى خدمته ليصرف من الجيش مكرما. خدم عندنا في السعودية
    ضمن طاقم الأمن في مستشفى الملك فيصل التخصصي ثم عاد إلى بلاده ليخدم في شرطة نيوجرسي مسؤولا عن كل
    سجون الولاية. كريك المحب للإثارة والعمل ترك العمل المكتبي المريح ليلتحق بشرطة مدينة نيويورك رغبة في
    ملاحقة المجرمين, وهو ما تحقق له حين قاد عملية «كارتل كالي» حيث قبض على 60 مهربا للمخدرات و10 أطنان
    من الكوكايين وصادر 60 مليون دولار لدى العصابة. وحين فاز رفيقه جولياني بمنصب حاكم نيويورك عينه رئيسا
    لإدارة الشرطة الجنائية. هناك, وضع كريك خطة مشهورة لتطوير العمل في سجون المدينة, حيث يدعي أن
    خطته خفضُت غياب الحراس بنسبة 31بالمائة وحدّت من استخدامهم القوة بنسبة 76 بالمائة وقضت على 93بالمائة
    من حالات الاغتصاب من بين المسجونين. وبناء على تلك النجاحات فقد عينه جولياني مديرا لشرطة نيويورك
    حيث كان مسؤولا عن قيادة 41,000 شرطي وتسيير ميزانية سنوية بـ «3,2» مليار دولار. في 2003
    ذهب للعراق ليشرف على إعادة تأسيس وزارة الداخلية هناك. وبعد عودته, شارك بنشاط في حملة بوش الابن
    لانتخابات الرئاسة في 2004، مشددا على أهمية انتخاب الرئيس المصمم لدحر الارهابيين. وفي نهاية تلك السنة
    رشحه الرئيس بوش وزيرا لأمن الوطن, ليكون مسؤلا عن 22 وكالة أمنية حكومية وميزانية سنوية قدرها 50 مليار دولار.
    «حكاية مثالية كهذه لا يمكن العثور عليها إلا في أمريكا»، كما يعلق بورشغراف في الواشنطن بوست، لذا, لا غرابة
    في أن يرى أمريكيون كثر في سيرته تجسيدا للحلم الأمريكي, وهو ما يفسر الإقبال الهائل على شراء سيرته الذاتية.
    يقبع كريك الآن في السجن. لم تشفع له خدماته صبيحة الحادي عشر من سبتمبر ولا غيرها في نجاته من المحاكمة.
    عامله القاضي بشكل قاس, إذ أمر بسجنه حتى قبل بدء محاكمته ورفض الموافقة على طلب إخلاء سبيله ب
    كفالة مالية باهظة واصفا إياه بـ «المزيج السام من الأنانية والتعجرف». وفي حال تمت إدانته فقد يحكم عليه
    بالسجن لـ «142» عاما. فما تهم كريك, التي حولته من بطل إلى متهم على وشك أن يعاقب بالسجن
    كل باقي حياته ؟ تقول الـ «بي بي سي» : ان كريك متهم بتقاضي مبلغ يقدر بـ «250» الف دولار
    امريكي من قبل شركة قامت بترميم منزل يعود اليه بعد ان جعلها تفوز بأحد العقود في مدينة نيويورك.
    كانت التحولات العنيفة في مسيرة كريك تمر أمام عيني وأنا أطالع في الجرائد صور كوارث جدة صبيحة العيد
    وأقرأ في الانترنت أن أمينا سابقا للمدينة المنكوبة أسس مع آخرين شركة برأس مال يقدر بـ 2000 مليون ريال.


    *****
يعمل...
X