[align=center]ريموت كنترول .. أمة واحدة !![/align]
[align=justify]قد يكون من المناسب صيام قلمي عن هذا المقال عندما بدأت أفكر في كتابته أيام الشتاء الفائت , حيث البرودة الشديدة منعت الحبر من التساقط كالمطر بحجة الجمود الكيميائي للمادة .
ولعل هذا القلم لم يبلغ رشده بعد فأفطر في شهر الصيام, ولكن لن ألومه أو أعنفه وساسة الفضاء (المباح) وغير (المباح) يقدمون له أشهى المأكولات البصرية والسمعية وأحيانا ثلاثية القوام والأبعاد.
فهم حفظنا الله يشرعون لعقولنا و كافة حواسنا الإرادية وغير الإرادية ما تنوء به بطوننا انتفاخا دون طعام , و شفاهنا ارتواء دون ماء .
ففي صالة الجلوس ألقيت القبض على (الريموت كنترول) في ليلة الهروب الكبير فكانت المشاهد التالية :[/align]
[align=justify]المشهد الأول :[/align]
[align=justify]قناة الأخبار الشهيرة تعلن عبر احد مذيعها الأنيقين (خلف الكاميرا فقط )أن العرب من أولهم إلى آخرهم بدوهم وحضرهم اجتمعوا في الخيمة الرمضانية التي أقامتها وأشرفت على مائدتها جامعة المقاعد المحجوزة للطلاب الذين قضوا فيها ربع قرن أو أكثر دون أن ينجح أحد في احتواء قضية النقيضين جهادا لتحرير معراج رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم , وقد أبرز الخبر بخط احمر عريض تحت أيقونة (عاجل جدا) .[/align]
[align=justify]المشهد الثاني :[/align]
[align=justify]قناة تعلن الوسطية شعار لها وتطرح الأمة خيار استراتيجيا لقضاياها , تجمع في إحدى سهراتها تحت أيقونة (مباشر) جماعات الأمة الواحدة المتفرقين ليتحاوروا بكل أدب ويقولوا بكل إخلاص ويسعوا بقلب واحد نحو الهدف الأكثر إلحاحا , ويتناسوا قضايا الخلاف التفرعي والمذهبي الذي لا طائل من جمع الناس عليه , عسى أن تنهض الأمة بذاتها من جديد , لكن المذيع يطرح سؤالا :
متى يمكن أن يكون الكلام فعلا ؟[/align]
[align=justify]المشهد الثالث :[/align]
[align=justify]قناة المنوعات حيث موعد الحلقة الثلاثين والأخيرة من المسلسل الدرامي الشهير والذي يركز على بناء المجتمع من النواحي القيمية ويذكي فيه التمسك بالأخلاق الحميدة , بهدف تنشئة الأجيال على قدر من الرقي والخلق , والمخرج يسدل الستار على نهاية البطل بين أحضان الفتاة التي قضى تسعا وعشرين حلقة يلثم جبينها .[/align]
[align=justify]المشهد الرابع :[/align]
[align=justify]قناة لاهي إلى الثقافة اقرب ولا من الأخبار ابعد , تعرض درسا راقيا في آخر إبداعات الممثل الشهير بكوميديا الموقف , والذي ينتزع الضحك من القلب إلى أسفل البطن بصدق تعبيره ورقي منطقه , عبر إسقاطات غاية في الجمال والأصالة , حيث يفتتح مهرجان الضحك بدور الابن يلعن أمه على طريقة يقطع إبليسك يا شيخ ![/align]
