***** الحلقة الأولى (1) *****
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لك ربي أولا وآخرآ .. وظاهرآ وباطنآ .. وأصلي على حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمآ كثيرآ إلى يوم الدين
أحبتي الكرام .. من الإخوة والأخوات ..عدنا لكم والعود أحمد .. ثم بعد توقف خوف الإملال .. تذكرون آخر ما كتب هنا عن بنت قرنيه .. وما استتبع ذلك من حلقات تتابعت عمن أسميناها اصطلاحآ (فريال) وكيف كانت خاتمتها.. عدت إليكم هنا في موضوع أحسبه مهم .. بل جسيم .. يقع فيه بعض رجالنا .. دون أن يدرون .. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعآ ..
وفي البدء كل منا مطلوب منه العناية بحقوقه , وما خلفه له أهله وأجداده من مزارع ومستمسكات ومحرزات .. كل يجب أن يعتني بما يليه .. وهذا مطلوب .. لكن البلاء إذا زاد هذا الإهتمام عن حده .. حتى يصبح مرضآ يقوده إلى أذية جيرانه وشركانه وأقاربه .. في تلك الأماكن عند بلاد وعند محاير وعند آبار وعند مقاطع ومحرزات .. هنا يأخذ الوضع منحى خطير .. لا بد من لجمه .. وكف أذى من هذا حاله .
ولأن رجال بلقرن .. وكذلك رجال القبائل الأخرى .. لديهم من العيوب والخصال والمناقب _ إن شئتم _ مانحتاج معه لبسط وتحليل وتحاور معكم هنا بصددهم .. فالكاركترات التي ستأتي أزعم أن في كل قبيلة منها .. سواء عمري شهري شمراني غامدي زهراني مالكي ..... إلخ وكل القبائل لديهم نفس العاهات .. فقط خصصنا هنا لأننا .. وكما رددت مرارآ .. في منتدى قبيلة بلاد بلقرن (خاصة) فجعلناها .. مسألة قرنيه .. تعالج ما لدينا من عيوب ..
وأعتقد أن من أبناء القبائل الأخرى من سيقرأ هذا الكلام .. ولهذا أقول له ليتك تنسخ هذا الموضوع وتذهب به لمنتدى قبيلتك .. عسى أن يجد هناك من يستفيد .. والغرض أولآ وآخرآ هو عموم الفائده عندنا .. في قبيلتنا .. وفي بقية القبائل .. ونحن جميعآ إخوان وعاداتنا واحده وطبائعنا واحده وصفاتنا واحده .. نختلف في مخارج الحروف (اللهجات الخاصه) لكل قبيله .. فأداة التعريف (ام) عندنا ليست موجود في بني عمرو وبني شهر .. لكنها موجوده في (بللسمر وجزء من بللحمر وجزء من قبائل عسير وشمران وخثعم وأغلب تهامه عمومآ) وهكذا .. إستطردت هنا للبيان فقط ..
وهؤلاء الرجال هم أنا وأنت والثاني والثالث والرابع .... وهلم جرا .. لدينا من المساويء ما الله به عليم .. ونظن أنه لم يخلق في البلد مثلنا .. وأننا لا نحتاج شيء بالمره .. كاملين مكملين بسم الله علينا .. ونحن نتسربل ونتدثر ونتوشح بما لا يعد ولا يحصى من المعايب ومن المذام ومن الهنات ومن النقائص .. وهذه من طبائع البشر .
فلنكشف الغطاء عما استطعنا عنها .. وحبذا وأتمنى والله لو نستطيع أن نأتي عليها .. ولكن هيهات هيهات .. نحتاج لمجلدات ولحلقات قد تزيد عن عدد حلقات المسلسلات التركية التي افتتنا بها وافتتنت بها جل بيوتنا إلا من رحم ربك وقليل ما هم .. فأصبح إسم لميس ومهند ويحي طاغيا على ما سواه .. وقد فكرت في مساومة أحد إخواني (يحي) وأعطيه إسمي (عبدالله) وأزيده بدل نقل قدم وكون إسمه أصبح مميزآ كالأرقام المميزه .. خشيت أن يطمع حفظه الله .. ويطلب مبلغآ باهضآ ..
وأعود للموضوع فأقول .. ما لا يدرك كله لا يترك جله .. وحسبنا أن نحاول تقويم وتقييم أنفسنا لو استطعنا .. وأظننا لن نستطيع .. لكن مجرد المحاولة يحسب لي ولكم جميعآ أيها الإخوة والأخوات .. فلنحاول ..
*********
هذا الرجل الذي اخترناه هنا سنمنحه لقب أو كنيه لا مشاحه (أبو عارج) والعارج كما تعرفون (إصطلاح قروي زراعي) يعني المساحة أو الرصيف المحيط بالمزرعه والفاصل بين مزرعة وأخرى .. ويطلق عليه (زبير والجمع زبر) والعارج جمعه عرق بتشديد وضم الراء وضم العين قبلها وقاف مهمله مخففه وليست مفخمه ..
