لم ولن تكن الارضية صلبة بما فيه الكفاية ، لتحمل كل من هب ودب على الارصفة وفي الميادين ، وهم لايحملون فكرا ناضجا أو مشروعا واضحا .
كل مافي الامر أن الهوى " غلاآب " .......!!
فالفقير يريد قطعة خبز ، والمريض يريد جرعة دواء ، والمشرد يريد كهف مأوى ، والمظلوم يريد كتاب انصاف ،،،،،، .
إن من يقرأ المشهد الظاهر على بساط ارض الكنانة ، يدرك أن الوضع برمته ليس شرعية حكومية ، مثلما انه ليس إرادة شعب ، ولكن بين هذه الخيطين الرفيعين جدا ، يقبع كنهُ المعضلة ، فلا الشرعية قامت بدورها تجاه الشعب ، ولا الشعب ادرك السبيل الحقيقي باتجاه مأوى الشرعية ، وهنا عرف الانتهازيون كيف ينقضون على الثورة التي لم تكن تنضج عند تقديمها على مائدة ( تسعون مليوناً) من البشر ، يموجون في خضم " التيه " العاطفي ، وفي اتون الفكر الفلسفي .
واستغل المتذاكين وهم القلة منهم عواطف الشعب ومشاعر الانسان ، ولعب الاعلام لعبته " إياها " وكل حزب بما لديهم فرحون ، وكلٌ يقول انا لها ، ويصرخ باعلى صوته مفسراً ومبرهناً افكاره وتالياً اذكاره وناشراً احباره .
** مسكينة ايتها الشرعية تماما مثلما انت مسكين ايها الشعب ، والشارع " المسكين " تموج به اجساد المتعبين ، وتتلاطم فيه أمواج الحيارى ، وهناك خلف الشاشات من يتحكم بهم عبر الريموت كنترول بيد ، وفي الاخرى سيجار هافاني ، وبينهما " قهقهة " أكاد اسمعها تجلجل عبر أحرف التويتر ، أو اشاهدها من خلال الوان اطياف الفضاء .
إن المواطن المصري " الغلبآآآآن " ليس له في العير ولا في النفير ، إلا انه استخدم اسوأ استخدام وامتطي ظهره من قبل منتهزي الفرص اياً كان شكلها ، وفي النهاية ، يعود هو مرة ثانية ، الى الشارع في مشهد " كلاكيت ثاني مرة " على طريقة افلام فاتن حمامة وعزت العلالي ..!
** انقض الامن على الرئيس واتباعه واخوانه يتصيدونهم بتهم سابقة على طريقة " الاثر الرجعي " فاين هم من قبل وكيف سُمح لهم بتولى هذه المناصب وتنكب تلك المهام ، وهم مطلوبون للعدالة من السابق ، وكيف رضي الناس بهاربين من السجون ليتحكموا في شعب مصر .؟.
أم أن الامر مجرد ، ذر رماد في العيون لتبرير مايفعلون ، ولكي يمعنوا في وقف فئة معينة من الفئات السياسية من التقدم مرة اخرى أو لنقل وأد مشروعهم الى الابد .
** إن من ازاح مرسي عن الكرسي هم الشعب ، وهم انفسهم من قلبه على مبارك من قبل ، ولكن للاسف أن من يتحكم فيما بعد ذلك هم " ثلة المنتفعين والمتصيدين " مهارتهم في دغدغة والهاب مشاعر الشعب حتى يلقوه في الشباك مرة اخرى ، ويتفرجون عليه وهو يتشحط في دمائه ، ويتسربل في قيوده ، وهي الطريقة الوحيدة لتصفية الحسابات الحزبية ، وتقديم الاتهامات الشخصية ، ويدور دولاب الثورة مرة اخرى ، وينزل الشعب الى الميدان ثم يسير الى ما اريد له وليس الى ما اراد هو .
........ وحال الميدان يقول " مش هنمشي هوا يمشي " فاذا مشى وأتى الاخر ، رموا بنفس السلاح ، عبر حناجر الغلابا والمقهورين ، واحيانا عبر دسائس المندسين وهراوات البلطجية .
** في اثناء اداء عدلي للقسم القانوني كنت استمع اليه ، والى جانبي صبي لم يبلغ العاشرة من عمره ، فسمعته يقول : لاتنبسط كثير شويه ويشيلونك " أي والله .....! فإذا كانت هذه هي الفكرة المتبلورة عند هذا الطفل اليافع عن الثورة المصرية ، فكيف هي الافكار التي تدور في اذهان الناس جميعاً وفي مقدمتهم أهل مصر .؟....! ليس لي سوى التساؤل فقط لاغير ، ولكن في ذهول وحيرة .
** إن الوجوه التي نراها على مسرح الثورة ليست سوى وجوه " غرباء " يحملون جواز سفر فرعوني ، استحلوا به حمى مصر ، ليسافروا بها عبر الظلام ، الى اين ؟ .. علم الله الى اين ..!
** في نبرة صوت مرسي وهو يخطب مطولا ، شيء من الصدق وعلامات على النية الحسنة ،، لكن كل ذلك لايكفي لا لمرسى ولا لمن ياتي بعد مرسي ، بل لابد من حنكة وصبر وقوة وجلد ، ثم بعد ذلك " معرفة / من أين تؤكل الكتف / .!
إن ترك الشعوب العربية تسيل دمائها في الشوارع ، وتعبث بافكارها في الميادين ، لهو من خواء الحرية ، ومن جهل الاحرار .
** العرب لم يخلقوا للديمقراطية ابدا ابدا ومن يتصور غير ذلك فلاسف انه واهم ، لايعيش الواقع العربي ، ولا يمتزج بالطينة العربية ، رأينا ذلك في كل شئون الحياة ولمسناه في كل مستويات الناس وافكارهم ، وانني من اولئك الذين يحزنزن كثيرا على صاحبة الجناب المصان الديمقراطية ، وهي تمرمط في ارض ليست بارضها وتذبح على جنب ليس فيه راحة عند الموت وحسن عن التعامل . وحق لها ان يفعل بها ذلك ، ففي شريعة الاسلام السمحة وتعاليم الدين الحنيف ، ما يمكن ان يقوم الامر ، ويرضي الجميع ، ولكنهم نبذوه وراء ظهورهم ، وأنى لهم في غيره المخرج ، أو الى سواه الملجأ .
حمى الله مصر واهل مصر وجمع الله كلمتهم على الحق والف الله بين قلوبهم واصلح الله احوالهم ، وحمى الله ديار المسلمين جميعاً وردهم اليه ردا جميلا .
اوران
* إإشش
ــــ غفر الله لـلاعرابي " جحا " فقد مات وهو مختلف فكرياً وعملياً مع " حماره " ولهذا فليس هناك من أمل على الاقل في المنظور القريب في احترام الراي الاخر والتعايش مع الجانب الاخرى في ظل ثقافة عربية شعوبية غوغائية ، لاتلتزم فكراً معيناً للعقيدة أو طريقاً واضحاً في السلوك ... ثم انه غفر الله لي ولكم ولعامة المسلمين الاحياء منهم والاموات.
تعليق