• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الناس وتصنيفهم لماذا؟! .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الناس وتصنيفهم لماذا؟! .

    د. عوض بن محمد القرني

    بادئ ذي بدء أحب أن أبين أن الخلاف والاختلاف من طبيعة البشر، وأن محاولة جمع البشر في كل شيء على قول واحد ، ورأي واحد ، وفي قالب واحد ، أن ذلك خلاف سنة الله سبحانه وتعالى في الحياة ، وأن ذلك غير ممكن .
    وأسباب الاختلاف كثيرة جدا فمنها: اختلافات راجعة للأهواء والشهوات ، ومنها: خلافات راجعة بسبب طبيعة تفكير الناس ، ومنها: اختلافات بسبب ثقافة الناس ، ومنها: ما هو بسبب فئاتهم وتخصصاتهم ، ومنها: ما هو بسبب ميولهم النفسية ، ومنها: ما هو بسبب الحوادث والنوازل وغموضها ووضوحها بالنسبة للناس والمستجدات والقضايا ، ومنها: خلافات بسبب اللغة وما تحمله من دلالات أثناء تناول الناس للغتهم للقضايا والأحداث ، أو للأحكام والآراء .
    وكذلك الوحي الكريم الذي جاء من رب العالمين منه القطعي ، ومنه الظني ، والظني هو ما تتفاوت الأفهام فيه ، بل القطعية والظنية أيضا نسبية ، فما هو قطعي عند إنسان قد يكون ظنيا عند إنسان آخر ، وكذلك ثبوت بعض النصوص الشرعية في السنة النبوية يختلف من شخص إلى شخص ، فقد يبلغ شخص ما لا يبلغ الآخر، وقد يفهم إنسان هذه النصوص ما لا يفهمه الآخر ، باعتبارات متعددة ، وقد يدرج إنسان من الناس قضية من القضايا تحت قاعدة شرعية أو تحت نص ويدرجها آخر تحت غيره .
    الذي أريد أن أخلص إليه من هذه النقطة ، أو هذه الجزئية أن الخلاف واقع لا محالة ، وليس في ذلك ضير ، وليس في ذلك مشكلة ، لكن المشكلة عندما لا نحسن إدارة الخلاف والتعامل مع المخالفين لنا ، فتتحول رغبة كثير من الناس من البحث عن الحق والسعي للوصول إليه والتعامل فيما لدى الآخر من حجج وبراهين وأدلة إلى خصومة شخصية ، والانتصار للنفس وحظوظها بغض النظر عن صحة موقفها أو عدمه ، وعدم احترام الآخر أياً كان هذا الآخر ، ومهما تضاءل الخلاف بينك وبينه .
    كذلك هناك قضية أخرى وهي: أن الخلاف يفترق من حالة إلى حالة غيرها ، فهناك ما هو خلاف في الأصول والكليات والقطعيات التي يؤمن بها الإنسان والتي ينطلق منها لإعطاء معنى لحياته وتهيمن على قيمه ومعتقداته وأخلاقه وسلوكياته ، فضلا عن تشريعاته وعباداته .
    وهناك خلاف فيما هو دون ذلك ، حتى أحياناً قد يكون خلاف تفضيل ، أو خلاف تنوع وليس من باب خلاق التناقض والتضاد ، هذه الأمور لابد أن تكون واضحة في ذهن الإنسان ، وأيضاً تكون واضحة لدينا ، قبل الحديث عن قضايا التصنيف ، ما دام أن الخلاف واقع لا محالة ، فالتصنيف سيكون أيضاً واقع لا محالة ، ولا نستطيع أن ندفع التصنيف ، لكن يجب أثناء التصنيف أن يلاحظ ما ذكرته سابقا ، وأن نضيف إلى ذلك:
    أولاً: أن يكون التصنيف حقيقياً موضوعياً ، أي يكون قائماً على أدلة وعلى براهين وعلى حقائق ، لا يكون تخرصاً ، ولا يكون أهواءاً ، ولا يكون مجرد سمعنا الناس يقولون فقلنا ، ولا ضير في ذلك ، فالله سبحانه وتعالى صنّف الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا ، والناس يصنّفون حسب بلدانهم جغرافيا ، ويصنّفون حسب ألوانهم عرقياً ، ويصنّفون حسب مهنهم وحرفهم مهنياً ، ويصنّفون حسب جنسهم ، مابين ذكر وأنثى ، وصغير وكبير ، بل ورد في القرآن الكريم التصنيف ، فمن الأخيار تصنيف المهاجرين والأنصار ، والبدريين وأهل بيعة الشجرة ، كل هذا تصنيف ، وكذلك صنف الناس إلى مؤمن وفاسق ، وإلى مؤمن ومنافق ، وإلى كافر ، والكفار إلى يهود وإلى نصارى ، وإلى مجوس وإلى مشركين ، وإلى كل هذا ، ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان التصنيف تصنيفاً حقيقياً ، ليس افتراءا ، ليس كذباً ، ليس توهماً ، فلا ضير في ذلك.