أبو عارج .. كان عسكريآ عتيقآ في إحدى قطاعات الشرط (الشرطه) بدأ حياته جندي وقد أفنى من عمره ردحآ من الزمن يزيد على ثلاثة عقود .. ثم تقاعد .. قضى حياته في البركسات والمخيمات والسرايا والطوابير وفي الميادين والخفارات .. قضاها ما بين (إستعد إستريح راحه .. عادة سر .. أمامك سلم .. ع اليمن در .. ع اليسار در ونحوها)
حتى تقولب ابو عارج وأصبح مبرمجآ .. خصوصآ وقد تلقى في بدايات حياته العسكريه النذر والتهديدات المرعبه من قائده الأكبر (العريف) عندما كان هو جنديا .. فكان يظن أنه لا يساوي العريف إلا الملك (خشر عقله) العريف (ساير) زمن الجنديه ..
ثم لما ترقى إلى عريف أنتقل الرعب معه بدرجة أعلى إلى (وكيل رقيب) عيضه الملثم .. فأكمل (خشر عقل) أبو عارج .. وهكذا دواليك كل ما نتقل من رتبة قفز الرعب للرتبة التي تلي .. !!!!
عندما كان جنديآ كان مجرد التفكير في الجلوس على (المركى) جنحة تستوجب المحاكمة والسجن لمدة أسبوعين في سجن إنفرادي .. ويا ويله لو جاء العريف وجلس على المركى ولا قام أبو عارج (فز) يصب شاهي ويقول عند إعطاء العريف ساير (سم طال عمرك) إذ لا يسوغ الفنجال إلا بتقديم فروض الولاء والطاعه ..
ولذلك عاش أبو عارج في بوتقة (القمع) أزهى سنوات عمره .. فأصبح مقموعآ في كل مناحي حياته .. ولا يجد متنفسآ إلا على (أم أولاده) أحيانآ .. رغم أنها في بعض الأحيان تقوم ببعض الأفعال (تستأسد) التي تشبه أفعال (العريف ساير) فينكفيء وينقمع من جديد وهو يردد في نفسه (يخلق من الشبه أربعين ) والله يا أم فلان إنش (انك) تشبهين العريف ساير في بعض ثوراته العرمرميه الغير مبرره .. طبعآ حديث نفس لا يجرؤ على البوح به .. لئلا تستغله (ام عارج) ويصبح سلاحا مصلتا على رقبته في كل حين .. ونقطة ضعف ضده ..
وبقي أبو عارج يسير في نسق وطابور الطبقة (المسحوقه) حتى ظن أن الحياة هكذا لا بد فيها من قامع ومقموع .. وهو دائمآ في موقع (الحلقة الأضعف) .. ويظن أن نصيبه هكذا وأن أحد أهله دعا عليه في مقتبل عمره (بالقمع) وهو هنا يذكرني بالنكتة المتداوله في الجوال (المجاني) هههههه (قال مجاني قال) التي تقول :
فيه واحد تخرج ملازم طيار .. وفي حفل التخرج يسألونه : لمن الفضل في تخرجك ؟؟!! فرد قائلآ : لأمي .. لأنها كانت دايم تقولي نفروا بك من فوق (ام نو) الغيم .. والحمد لله تحققت دعوة الوالده .. هلحين أنفر كل شويه فوق السحاب ..
***********
لكن يبدو أن الدعوة على (أبو عارج) كانت (كسروا خشمك) (حثلوا بك) (غمزوا بخشمك في ام دمنه) (الله يكسر حظك) ومن هذه الأدعية (الغير) مباركه .. نستغفر الله منها .. ونقول لا إله إلا الله موحدين .. ومن هنا أبو عارج ما شاف خير .. فقد كان يستمع لهذه التراتيل الدعائيه من أمه وسائر أهله وبعض (اليماعه) ..
ثم غادرها إلى مجتمع آخر أشرس مجتمع (العسكر) المطحنة التي تطحن الرجال .. ولا يقف ويصمل ويصبر فيها إلا الرجال .. وصبر أبو عارج .. لكنه خرج (معوق) فكريآ .. ولديه لوثة إنعتاق من هذه القيود .. مع اعتذاري لصديقي (انعتاق القيود) إن كنت استخدمت معرفه في تفكيك مشكلة (ابوعارج) !!
تقاعد (ابو عارج) .. وكأنه عبد تم عتقه وخرج من رق العبوديه .. أو كأنه عصفور كان (ناشب) طول عمره بين صخرتين .. الله لا ينشبنا .. هذه الحرية فهمها (ابوعارج) خطأ .. بحكم المعوقات الذهنية التي اجتاحته وتأصلت في دواخله ..
