• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مِمَّا حّدّث لي...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مِمَّا حّدّث لي...

    [align=right]مِمَّا حّدّث لي
    للشيخ الأديب : علي الطنطاوي تغمده الله برحمته
    أنا رجل يتصورني القراء من بعيد (شيئا) أكبر من حقيقتي، فلماذا أفضح نفسي عندهم؟ وعم أتحدث إليهم؟ والأحاديث كثيرة، وما حدث لي يملأ كتبا؟

    ثم قلت: لماذا لا أتحدث عن هذا. عن حقيقتي في نفسي وصورتي عند القراء. ولي في هذا الباب طرائف عجيبة. وأنا أكتب منذ أكثر من عشرين سنة في جرائد الشام ومجلات مصر ولبنان كتابة شيخ مكتهل، فكان القراء يحسبونني شيخا أشيب الشعر محني الظهر يدبّ دبيبا. وعلى وجهه من كتابة الأيام والتجارب سطور من (الأخاديد) فوق سطور، وما كنت أحب أن أذيع هذه الطرائف لأنها لا تنفع السامعين وإن كانت قد تلذ لهم. ولكن المحطة أرادت أن أحدث المستمعين عن بعض ما حدث لي مضحكا كان أم غير مضحك. ولا بأس فالضحك ينفع الجسم ويدفع الدم، ويزيد الشهية، أما المصيبة أن تجيء النكتة باردة لا تضحك.. أو أن اكون ثقيلا يتخفف، والثقيل إذا تخفف صار طاعونا... والعياذ بالله.

    سيداتي وسادتي!! مما وقع لي:
    أن جاءني مرة وكنت في عنفوان الشباب أكتب في أوائل كتاباتي في الرسالة (عام 1933) ثلاثة من الغرباء عن البلد، لم يعجبني شكلهم، ولم يطربني قولهم، فوقفت على الباب أنظر إليهم فأرى الشكل يدل على أنهم غلاظ، وينظرون إليّ فيرون فيّ (ولدا)، فقالوا هذه دار فضيلة الشيخ الطنطاوي؟ قلت كارها: نعم… فقالوا: الوالد هنا؟ قلت: لا… قالوا: فأين نلقاه؟ قلت: في مقبرة الدحداح على الطريق المحاذي للنهر من جهة الجنوب. قالوا: يزور أمواته؟ قلت: لا. قالوا: إذن؟ قلت: هو الذي يزار... فصرخ أحدهم في وجهي صرخة أرعبتني وقال: مات؟ كيف مات؟ قلت: جاء أجله فمات... قالوا: عظم الله أجركم، إنا لله وإنا إليه راجعون، يا خسارة الأدب. قلت: إن والدي كان من أجل أهل العلم ولكن لم يكن أديبا... قالوا: مسكين أنت لا تعرف أباك.
    وانصرفوا وأغلقت الباب وطفقت أضحك وحدي مثل المجانين، وحسبت المسألة قد انتهت فما راعني العشية إلا الناس يتوافدون عليّ فأستقبلهم، فيجلسون صامتين إن كانوا لا يعرفون شخصي، ومن عرفني ضحك وقال: ما هذه النكتة السخيفة؟ قلت: أي نكتة؟ فأخرج أحدهم الجريدة وقال: هذه؟ هل تتجاهل؟ فأخذتها وإذا فيها نعي الكاتب الـ … كذا وكذا.. علي الطنطاوي… هذه واحدة‍

