• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار مع المفكر الإسلامي الشيخ د. عوض القرني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار مع المفكر الإسلامي الشيخ د. عوض القرني

    حوار مع المفكر الإسلامي الشيخ د. عوض القرني
    كتب وحاور: مصطفى أبو عمشة*
    05/05/2010
    دايتون كان يخطط مع شخصيات من المنطقة لاستئصال المقاومة
    حماس موحّدة وراء قيادة واحدة، أما فتح الآن فهي فتوح وليست فتحاً واحدة، وبالتالي الوطنيون وأصحاب التاريخ النضالي من فتح ركنوا على الرف ولم يعد لهم أي دور حقيقي في الميدان، بالتالي الذين الآن اختطفوا فتح ويتحدثون باسمها ليس لديهم استعداد أن يستجيبوا لا لعالم، ولا لمفكر، ولا جماعة، ولا حتى لدولة، هم أصحاب مشروع مصالح شخصية وأجندة صهيونية وأمريكية.
    -------------------------
    تعدّ المقاومة في العالم العربي والإسلامي أحد الأعمدة المهمة التي ترتكز عليها حركات التحرر ومنظماتها في البلدان المحتلة، ونظراً لأنّ المقاومة باتت تتصدر الصفحات الأولى من الصحف والمجلات و على رأس كل مشهد تلفزيوني، فإنّ الضرورة تبقى ملحة لفتح حوار مع شخصية إسلامية ذات تأثير ديني وبعد سياسي بين أوساط المجتمعات العربية، فقلما تجد شخصية سواء كانت مثقفة أو عامية من لا يسمع بها ...

    إنّه المفكر الإسلامي الشيخ عوض القرني صاحب الفتوى التي تجيز ضرب المصالح الإسرائيلية في كل مكان حول العالم بعد أحداث غزة الأخيرة عام 2008، على أثره حملت تلك الفتوى المعلم الأبرز لرسم شخصية إسلامية مختصة بفكر المقاومة وتشريحه وتحلليه ومحاولة نقده في العالم العربي والإسلامي ...

    سألنا القرني عن أبرز القضايا العالقة في ذهن هذه الجماهير الواسعة والتي تتساءل يوماً بعد يوم، إلى أين تسير بنا المقاومة في البلدان المحتلة، وإلى أين ستنتهي، وهل تحولت المقاومة في تلك البلدان إلى مشاريع سلطوية، وما هو نظرة الجماهير العريضة لهذه المقاومة في الوقت الحالي بعد الأحداث المتسارعة في العراق، والأراضي الفلسطينية وما آلت إليها الأحداث هناك، إضافة إلى التعريج حول مستقبل المقاومة، والوقوف إلى أبرز المشاكل التي تواجهها، كل هذه التساؤلات يجيب عنها عوض القرني في نص الحوار التالي.

    بداية الحوار:

    س1) لنعرّج قليلاً على مفهوم المقاومة في العالم العربي والإسلامي؟ ألا ترى أنّ هذا المفهوم بحاجة إلى إعادة نظر، وذلك بعد الخلط الكبير في مشاريع المقاومة في الدول العربية والإسلامية المختلفة؟
    ج1) أولاً المقاومة هي قضية فطرية بشرية، قد تكون فطرية في جميع المخلوقات، حيث أنّها إذا استشعرت الخطر على ذواتها أو على مسكنها أو على ما يشكل خصوصية وبيئة لها اندفعت تقاوم، والبشرية عبر تاريخها كله سواء على مستوى أتباع الأنبياء أو في ظل الديانات الوثنية، أو القوانين والفلسفات الوضعية الأرضية كانوا متفقين جميعاً على أنّ أي شعب من الشعوب من حقه أن يقاوم الظلم ويدفع الاحتلال والغزو والعدوان عن أرضه وعن شعبه وعن ومقدراته ومصالحه، حيث اعتبر الإسلام المقاومة المشروعة التي هي لدفع الظلم والعدوان جهاداً في سبيل الله، و القتلى فيها شهداء، أما الظالمون إذا قتلوا فهم من أهل النار، وبالتالي فالمقاومة لدينا نحن عبر تاريخنا كله هي الجهاد في سبيل الله، حيث بيّن القرآن الكريم أنّ من صور الجهاد هو ذلك الجهاد الذي يكون في سبيل المستضعفين من النساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يدفعون عن أنفسهم، والفقهاء بيّنوا وجوب الدفاع عن المسلمين وأراضيهم وكذلك الدفاع عن أهل الذمّة حتى قال الفقيه الشهير الإمام ابن حزم: "لو العدو أراد أن يستأصل أهل الذمة لوجب أن يدافع المسلمين عنهم حتى لو استأصل المسلمين كافة".

