أجمل ما في الموضوع موقف ريشة القلم النحيف من مالكها الصحفي السخيف .. فلا تأملوا أن تروا جمالًا في نصي غير ذلك الموقف اليتيم .. ولو جاور ربيعٌ خريف ..
قبل يومٍ بئس في فنيسيا بيروت في أحد رفوف مبناه الفاخر الذي يضم أروع الأرائك الأوربية و أرق الأجساد الأنثوية و بالتحديد هو في الأدوار العلوية استل قلمه ليسطّر في ورقة بيضاء موضوعًا يُعنى بأضرار التدخين الغريب أن في يده اليمنى قلم و في يده اليسرى سيجار كوبي .
اليوم هو في جونية عاد ليستل قلمه ليرسم لوحة سوداوية عن المجتمع فيشرع تارة و تارة يحرم و دليله الأكبر منطقه الذي لا يتعدى نطاق رصف الحروف إلى بعضها لتخرج كلمة لا تسمن و لا تغني من جوع ..
ولكن بينما هو في منتصف لوحته الكئيبة انسكب الحبر من مخزنه ليجعلها أكثر سوءًا من سابقها .. جفف ما تبلل .. غضب المنقذ .. نزع صفحة أخرى ليجعها يتيمة بين قلمه و فكره الأسود .. كتب بقلمه السابق ناسيًا أثره اللاحق فوجده سيال دموع لينساب في أرجاء الصفحة و تتشكل جملة تحاول أن تدفع عن الناس دماره و تخف على نفسه أوزاره مضمونها :
" ارحم الناس من فكرك "
دهشة .. غضب .. ردة فعل سطرها من جديد في موضوع عنونه بــ
( قلم رجعي ضد الوطنية و المواطنة )
انتهى .. من مقاله .. و عانق القلم غطاءه .. ليتحدث مصباح الإضاءة
( أنت ما تستحي )
غضب .. سرور .. جاءه الفرح .. نطق
حتى الجماد فهم إني ما استحي و إني بوق للــ .....
استحى يقول
يخاف يصير مفصول و برأسه مثل " فنادق بيروت ولا البكيرية والخبوت "
....
تعليق