• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحزن الدائم يولد في «النفوس الهشة»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحزن الدائم يولد في «النفوس الهشة»

    الحزن الدائم يولد في «النفوس الهشة»
    تعلق الأحياء بالأموات وسيلة لتعذيب الذات!

    فتاة تحتفظ بقطعة لباس تعود إلى أختها التي فارقت الحياة
    تبوك، تحقيق - بسمة الشامان

    تمر بنا الحياة بمنعطفات عديدة ومتغيرة وقلما تنجو نفس بشرية من الجروح التي قد يتجاوزها الشخص أحياناً، وأحيانا أخرى قد تحبطه وتهزمه، فعندما يتخطف الموت شخصا قريبا وعزيزا علينا نتألم كثيراً ونختلف في مدى تعلقنا بذلك المتوفى، مع إيماننا الكامل بقضاء الله وقدره، وتختلف ردات الفعل من شخص لآخر، فقد تؤدي تلك الصدمة لدى البعض لردة فعل أليمة عليه وعلى من حوله، فيحتله اليأس، مما يؤثر سلباً على حياته ومستقبله، بحيث يصبح ويمسي على ذكراه معبراً في ذلك عن بالغ صدمته فيحتفظ بذكريات للمتوفى ظناً منه أن ذلك سيخفف من مأساته وليطمئن قلبه بوجود مالديه.



    البعض يحتفظ بملابسهم ومقتنياتهم تخليداً لذكرى رحيلهم المؤلمة



    الوسطية مطلوبة

    بداية تقول "د.عمادية زكي" ماجستير توجيه وإرشاد تربوي بجامعة الملك عبد العزيز: إن المبالغة الزائدة بالحزن والبكاء كثيراً ما نجدها عندما يتوفى للأسرة شخص تربطهم بهم درجة كبيرة من القرابة، كأن يكون احد الوالدين أو الأبناء أو الزوج والزوجة، وقد يلجأ البعض أحياناً عندما يتوفى قريب لهم أن يحتفظوا بشيء من أدواته او ملابسه ظناً منهم ان ذلك يمنحهم الامان والاستقرار العاطفي، فيهاجمون أي يشخص يتعدى على تلك المحفوظات، فالوسطية حتى في عواطفنا أمر مطلوب كي لايؤثر ذلك الحزن على استقرار حياتنا النفسية وعلى من حولنا فيما بعد.

    واضافت أن من أسباب التعلق المرحلة العمرية التي يمر بها المتوفى، ومستقبل خبر الوفاة، وكيفية تعامله ومكانته في العائلة، كأن يكون مصدر أمان لهم، أو ذا أخلاق عالية تميزه عن غيره، أو الابن الوحيد...الخ، ومن أسباب استمرار الصدمة وعدم التصديق؛ طريقة نقل الخبر ،فمثل هذه الحوادث المفجعة تحتاج إلى تمهيد كي لا يتعرض المستقبل للخبر بصدمة عاطفيه تتلازم معه إلى ناحية انفعالية شديدة من خوف وحزن وتعلق قد تستمر معه لسنين.

    وأشارت إلى أننا نحتاج خاصة في الأيام الأولى من الصدمة إلى تدخل الأهل وإبراز الجانب الديني وتذكيره بالله وتبيين أجر الصابرين، وفي كثير من الأحيان وفي الحالات الحرجة يصل حال الحزن على المتوفى إلى سنوات، مما يؤثر على نفسية الشخص وتعامله مع الآخرين وعلى أهل بيته، وهنا تدخل الحالة دائرة المرض والاكتئاب وتحتاج لطبيب نفسي لمساعدته، ولذلك وجب علينا دائما توسيع الدائرة الاجتماعية للأطفال كي لاقدر الله إن فقد والده أو والدته نجد هناك من يسد هذا المكان بدون أن يشعر ذلك الطفل وكي لا تظهر عليه علامات نفسية اوجسدية نتيجة فقد احدهما .






    شاب يرتدي ساعة شقيقه المتوفي في حادث سير تخليداً لذكراه






    أغراض وملابس

    وتقول "فاطمة": توفيت والدتي وأنا في الثالثة والعشرين من عمري ولم أتخيل يوماً أن تفارقني فكيف حالي اليوم وأنا أمام أمر واقع؟، فقد دعوت الله كثيراً أن يمنحني الصبر، وما زاد من صبري وارتياحي ارتدائي لأسورة قديمة متهالكة عفى عليها الزمن كانت ترتديها والدتي فعند وفاتها احتفظت بها، وأصبحت لاتفارق معصمي حتى وان لم تتناسب مع لبسي فوجود اسوارتها معي يريحني كثيراً ويشعرني وكأن والدتي هي معي.