    س2) نلاحظ أنّ مفهوم المقاومة بات يقتصر على المفهوم العسكري فقط، هل يعدّ ذلك جموداً من العلماء والمفكرين الإسلاميين؟ ولماذا لا يتم توسيع ذلك المفهوم من الناحية الفقهية ليشمل المقاومة بالفكر والثقافة وجميع أنواع المقاومة؟
    ج2) المقاومة العسكرية هي صورة من صور الجهاد، والجهاد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية وفي الفقه ورد أوسع وأشمل من الجهاد العسكري المسلّح، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم: (وجاهدهم به جهاداً كبيراً)، أي بالقرآن، وبالتالي فهو صورة من صور الجهاد، لكنّه لا يمكن أن تتحقق المقاومة العسكرية و تصل إلى النصر ما لم يكن معها وقبلها وبعدها صور من صور الجهاد الأخرى، بمعنى أنّ الأمة على المستوى الفكري والثقافي والعقائدي، والنفسي، والسياسي، والاقتصادي، وفي جميع الجوانب لا بد أن تتهيّأ لتكون قائمة بأمر المقاومة، ولا يمكن في الأصل على الإطلاق أن تنشأ مقاومة عسكرية ناجحة قبل أن يسبقها تهيئة ثقافية وفكرية ونفسية وعقائدية، و يصحبها كذلك مشروع سياسي ناضج، مع وجود عمل إعلامي راشد يصحبها ويستثمرها بعد ذلك.

    س3) كيف تنظر إلى من يقول أنّ حركات المقاومة في الدول العربية والإسلامية سواء في فلسطين أو في العراق تحوّلت من مشاريع مقاومة إلى مشاريع سلطوية، على أثرها تركت المقاومة والتضحية وباتت تركز على كيفية تثبيت حكمها؟
    ج3) ليس من ضرورات نجاح المقاومة أن لا تستهدف إقامة سلطة على الأراضي التي تحررها أو بين الشعوب التي تسعى إلى إنجاز تحريرها من الاحتلال والاستعمار بل قد يكون إقامة السلطة على مستويات عديدة تختلف من حال إلى حال، والسلطة أحد أوجه المقاومة بل أحد واجباتها، لأنّه عندما تتسع المقاومة تصبح قاعدتها الحاضنة لها بيئة اجتماعية واسعة ولابد لهذه البيئة الاجتماعية من تيسير لأمرها وضبط لإيقاعها ليتوافق مع تطلّعات المقاومة وتستمر في حضن المقاومة وتوليدها وتطويرها، فإذا لم تصبح السلطة صورة من صور المقاومة والتي تقوم على أمر هذا المجتمع فلا يمكن أن تستمر هذه المقاومة ولا أن تنجح، ويمكن بعدها أن تحوّل المجتمعات من مجتمعات حاضنة لها إلى مجتمعات نابتة طاردة وعدوة لها، ولا أعتقد أنّ السعي للسلطة يعدّ منقصة، لكن عندما تكون السلطة شاغله عن المقاومة، يعني أننا في حينه ما نزال في حاجة إلى المقاومة والجهاد وعلى أثر ذلك يمكن أن تكون السلطة معوّقة.

