المشاركة الأصلية بواسطة سعيد بن ناصر القرني
مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله كل أوقاتكم ،
مساء مضمخ بقوافي الشعر وأوزانه لكم جميعا .
شكرا لك وردة بقدر رقيك وسمو روحك وعلو همتك ، شكرا لك كثيرا على هذا الجمال .
والشكر موصول للأستاذ القدير الشاعر الرائع / خالد بن عبدالله الذي شرفني بالاختيار ، وكلفني بالمهمة .
وسابدأ معكم بالإجابة على تساؤلات أختي القديرة وردة التي تكرمت بطرحها .
علاقتي بالشعر :
علاقتي بالشعر قديمة جدا فأنا من قبيلة تعشق الشعر وتتغنى به وتتنفسه مع الهواء ، بلقرن هذه القبيلة التي يكاد يكون كل أهلها شعراء أو متذوقون ، كيف لا ونحن مذ كنا أطفالا ونحن نحضر الحفلات التي يتبارى فيها الشعراء ويتجارى فيها البلغاء لدرجة أننا نتنافس في حفظ قصائد الشعراء الكبار من الوهلة الأولى ومن أولئك الكبار الشاعر الفذ الفريد الشيخ / سعد بن عاطف رحمه الله وغيره من شعراء المنطقة ، ثم تنامى في نفسي حب الشعر وكبر معي وازداد حين التحقت بالمعهد العلمي الذي هيأنا لغويا وأسس فينا حب اللغة وجمالياتها ، ومن هنالك في المرحلة المتوسطة والثانوية بدأت المحاولات التي لم أحفظها ولم أجد من يقدرها ويحفزها ، ولكني أعتبر أول قصيدة قلتها وهي مكتملة الوزن والقافية والمعنى والمبنى عام 1412هـ وهي السنة الأولى لي في التدريس حين ألقى أحد طلابي في ثانوية صمخ بمنطقة بيشة _شهران _ قصيدة لي ترحيبا بمدير التعليم آنذاك الأستاذ سياف بن خشيل حفظه الله وهي باللغة العربية الفصيحة ومنها اذكر هذا البيت :
هرجاب أزهر روضه وتكاملت= أنواره وهمت به الأمطار
ومنها :
ما كنت ضيفا أنت صاحب منزل = إن لم تكن إبنا فأنت الجار
ثم استمرت العلاقة وتشعبت فصرت أكتب الشعر النبطي وفي خط متواز مع الفصيح وزادت تجربتي نضوجا بعد استقراري في جدة منذ خمس سنوات تقريبا .
شاعري المفضل :
هم كثير جدا من فتنت بهم من الشعراء وببديع شعرهم ولكني أعتبر أحمد بن الحسين (المتنبي ) هو سيدهم .
البيت الذي اردده كثيرا /
وما قتلتني الحادثات وإنما = = = حياة الفتى في غير موضعه قتل
محاولاتي الشعرية /
كما أسلفت سابقا نعم أكتب الشعر الفصيح العمودي والتفعيلة ولا أعترف بشعر النثر الذي يسمونه شعرا ، وأكتب الشعر النبطي العمودي منه والتفعيلة كذلك ، ولم أجرب شعر العرضة ولا نية لي في ذلك.
وأحيلكم إلى بعض قصائدي في منتيات بلقرن الفصيح والشعبي لمزيد التأمل والحكم .
أما ضيفي وضيفكم فهو:
مشغل الدنيا فاتنها وشاعرها وساحرها ببيانه وهو كما اطلق عليه الشيخ عايض القرني الأسطورة / فهو أحمد بن الحسين ( المتنبي )
اسمه ونسبه:
هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي
المعروف بالمتنبي.
ويقول ابن خلكان :"وقيل :أحمد بن الحسن بن مرة بن عبد الجبار , والله أعلم "وهو من
أحد بطون سعد العشيرة من (مذحج ),وينتهي نسبه إلى كهلان من اليمن .وقبيلته هي
قبيلة عربية ذات فصاحة ولسان.أما نسبه من أمه فينتهي إلى ((همدان )) وهو حي
يماني أيضا.
