[align=justify]
" طالب بعض المستهلكين في الدول العربية احتجاجاً على الارتفاع غير المسبوق للطماطم . بوضع وزارة للطماطم ".
قلت : ها قد لحق بالطماطم البطاطس والثوم والبصل .. ومن قبلها الأرز والدجاج ، فإذا احتجنا لكل مادة استهلاكية إلى وزارة مستقلة فكم وزارة نحتاج؟
العدد كبير وكثير .
ولكن أين السبب ؟ ومن المتسبب في هذا الغلاء والبلاء ؟
السبب الرئيس ـ في نظري ـ ليس لنقص الوزارات . مع أن الخلل والتقصير موجود ، وحاصل .
ولكن المستهلك هو السبب الرئيس . والتقصير جاء منه ، فلو قام المستهلك بالواجب عليه لرأينا الأسعار في متناول اليد ، ولرأينا السلع مبذولة مبثوثة في الأسواق ، ولرأينا العروض التسويقية . " اشتر كرتوناً والآخر هدية ".
فالله سبحانه خالق البشر وخلق الأرض وقدر فيها من الأقوات ما يكفي البشر ويزيد قال تعالى :
((قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين )).
فإن قال قائل : وما ذنب المستهلك المسكين الذي يسعى لكسب رزقه وقوت يومه ؟
قلت : السبب ـ بارك الله فيكم ـ يرجع إليه فما منعنا الخيرات والأرزاق ، وما بلينا بارتفاع الأسعار . ونقص الأمطار إلا بذنوبنا ، وبما كسبت أيدينا .
كما قال تعالى : ((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) .
وقال تعالى : ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )).
قال السعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيره : " لما ذكر تعالى أن المكذبين للرسل يبتلون بالضراء موعظة وإنذارا، وبالسراء استدراجا ومكرا، ذكر أن أهل القرى، لو آمنوا بقلوبهم إيمانا صادقا صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى اللّه تعالى ظاهرا وباطنا بترك جميع ما حرم اللّه، لفتح عليهم بركات السماء والأرض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم، في أخصب عيش وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كد ولا نصب، ولكنهم لم يؤمنوا ويتقوا (( فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) بالعقوبات والبلايا ونزع البركات، وكثرة الآفات، وهي بعض جزاء أعمالهم، وإلا فلو آخذهم بجميع ما كسبوا، ما ترك عليها من دابة. (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) ."
والتغيير لهذا الواقع المرير يأتي منا فإذا غيرنا من حالنا ، وأنبنا إلى الله فإن التغير حاصل لا محالة .
إذا كنت فِي نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم
قال تعالى : ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال )) .
تمنيات للجميع بالتوفيق والعيش الرغيد ... [/align]
" طالب بعض المستهلكين في الدول العربية احتجاجاً على الارتفاع غير المسبوق للطماطم . بوضع وزارة للطماطم ".
قلت : ها قد لحق بالطماطم البطاطس والثوم والبصل .. ومن قبلها الأرز والدجاج ، فإذا احتجنا لكل مادة استهلاكية إلى وزارة مستقلة فكم وزارة نحتاج؟
العدد كبير وكثير .
ولكن أين السبب ؟ ومن المتسبب في هذا الغلاء والبلاء ؟
السبب الرئيس ـ في نظري ـ ليس لنقص الوزارات . مع أن الخلل والتقصير موجود ، وحاصل .
ولكن المستهلك هو السبب الرئيس . والتقصير جاء منه ، فلو قام المستهلك بالواجب عليه لرأينا الأسعار في متناول اليد ، ولرأينا السلع مبذولة مبثوثة في الأسواق ، ولرأينا العروض التسويقية . " اشتر كرتوناً والآخر هدية ".
فالله سبحانه خالق البشر وخلق الأرض وقدر فيها من الأقوات ما يكفي البشر ويزيد قال تعالى :
((قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين )).
فإن قال قائل : وما ذنب المستهلك المسكين الذي يسعى لكسب رزقه وقوت يومه ؟
قلت : السبب ـ بارك الله فيكم ـ يرجع إليه فما منعنا الخيرات والأرزاق ، وما بلينا بارتفاع الأسعار . ونقص الأمطار إلا بذنوبنا ، وبما كسبت أيدينا .
كما قال تعالى : ((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) .
وقال تعالى : ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )).
قال السعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيره : " لما ذكر تعالى أن المكذبين للرسل يبتلون بالضراء موعظة وإنذارا، وبالسراء استدراجا ومكرا، ذكر أن أهل القرى، لو آمنوا بقلوبهم إيمانا صادقا صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى اللّه تعالى ظاهرا وباطنا بترك جميع ما حرم اللّه، لفتح عليهم بركات السماء والأرض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم، في أخصب عيش وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كد ولا نصب، ولكنهم لم يؤمنوا ويتقوا (( فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) بالعقوبات والبلايا ونزع البركات، وكثرة الآفات، وهي بعض جزاء أعمالهم، وإلا فلو آخذهم بجميع ما كسبوا، ما ترك عليها من دابة. (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) ."
والتغيير لهذا الواقع المرير يأتي منا فإذا غيرنا من حالنا ، وأنبنا إلى الله فإن التغير حاصل لا محالة .
إذا كنت فِي نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم
قال تعالى : ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال )) .
تمنيات للجميع بالتوفيق والعيش الرغيد ... [/align]
تعليق