[align=justify]المشهد الخامس :[/align]
[align=justify]قناة غنائية .. استحت على وجهها .. واحتشمن مذيعاتها .. وتقلصت كليباتها .. حيث أعدت جلسة رمضانية للغناء الفطري من غير ابتذال ولا فحش وخال من الرقص والعهر, وسليما من النشاز و السكر .. ومن بعض ما يردده الكورال في آخر أهازيجها : هي..وهاي..وهوه ..!![/align]
[align=justify]المشهد السادس :[/align]
[align=justify]قناة جديدة انطلقت بحلة رزينة تطرح القضايا الملحة وتناقش الضيوف المهمة , قضايا المواطن الغلبان على رأي زعيم الفحش الضاحك .. , فتستضيف الوزير وتطرح على معاليه احتياجات الشعب الضرورية ومشكلة الأسعار العالية , وتقلب الاقتصاد في الأيادي إلا أياديهم القصيرة فيجيب بحكمته البالغة النذر : على الشعب الحبيب أن يحسن الصيام !![/align]
[align=justify]المشهد السابع :[/align]
[align=justify]من خارج الحدود تبث هواءها بصبغة عربية لكنها آلت على نفسها أن تطرح (همومنا نحن) بشيء من الجرأة والحرية وسعت جاهدة إلى إيصال صوتنا المبحوح قبل أن يلحق بــ (المبحوح) إلى السلطة الأولى والعاشرة , فاستضافت من أجلنا ابرز المفكرين والتربويين والأطباء والمهندسين وبعض الفنانين , وكل ما علينا هو إرسال رسالة نصية تكلفتها ثمانية ريالات فقط .!![/align]
[align=justify]المشهد الثامن :[/align]
[align=justify]وقعت عيني عليها فتذكرتها .. فمنذ الأزل لم أتابعها ولكنها بقيت على حالها رتيبة في البرامج زهيدة في الإنارة , عتيقة في الوجوه , لا جديد إلا الموسيقى التصويرية لقضايا الاستقبال والتوديع , و استقالة مؤسس النشرة الجوية بالطريقة الكرانية , وكأني بها تنادي من مكان بعيد :
أليس منكم رجل رشيد !!
وبعد أن انتهى زمن الهروب أطلقت سراح (الريموت كنترول) وعدت إلى مكتبي حيث الفضاء من نوع آخر والأمة فيه أمم متناثرة .[/align]
[align=center]سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ألا اله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ,,,[/align]
[align=justify]قد يكون من المناسب صيام قلمي عن هذا المقال عندما بدأت أفكر في كتابته أيام الشتاء الفائت , حيث البرودة الشديدة منعت الحبر من التساقط كالمطر بحجة الجمود الكيميائي للمادة .
ولعل هذا القلم لم يبلغ رشده بعد فأفطر في شهر الصيام, ولكن لن ألومه أو أعنفه وساسة الفضاء (المباح) وغير (المباح) يقدمون له أشهى المأكولات البصرية والسمعية وأحيانا ثلاثية القوام والأبعاد.
فهم حفظنا الله يشرعون لعقولنا و كافة حواسنا الإرادية وغير الإرادية ما تنوء به بطوننا انتفاخا دون طعام , و شفاهنا ارتواء دون ماء .