    المعلم الآخر: من معالم قضية التصنيف ألا يؤدي التصنيف إلى ظلم وإلى تظالم ، وإلى إنكار لحقوق الآخر ، وإلى ازدراء له ، بل يؤدي إلى تقييم حقيقي وتحفظ للآخر حقوقه ، ولا يتجاوز به الحق ، الذي هو عليه ، بل يوقف عند الحق ، عند وصفه ، وعند تصنيفه .
    والشخص المصنّف عليه أن يتحمس لخياره ولا يضيره أن يصنّف ما دام هذا خياره ، لكن مع الأسف الشديد أن الكثير من التصنيفات التي تجري في الساحة ليس لها أي رصيد من الواقع ، فكم ألحق إنسان بجماعات ، وكم وصف إنسان بأوصاف بل أحياناً طوائف بأكملها ، أو مجموعات من البشر ، بأكملها ، ولا يوجد دليل ، ولا شبهة دليل على صحة هذا التصنيف ، قد يكون التصنيف في نفس الأمر موجود ، أي واقع لكنه لا يوجد دليل على هذا التصنيف .
    النبي عليه الصلاة والسلام وهو ينزل عليه الوحي ، يقول ( إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فأحكم له على نحو ما أسمع) .
    الحكم بناءا على ما سمع على الأدلة الظاهرة وليس على الأمر المستكن ، وإن نزل الوحي بذلك عليه صلى الله عليه وسلم ، وكم من الناس ربما صنف تصنيفاً صحيحاً ، وهذا نادر لأن الواقع أنه يتجاوز في التصنيف الحقائق إلى الأوهام والأغاليط ، والمغالطات .
    لكن أقول حتى إذا كان تصنيفه حقيقياً وصحيحاً ، فتأتي الفاقرة الأخرى وهي الظلم والحيف عليه وتقويله ما لم يقل ، والحكم عليه بالجور ، وإما بتكفير أو بتبديع أو بتضليل ، أو بتفسيق أو بأي صورة من صور الظلم .
    والمفترض أن يكون لدى المجتمع من القوانين المستنبطة من الشريعة الإسلامية ، ولديه من القيم الأخلاقية ما يردعه عن مثل هذا ، فيتربى الناس على قيم أخلاقية تمنعهم من ظلم الآخرين ، أو الكذب عليهم ، أو تجاوز الحد الشرعي في وصفهم ، والتعامل معهم ، فإن لم تردع هذه القيم الأخلاقية فالمفترض أن يكون هناك قضاء يأخذ على أيدي المفسدين والكاذبين .

