دقائق تغير مجرى الحياة
ما أجمل أن يرتبط القلب بقلب آخر ، يحبه ويعشقه ، ويتمنى أن يعيش معه إلى آخر دقيقة في حياته ،،،
ما أجمل أن يُعلن هذا الحب أمام البشر ، ليكن هذا الحب شرعيا حلالا ، لا يتخلله عيب أو حرام ،،،
عندما يعلن الرجل للعالم ، أنه أسكن أحد الفتيات في قلبه ، وهذا السكن سيكون مؤبدا مدى الحياة ، وعندما تبتسم الدنيا لتلك الفتاة ، بعد أن عاشت فترة العزوبية ، لا تجد من يناديها بكلمة ( حبيبتي ) ، أو يخاف عليها ويعطيها من حنانه .
أحيانا يجذبنا الأشخاص الذين يتعاملون في حياتهم بمبدأ ( الإتيكيت ) ، يعرفون متى يجاملون ، ومتى يكونون صرحاء ، يبتسمون في وجوه الناس ، وهذه أهم نقطة في مبدأهم ، يحاولون قدر ما يستطيعون أن يحببوا الطرف الآخر فيهم ، بكل المقاييس والأفعال .
كثيرون من الناس ، يعتقدون أن الزواج هو واجب اجتماعي ، يجب على الرجل التقدم لخطبة فلانة من الناس ، ثم يأتي بعدها التكاثر ، والصنف الآخر تطور فكره فقال أن الزواج هو واجب اجتماعي ولكن يجب على الرجل أن يصرف المال على اهل بيته وأن يؤمن لهم حاجياتهم ولا يحوجهم لأحد .
الزواج ، لا يحتاج منآ إلا تعريف وكثُر الكلام عنه ، فهو أكبر بكثير من هذه المفاهيم والتصورات ، إذا لم يوجد التناسب والتكافؤ بين الطرفين ، في الحب والتفاهم ودرجة الفكر ، وكل شيء ، فإنه لن يكتمل نجاح هذه العلاقة ،،،
الآن سأكتب لك عزيزي القارئ دقائق الأمور التي يفعلها الزوج الذكي والزوجة الذكية ، والتي عندما يلاحظها أحد الطرفين في الآخر ، فإنه يُعظّم هذا الحب ، ويزداد عشقه وحبه للطرف الآخر ، وقد تنتج السعادة عند فعل هذه الأمور الدقيقة ، التي يتجاهلها كثير من الأزواج .
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
– الوقوف مع الغير ضد الزوج أو الزوجة :
من المؤسف جدا ، أن بعض الأزواج في حال وقوفهم أمام أحد المشاكل التي يكون طرفها أحد الزوجين ، يتفنن الآخر في إتخاذ دور ( جونسينا ) في حلبة المصارعة ، ويكرر هذه العبارات ( أنت غلطان ، والحق ليس معك ، ويجب عليك الإعتذار من فلان ، وإصلاح ما قمت به من أخطاء ) ....
الزوج حين يشكي مشكلته لزوجته ، فهو بحاجة إلى العطف والحنان ، والحب والرحمة ، لا يريد منها أن تكون شرسة في حكمها ، كان بإمكان الزوج أن يحكي هذه المشكلة لأحد آخر ، ولكنه اختار زوجته ليجد ما يبحث عنه في كلامها وعطفها ، وحين يفاجئ المسكين بردة فعل زوجته الساذجة ، تأتيه صدمة نفسية ، تمنعه من الكلام مع زوجته في مشاكله لأنه يعلم حجم قلة عقلها ، وسذاجة تفكيرها .
هذه الفعلة الشنيعة التي تفعلها الزوجة مع الزوج ، أو الزوج مع الزوجة ، إنما هي فعلة قبيحة تورث الكرهـ ، والعداوة والبغضاء بين الطرفين ، ولو زادت في أكثر من مشكلة ، فإنها تكون سببا رئيسيا للإنفصال ، فالزوج يحب أن يرى زوجته ، تقف بجانبه ، تسانده وتراعي أموره ومشاعره ، ولا تقف ضده وتحرمها من حنانها وعطفها في أشد المواقف التي يحتاج فيها الزوج للحنان والعطف .
السؤال : من أنتي أيتها الزوجة ، لكي تدافعي عن الطرف الآخر ، كان من يكون .؟
الحل : يجب على الزوجة ، أن تصدر بعض الكلمات الحنونة الطيبة ، التي من شأنها تغيير التوتر الحاصل للزوج ، والتبديل من حالته النفسية السيئة إلى حالٍ أفضل ، وعندما يهدأ بال الزوج ، وتستقر أموره ، تبدأ في وضع النقاط على الحروف وبأسلوب معين وطريقة هادئة ، تصل الفكرة بكل وضوح .