    وتعلق"ريم"، وتقول: إن جدتي لها قصة غريبة، فقد كانت متعلقة كثيراً بجدي -رحمه الله- وعند وفاته وبعد تغسيله وأثناء وداعه قامت بقص خصلات من شعره والاحتفاظ بها تخليداً لذكراه، وبالفعل احتفظت بها إلى أن وافاها الأجل وكانت وصيتها لأبنائها أن يحتفظوا بخصلات شعر والدهم كي لاينسوه، مشيرة إلى أن والدي احتفظ بها إلى عهد قريب، ولكن بعد وفاته لا نعلم أين أصبح مصير تلك الخصلات.

    وتقول "سماح ناصر" كنت متعلقة بوالدي رحمه الله كثيراً فقد كان يفضلني على الجميع نظراً لبري وحرصي على رضاه، فبالرغم من كوني متزوجة، الا أن ذلك لم يمنعني من زيارة والدي يومياً وملازمته وقت مرضه ووفاته، فقد رافقته في المستشفى رغم انه ممنوع مرافقة النساء في ذلك القسم، ولكني أبيت الخروج من عنده حتى توفاه الله، فما كان مني إلا أني أخذت ملابسه وحذاءه الذي كان يرتديه وقت دخوله المستشفى والآن وبعد مضي ثمان سنوات على وفاته وعندما يشدني الشوق والحنين إليه أقوم بإخراج ملابسه وحذائه أضمها واستنشق رائحتها التي تذكرني به، وكأنه موجود وتعيدني الى أوقات خوال، فرحمك الله ياوالدي وأدخلك فسيح جناته.

    وتضيف "غادة " توفي زوجي بعد شهر من زواجنا فلم استطع حينها أن أتخلى عن أغراضه الخاصة من ملابس وأحذية حتى آخر مصروف أعطاه لي مازلت احتفظ به، إلى أن تزوجت واضطررت إلى التخلص منها كي لا اجدد أحزاني برؤيتها .

    وتقول "أم فهد" اعلم أن الموت حق علينا ولكل منا يومه، ولكن ماذا أفعل بقلبي وكيف أعوده على غيابه، فبالرغم من مضي 12 سنة لم يألف بُعده، فقد توفي ابني فهد وهو في عمر الزهور بحادث سيارة، وكانت فاجعة بالنسبة لي، فاحتفظت بملابسه كاملة وكتبه وشنطته بالمدرسة وجميع ذكرياته وجعلت له "صندوقا" بخزانة ملابسي خاصا به أسميته "صندوق فهد"، وأخبرت أبنائي به كي يذكرونه ولا ينسوه، فأنا أحزن كثيراً على ابني، لأن ليس له أولاد بعد موتي يدعون له، لذلك لا أريد احدا أن ينساه من دعائه، ودائماً اذكره أمام الجميع، واثّر موته كثيراً علي وعلى أفراد عائلتي، فأصبحت حبيسة المنزل لا اخرج إلا نادراً وأنا الآن متشوقة بقلب أم ثكلى لفقيدها الصغير.


    الحزن الدائم

    غير مرغوب

    ويعلق الشيخ عبد العزيز العسكر، ويقول: إن تعلق الأحياء بالأموات تعلقاً عاطفياً الى حد ان يأخذ حيزاً في حياتهم فهذا أمرغير محمود، بل أحياناً يصل إلى درجة الحرمة؛ لأنه يجدد الحزن وهذا ما يتنافى مع الصبر المأمور به شرعاً، أما الحزن اليسير فلا بأس به، ولذلك قال جبريل لرسولنا عليه السلام " يا محمد عش ماشئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه".

    وقال إن التعلق إذا كان شديداً فإنه يتنافى مع الصبر والإيمان بالقضاء والقدر، فذات يوم مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبر، فرأى امرأة جالسة إلى جواره وهي تبكي على ولدها الذي مات، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقي الله واصبري)، فقالت المرأة: إليك عني، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي، فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن المرأة تعرفه، فقال لها الناس: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسرعت المرأة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم تعتذر إليه، وتقول: لَمْ أعرفك. فقال لها النبي عليه السلام: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى).

    وأضاف أن التعلق يقود إلى الحزن والسخط، وهذا مما ينافي المأمور به من قبل رسولنا عليه السلام ومن المعلوم أن احتفاظ الناس ببعض آثار الميت قد يكون محرماً إذا كان يقضي إلى الضجر والسخط وعدم الصبر أما إذا كان الاحتفاظ ليس مسبباً لأي حزن أو سخط فهذا لابأس به والأولى تركه، كما أن بكاء أهل الميت قد يكون سبباً في تعذيبه، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه"، ثم إن ليس هناك فائدة كبيرة من احتفاظ الناس ببعض آثار الميت، بل هو جدير لأن يجدد الجروح ويذكر بالمصائب.

  • #2
    كلااام واااقعي فعلاً

    يعطيك العاافية منّوو

    أنتظر جديدك هناا وهنااااك


    ملائك كاانت هُناا

    تعليق


    • #3
      منّو ..

      الحزن الأيـاام هذي صار أكثر من السعاده ..

      يعطيكِ العاافيه عالإخـتـيـاار ..

      تحيتي لك ..

      تعليق

      يعمل...
      X