وهكذا أوردت أغلب الكتب التي عنيت بترجمته, اسمه ونسبه .غير أن الشاعر يشارك
النقاد في شكهم بنسبه فيغفل عن ذكره في بعض شعره حتى في أبيات الفخر ,
وكثيرا ماكان يعتز بنفسه, فيقول:
لابقومي شرفت بل شرفوا ** بي وبنفسي فخرت لابجدودي
مولده ونشأته :
ولد المتنبي سنة 303هـ بالكوفة , في حي يدعى "كندة", وكانت قبيلة كندة تسكن
ويحكى أن أباه كان سقاء في الكوفة , تعهده بالرعاية في بداية طفولته,ولم يفت
عضد الفتى مات أبوه , بالتوقف عن العلم ، فلم يترك بابا من أبواب الكتب إلا قرأه ,
كالأدب واللغة والفلسفة والمنطق.
أسرته:
ويلاحقنا الغموض إلى أسرته أيضا ,ويرى النقاد المحدثون أنه تزوج متاخرا .وهو حين
قدم إلى سيف الدولةسنة337هـ كان قد تزوج حتما, ودليلنا على ذلك قوله مخاطبا أمير
حلب:
وإذا صحبت فكل ماء مشرب ** لولا العيال وكل أرض دار
إذن الأمير بأن أعود إليهم ** صلة تسير بذكرها الأشعار
أما أولاده , فلم يحفظ الديوان لنا غير "المحسّد", والظاهر أنه البكر.
أخلاقه:
وقد برز ت له أخلاق عظيمة وسامية , واتصف كذلك بصفات سيئة , ومن أخلاقه الفاضلة
والحسنة:
1-الإباء والشمم.
2- الجرأة والإقدام .
3-ترفعه عن صفات السوقة والعامة.
4-صدقه : فقد كان يبغض الكذب.
5-ترفعه عن مغريات الحياة التي كان يحياها غيره من أهل عصره.
6-أنه لاينسى أصدقاءه .
7- يكره الرياء.
8-لايحب الدعابة ولا الطرب ولا الاستخفاف.
9-قوي الحافظة , شديد الذكاء .
أما خصاله السيئة :
1-أكثر الشعراء رغبة في سفك الدماء وقتل الأبرياء.
2- كان سيء الظن بأهل عصره.
3-استخفافه بالقيم الإنسانية .
4- بخله : والبخل من أسوأ الصفات التي تنسب إلى المتنبي.
فقره :
نشأ المتنبي فقيرا معدما, وكان كثيرا مايكرر في شعره أنه يتوق إلى قوت
يومه...وهو القائل:
لُمِ الليالي التي أخنت على جِدتي ** برقة الحال واعذرني ولاتلم
وكان دائما يجدد العزم في طلب الرزق , وينتقل من حومة إلى حومة , بحثا عن اللقمة .
حتى ضاق ذرعا, ومل من التجوال. وقال في صباه :
ضاق صدري وطال طلب الرز ** ق قيامي وقل عنه قعودي
دائما أقطع البلاد ونجمي ** في نحوس وهمتي في سعود
ولعلي مؤمل بعض ما أبـ ** لغ باللطف من عزيز حميد
نبؤته :
يقول ابن خلكان "
وإنما قيل له المتنبي, لأنه ادعى النبوة في بادية السماوة , وتبعه خلق كثير , فخرج
إليه لؤلؤة أمير حمص فأسره , ثم استتابه وأطلقه"
وفاته :
وفي الثامن من شهر رمضان سنة 354هــ ودع المتنبي عضد الدولة , متجها واسط التي
دخلها لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان . ثم انطلق منها إلى بغداد . وفي الطريق ,
وقرب دير العاقول في مكان يعرف بالصافية تعرض له فاتك الأسدي في عدة من
أصحابه . ولم يكن مع المتنبي غير ابنه وبعض الغلمان , فقاتلوهم حتى قتل المتنبي ,
وابنه المحسد , وغلامه المقرب مفلح... وذلك لليلتين بقيتا من الشهر الكريم .
أهم أغراضه الشعرية :
1- المديح:وهو أهم الأغراض التي طرقها المتنبي وكان أسلوبه فيه :
• الاشادة بإلف الممدوح.