    قضية ثالثة في هذا الباب: أن ينظر في المصالح والمفاسد المترتبة على الأمر ، فقد يكون الأمر حقيقا وقد لا يكون فيه ظلم له في الجملة ، لكن في هذا الظرف الزماني والمكاني ، ليس من المصلحة على مستوى المجتمع والأمة والوطن ، أو حتى على مستوى الفرد ذاته ، إن كان التصنيف الذي صنف به خطأً ، ونريد استنقاذه من هذا الخطأ ، فقبل أن نطلق الأقاويل يجب أن نقف وننظر في مآلات الأمور ، وعواقبها ، مالذي سيترتب على هذا الإطلاق وأن يكون همّنا هو إصلاح حاله ، واستنقاذه ، وليس وصمه وتعليق اللافتة عليه .
    وهذا الأمر كان النبي عليه الصلاة والسلام يراعيه كثيراً في تعامله مع الناس ، حتى مع المشركين ، بل كان عليه الصلاة والسلام حتى مع أعدى أعدائه يلتزم بالعدل والإنصاف ، صلى الله عليه وسلم ، فكان يثني عليهم بما فيهم ، ولعل قصة حديث أبي هريرة مع الشيطان عندما ذكر له الشيطان أنك إذا قرأت آية الكرسي من ليلك فلن يضرك شيء حتى تصبح ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (صدقك وهو كذوب) فأنصف بهذا الشيطان وذكر أنما قاله حقا وإن كان الغالب عليه والديدن له هو الكذب .
    أقول أيضا ما يترتب على الأمر من مصلحة أو مفسدة يجب أن تكون في حسباننا ، عندما نتحدث عن هذه القضية .
    أقول في النهاية: إن محاولة نسج الناس كلهم في قالب واحد خلاف سنة الله سبحانه وتعالى ، لكن لا يعني هذا أن نطلق لأنفسنا وأهوائنا العنان ، لنتقول على الناس ما ليس فيهم ، وأيضاً إذا ثبت لنا أن الأمر فيهم ، فلا نتجاوز الحد الشرعي للحكم والتعامل ، وأن نراعي ما يترتب على ذلك من عواقب قبل أن ننطلق ونتحدث في هذا الجانب ، هذا ما يمكن أن نقوله حول قضية الناس وتصنيفهم ، وأسأل الله أن يؤلف بين قلوب الأمة ، على الخير والهدى ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

  • #2
    [align=center] والله كلامك كله دُرر الله يحفظك
    ومنكم نستفيد يادكتور عوض
    والله ينور بصيرتك أكثر وأكثر
    الله يعطيك العافيه ويجازيك بكل خير..
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة العاشق الأسطوري; الساعة May-31-2007, 11:52 AM.

    تعليق


    • #3
      صباح الخير يا د كتور

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا دكتور عوض على هذا الموضوع المنهج في حقيقته
        زادك الله من فضله وحفظك من كل سوء
        [align=right] ابومحمدالأول[/align]




        من اليمن أهدي سلامي لكم ( تم إعادة تحميل الصور )

        تركيا

        نيوزيلاندا 2007م


        فضفضة مسافر


        تركيا (على هامش رحلة عمل)



        ==============

        تعليق


        • #5
          اااااااااااااااااااااااااااااا لله لا يحرمنا منك ياابو عبدالحكيم

          والله لو قرأ الجميع موضوعك هذا واستوعبوه لما أفسد الإختلاف في الرأي للود قضية فعلا...

          نحبك في الله ياشيخ عوض حبا لو وزع على أهل الأرض لكفاهم
          سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم

          تعليق


          • #6
            مقال رائع من رجل رائع بارك الله فيك وسدد على الخير خطاك ..
            نتمنى من الجميع قراءة هذا المقال بتمعن....

            تعليق


            • #7
              رفع الله قدرك يا شيخ.

              تعليق


              • #8
                [align=right]الروح السامية والعقل الراجح لا يأتيا إلا بخير لقد قلت حسناً يا عم عوض.


