شعر العرضة يحتاج من يفك رموزه
العرضة الجنوبية تراث اجتماعي أصيل ورثها الأبناء عن الآباء والأجداد ولها محبوها وشعراؤها كأي تراث آخر ويغلب على مواضيع شعر العرضة في الماضي .
المدح ، والفخر ، بالإضافة إلى إغراض أخرى . وقد سار شعراء العصر الحاضر على نهج الأوائل من حيث أغراض هذا التراث مع التجديد في المفردة,والأداء بما يوافق العصر . وتعرض شعراء العرضة للنقد والملاحظات من قبل المهتمين بهذا الموروث سواء كان ذلك مدحا أو قدحا من أجل الارتقاء به إلى المستوى الذي يليق به كتراث يمثل جزءا كبيرا من مناطق مملكتنا الحبيبة .
إلا انه ظهر عليه في الآونة الأخيرة . بعض المآخذ ولعل من أبرزها.
تلك المهاترات والسباب التي اتخذها فئة من الشعراء أسلوبا لتسويق بضاعتهم الرخيصة في بورصة مستنقعات السفاهة . وقلة الذوق والأدب من خلال ما تنفثه ألسنتهم وأفواههم من عبارات كريهة الرائحة . ترفضها الفطرة ويرفضها الدين والأخلاق والقيم وقد أدى ذلك إلى انسحاب بعض الشعراء من ساحة هذا الموروث لا تعاليا ، أو نضوبا لمعينهم الشعري . كما ذكر البعض ، ولكن لأن دينهم وأخلاقهم وقيمهم تحتم عليهم ذلك حتى لا ينطبق عليهم قول الشاعر .
إذ جاريت في خلق ذميم
فأنت ومن تجاريه سواء
وعلى النقيض تماما من هذه الفئة هناك فئة أخرى من الشعراء حافظوا على هذا التراث وآثروه بروائع قصائدهم الجميلة من حيث المضمون أو المفردات أو الأسلوب.
كما أن هناك بعض المآخذ منها ما يخص طبيعة شعر العرضة وهو انه عندما يكتب لا يستطيع القارئ تذوقه وفهم معانيه ويعود ذلك إلى الأسلوب واللحن الذي يؤدي به ودائما تكون المتعة في سماعه لا في قراءته شأنه في ذلك شأن أي تراث .
يحتاج في بعض الأحيان الى من يفسر معانيه ويفك رموزه حتى يفهم من قبل المتلقي واللفظ دائما يخدم المعنى.
أما ما يؤخذ على شعراء العرضة أنفسهم فهوا لمبالغة في استخدام أسلوب ( الشقر ) أي الجناس مما يضعف المعاني ويجعلها غير مفهومة وتحمل الكلمة معنى يخالف معناها اللغوي او التنافر والافتقار أغلب القصائد إلى الوحدة العضوية .
أيضا عدم محاولة شعراء العرضة نظم الشعر النبطي أو الفصيح وعدم تجسيد المناسبات الوطنية حيث حصروا أنفسهم في مجال شعر العرضة . بالرغم من وجود الموهبة المدعومة بالعلم لدى أكثرهم . وان كان هناك محاولات قليلة جدا . فهل نرى إعمالا مميزة في المستقبل .
خاتمة: نحن إلى الماضي لأنه ذهب ولو عاد لكرهناه....
تعليق