• إتيانه بالصورة المزدوجة.
• رجاحة الفكر والعقل.
• يمدح بالنواحي الدينية.
• استخدامة الطبيعة في المديح.
• تشبيه الممدوح بالغيث والمطر والسحاب والأسد.
• المبالغة في المديح.
2- الغرض الثاني :
الرثاء: ولم يقل المتنبي الرثاء إلا لغرض تأدية لواجب حتمي ورثاؤه حينئذ رثاء مناسبات
وتقديم واجبات.
3- الهجاء: وقد اشتهر بهجائه لكافور, ومع ذلك فلايعد من شعراء الهجاء في الأدب
العربي .
4- الوصف :والشاعر مجدب في هذا الغرض , رغم تجوله في الديار والبلاد.
5-الفخر:عرف المتنبي أنه منذ صباه ينفخ في كير الفخر , ويسعى للوصول إلى
المراتب , وكلنا يسمع قوله منذ صغره وهو يردد:
أي محل أرتقي ** أي عظيم أتقي
وكل ماقد خلق اللــ ** ــــه ومالم يخلق
محتقر في همتي ** كشعرة في مفرقي
وظلت بذرة الفخر تنمو في حياته , وتتضخم في شاعريته, وإذا وجدناه يرفع ممدوحه
إلى أعلى المراتب فلا ينسى أن يضع نفسه أحيانا في مرتبة ممدوحه, أو أعلى منها ,
بل إنه يفخر ويمدح في بيت ,كقوله لأبي العشائر:
شاعر المجد خدنه شاعر اللفــــ ** ظ كلانا رب المعاني الدقاق
وأهم النقاط التي ارتكز عليه فخره:
1- الأنا :والحق أنه منذ نشأ , مريض بالفخر الذاتي ,مصاب بداء الأناء ’ وهي أقرب
ماتكون إلى النرجسية يقول في صباه:
أمط عنك تشبيهي بما وكأنه ** فما أحد فوقي ولا أحد مثلي
2- فخره بأهله: مع أنه يفخر على كل من دب فوق الأرض , ومع أنه القائل :
لابقومي شرفت بل شرفوا بي ** وبنفسي فخرت لابجدودي
فإنه يفخر بهم ويقول فيهم :
وبهم يفخر كل من ينطق الضا ** د وعوذ ا الجاني وغوث الطريد
3- افتخاره بشعره:والافتخار بشعره متولد مع أوائل أبياته, كقوله ولازال فتى:
إذا صلت ام أترك مصالا لفاتك **فإن قلت لم أترك مقالا لعالم
5-تحمل المصائب : والجلد سبب آخر لبلوغ المجد , ورصيد ثمين للافتخار. وكثيرا مايظهر
معاناته وثباته وصبره على الملمات:
إن ترمني نكبات الدهر عن كثب ** ترم امرءا غير رعديد ولانكس
6- الحكمة :نجدها منثورة في شعر المتنبي ولكنها ليست غرضا رئيسا من أغراضه
الشعرية متفردة , ومنها قوله:
وإذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجسام
وقوله:والظلم من شيم النفوس فإن تجد ** ذا عفة فلعلة لايظلم
وقوله :
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ** عدوا له مامن صداقته بد
وقوله:
وكل امريء يولي الجميل محبب ** وكل مكان ينبت العز طيب
وقوله:
إذا انت اكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وللمتنبي روائع تعد من أجمل الشعر العربي , ولكن ماهذه إلا إطلالة يسيرة عن سيرته
الذاتية والشعرية .
شكرا لكم مرة أخرى وأتمنى أن أكون قدمت لكم وجبة شهية على ما ئدة المتنبي الكريم في نظري وإن وصفوه بالبخل .
وتحياتي للجميع .
وأرشح الشاعر القدير فيض الخاطر للضيافة القادمة ولكم تقديري.
وأسعد الله كل أوقاتكم ،
مساء مضمخ بقوافي الشعر وأوزانه لكم جميعا .
شكرا لك وردة بقدر رقيك وسمو روحك وعلو همتك ، شكرا لك كثيرا على هذا الجمال .
والشكر موصول للأستاذ القدير الشاعر الرائع / خالد بن عبدالله الذي شرفني بالاختيار ، وكلفني بالمهمة .