    س4) مقاطعاً: وهل ترى أنّ قضية المنافسة على السلطة موجودة فعلاً في المقاومات العربية، لنحلل الأمور بشكل فيه أكثر صراحة؟
    ج4) بالنسبة للعراق بالعكس مازال الذين يقاومون في العراق إلى الآن رافضين المشاركة في المشروع والبرنامج السياسي، ولم يسارعوا ويدعموا الوصول إلى الحكم على الإطلاق لا من قريب ولا من بعيد، وأنا أتحدث هنا عن المقاومة العراقية الراشدة، وكذلك الأمر بالنسبة لفلسطين فهناك بعض جهات المقاومة مازالت رافضة للمشروع السياسي والبعض الآخر انطلق من المفهوم الذي ذكرته قبل قليل ورأى أنّ حماية المقاومة من الغدر وحماية ظهرها من الخيانة ومنعها من تكالب واستشراء العملاء في البيئات الحاضنة لها استدعى أن تكون المقاومة السياسية لها وجودها الفاعل في تيسير أمور المجتمع لتحضن المقاومة العسكرية، والفكرية، والثقافية، والاجتماعية، وقد يكون هناك من يخالفهم في توقيت الأمر و مقداره لا في أصل المبدأ، فأصل المبدأ محل اتفاق، وقد يكون حتى بين قادة المقاومة من يخالف هذا الأمر لكن تبقى القضية قضية اجتهادية واتخاذ القرار فيها يكون بعد تداولها بالأغلبية.

    س5) هناك من يقول أنّ إسرائيل إذا ما وجهت ضربة ضد لإيران وخرجت إيران خاسرة في هذه الضربة، فإنّ حركات المقاومة العربية والإسلامية ستتضرر من جراء هذه الضربة وربما تشكل ضربة لها، في حين أنّ إيران إذا ما خرجت منتصرة فإنّ حركات المقاومة ستزيد أرصدتها، وبالتالي تصبح أكثر خطراً على إسرائيل والمعسكر الغربي، كيف تفسرون ذلك؟
    ج5) ليس بهذه الصورة، أقول بلا شك أنّ أي دولة من دول المنطقة لو تمكنت إسرائيل من كسر شوكتها وضربها فإنّ الأثر السلبي سيكون على جميع شعوب المنطقة بما فيها المقاومة بالدرجة الأولى، فمثلاً الآن من الدول المطبّعة مع إسرائيل النظام المصري والحكومة الأردنية إلى حد كبير ومع هذا لو وجهّت إسرائيل ضربة إلى النظام المصري أو الأردني وهزمته هزيمة عسكرية فآثارها السلبية ستطال جميع شعوب المنطقة بما فيها حركات المقاومة، فكيف لو كانت الضربة لبعض الدول والأنظمة التي مازالت تناوئ الكيان الصهيوني سيكون الأمر أسوأ بلا شكّ، لكنني أقول في المحصلة النهائية أنّ حركات المقاومة الإسلامية في المنطقة اختلفت عن حركات المقاومة السابقة بمعنى أنّها بنت نفسها بناء ذاتياً وبناء على جهود شعوبها وأفرداها ورجالاتها، وبالتالي استطاعت أن تستمر، انظروا الحصار المفروض على قطاع غزة منذ بضع سنوات، والصراع العسكري العنيف التي تخوضه الحكومة الإسرائيلية ضد المقاومة هناك في ظروف غير مواتية، ومع هذا عجزت إسرائيل عن أن تكسر شوكتهم، بينما في عام 1982م المقاومة الفلسطينية في تلك الفترة مع امتلاكها إمكانيات هائلة في لبنان، استطاعت إسرائيل في أيام وجيزة أن تصل إلى بيروت وتحتلها، وترحلّ المقاومة إلى مناطق الشتات، ولذلك حتى لو وجّهت إسرائيل هزيمة لبعض الدول العربية والإسلامية وأنظمتها فلن تكسر هيبة هذه الدول وفي مقدمتها المقاومة.