–سؤال الزوج أو الزوجه عن أهل الآخر :
عندما يجد الزوج زوجته تتصل يوما من الأيام على أمه ، تسألها عن أخبارها وحالتها الصحية ، وتطمئن عليها ، فإن الزوجة تكبر كثيرا في عين الزوج ، وأم الزوج ، وإذا تكررت هذه الإتصالات ، فإنها تجلب زيادة في الحب ، وعمقا في المشاعر الجميلة بين الزوجين ، وكذا الحال مع الزوج .
– التكبر ، والغرور :
أحيانا ، يتعمد أحد الطرفين في إظهار كبرياؤه وغروره الشامخ ، في بعض الأمور ، مما يشعر الطرف الآخر أن في هذا الكبرياء والغرور ، تقليلٌ من أهميته في حياة الآخر ، وانتقاص للمشاعر الجميلة بينهما ،،،
* الزوج الناجح والزوجة الناجحة ، هما اللذان يترفعا عن هذه الأمور الغبية ، التي من شأنها هدم العلاقة الزوجية ، فالتكبر والغرور أصغر بكثير من وجوده بين اثنين قررا أن يكسرا كل الحواجز بينهما ، وعندما يقرر أحدهما التكبر على الآخر ، فالأفضل له قبل ذلك أن يستعد للإنفصال عنه ، لأن التكبر والغرور إذا زادت عن حدها ، فالصبر لها نهاية ، واحتمال الإنفصال كبير جدا .
– التصنع :
- الطبيعة : لا يوجد أجمل من الطبيعة ، طبيعة الحياة ، الأنهار والأشجار والبحار ، والحدائق الجميلة ، والشمس المشرقة ، والغروب ...
المرأة كذلك ، عندما تكون بطبيعتها التي خلقها الله عليها ، فهي أجمل بكثير من أن تتصنع ،،،
الآن سر جمال المرأة وجاذبيتها في كلمة ( مرسي ) ، وبعضا من الكلمات الشامية ، وعندما نبحث في أصل المرأة نجدها من أشد القبائل البدوية ،،،
لماذا استغنينا عن حضارتنا وتربيتنا التي نشأنا عليها ، ليس جميلا منا أن نتصنع الجمال ، فالجمال في طبيعتنا فقط ،،،،
والرجل ، نجد بعض الرجال يتكلمون بطريقة أشبه بالدلع والميوعة ، كي يتصف بالإنسان الرقيق ،،،
الرجل ، يُعرف بقوته وشهامته وعطفه ورحمته ، ليس بالرقة والميوعة ،،،
وفي الزواج ، المرأة تعشق الرجل القوي الصلب الذي يتمتع بالقوة و في نفس الوقت بالرحمة والعطف ، والرجل يعشق المرأة ، ساحرة الأنوثة ، التي تتمتع بطبيعتها الأنثوية .
نحن لا ننتظر من الغرب أن يعلمونا كلمات الحب ، فطبيعة الرجل أجمل من تصنعه ، وطبيعة المرأة أجمل من تصنعها .
فلنحرص على أن نكون بطبيعتنا أمام من نحب ، فهذا هو سر الجمال .
– الإستفزاز في أساليب الحوار :
- أحيانا يتعمد الرجل أن يلقي بعض الكلمات الخفيفة والجارحة في نفس الوقت ، التي تصيب القلب مباشرة ، ولا تُنسى بسهولة ، وتتعمد المرأة أحيانا أن تندفع بكلماتها التي تجرح زوجها ببعض الكلمات التي قد تخدش رجولته أو كرامته .
عزيزي القارئ ، عزيزتي القارئة ،،،
من تجارب المجتمع السعودي فإن هذه الكلمات لا ينساها الطرفين بسهولة ، وتُحدث جرحا عميقا في القلب ، من شأنه تقليل الحب ، وانعدام المشاعر الرقيقة التي كآن يكنها الطرفين لبعضهما .
قال عليه الصلاة والسلام (( الكلمة الطيبة صدقة )) ، فمن المستحب أن تتم النقاشات في جو هادئ يتمتع بالكلمات الطيبة التي تجذب الطرفين لبعضهما ، وتحل الخلافات الزوجية ، بدلا من تصعيد الأمور وتكبيرها ، فتصعيد الأمور وتكبيرها يدل دلالة كبيرة وواضحة على صغر عقل الفاعل وعدم نضجه ،،،
يعلم الله ،، أنني كنت أنوي الكتابة في هذا الموضوع بشيء من التفصيل ، ولكن لظرف خاص ، أوقفت الكتابة عند هذا الحد ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه لراجعون ،
وصلى الله على محمد ،،،
الكاتب : معاذ القرني .
الكاتب : معاذ القرني .
تعليق