وسابدأ معكم بالإجابة على تساؤلات أختي القديرة وردة التي تكرمت بطرحها .
علاقتي بالشعر :
علاقتي بالشعر قديمة جدا فأنا من قبيلة تعشق الشعر وتتغنى به وتتنفسه مع الهواء ، بلقرن هذه القبيلة التي يكاد يكون كل أهلها شعراء أو متذوقون ، كيف لا ونحن مذ كنا أطفالا ونحن نحضر الحفلات التي يتبارى فيها الشعراء ويتجارى فيها البلغاء لدرجة أننا نتنافس في حفظ قصائد الشعراء الكبار من الوهلة الأولى ومن أولئك الكبار الشاعر الفذ الفريد الشيخ / سعد بن عاطف رحمه الله وغيره من شعراء المنطقة ، ثم تنامى في نفسي حب الشعر وكبر معي وازداد حين التحقت بالمعهد العلمي الذي هيأنا لغويا وأسس فينا حب اللغة وجمالياتها ، ومن هنالك في المرحلة المتوسطة والثانوية بدأت المحاولات التي لم أحفظها ولم أجد من يقدرها ويحفزها ، ولكني أعتبر أول قصيدة قلتها وهي مكتملة الوزن والقافية والمعنى والمبنى عام 1412هـ وهي السنة الأولى لي في التدريس حين ألقى أحد طلابي في ثانوية صمخ بمنطقة بيشة _شهران _ قصيدة لي ترحيبا بمدير التعليم آنذاك الأستاذ سياف بن خشيل حفظه الله وهي باللغة العربية الفصيحة ومنها اذكر هذا البيت :
هرجاب أزهر روضه وتكاملت= أنواره وهمت به الأمطار
ومنها :
ما كنت ضيفا أنت صاحب منزل = إن لم تكن إبنا فأنت الجار
ثم استمرت العلاقة وتشعبت فصرت أكتب الشعر النبطي وفي خط متواز مع الفصيح وزادت تجربتي نضوجا بعد استقراري في جدة منذ خمس سنوات تقريبا .
شاعري المفضل :
هم كثير جدا من فتنت بهم من الشعراء وببديع شعرهم ولكني أعتبر أحمد بن الحسين (المتنبي ) هو سيدهم .
البيت الذي اردده كثيرا /
وما قتلتني الحادثات وإنما = = = حياة الفتى في غير موضعه قتل
محاولاتي الشعرية /
كما أسلفت سابقا نعم أكتب الشعر الفصيح العمودي والتفعيلة ولا أعترف بشعر النثر الذي يسمونه شعرا ، وأكتب الشعر النبطي العمودي منه والتفعيلة كذلك ، ولم أجرب شعر العرضة ولا نية لي في ذلك.
وأحيلكم إلى بعض قصائدي في منتيات بلقرن الفصيح والشعبي لمزيد التأمل والحكم .
أما ضيفي وضيفكم فهو:
مشغل الدنيا فاتنها وشاعرها وساحرها ببيانه وهو كما اطلق عليه الشيخ عايض القرني الأسطورة / فهو أحمد بن الحسين ( المتنبي )
اسمه ونسبه:
هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي
المعروف بالمتنبي.
ويقول ابن خلكان :"وقيل :أحمد بن الحسن بن مرة بن عبد الجبار , والله أعلم "وهو من
أحد بطون سعد العشيرة من (مذحج ),وينتهي نسبه إلى كهلان من اليمن .وقبيلته هي
قبيلة عربية ذات فصاحة ولسان.أما نسبه من أمه فينتهي إلى ((همدان )) وهو حي
يماني أيضا.
وهكذا أوردت أغلب الكتب التي عنيت بترجمته, اسمه ونسبه .غير أن الشاعر يشارك
النقاد في شكهم بنسبه فيغفل عن ذكره في بعض شعره حتى في أبيات الفخر ,
وكثيرا ماكان يعتز بنفسه, فيقول:
لابقومي شرفت بل شرفوا ** بي وبنفسي فخرت لابجدودي
مولده ونشأته :
ولد المتنبي سنة 303هـ بالكوفة , في حي يدعى "كندة", وكانت قبيلة كندة تسكن
ويحكى أن أباه كان سقاء في الكوفة , تعهده بالرعاية في بداية طفولته,ولم يفت
عضد الفتى مات أبوه , بالتوقف عن العلم ، فلم يترك بابا من أبواب الكتب إلا قرأه ,
كالأدب واللغة والفلسفة والمنطق.