    س6) هناك من يرى أنّ الشعوب العربية والإسلامية قلّ تعاطفها بشكل كبير مع مشاريع المقاومة العربية والإسلامية خصوصاً فيما تعتبره تلك الشعوب من أنّ هذه الحركات تساهم في تعزيز الانقسام في الصف الداخلي للدولة المحتلة؟
    ج6) لا يوجد شك أن التفاف الشعوب حول حركات المقاومة أقل مما كان عليه سابقاً، لكن ليس من أجل السبب الذي ذكرته فقط، فالإرهاب الذي استهدف بعض دول المنطقة أدى إلى ارتياب وتشكيك كثير من الناس من الذين لا يدروكن حقائق الأمور ولا يفرّقون بين المقاومة والإرهاب، وكذلك من الأسباب الضخ الإعلامي المعادي والعنيف الذي يعمل ليل نهار على تشويه صورة المقاومة، إضافة إلى الحرب التي تقودها الأنظمة المتعاونة مع الكيان الصهيوني في المنطقة ضد المقاومة وضد رجالاتها وضد مشاريعها ومناهجها، والحصار الدولي المفروض على حركات المقاومة ومع الذي يتعامل معها، بالإضافة إلى الخلافات والاختلافات في مشاريع المقاومة، لكن يجب أن تفرّق بين القاتل منهم والمقتول بمعنى أنّ حركات المقاومة دافعت عن نفسها حين أراد الآخرون أن يستأصلوها وأنا أتحدّث بالذات هنا عن فلسطين، المشاريع كانت مطروحة ومعلنة وتناقش على المستويات، والجنرال دايتون كان يعدّ بكل أسف مع رجالات من أبناء المنطقة لاستئصال المقاومة، فليس من الحكمة، بل كان سيكون من السذاجة أن ينتظروا حتى يتعشى بهم الآخرون.

    س7) مقاطعاً: لكن تأذَّت حركات المقاومة في الضفة الغربية ؟
    ج7) طبعاً كان أحلاهم مرّ، والذي حصل، أنّ غزة كانت ستكون أسوأ من الضفة الغربية، فعلى الأقل بقيت لهم شوكة في غزة، وهم الآن يساومون من أجل رفع الضيم عن إخوانهم ويضغطون، لكن لو تركوا الأمر لتمّ استئصالهم في الضفة الغربية وغزة.

    يتبع

  • #2
    س8) مقاطعاً: يعني هل أنت متفائل على الواقع المفروض في الضفة الغربية؟المقاومة هناك استأصلت يا شيخ عوض ولم يعد هناك شيء اسمه مقاومة؟
    ج8) نعم عجزت إسرائيل عن أن تستأصل المقاومة في الضفة، والمقاومة نشأت بين مخالب وأنياب العدو الصهيوني، والأرض صالحة لإنبات المقاومة وبالبذور موجودة في كل مكان، وبإذن الله عندما يأتي غيث الخير وتذهب حكومة القحط أي حكومة دايتون ومن معها ستتغير الأوضاع بإذن الله.

    س9) هناك من العلماء والمفكرين من يرى أنّ المقاومة في البلاد العربية والإسلامية المحتلة تأخذ شكل العبث في بعض الأحايين من حيث أنّ الخسائر البشرية التي تحدث ضد المدنيين عالية نتيجة هذه المقاومة؟
    ج9) لو كان هذا الكلام له أساس من الشرع أو العقل لما نجحت أي مقاومة في التاريخ، ننظر هل كان القتلى من الصحابة رضي الله عنهم أكثر أم المشركين، ألم يقتل في يوم أحد ويوم الخندق، وبئر معونة، والرجيع، أضعاف أضعاف من قتل من المشركين، فهل نقول أنّ فعل النبي والصحابة كان عبثاً، حركات التحرر سواء كانت في البلاد الإسلامية والعربية أو في غيرها لو عملت بهذا المنطق لما تحرر بلد واحد على الإطلاق من الاستعمار، لو قال الجزائريون أو الليبيون نحن لن نتحرك ضد الاستعمار الفرنسي أو الإيطالي حتى يصبح لدينا من القوة ما يجعل خسائر العدو تساوي خسائرنا، ما كانت لتتحرر الجزائر ولا ليبيا على الإطلاق ولا غيرها من البلدان، الأمر الآخر المقاومة لا تنمو حتى تتمكن وتصبح قوية ، صحيح أنّ المقاومة اليوم ضعيفة لكنّها غداً ستكون قوية، ولن تنمو إلاَ في ميادين العمل والتضحية وتقديم الشهداء، وبالخبرة، وبالتجربة وبالمعاناة تنو المقاومة إلى أن يصبح ثمن فعلها في العدو المستعمر المحتل باهظاً ولا يستطيع العدو تحمَله حينئذ ينهار، ولا يجوز لنا على الإطلاق أن نستبعد من تفكيرنا أنّ المقاومون أصحاب حقّ، وأنّ المستعمرون أصحاب باطل، وأنّ الحقّ له البقاء والدوام والباطل له الزهوق والذهاب.

