[align=justify]
لا يعرف قدر النعمة من لا يعرف الجوع ، ولقد بلغنا من النعمة أن يتقزز النساء من الأكل بعد الرجال ، ولو جاعت إحداهن لقضمت الحصى ، ومما ورد في كتب التاريخ أن القاضي عبد الوهاب المالكي ـ رحمه الله ـ خرج من بغداد بأسرها لما ضاقت عليه وبخلت عليه برغيفين في اليوم ، مع أنه من أكبر علماء المالكية في ذلك الزمان وقبل أن نعرف قصة خروجه من بغداد نترجم له بترجمة وجيزة ، وهو :
عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك أبو محمد الفقيه المالكي . وتوفي بمصر في شعبان سنة 422 هـ
وكان حسن النظر جيد العبارة ووليَ القضاء بالدينور وغيرها، وخرج في آخر عمره إلى مصر، وكان فقيهاً متأدباً شاعراً.
وله عدة تواليف بديعة منها :
كتاب التلقين ، وكتاب شرح الرسالة، وكتاب النصرة لمذهب إمام دار الهجرة، وكتاب المعونة لدرس مذهب عالم المدينة، وكتاب أوائل الأدلة في مسائل الخلاف، وكتاب عيون المسائل . وغيرها من الكتب .. ....
ومن أخباره أنه لما خرج من بغداد الى مصر وتبعه الفقهاء والأشراف من أهلها، قالوا له: والله يعز علينا فراقك، فقال لهم: لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة وعشية ما عدلت ببلدكم بلوغ أمنية وفي ذلك يقول:
سلام على بغداد في كل موطن ... وحق لها مني سلام مضاعف
فوالله ما فارقتها عن قلى لها ... وإني بشطي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت علي بأسرها ... ولم تكن الأرزق فيها تساعف
وكانت كخل كنت أهوى دنوه ... وأخلاقه تنأى به وتخالف
ومما أنشده أيضاً في ذلك :
وقائلة: لو كان ودك صادقاً ... لبغداد لم ترحل فكان جوابيا
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم ... وترمي النوى بالمغترين المراسيا
وما هجروا أوطانهم عن ملالة ... ولكن حذاراً من شمات الأعاديا
قال ابن خلكان: وعند وصوله إلى مصر حصل له شئ من المال، وحسن حاله ، مرض من أكلة اشتهاها فذكر عنه أنه كان يتقلب ويقول: " لا إله إلا الله، عند ما عشنا متنا ".
وقال: وله أشعار رائقة فمنها قوله:
ونائمة قبلتها فتنبهت * فقالت تعالوا واطلبوا اللص بالحد
فقلت لها إني فديتك غاصب * وما حكموا في غاصب بسوى الرد
خذيها وكفي عن أثيم ظلامةً * وإن أنت لم ترضي فألفا على العد
فقالت قصاص يشهد العقل أنه * على كبد الجاني ألذ من الشهد
ومما أنشده ابن خلكان للقاضي عبد الوهاب:
بغداد دار لأهل المال طيبة * وللمفاليس دار الضنك والضيق
ظللت حيران أمشي في أزقتها * كأنني مصحف في بيت زنديق .
رحم الله القاضي عبد الوهاب ، وأدخله فسيح جناته ، وأدام الله علينا النعم وحفظها من الزوال . [/align]
لا يعرف قدر النعمة من لا يعرف الجوع ، ولقد بلغنا من النعمة أن يتقزز النساء من الأكل بعد الرجال ، ولو جاعت إحداهن لقضمت الحصى ، ومما ورد في كتب التاريخ أن القاضي عبد الوهاب المالكي ـ رحمه الله ـ خرج من بغداد بأسرها لما ضاقت عليه وبخلت عليه برغيفين في اليوم ، مع أنه من أكبر علماء المالكية في ذلك الزمان وقبل أن نعرف قصة خروجه من بغداد نترجم له بترجمة وجيزة ، وهو :
عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك أبو محمد الفقيه المالكي . وتوفي بمصر في شعبان سنة 422 هـ
وكان حسن النظر جيد العبارة ووليَ القضاء بالدينور وغيرها، وخرج في آخر عمره إلى مصر، وكان فقيهاً متأدباً شاعراً.
وله عدة تواليف بديعة منها :
كتاب التلقين ، وكتاب شرح الرسالة، وكتاب النصرة لمذهب إمام دار الهجرة، وكتاب المعونة لدرس مذهب عالم المدينة، وكتاب أوائل الأدلة في مسائل الخلاف، وكتاب عيون المسائل . وغيرها من الكتب .. ....
ومن أخباره أنه لما خرج من بغداد الى مصر وتبعه الفقهاء والأشراف من أهلها، قالوا له: والله يعز علينا فراقك، فقال لهم: لو وجدت بين ظهرانيكم رغيفين كل غداة وعشية ما عدلت ببلدكم بلوغ أمنية وفي ذلك يقول:
سلام على بغداد في كل موطن ... وحق لها مني سلام مضاعف
فوالله ما فارقتها عن قلى لها ... وإني بشطي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت علي بأسرها ... ولم تكن الأرزق فيها تساعف
وكانت كخل كنت أهوى دنوه ... وأخلاقه تنأى به وتخالف
ومما أنشده أيضاً في ذلك :
وقائلة: لو كان ودك صادقاً ... لبغداد لم ترحل فكان جوابيا
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم ... وترمي النوى بالمغترين المراسيا
وما هجروا أوطانهم عن ملالة ... ولكن حذاراً من شمات الأعاديا
قال ابن خلكان: وعند وصوله إلى مصر حصل له شئ من المال، وحسن حاله ، مرض من أكلة اشتهاها فذكر عنه أنه كان يتقلب ويقول: " لا إله إلا الله، عند ما عشنا متنا ".
وقال: وله أشعار رائقة فمنها قوله:
ونائمة قبلتها فتنبهت * فقالت تعالوا واطلبوا اللص بالحد
فقلت لها إني فديتك غاصب * وما حكموا في غاصب بسوى الرد
خذيها وكفي عن أثيم ظلامةً * وإن أنت لم ترضي فألفا على العد
فقالت قصاص يشهد العقل أنه * على كبد الجاني ألذ من الشهد
ومما أنشده ابن خلكان للقاضي عبد الوهاب:
بغداد دار لأهل المال طيبة * وللمفاليس دار الضنك والضيق
ظللت حيران أمشي في أزقتها * كأنني مصحف في بيت زنديق .
رحم الله القاضي عبد الوهاب ، وأدخله فسيح جناته ، وأدام الله علينا النعم وحفظها من الزوال . [/align]
تعليق