• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اِنحِلالُ الكرامةِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اِنحِلالُ الكرامةِ

    [align=center] اِنحِلالُ الكَرامةِ [/align]

    [align=right]كانَ قدِيمًا للحياةِ الاِجتِماعيّةِ بيئةٌ خصبةٌ تتوافقُ معَ مرئياتِ أجْيالِها و منظُوماتِ توجُهاتِهم تُعِينهم السيرَ على أديمِ الأرضِ مُكافِحينَ جادِينَ آمِلينَ في فتاتِ العَيشِ لهُم و لِمن يعولونَهم . لمْ يكن أملُهُم الأكبر يتحققُ دومًا .

    ضربوا أروعَ الأمثِلةِ في الصدقِ و الأمَانةِ و الكرامةِ فهم صادِقينَ لِرُقِيّ ذواتِهم عن القولِ المُزيّفِ و هم أُمناء مُتعرّينَ مِن جُرُمِ الخيانةِ و قُبْحِها و هم أهلُ الكرامةِ لِحرصِهم على مسرّةِ الضيفِ بِما أحبَّ و رغِب .

    حدِيثًا للحياةِ الاجتِماعيّةِ قوالِبٌ متعددةُ الاتِجاهاتِ تُمطِرُ على بعضِها سحابةُ الغربِ وعلى بعضِها الآخرَ سحابةَ الأجدادِ لِتملأَ القوالِبَ دونَ تصفِيتِها و النظرَ في مصدرِها وهدفِها ولكلٍ من أفرادِ أجيالِها طموحٌ وآمالٌ و توجهاتٌ تستسقي ريّها مِن ماءٍ الغربِ وحضَاراتِهم و أُخرى مِن ماءٍ الأجدادِ و عاداتِهم .
    لِيتَبعثرَ المفهومُ و تنسابُ الرؤى و تتأصلُ التبعيّةُ العمياء و ينشأُ في المجتمعِ اضطرابٌ فكريّ و تبقى سِيادةُ التابعِ على المتبوعِ طوعًا إذْ لا تفكير .

    أمّا بعد التقديم صفاءً كانَ أو عتمَة .

    لعلّ هذهِ المُقدِمةُ الشريكَ الأولَ لكلِ القضايا الاِجتِماعيّةِ و الفكريّةِ الشائكةِ في عصرِنا إذْ أنّ تسليمَ عُقولنا لتاريخِ أجدادنا دونَ قراءةِ مرئياتهم جهلٌ و رجعيةٌ , و إنّ تغريبَ عُقولنا بأفكارِ الغربِ دونَ التوغلِ في الأعمَاقِ و الأبعَادِ تسليمٌ و استسلامٌ للجهالةِ و الاضمحلالِ و يجبُ أن يُفهمَ كلامي جيدًا حيثُ لا قصدَ لي في تفرّدِ فكرِنا بأفكارِنا دونَ الاستفادةِ من الماضي الغنيّ بالتجاربِ المفيدةِ و الحاضرِ المتقدمِ بمعلوماتٍ فريدةٍ , ولكن يتوغل ذلكَ تفكيرٌ و تطبيقٌ ذهنيّ في جيلِنا الحاضر وما مدى المناسبةِ من عدمِها ؟ .

    إكرامُ الضيفِ عملٌ إنسانيّ و إيمانيّ و اجتِماعيّ يجبُ استشعار أركانِه ليتمَّ المقصودُ على أكملِ وجهٍ أمْكن . الكرامةُ من حيثُ الكيفيةِ مرهُونةٌ بِرهائن الأزمنةِ و الأمكنةِ ففي بؤرةٍ زمنيّةِ قديمةٍ كان الطعامُ و حشدُ الاستقبالِ و التوديعِ هُما ركائِزُها و بيتُ قصِيدها لذلك صيّرُوا لِمقاصِدِهم (بُروتوكولات ) معينةٍ تُناسبُ أحوالهم . و في وضعِنا الراهن تجد لكلِ فردٍ رؤيةً معينةً يجبٌ أن يُكرَم على أساسِها - إن كانت وفقً الضوابطِ الشرعيةِ - و في المُجملِ المعايش أن الضيافة أصبحت حِملًا على الضيفِ ومن هو استضافهُ فتغيبُ الملاطفةُ و المجالسةُ و تركُ النفسِ على هواها اِمتِثالًا لِعاداتٍ قديمةٍ قد لا تتناسبُ مع هويّة الضيفِ إذ أنّ تهميش التفكيرِ لخلقِ صرحِ كرامةٍ مخصصٍ لهويةٍ ما لا يؤولُ إلى كرامةٍ فعلية .

    اخترتُ الكرامةَ كمثالٍ لما أعني سابقًا واستأثرَ التقديمُ التخصيصَ و كون المثالِ عنوانًا فهذا إكرامًا للكرامةِ المنحلةِ التي قد لا تجدُ مني إلا حرفًا أو كلمةً أو موضُوعًا ولها ولمن لازمت تحيةُ الخُزامى .
    ومضةُ للخريمي :[/align]
    [align=center]أضاحكُ ضيفي قبلَ إنزال رَحلِه *** و يخصب عندي والمكانُ جديبُ
    وما الخِصب للأضيافِ أن يكثر القِرى*** ولكنما وجهُ الكريمِ خصيبُ
    [/align]
يعمل...
X