    س10) تتعرض حركات المقاومة في الدول العربية والإسلامية المحتلة إلى إشكالية هل تأخذ طابعاً وطنياً أم إسلامياً أم شعبياً ما هو نظرتكم إلى ذلك؟
    ج10) أنا أعبّر عن قناعاتي المقاومة إذا فقدت إسلاميتها فقد فقدت الركن الركين من أسباب نصرها، والمقاومة الإسلامية لا بدّ أن تكون بالضرورة وطنية شعبية، وطنية بمعنى أنّها تعبّر عن وطنها، وشعبية بمعنى أنّها تتحرك بشعبها، لكن عندما نقول إسلامية قصدنا في ذلك أنهاّ تلتزم بمنهج الإسلام في صراعها مع العدو وفي تحّركها وأهدافها وغايتها، فهي إسلامية وطنية وشعبية ولا ضير في ذلك.

    س11) تعاني المقاومة في العراق من تفرّق وخلط كبير في الأوراق فلا نكاد يجزم المتابع للساحة العراقية إلى أين تسير الأوضاع هناك، خصوصاً وأنّ هناك قوى سياسية ومذهبية مختلفة، إضافة إلى تدخّل أطراف عديدة في صناعة القرار وعدم ترك الشعب العراقي يقرر مصيره؟
    ج11) الشعب العراقي يوجد فيه 3 قوى رئيسية، الأولى هي القوى الإيرانية والقوى العراقية المستنيطة بها من أحزاب وحركات مسلّحة وميليشيات، والثانية هي قوى الاحتلال الأمريكي بجيشه وبالدول المتضامنة معه، أما الثالثة فهي قوى المقاومة العراقية، وما عدا هذه القوى الثلاث فهم يعدون على الهامش وليس لهم وجود حقيقي، فنتائج الصراع بين تلك القوى في الساحة العراقية هي التي ستحدد مستقبل العراق، وأنا أتوقع أنّ الأمريكان لم يعودوا قادرين على تحمّل ثمن البقاء في العراق ولا الصراع فيه فسينسحبون ويبقون الصراع بين إيران ومن يدور في فلكها وما بين المقاومة السنية التي واجهت الاحتلال الأمريكي ودفعت الثمن ذلك باهظاً، وفي ظني أنّ أمريكا ستحاول بعد أن يستنفذ هؤلاء قوتهم في الصراع فيما بينهم ستحاول أمريكا أن يكون لها جيب خاص بها في العراق من خلال إبرازه كمنقذ وكبديل ثالث ليكون هو الحاكم في العراق، وفي اعتقادي أنّها ستركز على التيار العلماني وربما أيضاً بعض المتدينين الذين ليس لديهم مانع في التعامل مع أمريكا مما يؤدي إلى دفع المتدينين الآخرين في التعامل معها، فبعض المتدينين المرتبطين بإيران هم متعاونون مع أمريكا على قدم وساق لمنع وقوع العراق في أيدي المتدينين من السنة، بل وبعض المتدينين من أهل السنة وحركات المقاومة والتي تحولت إلى ما سمي بالصحوات قالوا نتعاون مع الاحتلال الأمريكي لأجل الأقل خطراً وهو دفع الاحتلال الإيراني وما يدور في فلكه، أما الدول العربية فقد حاولت في الآونة الأخيرة أن يكون لها وجود، وحاولت أن تتدخل بالمال لدعم بعض الجهات لكن هذه المحاولات جاءت متأخرة جداً.

