تويت
محمد بن عبد الله المقرن (مذيع برنامج الجواب الكافي )
مدخل ||
هذه حروف وكلمات كتبتها قبل سنوات أمام غرفة العمليات , بعد أن أودعت طفلتي أثير وهي تودع إلى غرفة العمليات..
ولأن عجزت - حينها على حبس دمعات أبت أن تبقى في المقل , فقد حبست هذه الكلمات على الورق سنوات , وها أنا أبثها
لكل أب يقف مثل هذا الموقف , ولكل طفلٍ يتذكر خوف والديه عليه - || انتهى
ما أقسى الألم حينما يكون ابناً و حباً
وما أطول الليل حينما يكون قلقاً و انتظاراً
هذه طفلتي ( أثير ) بعد العملية بلحظات
جسداً تهالك من المرض
وعيناً تبكي من الألم
وقلباً صابراً ينبض بالأمل
كم من أبدان سليمه ترفل في الصحة
وتعصي الله في الجهر والخفاء
لا تقدر نعمه ولا تشكر منعم
حتى إذا نزل بها السقم
عظت أصابع الندم
وندمت على ضياع الأوقات والأعمار .
....عند باب غرفة العمليات
أحياء وأموات
كأنك في مطار كبير
قادمون وراحلون
أناس قادمون فرحون
وراحلون لا يعودون
هؤلاء يفرحون لقدوم طفل إلى الحياة
أو عودة حياة لنفس كادت أن ترحل
وأولئك يبكون لفراق مريض أو رحيل حبيب
وأنا هنا واقف وحائر بين الفريقين
....عند باب غرفة العمليات
تهاوى جسدي المنهك جالساً
وظهر لي شريط طويل من الذكريات
شريط عنوانه ( أثير والألم ) لاح فيه صورتها مذ جاءت إلى الدنيا طفلة بريئة
أحبها الجميع وأحبتهم
عانت الألم من صغرها
مع أولى خطواتها كادت أن تموت لحرارة أصابتها
وفي دراستها كسرت يدها وعانت من ذلك الشيء الكثير
ثم جاءت أزمة قلبها
بل قلبي أنا
بكى لأجلها كل قريب وبعيد
وتألم لصورتها كل مشاهد
إنه شريط طويل حلقاته لا تنتهي
ليس له من أبطال سوى أثير.
...قبل ساعات لبست ملابس العملية
وقبل أن توضع على السرير أشارة الممرضة إلى إذنها
فهمت أثير مقصدها فنزعت ( الحلق )
كان لونه أبيض كقلبها
نزعته ... وكأنما تنزع قلبي من جسده
أعطتني حلقها وهي تضحك .. ( لا تضيع ترى أحبها )
دفعت الممرضة سريرها وقلبي يكاد يتقطع من الألم
يريد أن يقول لا تعجلي ... رفقاً بمن في السرير
فإنما تدفعين بقلبي وروحي.
....عند باب العمليات
دمعت عينها وهي تودعني
وتسألني وتكرر
هل هناك ألم ؟
هل سوف أتأخر ؟
كنت أهون عليها وأنا أحوج إلى ذلك
كنت أبتسم لها وأبكي من داخلي
حتى دموعي حبستها خشية أن تراها
ودعتها
وقد أبت دمعة أن تظل حبيسة
فسالت على خدي
ودعتها
ويدي في جيبي تلامس حلقها الأبيض
هل تلبسه أخرى
أم يكون ذكرى
1427
محمد بن عبدالله المقرن
ودي وإحترامي..
مدخل ||
هذه حروف وكلمات كتبتها قبل سنوات أمام غرفة العمليات , بعد أن أودعت طفلتي أثير وهي تودع إلى غرفة العمليات..
ولأن عجزت - حينها على حبس دمعات أبت أن تبقى في المقل , فقد حبست هذه الكلمات على الورق سنوات , وها أنا أبثها
لكل أب يقف مثل هذا الموقف , ولكل طفلٍ يتذكر خوف والديه عليه - || انتهى
ما أقسى الألم حينما يكون ابناً و حباً
وما أطول الليل حينما يكون قلقاً و انتظاراً
هذه طفلتي ( أثير ) بعد العملية بلحظات
جسداً تهالك من المرض
وعيناً تبكي من الألم
وقلباً صابراً ينبض بالأمل
كم من أبدان سليمه ترفل في الصحة
وتعصي الله في الجهر والخفاء
لا تقدر نعمه ولا تشكر منعم
حتى إذا نزل بها السقم
عظت أصابع الندم
وندمت على ضياع الأوقات والأعمار .
....عند باب غرفة العمليات
أحياء وأموات
كأنك في مطار كبير
قادمون وراحلون
أناس قادمون فرحون
وراحلون لا يعودون
هؤلاء يفرحون لقدوم طفل إلى الحياة
أو عودة حياة لنفس كادت أن ترحل
وأولئك يبكون لفراق مريض أو رحيل حبيب
وأنا هنا واقف وحائر بين الفريقين
....عند باب غرفة العمليات
تهاوى جسدي المنهك جالساً
وظهر لي شريط طويل من الذكريات
شريط عنوانه ( أثير والألم ) لاح فيه صورتها مذ جاءت إلى الدنيا طفلة بريئة
أحبها الجميع وأحبتهم
عانت الألم من صغرها
مع أولى خطواتها كادت أن تموت لحرارة أصابتها
وفي دراستها كسرت يدها وعانت من ذلك الشيء الكثير
ثم جاءت أزمة قلبها
بل قلبي أنا
بكى لأجلها كل قريب وبعيد
وتألم لصورتها كل مشاهد
إنه شريط طويل حلقاته لا تنتهي
ليس له من أبطال سوى أثير.
...قبل ساعات لبست ملابس العملية
وقبل أن توضع على السرير أشارة الممرضة إلى إذنها
فهمت أثير مقصدها فنزعت ( الحلق )
كان لونه أبيض كقلبها
نزعته ... وكأنما تنزع قلبي من جسده
أعطتني حلقها وهي تضحك .. ( لا تضيع ترى أحبها )
دفعت الممرضة سريرها وقلبي يكاد يتقطع من الألم
يريد أن يقول لا تعجلي ... رفقاً بمن في السرير
فإنما تدفعين بقلبي وروحي.
....عند باب العمليات
دمعت عينها وهي تودعني
وتسألني وتكرر
هل هناك ألم ؟
هل سوف أتأخر ؟
كنت أهون عليها وأنا أحوج إلى ذلك
كنت أبتسم لها وأبكي من داخلي
حتى دموعي حبستها خشية أن تراها
ودعتها
وقد أبت دمعة أن تظل حبيسة
فسالت على خدي
ودعتها
ويدي في جيبي تلامس حلقها الأبيض
هل تلبسه أخرى
أم يكون ذكرى
1427
محمد بن عبدالله المقرن
ودي وإحترامي..
تعليق