• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا حزن على عدم نظم الشعر بعد اليوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا حزن على عدم نظم الشعر بعد اليوم


    يعتبر الشعر من أهم وسائل لاتصال بين البشر وله من الأثر في النفوس والأسماع ما لا يخفى على أحد ، ولقد عشقت الشعر وقرأت فيه الكثير ، وكنت أتمنى نظمه , ولكن عجزت عن ذلك . وكنت آسى على نفسي كلما جاء ما يستدعي قول الشعر أني أعجز عن نظمه وأقوم أتلمس المنقول منه هنا وهناك .
    ولما وجدت هذه المقارنة البديعة بين الشعر والنثر طابت نفسي ، وعزمت على أن أعتني بالنثر وعلومه ، وتطوير نفسي فيه ، ولن أنسى نصيبي من الشعر .

    وإليكم هذه المقارنة البديعة بين الشعر والنثر وأيهما أفضل وأشرف . قال المرزوقي في شرح ديوان الحماسة لأبي تمام :
    " اعلم أن تأخر الشعراء عن رتبة البلغاء ، موجبه تأخر المنظوم عن رتبة المنثور عند العرب ، لأمرين :
    أحدهما : أن ملوكهم قبل الإسلام وبعده كانوا يتبجحون بالخطابة والافتتان فيها ، ويعدونها أكمل أسباب الرياسة ، وأفضل آلات الزعامة .
    فإذا وقف أحدهم بين السماطين لحصول تنافر أو تضاغن ، أو تظالم أو تشاجر ، فأحسن الاقتضاب عند البداهة ، وأنجع في الإسهاب وقت الإطالة ، أو اعتلى في ذروة منبر فتصرف في ضروب من تخشين القول وتليينه ، داعيا إلى طاعة ، أو مستصلحاً لرعية ، أو غير ذلك مما تدعو الحاجة إليه ، كان ذلك أبلغ عندهم من إنفاق مال عظيم ، وتجهيز جيش كبير . وكانوا يأنفون من الاشتهار بقرض الشعر ، ويعده ملوكهم دناءة . وقد كان لامرئ القيس في الجاهلية مع أبيه حجر بن عمرو حين تعاطى قول الشعرفنهاه عنه وقتا بعد وقت ، وحالا بعد حال ، ما أخرجه إلى أن أمر بقتله . وقصته مشهورة ، فهذا واحد .
    والثاني : أنهم تخذوا الشعر مكسبة وتجارة ، وتوصلوا به إلى السُّوَق كما توصلوا به إلى العلية ، وتعرضوا لأعراض الناس فوصفوا اللئيم عند الطمع فيه بصفة الكريم ، والكريم عند تأخر صلته بصفة اللئيم ، حتى قيل :
    " الشعر أدنى مروة السرىّ ، وأسرى مروة الدنيّ " .
    وهذا الباب أمره ظاهر . وإذا كان شرف الصانع بمقدار شرف صناعته ، وكان النظم متأخراً عن رتبة النثر ، وجب أن يكون الشاعر أيضاً متخلفاً عن غاية البليغ .

    ومما يدل على أن النثر أشرف من النظم ، الإعجاز من الله تعالى جدُّه والتحدي من الرسول عليه السلام وقعا فيه دون النظم ، يكشف ذلك أن معجزات الأنبياء عليهم السلام في أوقاتهم كانت من جنس ما كانت أممهم يولعون به في حينهم ، ويغلب على طبائعهم ، وبأشرف ذلك الجنس . على ذلك كانت معجزة موسى عليه السلام ، لأنها ظهرت عليه ومنه زمن السحر والسحرة فصارت من ذلك الجنس وبأشرفه . وكذلك كان حال عيسى عليه السلام ، لأن زمنه كان زمن الطب ، فكانت معجزته وهي إحياء الموتى من ذلك الجنس وبأشرفه . فلما كان زمن النبي صلى الله عليه وسلم زمن الفصاحة والبيان ، جعل الله معجزته من جنس ما كانوا يولعون به وبأشرفه ، فتحداهم بالقرآن كلاماً منثوراً ، لا شعراً منظوماً .
    وقد قال الله عز وجل في تنويه النبي عليه السلام " ما علمناه الشعر وما ينبغي له "
    وقال أيضاً : " والشعراء يتبعهم الغاوون . ألم ترى أنهم في كل واد يهيمون . وأنهم يقولون ما لايفعلون "
    ولما كان الأمر على ما بنياه وجب أن يكون النثر أرفع شأناً ، وأعلى سمكاً وبناء من النظم ، وأن يكون مزاوله كذلك ، اعتباراً بسائر الصناعات وبمزاوليها "


    انظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي صــ 1/16 وما بعدها .
    وللكلام تتمة بديعة من أرادها فليرجع إليها .
    تحياتي للجميع .
    sigpic

  • #2
    مشكووووووووووور لووووووووووووول
    التعديل الأخير تم بواسطة القــــ 07 ــــرني; الساعة Jul-27-2010, 02:24 PM.

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك لقد احسنت وهذا ما نتمنى من كل من يريد ان يطرح مقال ان يوجز ويوضح كهذا الاسلوب الراقي المنظم
      المنتظم في سرد الشرح المفهوم لكل من قراءة0

      تعليق

      يعمل...
      X