    ومما حدث لي أنني:
    لما كنت أعمل في العراق سنة 1936 نقلت مرة من بغداد إلى البصرة إثر خصومة بيني وبين مفتش دخل علي الفصل فسمع الدرس. فلما خرجنا (نافق) لي وقال أنه معجب بكتاباتي وفضلي. (ونافقت) له فقلت إني مكبر فضله وأدبه. وأنا لم أسمع اسمه من قبل. ثم شرع ينتقد درسي قفلت: ومن أنت يا هذا؟ وقال لي وقلت له..
    وكان مشهدا طريفا أمام التلاميذ.. رأوا فيه مثلا أعلى من (تفاهم) أخوين، وصورة من التهذيب والأخلاق. ثم كتبت عنه مقالة كسرت بها ظهره، فاستقال و (طار) إلى بلده ونقلت أنا عقوبة إلى البصرة.
    وصلت البصرة فدخلت المدرسة، فسألت عن صف (البكالوريا) بعد أن نظرت في لوحة البرنامج ورأيت أن الساعة لدرس الأدب. توجهت إلى الصف من غير أن اكلم أحدا أو أعرفه بنفسي.
    فلما دنوت من باب الصف وجدت المدرس، وهو كهل بغدادي على أبواب التقاعد، يخطب التلاميذ يودعهم وسمعته يوصيهم (كرما منه) بخلفه الأستاذ الطنطاوي، ويقول هذا وهذا ويمدحني... فقلت: إنها مناسبة طيبة لأمدحه أنا أيضا وأثني عليه ونسيت أني حاسر الرأس وأني من الحر أحمل معطفي على ساعدي وأمشي بالقميص بالأكمام القاصر، فقرعت الباب قرعا خفيفا، وجئت أدخل. فالتفت إليّ وصاح بي ايه زمال وين فايت؟ (والزمال الحمار في لغة البغداديين) فنظرت لنفسي هل أذني طويلتان؟ هل لي ذيل؟… فقال: شنو؟ ما تفتهم (تفهم) أما زمال صحيح. وانطلق بـ (منولوج) طويل فيه من ألوان الشتائم ما لا أعرفه وأنا أسمع مبتسما.
    ثم قال تعال لما نشوف تلاميذ آخر زمان. وقف احك شو تعرف عن البحتري. حتى تعرف إنك زمال ولاّ لأ؟ فوقفت وتكلمت كلاما هادئا متسلسلا، بلهجة حلوة، ولغة فصيحة. وبحثت وحللت وسردت الشواهد وشرحتها، وقابلت بينه وبين أبي تمام وبالاختصار، ألقيت درسا يلقيه مثلي.. والطلاب ينظرون مشدوهين، ممتدة أعناقهم، محبوسة أنفاسهم، والمدرس المسكين قد نزل عن كرسيه وانصب أمامي، وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما من الدهشة، ولا يملك أن ينطق ولا أنظر أنا إليه كأني لا أراه حتى قرع الجرس..
    قال: من أنت؟ ما اسمك؟ قلت: علي الطنطاوي؟
    وأدع للسامعين الكرام أن يتصوروا موقفه!

    للشيخ الأديب : علي الطنطاوي تغمده الله بواسع رحمته وجمعنا به في جنات النعيم... من ذكرياته ..
    [/align]

  • #2
    الله يرحمك ياشيخ علي الطنطاوي
    كان برنامجة في رمضان من اروع البرامج الدينية
    في اجمل اوقات الشهور وقت الافطار كان يطل علينا فضيلته
    رحمه الله
    ذهب علي الطنطاوي ولم تبقى سواء ذكرياتة وكلامه كلما أرتفع الأذان
    وافطرالصائمون

    مشكوور مليار يالحارث على هذا المتصفح الغالي

    .....

    .....
    توقيت بلقرن
    ....

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة توقيت بلقرن مشاهدة المشاركة
      الله يرحمك ياشيخ علي الطنطاوي
      كان برنامجة في رمضان من اروع البرامج الدينية
      في اجمل اوقات الشهور وقت الافطار كان يطل علينا فضيلته
      رحمه الله
      ذهب علي الطنطاوي ولم تبقى سواء ذكرياتة وكلامه كلما أرتفع الأذان
      وافطرالصائمون

      مشكوور مليار يالحارث على هذا المتصفح الغالي

      الشكر لك أخي الكريم لمرورك..
      الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحل عنا ولكنه ترك لنا ماخطه قلمه من إبداعاته وأدبه وفكره في "حديث النفس"، "صور وخواطر"، "ذكريات" وغيرها من الكتب الجميلة والممتعة ... نسأل الله أن يرحم الطنطاوي رحمة واسعة...

