[align=right]أستودعكم الله !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الإخوة الكرام .. خواطرٌ كثيرة ومشاعرٌ متضاربة شعرتُ بها حين تصفحتُ أرشيف المنتدى منذ ما يقرب من السنتين ، وانتهاءً بالمشاركات الحالية .. تأملتُ نعمة الله علينا في تسخيره هذه الوسيلة لتكونُ عوناً لمن أراد أن يزداد إيماناً ومعرفةً وصلةً ، ونقمة لمن أراد الإساءة وأراد الله أن تشهد عليه كتاباته ويشهد عليه من قرأ له. كُنتُ بدوري أريد أن أكون من الصنف الأول فالتحقتُ بالمنتدى ولم أعرف غيره قبل هذا فلستُ من أهل المنتديات .. وربما عرفني الأعضاء هنا على أنني من صنف المنافحين عن الدين " وكلنا كذلك إن شاء الله " ، ومن المنتقدين لمن يطلقون على أنفسهم " ليبراليون " ومن هم في ركبهم ممن يخوضون في الدين ومسائله بغير علم ولا هدى ، حتى لقد مللتُ نفسي وسئم مني كثيرون ، وما كان ذلك إلا لأنني لا أطيق أن تُنتهك محارم الدين ، ولا أُطيق أن يُنتقص من رموزه ومن يسعون في الدعوة إليه ، ورغم أنني أرى وترون أن القوانين تمنع ذلك إلا أن هذا الأمر لم ينفك يتجدد بمباركة الكثيرين حتى وصلنا الآن إلى اتهام الامام محمد بن عبد الوهاب والشيخ محمد بن ابراهيم بالتكفير والجهل ، ولا تجد من أهل الحل والعقد في هذا المنتدى من تتحرك منه شعرة لهذا الأمر ! لم ينته هذا الأمر حتى نتفرغ إلى الإصلاح ونتبادل المعرفة دينياً ومدنياً ! ما زلنا نجتر نفس الموضوعات ونتنابز بالألقاب ! .. ما بال أقوام كانوا يؤيدون " مسلم " في نقده للتوجهات المنحرفة اليوم ينظرون بمنظار أولئك تجاه علمائنا ومشايخنا ! ما بال أقوام يدعون إلى الدين والوسطية وهم ينبزون العلماء والدعاة بالتشدد و"الصحوية" وخلافه ، أو ليس إخوانكم الدعاة يرفضون هذا ويكرهونه ! أو ليس منشأ هذه التسميات طروحات المعادين للتوجه الإسلامي ممن يبرأ بعضكم منهم ثم هم يستخدمون أدواتهم .. بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان - يا إخوة - ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون. لماذا نصر على هذا الأمر ! ولماذا لا نُنهي هذه المسألة ونتفرغ لكتابة موضوعات أخرى بعيدة عن لمز الدعاة والتماهي مع كتابات غيرنا في الصحافة والإعلام. لم يعد المكان صحياً مع الأسف ، وأكثر شيء يشعرني بالغبن والأسى أنني أرى أن كل ما كتبته ووافقني فيه سواد الأعضاء في المنتدى ولم يُناقشوني وينتقدونني فيه ، هم أنفسهم الآن أكثر من يتصدر للحديث ويتطرف في القذف والتصنيف وإعاقة الدعوة ، ومن هؤلاء أعزاء فضلاء كما كنتُ أحسبهم - ولا زلت إن شاء الله - ! فلا أدري أكانت هي السخرية أم أن القناعات تبدلت بسرعة ليكتشفوا فجأة أنهم مساكين مضحوكٌ عليهم من قبل علمائنا من ابن عبد الوهاب مروراً بابن ابراهيم وابن باز وانتهاءً بهيئة كبار العلماء الحالية ! ألهذه الدرجة عقولنا هشة وقناعاتنا مهزوزة تتأثر بأية موجة .. إن مسيرة المنتدى تُشعر بالاحباط في تكرار التهجم على رموز العلم والدعوة والتكالب عليهم في هذا الزمن الذي نحا فيه الناس