    س12) هناك داخل القطر العربي والإسلامي المحتل حركات بطابع إسلامي، وآخر بطابع شعبي، وآخرون بطابع مدني وكل لديه مشاريعه الخاصة في ترسيم وتكوين دولته المستقلة بعد اندحار المحتل، برأيكم ما هي الطريقة المثلى لتعامل تلك الحركات بمختلف مشاريعها مع بعضها البعض، ولا أدلّ على ذلك حركات المقاومة في فلسطين المحتلة؟
    ج12) نحن يجب أن نتفق الآن على مقاومة المحتل، وهذا يكون الهدف المشترك للجميع، ويبقى طرح مشاريعنا ورؤانا ومناهجنا على الشعب، والشعب يختار منها ما يريد، فإذا خرج المحتل فمن رشّحه الشعب بإرادة حرّة ليمثله على مستوى الحكم يجب أن يسلّم الجميع له، وقد يثور بعض الناس و يقول كيف يسلّم الإسلاميون الحكم بعد ما يحرروا الشعوب كما حصل في كثير من البلدان العربية والإسلامية، أنا أقول إذا كان ذلك بإرادة حرّة و الشعب رفض أن يحكمه الإسلاميون بالإسلام فهذا يعني أنّ الإسلاميون قصّروا في تبليغ دعوة الإسلام لأنّها لو عرفت على حقيقتها لما رفضها شعب مسلم، وبالتالي ما زال أمامهم قدر من العمل ليدرك أكثرية الشعب حقيقة دعوة الإسلام فينحازوا لها ويلتزموا بها، أما إذا أرادت أي جهة من الجهات أن تصادر إرادة الشعب بقوة السلاح وبالأموال المدعومة بها من القوى الأجنبية وأحياناً كثيرة من القوى المحتلة نفسها كما حصل في كثير من البلدان عندما عجز المستعمر عن الاستمرار انسحب وسلّم مقادير الأمر إلى أعوانه من العملاء في الدول الإسلامية والعربية، والذين كانوا يقاتلون تحت رايته، فإذا كانت الصورة بهذه الكيفية فلا يجوز على الإطلاق التسليم بذلك وترك ما ضحّى الشعب من أجله بملايين الشهداء أن يسقط في أيدي الاستعمار بصورة غير مباشرة.

    س13) دكتور عوض حتى نكون أكثر وضوحاً الآن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يدعو إلى ما يسمى بالمقاومة الشعبية المدنية التي تأخذ طابع سلمي، ويرفض عسكرة هذه المقاومة ويقول أنّها هي الوسيلة الأنجح فعلاً لتكوين دولة فلسطينية مستقلة، حيث وعد أنّ عام 2011م سنفرح بهذه الدولة عن طريق هذه المقاومة الشعبية هل أنت مع هذا الطرح؟
    ج13) إذا كان من رجالات المقاومة بتاريخهم وأفكارهم وحياتهم وعطائهم لا ضير أن يختلفوا ليتكاملوا، بمعنى أن من يرى المقاومة الشعبية ولا يرى المقاومة العسكرية فمن حقه أن يرى هذا، شريطة أن لا يقف في وجه المقاومة العسكرية أو المقاومة السياسية، لكن عندما يتحوّل العمل تحت إشراف الجنرالات الأمريكية وبالتنسيق مع الجنرالات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية لمطاردة المقاومين وقتلهم واعتقالهم وتسليمهم للعدو، والزجّ حتى بكل من يتعاطف معهم وإن لم يكن يحمل السلاح على الإطلاق من سياسيين ونقابيين ومثقفين وإعلاميين وفكريين، الاحتلال المباشر عن تحقيقه، أين هذه المقاومة المدنية التي يقودها هذا الرجل وأمثاله، هذا الرجل سلام فياض من ينظر في تاريخه لا يعدّ من رجالات المقاومة، بل هو مخلب من مخالب الاحتلال أوتي به ليحقق للاحتلال ما عجز ليس له تاريخ في الشعب الفلسطيني على الإطلاق حتى الذين رضوا بالمفاوضات ورضوا بالحل السلمي، هو ليس منهم على الإطلاق وتاريخه معروف، وبالتالي لا يجوز لنا أن نضلل الشعب، ونخلط الأمور حيث لا بدّ أن نسمي الأمور بمسمياتها.