أسرته:
ويلاحقنا الغموض إلى أسرته أيضا ,ويرى النقاد المحدثون أنه تزوج متاخرا .وهو حين
قدم إلى سيف الدولةسنة337هـ كان قد تزوج حتما, ودليلنا على ذلك قوله مخاطبا أمير
حلب:
وإذا صحبت فكل ماء مشرب ** لولا العيال وكل أرض دار
إذن الأمير بأن أعود إليهم ** صلة تسير بذكرها الأشعار
أما أولاده , فلم يحفظ الديوان لنا غير "المحسّد", والظاهر أنه البكر.
أخلاقه:
وقد برز ت له أخلاق عظيمة وسامية , واتصف كذلك بصفات سيئة , ومن أخلاقه الفاضلة
والحسنة:
1-الإباء والشمم.
2- الجرأة والإقدام .
3-ترفعه عن صفات السوقة والعامة.
4-صدقه : فقد كان يبغض الكذب.
5-ترفعه عن مغريات الحياة التي كان يحياها غيره من أهل عصره.
6-أنه لاينسى أصدقاءه .
7- يكره الرياء.
8-لايحب الدعابة ولا الطرب ولا الاستخفاف.
9-قوي الحافظة , شديد الذكاء .
أما خصاله السيئة :
1-أكثر الشعراء رغبة في سفك الدماء وقتل الأبرياء.
2- كان سيء الظن بأهل عصره.
3-استخفافه بالقيم الإنسانية .
4- بخله : والبخل من أسوأ الصفات التي تنسب إلى المتنبي.
فقره :
نشأ المتنبي فقيرا معدما, وكان كثيرا مايكرر في شعره أنه يتوق إلى قوت
يومه...وهو القائل:
لُمِ الليالي التي أخنت على جِدتي ** برقة الحال واعذرني ولاتلم
وكان دائما يجدد العزم في طلب الرزق , وينتقل من حومة إلى حومة , بحثا عن اللقمة .
حتى ضاق ذرعا, ومل من التجوال. وقال في صباه :
ضاق صدري وطال طلب الرز ** ق قيامي وقل عنه قعودي
دائما أقطع البلاد ونجمي ** في نحوس وهمتي في سعود
ولعلي مؤمل بعض ما أبـ ** لغ باللطف من عزيز حميد
نبؤته :
يقول ابن خلكان "
وإنما قيل له المتنبي, لأنه ادعى النبوة في بادية السماوة , وتبعه خلق كثير , فخرج
إليه لؤلؤة أمير حمص فأسره , ثم استتابه وأطلقه"
وفاته :
وفي الثامن من شهر رمضان سنة 354هــ ودع المتنبي عضد الدولة , متجها واسط التي
دخلها لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان . ثم انطلق منها إلى بغداد . وفي الطريق ,
وقرب دير العاقول في مكان يعرف بالصافية تعرض له فاتك الأسدي في عدة من
أصحابه . ولم يكن مع المتنبي غير ابنه وبعض الغلمان , فقاتلوهم حتى قتل المتنبي ,
وابنه المحسد , وغلامه المقرب مفلح... وذلك لليلتين بقيتا من الشهر الكريم .
أهم أغراضه الشعرية :
1- المديح:وهو أهم الأغراض التي طرقها المتنبي وكان أسلوبه فيه :
• الاشادة بإلف الممدوح.
• إتيانه بالصورة المزدوجة.
• رجاحة الفكر والعقل.
• يمدح بالنواحي الدينية.
• استخدامة الطبيعة في المديح.
• تشبيه الممدوح بالغيث والمطر والسحاب والأسد.
• المبالغة في المديح.
2- الغرض الثاني :
الرثاء: ولم يقل المتنبي الرثاء إلا لغرض تأدية لواجب حتمي ورثاؤه حينئذ رثاء مناسبات
وتقديم واجبات.
