• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ريحة المرة ... قصة بقلمي مع أجمل التحايا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الجزء الســــــــــادس ....


    سعييد اللي أقصده سعييد الصغير .. ابشركم أمي ولدت
    وجالها ولد .. فعانق سعييد عمه اسحاق مباركا وسأل
    الله ان يحفظه ويقوم أمه بالسلامة فركضت جميله وثريا
    في أتجاه والدهما وهو معانق لسعييد وعانقوهما مع
    بعض وطال العناق والفرحة .. ولكن لم يكن ممكنا
    أن يدخل سعييد ولا حتى اسحاق في هذا الوقت ..
    المهم .. سعييد عانق عمه اسحاق مرة أخرى وقبل
    رأسه ويديه وفعلن أخواته مثله وقال هل هذا هو اسم
    اخي الجديد فقال اسحاق نعم سيكون اسمه سعييد بأسمك
    ان شاء الله والله يحفظكم جميعا .. تجرأ سعييد وأمسك
    بيدي جميله وثريا كل واحدة من جانب له وأخذهما معه
    وهو متجه الى جهة المواشي .. وحرصهم أن يهتموا
    بالوالده وبالصغير وسيطول عليه هذا النهار حتى يعود
    ويرى الغالية ووليدها الصغير .. فشكرتاه وتمنوا له
    الصحة وطول العمر .. بعدها ذهب ولكنه عاد الى عمه
    وقال بهذه المناسبة يا عم حصلت على ثولين نحل جديده
    ولكن لم استطيع ان اقول لك بسبب ما كانت فيه الوالده
    أما الان فيمكن وأبي أجيبهما قبل الظهر واضعهما في
    خلايا جديده .. فقال سأتي لأرى كيف تفعل ودي يكون
    عندي خبره فقال حياك الله سوف أنتظرك .. وبعد أن
    ذهب سعييد غير بعيد زهم عليه عمه اسحاق وقال
    أمسك لي جدي أوعناق ويكون سمين وأربطه اريد
    اذبح وأعطيه لأخواتك يقدموا لحم مسلوق ومرق لعمتك
    فقال حالا وفعل ما أمر به ..وأكمل الباقي اسحاق وقدمه
    لبناته واوصاهم يأخذوا منه جزء مع الكبد ويسلقوه
    ويقدموه للوالده ويسووا غدا له ولسعييد من الباقي لأنه
    سيعود قبل الظهر.. وابشركم يا بنات حصل أخوكم
    نحل جديد رايحين نجيبه .. فقالتا الله يرزقه ان شاء الله
    المهم بعد أن انتهى اسحاق لحق بسعييد في المراعي ..
    وعندما رأه سعييد أتي إليه سعيا وراقصا وله اصوات
    جميلة وسعيدة جدا وضمه الى صدره وبارك له بالمولود
    وتمنى ان يحرسه الله ويصلحه.. فبادله اسحاق الامنيات
    وقال هيا نذهب الى مكان النحل ونأتي به .. ولكن وش
    رأيك ندور بلكي نلقى شي جديد على حظي فقال سعييد
    على بركة الله .. انتشروا وقال سعييد من وجد شي
    يصيح سعييد سعييد مرتين وهي علامه أنه وجد ..
    بعد وقت ليس بالكثير صاح اسحاق سعييد سعييد
    واذا سعييد يصيح سعييد سعييد .. اجتمعوا بعدها
    وقال سعييد وجدت ثولين وقال اسحاق وانا بعد وجدت
    ثولين .. فقال سعييد يعني عندنا ستة أثوال اللهم لك
    الحمد .. فقال اسحاق الفال طيب اسم سعييد وهو اسمك
    فقال آلا يمكن ان يكون فال أخي الصغير .. فقال فالكما
    يا آل سعييد .. ضحك الجميع وقال سعييد لن نستطيع نقل
    الستة أثوال في مرة واحده خوفا أن يتأثر النحل ولكن
    اليوم ننقل ثلاثة وبكره ثلاثة فقال اسحاق على خير ..
    قاموا طبعا على معرفة سعييد بطريقة النقل وهي اولا
    معرفة الملكة والامساك بها ووضعها في مكان لا تخرج
    منه فيتكوم عليها النحل ويتم نقله في وسط قطعت قماش