                دعني أبدأ بسؤال وأنت تعرف أني أحب الحوار معك دائما

                >>>>>> الاختلاف في الرأي لا يفســد للود قضيــة <<<<<<

                ما نسبــة صحــة هذه المقولــة

                [grade="000000 FF4500"]100%

                أم 80%

                أم 50% [/grade]

                أم أقل أم أكثـــر؟؟

                فإذا كــان الاختلاف.. يؤدي إلــى -- القطيعة -- أيــن يذهب الود؟؟

                فــإذا كــان الاختلاف يحتــاج سنين حتى تعود المحبــة من جديد

                فأين الفضيلة التي ذكرت في حديث الرســول صلى الله عليه وآله وسلم

                (أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك)

                وإذا كــان الاختلاف يؤدي إلى -- الهجـــر -- فأين تذهب المحبة وأين ذلك من صلة الأرحام ؟؟

                وإذا كــان الاختلاف يؤدي إلى -- الأحقــاد -- فأين تذهب المصداقية ؟؟

                الاختلافات لا بد منها وهي جزء لا يتجزأ في هذه الحياه..

                .فهي سنه من سنن الحياه. بحيث ان سببها هو الانسان .

                ولا ننسى ان الانسان معرض للخطأ .

                والخطأ هو الذي يسبب هذه الاختلافات .

                وبالتالي فإنها من الطبيعة الانسانية.



                حسناً صنعت وكتبت وفي الوقت المناسب. أرجو من الله أن يدرك ذلك كل من في أذنه وقراً أو في صدره وسوسة من آثار التجربة الغربية أو التغريبية مع عقائدها وأفكارها ومصطلحاتها التي يريد البعض من المنتسبين للفكر والقلم أن يطبقوها على المجتمع المسلم وكأن التجربة الإنسانية هي هي غرباً او شرقاً
                !.

                نعم يا شيخي الكريم ويا عمي ويا أستاذي تعلمت منك ما لم أعرفه من قبل
                تعلمت إن من شروط الاختلاف والإنتماء عندنا نحن المسلمين ألا يكون إختلاف تناحر وتضاد وتحارب وتفجير وتدمير بل الخلاف المشرع هو اختلاف تنوع وتصنيف تكامل وتنوع

                ذلك الاختلاف الذي يسر على الحاج حجه وعلى المسافر سفره وعلى الأب في تربية ابنه وعلى الزوج في إكمال عشه والصبر على زلل زوجته أو العكس


                [mark=000000]أذكر وأنت تقول لي في تهامه ( الدرب ) إبني علي إن الأمة لها علماء ومفكرون بحثوا في النصوص الشرعية فوجدوا سعة في هذا الدين لا يحيط بها إلا الواسع العليم فأرادوا أن ييسروا ولا يعسروا ، يبشروا ولا ينفروا ....
                أبقاك الله لنا في صحة وعافية يا شيخنا الكريم
                [/mark]

                [glow1=FFFFFF]والشباب[/glow1] أما أن يحذوا حذو العلماء والصالحين و يمشوا مشيتهم ويتحدثوا بلسانهم ويفكر أيضاً بتفكيرهم وإلا سيضيعوا في صحاري الاختلاف قال تعالى ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" ،

                وقال سبحانه "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"،

                وقال عز وجل "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )


                فليست لهذه الأرض إلا ضميراً واحداً هو ضمير الشريعة الإسلامية
                وإن خدعنا فوافقنا المخالف في كل صغيرة وكبيرة فأين نحن من تصنيف الآخرين لنا أنحن متشددون راديكاليون.. متشددون اصوليون.. تقليديون محافظون.. تقليديون اصلاحيون.. حداثيون.. علمانيون.. علمانيون راديكاليون الخ..

                لا نريد الضياع هذه حقيقتنا
                ومن أراد الضياع و لم تعجبه الحياة مع القرآن ودين الرحمن فأرض الله واسعة والخلاف مفتوح على مصراعيه



                والله يقول" وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ"، ولن يتغيرأو يتبدل حكمه وإرادته ، "وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ" (2)


                فليذهب الانسان حيث يشاء. نعم لا مساومة على الشريعة في مهد الشريعة وبلد الأمن ونحن معك إن شاء الله ياشيخنا قلبا وقالبا .