منحىً مادياً صرفاً وهم أحوج ما يكونون إلى الدعوة ، فضلاً عما يعترض هذه الدعوة من هجوم على الدين كعبادة وأيديولوجيا يُرجع إليها في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية من قبل المبتدعة أو المتمردين على أحكام الشريعة من غيرهم على اختلاف مستوياتهم. ويتعزز الشعور بالاحباط أيضاً بما يُشاهد في المنتدى من عدم الوَرَع عن الخوض في مسائل الدين بلا خلفية علمية جيدة ، وبين يدي مشاركات لكتاب عديدون : منهم من يتحدث عن مقاصد الشرع على منهج المعتزلة وفق منهجية لا يقرها أبو حنيفة ولا مالك ولا الشافعي ولا أحمد ، أعني أنها غريبة عن منهجية أهل السنة التي ترفض التأويل وتغليب جانب العقل على النقل ، ومنهم من يتحدث عن فقه الاختلاف في إطار عجيب هُلامي لا تعرف له شكلاً ، ومنهم من يسوق القصص ويكيل التهم وينسخ وكأنه يصور لك أمام عينيك كتباً مشبوهة " ظهر هذا في التهجم على الامام محمد بن عبد الوهاب مؤخراً " ككتاب الزيدي حسن المالكي وغيره سواءً كانوا رافضة أو صوفية أو معتزلة أو غيرهم وأعداؤه كُثر رحمه الله .. هي عين التهم بنفس الصياغة ، وليتنا حين نقرأ كتاباً أياً كان هذا الكتاب نأتي بضده ونتحرى الحقيقة لا أن نخوض في هذه المخاضة وكأن الشريعة ورجالاتها مادة للتسلية وإثراء المُتصفحات ، وكأن الله ليس سائلنا عما نكتب يوم الحساب. فاللهم السلامة ، إنني أبرأ إلى الله من هذا الفعل ومن يفعله. منذ دلفنا إلى المنتدى وحتى الآن ومسيرة إعاقة الدعوة مستمرة ، حتى أصبنا نسجل للدخول فلا نفكر إلا في مثل هذه الموضوعات عاجزين عن التحدث عن غيرها ، وبتنا في كل مرة نضطر للكتابة في نفس الموضوعات إلى ما لا نهاية. ليتنا نتعلم من الشيخ سلمان العودة كيفية احترام المشايخ والعلماء والوقوف عن حدود الشريعة وعدم التماهي مع الغير ممن لا يتشرف بالانتساب إلى الخط الاسلامي حيث أنه رغم ما أتى به من تصحيح واجتهاد يختلف ويُختلف معه إلا أنه كان وقافاً عند كتاب الله ، وجميعنا يتذكر حينما تجاوز سفهاء طاش إلى المساواة بين الاسلام وغيره كيف تصدى لهم الشيخ ولم يتماهى معهم على خلاف ما توقعوا هم ، ولم نسمعه يوماً لمز الدعوة وصنّف المشايخ وسب غيره حتى فرَض احترامه على مخالفيه قبل مؤيديه. وكذلك عبد العزيز الفوزان عندما تحدث عن مسألة التصوير الفوتوغرافي واستثناه من التصوير المحرم وخالف بذلك شيخه ابن عثيمين فقال بالنص : رغم أن شيخنا ابن عثيمين حرّم ذلك إلا أنه أخطأ في هذا " ثم أثنى على شيخه ، ولم ينقلب على شيخه ، لم يتهمه بالجهل ، والتخلف ، إنه عالم يعي أننا في عصر انتقالي كنا نعيش حياة بدائية إلى أقل من قرن فقط ثم دلفنا إلى عصر التطور التكنولوجي دون تدرج فاختلطت بعض المفاهيم وحدثت بعض الأخطاء ، فليتنا نعي معه أن العلماء والدعاة يخطئون ويصيبون فنقف معهم ونشد من أزرهم ونتحاور معهم ونغفر زللهم كما هم أهل السنة عبر التأريخ لا أن ننقلب عليهم ونُحقّر من شأنهم. شكراً جزيلاً لكم على ما كل ما سبق من استضافة ولطف ومحبة وتفاعل .