    مبلوله مثلا عمامه او ما شابهها تكون بيضاء وخفيفه
    وقاموا بنقل ثلاثة اثوال من النحل واخذوها وعادوا بها
    الى البيت ووضعوها في خلايا جديدة بعد ان وضعوا
    بعض أقراص العسل ودهون الخلايا بالعسل حتى تكون
    جاهزة لبقاء النحل بها ..وبعد ان انتهوا ذهبوا الى البيت
    وقد كانت حالة الوالده أحسن فدخل اسحاق وسلم على
    زوجته وبارك لها وقبل الصغير وزهم على سعييد
    فدخل وسلم على عمته مريم وقبل رأسها ويديها وقال
    من الان انتي أم سعييد وانا سعييد ولدك الثاني فقالت
    بل ولدي الاول وأخوك الثاني الله يحفظكم .. فقال سعييد
    ماذا فعلت بالصغير يا عم فقال لم أفعل به شي .. فقال
    سعييد من السنه أن تحنكه في فمه بتمره بعد ان تمضغها
    لتصبح طريه على فهمه وتؤذن في أذنه اليمنى وتقيم في
    أذنه اليسرى هذا من السنه وتسميه بعد ذلك بما شئت ..
    فقال اسحاق من قال لك هذا القول وانه من السنه ؟؟
    فقال أمي قالت لي هكذا وهكذا يفعلوا أهل السنه
    والجماعة .. فقال تسلم بارك الله فيك .. وانا سمعت بهذا
    الشي ولكن مع الفرحة نسيت والان اسوي كما قلت الله
    يصلحك ويهديك ويوفقك .. فقال سعييد وأياك وأخواتي
    واخوي وأمنا جميعا..سما بالرحمن اسحاق وأخذ الجنين
    وحنكه بتمره بعد ان لينها وأذن في أذن واقام في
    الاخرى وقال اسمك سعييد الله يسعدك ويسعد أخوك
    سعييد واخواتك وأمكم جميعا .. فقال سعييد وأياك
    يا عم يا أبو سعييد .. فتبسم اسحاق واعجبه قول
    سعييد جدا وخرج هو وسعييد وأتت جميله وثريا
    بالغداء من اللحم الذي وصى به ابوهما وتغدوا جميعا
    مع بعض وسأل سعييد هل تغدت امنا وأكلت شي فقالت
    جميله نعم سلقنا له بعض اللحم مع الكبد وجبنا لها مرق
    وأكلت وشربت مرق فقال هل حطيتوا لها مره في القهوة
    فتبسمت جميله وقالت وش عرفك بهذه الامور فقال
    الحاجة يا بنت الرجال الله يحفظ الجميع فقالت نعم ذوبنا
    لها مره في القهوة وشربتها وذكرتك بخير لأنها تتذكرك
    كلما ذكرت المرة وريحة المرة..فضحك الجميع وحمدوا
    الله على العافية والسلامه .. عاد سعييد بالمواشي بعد
    الظهيره ليسقيها ولم يحضر اسحاق فأسقاها هو وجميله
    وثريا وجعلها ترتاح وقت ثم ساقها للمراعي قريبا من
    البيت حتى قريبا من المغرب فساقها الى المرحان وأتت
    أخواته وحلبوا وارضعوا البهم وأدخلوها المراح وعادوا
    والجميع في فرح وسرور ..وتم تقديم العشاء فقال سعييد
    والغاليه .. فقالوا له تطمن الغاليه قدمنا لها كلما تحتاج
    وزياده ولكنها مشغوله بمن اشغلها .. فقال سعييد الله
    يخليه لها ويحفظهما .. وفي اليوم التالي وبعد الافطار
    والاطمئنان على أم سعييد خرج سعييد بالمواشي وعمه
    معه لياتوا ببقية النحل وبالفعل أتوا به كما في اليوم
    السابق وتغدوا من بقية اللحم وقدم لأم سعييد بعضا منه
    فقال سعييد الحمد لله اصبح معنا عشر خلايا من النحل
    وان شاء الله نجني منه العسل الوفير ونبيع ما يزيد عنا
    فقال اسحاق اسمعك تقول معنا فقال سعييد ايه معنا انا
    وانت واهل البيت منا وفينا فقال لا تعيد هذه العبارة مرة
    أخرى فأنت تعلم ماذا قلت لك والله العظيم ما يجينا مما