    س14) كيف تقيمون العلاقة بين حركة فتح وحماس، وأين هي مبادرات العلماء والمفكرين للإصلاح بين فصليين يعملان جنب إلى جنب في المقاومة لمواجهة الاحتلال مع اختلاف أهدافهما وأسلوبها على الأرض؟
    ج14) حماس موحّدة وراء قيادة واحدة، أما فتح الآن فهي فتوح وليست فتحاً واحدة، وبالتالي الوطنيون وأصحاب التاريخ النضالي من فتح ركنوا على الرف ولم يعد لهم أي دور حقيقي في الميدان، ويكفيك كمثال الانتخابات الأخيرة التي تمت في الحركة والتي أتت بأضعاف العدد ممن ليس لديهم حق الانتخاب، بالتالي الذين الآن اختطفوا فتح ويتحدثون باسمها ليس لديهم استعداد أن يستجيبوا لا لعالم، ولا لمفكر، ولا جماعة، ولا حتى لدولة، هم أصحاب مشروع مصالح شخصية وأجندة صهيونية وأمريكية، في بداية الخلاف بين حركتي فتح وحماس وبعد الانتخابات الأخيرة الفلسطينية اجتمع عدد من العلماء من أنحاء العالم الإسلامي كله في الدوحة بقطر، وعقد مؤتمر دعيت له المنظمات الفلسطينية كلها وجاءت جميع المنظمات إلاّ حركة فتح لم يأتي منها أحد، كالجبهة الشعبية، والجهاد الإسلامي، ومكثنا أسبوعاً كاملاً في الدوحة وأنا كنت هناك ولم يأتي من فتح أحد، وحاولنا بشتى الوسائل لكي يحضروا ولكنهم لم يأتوا، وبالتأكيد لا يمكن أن يأتوا إلاّ إذا وافقت إسرائيل على ذلك، وبطبيعة الحال لن توافق إسرائيل على حضورهم ليجتمعوا مع علماء المسلمين الذين ما اجتمعوا إلاّ لجمع الكلمة، حيث كان هناك استعداد لدى المنظمات الأخرى أن يعطوا لحركة فتح هامشاً واسعاً من التحرّك شريطة أيضاً أن يترك برنامج المقاومة حراً طليقاً على أن لا يحرجها وإنّما يكون داعماً لها بشكل غير مباشر، أنا لا أظنّ أنّ المتنفذين في المقاطعة برام الله ودايتون والأجهزة التي أنشئوها لديهم استعداداً للتعاون مع مشروع المقاومة مهما قدم من تنازلات، والتي أتت في الأساس لتستأصل هذا المشروع.

    * صحفي فلسطيني.

    نقلاً عن موقع "قاوم"

    تعليق


    • #3
      شكرا لك اخي ابو علي......نقل رائع جدا ......معلومات في غاية الروعة......

      اهتمام كثيرا ما نحتاجه وتحتاجه الامة وانعم بمفكر مبدع بحجم الشيخ عوض القرني ...اول من ناصر غزة عندما اختبأت كثير من الاقلام والشخصيات والرموز في زمن الجبن والذل والعار الذي لا يمسحه طول الزمن ,,,ولا يرضاه رب العالمين,,,,
      لا استطيع التعليق على مثل هذا الكلام الدرر.....

      شكرا مرة اخرى وجزاك الله خيرا...

      تعليق


      • #4
        والله الشيخ عوض يرفع الراس

        تعليق


        • #5
          طرح متميز
          الله يعطيك العااافيه
          ننتظر ابدااعااتك القااادمه

          تعليق

          يعمل...
          X