بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الأول
الأغنياء لا يعملون من جل المال
(للتذكير: المقصود بالغني هو من إجمالي دخله يزيد عن إجمالي نفقاته)
يحرص الآباء الفقراء - وفق نظرة الكاتب - على حسن
تعليم الأبناء، ليتخرجوا وينخرطوا في السلم الوظيفي
ويرتقوه، طمعا في أن يحصلوا على رواتب مجزية، توفر لهم
حياة الرفاهية. هؤلاء الأبناء سيدخلون في سباق محموم
(متاهة الفأر – كما يسميها الكاتب)، لكي تكافئ مداخليهم
نفقاتهم الآخذة في الازدياد، فالوظيفة تستدعي منزلا فاخرا،
وسيارة كبيرة، وزوجة جميلة، وأبناء في مدارس مرموقة،
وبطاقات اعتماد سرعان ما يعجزون عن سدادها فتبدأ
فوائداها الربوية في إنقاص ما تبقى من دخ لهم المحدود،
كل هذا يجلب مصاريف صيانة وضرائب ورسوم ونفقات
وغيرها. هؤلاء الأبناء سيعيشون ظانين أن انتقالهم لوظيفة ذات مدخول أكبر ستحل مشاكلهم،
وهنا حيث يخطئون بشدة.
أكبر مخاطرة ترتكبها في حياتك، هو أن تبحث عن الخيارات الآمنة، وتبتعد عن المخاطر ة. إن عدم
أخذك للمخاطرات هو مخاطرة في حد ذاته، فأنت تفوت على نفسك فرصا عظيمة، وتمضي في
طريق تظنه أن نهايته
آمنة، وهذا الظن هو مكمن الخطر، فلعلك أن تكتشف فيما بعد أنه ليس آمنا كما كنت تظنه، لكن
بعد فوات سنوات ثمينة لا يمكن استعادتها من عمرك المحدود. لقد تغير الزمن الذي كنا نعيش فيه،
وتحولنا من الإيقاع البطيء إلى الإيقاع السريع جدا.
الفرص الثمينة تأتي وتذهب في حياة كل منا، ولا سبيل لاقتناصها سوى بالتجربة والمخاطرة، هكذا
يفعل الأغنياء. الأغنياء يخاطرون، ويخسرون ويكسبون، وهذا سبيل من يريد أن ينضم لهم، وبعد فترة
يتعلمون كيف يفرقون بين الفرصة الحقيقية وغيرها.
لا تعمل من أجل المال وجمعه، بل اجعل المال يعمل من أجلك.
والي اللقاء مع الدرس الثاني من دروس الكتاب
موفقين إن شاء الله ,,,,,
ودمتم ...
تعليق