    هو لك شي إلا بشراء فأحمر وجه سعييد تأثرا من كلام
    عمه اسحاق فقال ستجعلني اترك كل هذا ولن تعرف لي
    طريق يا عم فقال وان فعلت ذهبت ابحث عنك ولا
    أعود حتى القاك وهل لنا بركه وراحه ألا بوجودك بعد توفيق
    وبركة ربنا .. فقال سعييد ليش تقول ما قلت فقال
    اسحاق لي أمنيه ان شاء الله تتحقق فقال سعييد وما هي
    حتى أرتاح مما أعانيه .. فقال ودي يصبح لك مال وفير
    وأشتري لك حلال به تربية ويرزقك الله من فضله
    واشوف عندك مالا وفيرا وأزوجك وافرح بك كما
    أفرح بأولادي وانا عندي من فضل الله الشي الكثير
    بلاد ومزارع وابقار ومواشي وعندي من المال الكثير
    فقال سعييد وهو متأثر من ممانعة عمه تلك
    هذه الامنية يا عمي كل انسان يتمناها بكل تأكييد ولكن
    تأتي مع الوقت والصبر ان شاء الله وانا ودي ان يكون
    لي يد معك وشي أقدمه مقابل تضحيتك ومساعدتك لي
    فقال اسحاق تقدر ان شاء الله فيما بعد وهاأنت تقدر الان
    وتقوم بخدمتي ورعي حلالي بأمانه وأمين وأنت في
    بيتي ووسط أسرتي وهذا لا يأتي إلا من أنسان ذا صفات
    عاليه وأخلاق كريمه .. ولا تعذبني واتركني أسوي اللي
    في نفسي حتى أصل لما خططت له وهو رفعت شأنك
    وتعويضك عما فاتك في فقد والديك وحقوق والدك التي
    راحت بدون حق شرعي..فقال سعييد على كيفك يا عم
    اسحاق الله يوفقك ويكتب لك الاجر والصحة والعافية
    ويفرحك بالصغير سعييد ويجعله من مواليد السعادة
    ويكون سند لك .. فقال ان شاء الله بوجودك يا وجه الخير
    المهم .. تم نقل النحل كما قلنا واصبحت حالة الوالدة
    مريم أحسن وطبعا أتى اسحاق لها بكل ما يلزمها من
    ملابس وغيرها ويوجد سمن وعسل وذبيحه قدم لها
    منها الكثير وذبح اسحاق مره أخرى في اليوم الثالث
    وفي اليوم السابع ذبح ثلاث ذبائح واحده خاصة لمريم
    وقدم لها الكبود وبعضا من اللحم الطري وفي الليل
    قدم ذبيحتين كتمائم للصغير سعييد وعزم أهل القرية
    وبعضا من أهالي القرى المجاورة وتم اعداد مكانا
    خاصا في جهة من البيت بعيدا عن محارم البيت
    الخاصة ووجهته وتم فرشه واعداد ما يلزم وكان
    سعييد موجود وهو الذي قام بأكثر العمل وكانت
    جميله معه تساعده وثريا مع صغر سنهما ولكن
    سعييد كان يوجههما المهم أنتهى ذلك العمل قبل
    المغرب بدقائق وجاب اسحاق من يذبح الذبائح
    ويطبخها وجهزوا البنات القهوة والتمر ليقدم لمن
    سيأتي من المعازيم وبعد المغرب حضر البعض
    وحضر البقية بعد صلاة العشاء وكان اسحاق فرحا
    جدا بما رزقه الله به وفرحا جدا بالصغير سعييد
    وسعيدا بما يفعله سعييد وأخواته أمام عينه وفي
    حضوره .. أكتمل حضور الضيوف فسأل أحدهم ماذا
    سميت مولودك يا اسحاق فقال سميته سعييد بأسم سعييد
    الذي ترونه أمامكم يقدم القهوة .. فقال السائل وكيف
    تسميه بهذا الاسم وهذا غريب ما تعرفه إلا قبل
    وقت قصير .. فغضب اسحاق واحمر وجهه وتغير صوته
    ولكنه تصبر حيث الوقت والمكان لا يسمح بالرد ولكنه
    قال سعييد ولدي وسعييد ولدي والاثنين لا فرق بينهما
    ومن قال غير ذلك سيسمع مني ما لا يحب وعلى كل
    حال الله يحييكم جميعا وأهلا بكم وأسعدنا تشريفكم لنا