3- الهجاء: وقد اشتهر بهجائه لكافور, ومع ذلك فلايعد من شعراء الهجاء في الأدب
العربي .
4- الوصف :والشاعر مجدب في هذا الغرض , رغم تجوله في الديار والبلاد.
5-الفخر:عرف المتنبي أنه منذ صباه ينفخ في كير الفخر , ويسعى للوصول إلى
المراتب , وكلنا يسمع قوله منذ صغره وهو يردد:
أي محل أرتقي ** أي عظيم أتقي
وكل ماقد خلق اللــ ** ــــه ومالم يخلق
محتقر في همتي ** كشعرة في مفرقي
وظلت بذرة الفخر تنمو في حياته , وتتضخم في شاعريته, وإذا وجدناه يرفع ممدوحه
إلى أعلى المراتب فلا ينسى أن يضع نفسه أحيانا في مرتبة ممدوحه, أو أعلى منها ,
بل إنه يفخر ويمدح في بيت ,كقوله لأبي العشائر:
شاعر المجد خدنه شاعر اللفــــ ** ظ كلانا رب المعاني الدقاق
وأهم النقاط التي ارتكز عليه فخره:
1- الأنا :والحق أنه منذ نشأ , مريض بالفخر الذاتي ,مصاب بداء الأناء ’ وهي أقرب
ماتكون إلى النرجسية يقول في صباه:
أمط عنك تشبيهي بما وكأنه ** فما أحد فوقي ولا أحد مثلي
2- فخره بأهله: مع أنه يفخر على كل من دب فوق الأرض , ومع أنه القائل :
لابقومي شرفت بل شرفوا بي ** وبنفسي فخرت لابجدودي
فإنه يفخر بهم ويقول فيهم :
وبهم يفخر كل من ينطق الضا ** د وعوذ ا الجاني وغوث الطريد
3- افتخاره بشعره:والافتخار بشعره متولد مع أوائل أبياته, كقوله ولازال فتى:
إذا صلت ام أترك مصالا لفاتك **فإن قلت لم أترك مقالا لعالم
5-تحمل المصائب : والجلد سبب آخر لبلوغ المجد , ورصيد ثمين للافتخار. وكثيرا مايظهر
معاناته وثباته وصبره على الملمات:
إن ترمني نكبات الدهر عن كثب ** ترم امرءا غير رعديد ولانكس
6- الحكمة :نجدها منثورة في شعر المتنبي ولكنها ليست غرضا رئيسا من أغراضه
الشعرية متفردة , ومنها قوله:
وإذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجسام
وقوله:والظلم من شيم النفوس فإن تجد ** ذا عفة فلعلة لايظلم
وقوله :
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ** عدوا له مامن صداقته بد
وقوله:
وكل امريء يولي الجميل محبب ** وكل مكان ينبت العز طيب
وقوله:
إذا انت اكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وللمتنبي روائع تعد من أجمل الشعر العربي , ولكن ماهذه إلا إطلالة يسيرة عن سيرته
الذاتية والشعرية .
شكرا لكم مرة أخرى وأتمنى أن أكون قدمت لكم وجبة شهية على ما ئدة المتنبي الكريم في نظري وإن وصفوه بالبخل .
وتحياتي للجميع .
وأرشح الشاعر القدير فيض الخاطر للضيافة القادمة ولكم تقديري.
تشرفنا بحضور الشاعر القدير سعيد بن ناصر القرني
في (( ضيف منتدى بلقرن للشعر الفصيح ))
كنت ضيفا ً مميزاً في اجاباتك .. وفي أختيارك لضيفك
فلقد شدينا الرحال معك في رحلة الابداع الى زمن ضيفك الشاعر ابو الطيب المتنبي
وهو علم ورمز من رموز الشعر الفصيح
وكانت رحله ادبيه ممتعه ومميزه اتحفت العقول بدرر ٍ هي بالنسبة لي مرجعا ً
ادبياً لمن يرغب ان يتزود بزاد المعرفه
ولمن يريد ان يعرف ابو الطيب المتنبي عن قرب
فلك جزيل الشكر على حضورك الراقي
تعليق