قبل ذكر الموقف المحرج للإمام الترمذي ـ رحمه الله ـ وبيان كيف خرج منه ـ نعرف بشكل موجز بالإمام الترمذي :
قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في السير :
الترمذي محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك
وقيل: هو محمد بن عيسى بن يزيد بن سورة بن السكن: الحافظ، العلم، الإمام، البارع، ابن عيسى السلمي، الترمذي الضرير، مصنف (الجامع)، وكتاب (العلل)، وغير ذلك.
اختلف فيه، فقيل: ولد أعمى، والصحيح أنه أضر في كبره، بعد رحلته وكتابته العلم......
قال الحاكم: سمعت عمر بن علك يقول: مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى، في العلم والحفظ، والورع والزهد، بكى حتى عمي، وبقي ضريرا سنين .
أما الموقف المحرج الذي مر به الترمذي فهو :
أن أبا عيسى الترمذي ـ رحمه الله ـ قال: كنت في طريق مكة فكتبت جزأين من حديث شيخ، فوجدته فسألته، وأنا أظن أن الجزأين معي، فسألته، فأجابني، فإذا معي جزآن بياض، فبقي يقرأ علي من لفظه، فنظر، فرأى في يدي ورقا بياضا، فقال: أما تستحي مني؟ فأعلمته بأمري، وقلت: أحفظه كله.
قال: اقرأ.
فقرأته عليه، فلم يصدقني، وقال: استظهرت قبل أن تجيء؟
فقلت: حدثني بغيره.
قال: فحدثني بأربعين حديثا، ثم قال: هات.
فأعدتها عليه، ما أخطأت في حرف .
الله أكبر هذا هو الحفظ وإلا فلا . رحم الله الترمذي رحمة واسعة
قفلة : أولئك آبائي، فجئني بمثلهم، إذا جمعتنا يا جرير المجامع
تعليق