    وأردف قائلا سعييد الكبير معروف له أصل كريم وأهله
    كرام ماهو مجهول نسبه معروف الله يحفظ الجميع ..
    فقال السائل الله يدلك أنت أبخص بنفسك ومن هو قريبا
    منك .. كان سعييد يباشر على الضيوف بالقهوة والماء
    لمن طلبه ويذهب ويعود ويتحرك عند الضيوف وعند
    العشاء وداخل البيت وخارجه وله حركة لا يتوقف أبدا
    وكان اسحاق يلاحظ كل ذلك ويسعده ما يراه ..
    تم تقديم العشاء التمائم وتعشى الجميع وكان الحضور
    كبيرا جدا فقد حضر أكثر أهل القرى المجاورة وأهل
    القرية التي هو فيها اسحاق بكاملهم ولم يتأخر أحد وهذه
    عادة جميلة بأن يحضر من تتم دعوته ولا يتأخر أبدا ..
    بعد العشاء وذهاب الجميع ولم يبقى إلا أهل البيت فقط
    اجتمعوا جميعا حول مريم وأبنها الصغير وكان سعييد
    يتحرج من الدخول عليها ولا يدخل حتى يرفع صوته
    خارج الباب ويقول انا سعييد أدخل فتسمح له مريم
    بالدخول مرحبتا به .. فلما أجتمع حولها الجميع قالت
    وين ولدي الكبير .. سمعها من خارج البيت وقال أنا
    هنا يا أم سعييد الله يحفظك فقالت تعال تراك ولدي
    الاول والغالي .. فقال اسحاق نعم ولا يسير غير هذا
    بأذن الله ما دمت حي .. فصفقا البنات وقالتا الحمد لله
    صار عندنا سعييدين ولله الحمد.. فضحك اسحاق وكذلك
    مريم .. دخل سعييد وقبل رأس عمته مريم ويدها وقبل
    رأس عمه ويديه وقال أعطوني الغالي خلوني اشوفه
    وأتبين ملامح وجهه الله يحفظه فمدت به مريم لجميله
    توصله لسعييد وقالت لن تراه الان تماما ولكن بكره
    في النهار تعال وشفه وتبين ملامحه كما تحب .. فقال
    ان شاء الله سمر الجميع حول مريم وصغيرها بعض
    الوقت ثم ذهب الجميع للنوم .. وفي اليوم الثاني بعد
    الافطار قال سعييد لعمه يا عم اسحاق انتصف وقت
    الربيع في هذه الايام أو نحن في نهايته وشفت النحل
    اليوم وكشفت عن واحدة من الخلايا فوجدت العسل كثير
    جدا بفضل الله .. وودي بكره او بعده نجمع العسل من
    الخلايا ونفصله عن الشمع ونعبيه في جلود مناسبه فقال
    اسحاق كم يكفي من الجلود فقال لا أدري حسب كمية
    العسل فقال انا عندي حوالي سبعة جلود مدبوغه بشكل
    جيد وجديده لم يوضع بها شي من قبل وراح ازيد لك
    ثلاثة لتصبح عشر واللي الله يرزق به من العسل خير
    وبركه .. فقال بأذن الله تكفي .. المهم في ذلك اليوم
    سرح بالحلال للمراعي وفي اليوم الثاني سرحت جميله
    وثريا بالحلال وبقي هو في البيت وفي وقت الضحى بدأ
    سعييد وعمه أسحاق بأخراج أقراص العسل من الخلايا
    العشر في صحاف كثيرا وكانت الكميات كبيرة جدا
    وجيده جدا .. وقام سعييد بفصل العسل عن الشمع وقام
    بتعبيئة العسل في تلك الجلود فكانت العشر مليئة بالعسل
    فشكر الله تعالى على ما وهب .. وكان العسل ذا أهمية
    في تلك المنطقة وفي كل المناطق وخاصة الجيد منه
    أذ كان يطلب بخصوصية كبيرة .. وأخذ سعييد اثنين
    من تلك الجلود المليئة بالعسل وتسمى (نحوا) أو (نحي)
    وذهب به الى عند عمته مريم وقال هذين لك يا عمه
    عساه بالعافية وكان اسحاق لحق به ليرى أين يوديها
    ونظر إليه وكاد يتكلم رافضا ولكن سعييد سبقه وقبل
    رأسه وقال الخير خير الله ولا تكسر في خاطر يا عم