                سلم واسلم
                [/align]

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيك شيخنا الكريم عوض القرني و صح لسانك و ابقاك الله دخرا للامة الاسلامية

                  كلامك العطر نعم الكلام يقنع من لا يقتنع

                  و لا اجد في نفسي اي تعقيب او رد بعد حديثكم المطول و الجميل و تعقيب الاخ ابو الحسن التعقيب الجميل الذي ضرب في الصميم و لا اقول له الا حياك الله و بياك اخي ابو الحسن و جعل الجنة مثولنا و مثواكم

                  في الاخير تقبلزا فائق الاحترام و التقدير

                  اخوكم العبد المتواضع لله ابو قسورة

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك شيخنا الكريم د/عوض القرني و صح لسانك .
                    وابقاك للامه الاسلاميه ذخرا.

                    تعليق


                    • #11

                      شكراً د. عوض
                      كلام في غاية الأهمية . وأود أن أعقب على موضوع التصنيف بأن التصنيف ضرورة من ضرورات التعلم والمعرفة ، فلو دخلت إلى مكتبة تحتوي الكثير من الكتب أو الملفات بدون نظام أو تصنيف لوجدت صعوبة في استخراج ما تريد منها ، ولكن التصنيف يسهل هذه العملية حينما يضع المحتوى على شكل مجموعات متجانسة فيما بينها ومن ثم تختلف عمن سواها . وهذه المعرفة وضعها الله سببا لاختلاف الناس الى قبائل وشعوب فقال : ( لتعارفوا ) واللام هنا سببية . فلن يتم التعارف بين الناس لو لم يكن لهم أسماء وقبائل وشعوب ووظائف وهوايات وميول وسلوك كل هذه أدوات تستخدم للتصنيف .
                      وهنا التصنيف لا يعني الأفضلية ولا يعني الكينونة ، فالأفضلية ( عند الله ) تكون بالتقوى . أما عند البشر فكما ذكر د. عوض تخضع لأمور كثيرة وقد تؤثر فيها الحمية والعواطف والشهوات وعيرها كثير . ومنها : حديث تنكح المرأة لمالها ولجمالها ولدينها وحسبها . فالأفضلية هنا تختلف باختلاف صاحب التفضيل . فقد يفضلها معلمة ذات راتب وقد يفضلها جميلة أو طويلة وقد يكون همه الأول أن تكون متدينة وقد يكون همه الأكبر أن تكون من عائلة معروفة ...الخ
                      أما الكينونة فالمقصود بها أن كون الشخص أبيضاً أو أسوداً أو من القبيلة الفلانية أو يشجع الهلال أو اتحادي أو غيره ، فلا يدل هذا التصنيف على حقيقة الإنسان ومن يكون في الواقع .
                      و أعتبر كل ما ذكر في منتهى الأهمية من أجل ترسيخ أدب الحوار والإختلاف بين أبناء الوطن .

                      ذكر عن الفيلسوف الشهير ( شوبنهور) أنه قال :
                      كل حقيقة تمر بثلاث مراحل :
                      أولاً : تكون موضع سخرية . ثانياً : تتم معارضتها بعنف . ثالثاً: يتم قبولها على أنه واضحة لا تحتاج إلى دليل .

                      تعليق


                      • #12
                        جزيت عنا خير الجزاء يا دكتور عوض
                        بصراح اشوف الرودو لغة عربية كلها لكن انا بقول ما شاء الله تبارك الله صح ابي والا لا لا ابي ما تصلح ابغى اشكرك بس ما ادري كيف ووش اقول المهم الف شكر لك على ما كتيت لنا فوالله كل الي شاهدوا وتمعنوا فيي الموضوع استفادوا

                        تعليق


                        • #13
                          مشكوووووووووووووووور

                          تعليق


                          • #14
                            يعطيك العافية دكتور ويكفينا شرف انك معنا ومنا
                            فلك مني خالص التحية والاحترام
                            مجاريح

                            تعليق


                            • #15
                              [align=center]شيخنا الكريم أبا عبد الحكيم

                              بارك الله فيك ونفع بعلمك

                              وأنت فخر لهذا المنتدى

                              تحياتي
                              [/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X