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الإخوة الكرام .. خواطرٌ كثيرة ومشاعرٌ متضاربة شعرتُ بها حين تصفحتُ أرشيف المنتدى منذ ما يقرب من السنتين ، وانتهاءً بالمشاركات الحالية .. تأملتُ نعمة الله علينا في تسخيره هذه الوسيلة لتكونُ عوناً لمن أراد أن يزداد إيماناً ومعرفةً وصلةً ، ونقمة لمن أراد الإساءة وأراد الله أن تشهد عليه كتاباته ويشهد عليه من قرأ له. كُنتُ بدوري أريد أن أكون من الصنف الأول فالتحقتُ بالمنتدى ولم أعرف غيره قبل هذا فلستُ من أهل المنتديات .. وربما عرفني الأعضاء هنا على أنني من صنف المنافحين عن الدين " وكلنا كذلك إن شاء الله " ، ومن المنتقدين لمن يطلقون على أنفسهم " ليبراليون " ومن هم في ركبهم ممن يخوضون في الدين ومسائله بغير علم ولا هدى ، حتى لقد مللتُ نفسي وسئم مني كثيرون ، وما كان ذلك إلا لأنني لا أطيق أن تُنتهك محارم الدين ، ولا أُطيق أن يُنتقص من رموزه ومن يسعون في الدعوة إليه ، ورغم أنني أرى وترون أن القوانين تمنع ذلك إلا أن هذا الأمر لم ينفك يتجدد بمباركة الكثيرين حتى وصلنا الآن إلى اتهام الامام محمد بن عبد الوهاب والشيخ محمد بن ابراهيم بالتكفير والجهل ، ولا تجد من أهل الحل والعقد في هذا المنتدى من تتحرك منه شعرة لهذا الأمر ! لم ينته هذا الأمر حتى نتفرغ إلى الإصلاح ونتبادل المعرفة دينياً ومدنياً ! ما زلنا نجتر نفس الموضوعات ونتنابز بالألقاب ! .. ما بال أقوام كانوا يؤيدون " مسلم " في نقده للتوجهات المنحرفة اليوم ينظرون بمنظار أولئك تجاه علمائنا ومشايخنا ! ما بال أقوام يدعون إلى الدين والوسطية وهم ينبزون العلماء والدعاة بالتشدد و"الصحوية" وخلافه ، أو ليس إخوانكم الدعاة يرفضون هذا ويكرهونه ! أو ليس منشأ هذه التسميات طروحات المعادين للتوجه الإسلامي ممن يبرأ بعضكم منهم ثم هم يستخدمون أدواتهم .. بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان - يا إخوة - ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون. لماذا نصر على هذا الأمر ! ولماذا لا نُنهي هذه المسألة ونتفرغ لكتابة موضوعات أخرى بعيدة عن لمز الدعاة والتماهي مع كتابات غيرنا في الصحافة والإعلام. لم يعد المكان صحياً مع الأسف ، وأكثر شيء يشعرني بالغبن والأسى أنني أرى أن كل ما كتبته ووافقني فيه سواد الأعضاء في المنتدى ولم يُناقشوني وينتقدونني فيه ، هم أنفسهم الآن أكثر من يتصدر للحديث ويتطرف في القذف والتصنيف وإعاقة الدعوة ، ومن هؤلاء أعزاء فضلاء كما كنتُ أحسبهم - ولا زلت إن شاء الله - ! فلا أدري أكانت هي السخرية أم أن القناعات تبدلت بسرعة ليكتشفوا فجأة أنهم مساكين مضحوكٌ عليهم من قبل علمائنا من ابن عبد الوهاب مروراً بابن ابراهيم وابن باز وانتهاءً بهيئة كبار العلماء الحالية ! ألهذه الدرجة عقولنا هشة وقناعاتنا مهزوزة تتأثر بأية موجة .. إن مسيرة المنتدى تُشعر بالاحباط في تكرار التهجم على رموز العلم والدعوة والتكالب عليهم في هذا الزمن الذي نحا فيه الناس منحىً مادياً صرفاً وهم أحوج ما يكونون إلى الدعوة ، فضلاً عما يعترض هذه الدعوة من هجوم على الدين كعبادة وأيديولوجيا يُرجع إليها في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية من قبل المبتدعة أو المتمردين على أحكام الشريعة من غيرهم على اختلاف مستوياتهم. ويتعزز الشعور بالاحباط أيضاً بما يُشاهد في المنتدى من عدم الوَرَع عن الخوض في مسائل الدين بلا خلفية علمية جيدة ، وبين يدي مشاركات لكتاب عديدون : منهم من يتحدث عن مقاصد الشرع على منهج المعتزلة وفق منهجية لا يقرها أبو حنيفة ولا مالك ولا الشافعي ولا أحمد ، أعني أنها غريبة عن منهجية أهل السنة التي ترفض التأويل وتغليب جانب العقل على النقل ، ومنهم من يتحدث عن فقه الاختلاف في إطار عجيب هُلامي لا تعرف له شكلاً ، ومنهم من يسوق القصص ويكيل التهم وينسخ وكأنه يصور لك أمام عينيك كتباً مشبوهة " ظهر هذا في التهجم على الامام محمد بن عبد الوهاب مؤخراً " ككتاب الزيدي حسن المالكي وغيره سواءً كانوا رافضة أو صوفية أو معتزلة أو غيرهم وأعداؤه كُثر رحمه الله .. هي عين التهم بنفس الصياغة ، وليتنا حين نقرأ كتاباً أياً كان هذا الكتاب نأتي بضده ونتحرى الحقيقة لا أن نخوض في هذه المخاضة وكأن الشريعة ورجالاتها مادة للتسلية وإثراء المُتصفحات ، وكأن الله ليس سائلنا عما نكتب يوم الحساب. فاللهم السلامة ، إنني أبرأ إلى الله من هذا الفعل ومن يفعله. منذ دلفنا إلى المنتدى وحتى الآن ومسيرة إعاقة الدعوة مستمرة ، حتى أصبنا نسجل للدخول فلا نفكر إلا في مثل هذه الموضوعات عاجزين عن التحدث عن غيرها ، وبتنا في كل مرة نضطر للكتابة في نفس الموضوعات إلى ما لا نهاية. ليتنا نتعلم من الشيخ سلمان العودة كيفية احترام المشايخ والعلماء والوقوف عن حدود الشريعة وعدم التماهي مع الغير ممن لا يتشرف بالانتساب إلى الخط الاسلامي حيث أنه رغم ما أتى به من تصحيح واجتهاد يختلف ويُختلف معه إلا أنه كان وقافاً عند كتاب الله ، وجميعنا يتذكر حينما تجاوز سفهاء طاش إلى المساواة بين الاسلام وغيره كيف تصدى لهم الشيخ ولم يتماهى معهم على خلاف ما توقعوا هم ، ولم نسمعه يوماً لمز الدعوة وصنّف المشايخ وسب غيره حتى فرَض احترامه على مخالفيه قبل مؤيديه. وكذلك عبد العزيز الفوزان عندما تحدث عن مسألة التصوير الفوتوغرافي واستثناه من التصوير المحرم وخالف بذلك شيخه ابن عثيمين فقال بالنص : رغم أن شيخنا ابن عثيمين حرّم ذلك إلا أنه أخطأ في هذا " ثم أثنى على شيخه ، ولم ينقلب على شيخه ، لم يتهمه بالجهل ، والتخلف ، إنه عالم يعي أننا في عصر انتقالي كنا نعيش حياة بدائية إلى أقل من قرن فقط ثم دلفنا إلى عصر التطور التكنولوجي دون تدرج فاختلطت بعض المفاهيم وحدثت بعض الأخطاء ، فليتنا نعي معه أن العلماء والدعاة يخطئون ويصيبون فنقف معهم ونشد من أزرهم ونتحاور معهم ونغفر زللهم كما هم أهل السنة عبر التأريخ لا أن ننقلب عليهم ونُحقّر من شأنهم. شكراً جزيلاً لكم على ما كل ما سبق من استضافة ولطف ومحبة وتفاعل .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/align]
تعليق