ففي صالة الجلوس ألقيت القبض على (الريموت كنترول) في ليلة الهروب الكبير فكانت المشاهد التالية :[/align]
[align=justify]المشهد الأول :[/align]
[align=justify]قناة الأخبار الشهيرة تعلن عبر احد مذيعها الأنيقين (خلف الكاميرا فقط )أن العرب من أولهم إلى آخرهم بدوهم وحضرهم اجتمعوا في الخيمة الرمضانية التي أقامتها وأشرفت على مائدتها جامعة المقاعد المحجوزة للطلاب الذين قضوا فيها ربع قرن أو أكثر دون أن ينجح أحد في احتواء قضية النقيضين جهادا لتحرير معراج رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم , وقد أبرز الخبر بخط احمر عريض تحت أيقونة (عاجل جدا) .[/align]
[align=justify]المشهد الثاني :[/align]
[align=justify]قناة تعلن الوسطية شعار لها وتطرح الأمة خيار استراتيجيا لقضاياها , تجمع في إحدى سهراتها تحت أيقونة (مباشر) جماعات الأمة الواحدة المتفرقين ليتحاوروا بكل أدب ويقولوا بكل إخلاص ويسعوا بقلب واحد نحو الهدف الأكثر إلحاحا , ويتناسوا قضايا الخلاف التفرعي والمذهبي الذي لا طائل من جمع الناس عليه , عسى أن تنهض الأمة بذاتها من جديد , لكن المذيع يطرح سؤالا :
متى يمكن أن يكون الكلام فعلا ؟[/align]
[align=justify]المشهد الثالث :[/align]
[align=justify]قناة المنوعات حيث موعد الحلقة الثلاثين والأخيرة من المسلسل الدرامي الشهير والذي يركز على بناء المجتمع من النواحي القيمية ويذكي فيه التمسك بالأخلاق الحميدة , بهدف تنشئة الأجيال على قدر من الرقي والخلق , والمخرج يسدل الستار على نهاية البطل بين أحضان الفتاة التي قضى تسعا وعشرين حلقة يلثم جبينها .[/align]
[align=justify]المشهد الرابع :[/align]
[align=justify]قناة لاهي إلى الثقافة اقرب ولا من الأخبار ابعد , تعرض درسا راقيا في آخر إبداعات الممثل الشهير بكوميديا الموقف , والذي ينتزع الضحك من القلب إلى أسفل البطن بصدق تعبيره ورقي منطقه , عبر إسقاطات غاية في الجمال والأصالة , حيث يفتتح مهرجان الضحك بدور الابن يلعن أمه على طريقة يقطع إبليسك يا شيخ ![/align]
[align=justify]المشهد الخامس :[/align]
[align=justify]قناة غنائية .. استحت على وجهها .. واحتشمن مذيعاتها .. وتقلصت كليباتها .. حيث أعدت جلسة رمضانية للغناء الفطري من غير ابتذال ولا فحش وخال من الرقص والعهر, وسليما من النشاز و السكر .. ومن بعض ما يردده الكورال في آخر أهازيجها : هي..وهاي..وهوه ..!![/align]
[align=justify]المشهد السادس :[/align]
[align=justify]قناة جديدة انطلقت بحلة رزينة تطرح القضايا الملحة وتناقش الضيوف المهمة , قضايا المواطن الغلبان على رأي زعيم الفحش الضاحك .. , فتستضيف الوزير وتطرح على معاليه احتياجات الشعب الضرورية ومشكلة الأسعار العالية , وتقلب الاقتصاد في الأيادي إلا أياديهم القصيرة فيجيب بحكمته البالغة النذر : على الشعب الحبيب أن يحسن الصيام !![/align]
[align=justify]المشهد السابع :[/align]
[align=justify]من خارج الحدود تبث هواءها بصبغة عربية لكنها آلت على نفسها أن تطرح (همومنا نحن) بشيء من الجرأة والحرية وسعت جاهدة إلى إيصال صوتنا المبحوح قبل أن يلحق بــ (المبحوح) إلى السلطة الأولى والعاشرة , فاستضافت من أجلنا ابرز المفكرين والتربويين والأطباء والمهندسين وبعض الفنانين , وكل ما علينا هو إرسال رسالة نصية تكلفتها ثمانية ريالات فقط .!![/align]
[align=justify]المشهد الثامن :[/align]
[align=justify]وقعت عيني عليها فتذكرتها .. فمنذ الأزل لم أتابعها ولكنها بقيت على حالها رتيبة في البرامج زهيدة في الإنارة , عتيقة في الوجوه , لا جديد إلا الموسيقى التصويرية لقضايا الاستقبال والتوديع , و استقالة مؤسس النشرة الجوية بالطريقة الكرانية , وكأني بها تنادي من مكان بعيد :
أليس منكم رجل رشيد !!
وبعد أن انتهى زمن الهروب أطلقت سراح (الريموت كنترول) وعدت إلى مكتبي حيث الفضاء من نوع آخر والأمة فيه أمم متناثرة .[/align]
[align=center]سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ألا اله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ,,,[/align]
تعليق