      شكرا لك مرة أخرى ولك مني خالص الدعاء،،،،،،،

      تعليق


      • #4
        لا اله الا الله

        رحم الله الشيخ الفاضل على الطنطاوي

        رجل احببته واحببت عفويته في الكلام

        رجل ذو علم يجذبك اليه بطريقته الجميله

        ذهب الشيخ على الطنطاوي وما زالت كتبه وكلامه متداول بين الناس

        على مائدة الافطار برنامج ان ذكرت اسمه مباشرة يلتصق به اسم الشيخ على الطنطاوي

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة شغيب القف مشاهدة المشاركة
          لا اله الا الله

          رحم الله الشيخ الفاضل على الطنطاوي

          رجل احببته واحببت عفويته في الكلام

          رجل ذو علم يجذبك اليه بطريقته الجميله

          ذهب الشيخ على الطنطاوي وما زالت كتبه وكلامه متداول بين الناس

          على مائدة الافطار برنامج ان ذكرت اسمه مباشرة يلتصق به اسم الشيخ على الطنطاوي

          الفاضل شغيب القف ..
          شكراً على المرور المشرف ..
          ورحم الله شيخنا علي الطنطاوي.....

          تعليق


          • #6
            يعد الشيخ علي الطنطاوي قوة فكرية من قوى الأمة الإسلامية، ونبعا نهل منه طالبو العلم، والأدب في كل مكان، كان قلمه مسلطا كالسيف سيالاً كأعذب الأنهار وأصفاها، رائعة صورته، مشرقٌ بيانه،

            وفي ذلك يقول عن نفسه ((أنا من "جمعية المحاربين القدماء" هل سمعتم بها؟ كان لي سلاح أخوض به المعامع، وأطاعن به الفرسان، وسلاحي قلمي، حملته سنين طوالاً، أقابل به الرجال، وأقاتل به الأبطال، فأعود مرة ومعي غار النصر وأرجع مرة أمسح عن وجهي غبار الفشل. قلم إن أردته هدية نبت من شقه الزهر، وقطر منه العطر وإن أردته رزية حطمت به الصخر، وأحرقت به الحجر، قلم كان عذبا عند قوم، وعذاباً لقوم آخرين)).ـ

            اعتذر منك استاذي للاطاله...

            بوركت يمينك

            و أسأل الله تعالى أن يتغمد شيخنا بالرحمة و المغفرة

            و يجزيه خير الجزاء

            فقد و الله كان مثلا يحتذى

            و قدوة تقتدى في زمن عز فيه أن يجتمع

            الصدق و الحكمة و عذب البيان و سعة الأفق

            و رحابة الصدر و إخلاص العمل لله تعالى

            و براعة الدعوة بالموعظة الحسنة

            فلله دره

            و على الله أجره

            القدير/الحارث

            سطور لها بريق اخاذ

            يتباهى النقاء حين يعانقها

            امتنااااااااااااني

            ريميه...........~~

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ريميه مشاهدة المشاركة
              اعتذر منك استاذي للاطاله...

              بوركت يمينك

              و أسأل الله تعالى أن يتغمد شيخنا بالرحمة و المغفرة

              و يجزيه خير الجزاء

              فقد و الله كان مثلا يحتذى

              و قدوة تقتدى في زمن عز فيه أن يجتمع

              الصدق و الحكمة و عذب البيان و سعة الأفق

              و رحابة الصدر و إخلاص العمل لله تعالى

              و براعة الدعوة بالموعظة الحسنة

              فلله دره

              و على الله أجره

              القدير/الحارث

              سطور لها بريق اخاذ

              يتباهى النقاء حين يعانقها

              امتنااااااااااااني

              ريميه...........~~

              رعاك الله أختي الكريمه ... وبارك فيك وفي قلمك...
              ورزقنا الله قلما، وفكرا، وأدبا، وموهبة كموهبة شيخنا الطنطاوي... ولا حرمه الله الأجر... وهذا مما يبقى للإنسان بعد موته..
              وما من كــاتب إلا سيفنى ... ويبقي الدهر ما كتبت يداه
              فلا تكتب بكفك غير شىء ... يسرك يوم القيامه ان تراه .

              شكرا لك ريميه.... على مرورك.. على تعليقك.. على ثنائك .. وعلى إبداعك.

              تعليق

              يعمل...
              X