للتو وبعد التقاعد .. ورغم معارضة أسرته .. وأوضاعهم الدراسيه بالجامعات .. رفض وشال نفسه وعلى (الديره) ووجد الحريه بالفعل فهو يذهب ويجيء دون أوامر .. فقال لماذا لا أكون شيئآ مذكورآ .. تذكر البلاد والمزارع (مسقوي وعثري) والمحاير والزبر والآبار والقيود والخلجان والمحافر والزنابيل والثمايل .. والثماله لمن لا يعرفها هي الجدار الذي يحمي المزرعة العلوية عن أختها التي تحتها .. فتبدو كمدرجات.. وقام بتلييس (الزبر) وقام (بتلييس) الأبيار من الداخل .. يعني حرم العصافير من بيوتها وأعشاشها .. أشهد إنك جائحه يا (ابوعارج) .. عساها تدوغك راعي صويط .
وسيارة هايلوكس وقلاب ديهاتسو .. ومشذب (فأس صغير يحسن امراجد) أي يحلق النائم .. من شدة شباه .. وفأس كبير ومعتله وفانوس (مطرقه كبيره) ومسحاة وقدوم وكريك .. وحزام جلدي (عرقه) وكمر وخنجر وسكين (مقلميه) وجنبية للطواريء وقديميه ومسدس (غير مرخص) .. تكفون اللي بيبلغ عنه .. ويفتك من أذيته هناك !!!! وحزمة غراز (من الأشجار العطريه) ريحان وبرك وشيح وورد وكادي وشذاب .. ما بقي إلا ذفراي ام حمير وام خوشع ما حطه مع هذه الحزمه .. يجمعها ثم يحش بها في طرف عصبة شماغه .. وهذا الغراز لا بد أن يكون متجهآ إلى الأعلى .. (مجبلو) .. يا عيني يا الرومانسي .. الله يحرسنا من شيفتك يا ابو عارج .
هذه أدوات وعدة (ابو عارج) بعد التقاعد .. هام بها هيامآ مرضيآ .. ويبدو أنه مرض لا يرجى برؤه .. ولن يقتلع هذا المرض من رأس (أبوعارج) إلا (المينه) المجنه أي المقبره .. إذا دفن هناك .. قبلها يبدو أنه حذف يسار بالمره ولم يعد ينفع معه لا ترصيص ولا وزن أذرعه .. وعمال رايحين جايين يا أبوعارج ..
فإذا افتقدت (أبوعارج) فستجده بالتأكيد واقفآ على إحدى (الثمايل) يعيد قشعها وبناءها .. الله لا يبلانا يا أبوعارج .. إذا كانت مقشوعه معليش إبنها .. أما أن تقشع وتبني لمجرد أن جدار (الثماله) ما طاب لك .. فهذا بلاء ووباء وشر مستطير سيقودك بفعل تدحرجك هذا .. إلى فعل ما لا يلزم في قادم حياتك ..
وإذا قام بجولة في أحد التلال القريبة أحيانآ فإنك ستجده يقف عند أحد الحجارة ( في حالة هيام ) ويخيل إليك أنه سيحفز لكي يلقي قصيدة غزلية في هذا الحجر (حيرو) .. لأنه يرى أنه مناسب في طرف ثمالته !!! مهووووس الله لا يبلانا .. وتراه مرة على عارج (زبير) ومرة في طرف الوساد ومرة في (قف) البير يتفرج ويتأمل ..
ومرة واقف ويداعب (عثربه) .. لكنه لا يلام فلحيته المحناه ( الصفراء الباهته) يخيل إليك من بعيد أنها (عثربه) بزهرها الأحمر ملصقه في وجهه .. با ختصار ودك تتفل في وجهه ولا في الأرض من الغبره في وجهه.. خصوصآ وأن هذه اللحية لحقت من كثر ما يتغولها (بالعثري) وتظن لأول وهله أنه مصاب بمرض (الثعلبه) وهو سليم من ذلك .. لكن سبابة وإبهام يده اليسرى .. التي استمرأت نتف لحيته في غالب الأوقات .. قامت بنفس دور مرض (الثعلبه) والله يستر لا تستجلب له يمناه مرض (الذئبة الحمراء) الله يشفيه .
كل هذا الهم من أجل ماذا .. من أجل مزارع ليس فيها إلا طلح وشثرم وزقوم .. بلاد هي إقتصاديآ نكبه .. فعندما غامر وزرع (أبو عارج) زرع في طرف (برسيم) وفي طرف (ذفايو) الثفاء أو الرشاد .. وفي طرف قليل (قوطه) وفي طرف (شعير) وكل هذه المشاريع المضنيه والتي أطارت النوم من عيون (ابو عارج) لو قومتها اقتصاديآ ما زادت على (1000) ألف ريال .. وبالجمع والطرح من السقيا والديزل والبنزين طلع (مخسور) .. يعني يا كد الفلس .. وهذه المشاريع (العملاقه) هي التي دوخت (أبوعارج) ,, و(تغولت) لحيته .. وعقله ..
:::::::::::::::::::::::
سنتوقف .. رفقآ بأبي عارج .. وإلا فلا زال في زنبيله الكثير ..
لكن لا بد من الرأفة به ..
إلى اللقاء في الحلقة القادمه
عن شخصية أخرى من رجل عن رجل يفرق !!!!
تعليق