    وأنت والد وهذه والده والبقية اخواني كما تقولون ؟؟
    فقال اسحاق تسلم يا سعييد البيت بيتك والاهل أهلك
    وأفعل ما تريده لن يعارضك أحد .. وخرج وترك
    سعييد عند عمته مريم .. فقال لها خذي على أصبعك
    يا عمه واطعمي سعييد من العسل تريه طيب له وهو
    في هذا السن وكان عمر سعييد الغصير أكثر من
    شهرين .. فقالت ان شاء الله الله يخلف عليك يا سعييد
    ولا تهون يا ولدي..ولا تخالف عمك اسحاق تراه يخطط
    ويحاول أن يجعلك من أحسن الناس .. فقال سعييد الخير
    خيرالله ثم خير عمي اسحاق وأنتي كذلك وأخواتي خليتوني
    كأحدكم ولم اشعر بالغربة أبدا وكأني أنولدت هنا وهنا
    تربيت والله أني من أسعد الناس وانا في جواركم ومعكم
    فقالت لا تقول كذا يا سعييد الله رزقنا بك ومن جيت الى
    هذا الوقت والخير كثير شف مزارع عمك اسحاق
    وحلاله يتكاثر بشكل منقطع النظير وهذا بجهودك
    يا سعييد .. فقال الحمد لله على كل حال .. عاد سعييد
    الى عمه ورأه في هواجيس لم ينتبه لحضوره ..
    فقال الله يجعل ما تفكر فيه يا عم خير أنت وين رحت
    فأنتبه وقال هو خير ان شاء الله يا سعييد .. افكر في
    هذا العسل وكيف نبيعه وأخاف السوق ما يشجع على
    البيع .. فقال سعييد ما لنا إلا ما كتب الله وانت خبير
    بهذه الاشياء فقال أكثر منك فقال طبعا في السوق
    والاسعار وما شابه انت أكثر خبره .. فقال اسحاق
    بعد كم يوم يكون السوق ونروح بالعسل وستكون
    معي وحط ما عندك من المرة واللبان في خرائط على
    شان أوديه عند أم صالح تراها كل ما شافتني تسألني
    عنك وتقول ما عندك شي لأن من تحضره من اللبان
    والمر .. نظيف وجيد جدا وهو مطلوب سواء ممن
    يبيع ويشتري فيه أو ممن يطلبه ويشتريه .. فقال ان
    شاء الله .. نظر اسحاق في سعييد وقال له ألبس احسن
    ثيابك وتعدل وخذ في يدك عصا ولا تمشي بدون عصا
    وخلك في السوق معي والله يرزقك من فضله .. فقال
    ان شاء الله يا عم .. المهم جاء وقت السوق وذهب
    اسحاق ومعه العسل محمل على جمل في وسط حصيره
    وضعت على ظهر الجمل وتم أنزاله في السوق في
    المكان الخاص ببيع العسل والسمن وتم عرض العسل
    واذا بواحد من قرية سعييد يراه .....


    الى الجزء القادم لنا لقاء ...

    تعليق


    • #17
      قصة رائعه وهادفة بارك الله فيك متابع وبشوق لنرى ردة فعل الرجل من قرية سعييد ومن يكون تحيتي.
      كل العطور سينتهي مفعولها
      ويدوم عطر مكارم
      الأخلاق

      تعليق


      • #18
        اسعدني تواجد وحضور الجميع
        ويؤسفني طرح الجزء السابع لانقطاع الاتصال
        سيتم قريبا التسديد واستمرار طرح اجزاء القصة

        تعليق


        • #19
          ننتظر بشوق
          كل العطور سينتهي مفعولها
          ويدوم عطر مكارم
          الأخلاق

          تعليق


          • #20
            أهلا بك دائما تنور ونسعد بتواجدك وحضورك الجميل

            تعليق


            • #21
              الجزء الســــــــــابـــع ....


              وقد تغير سعييد طولا
              وعرضا وشبابا فقد قارب عمره الثامنة عشر وبانت
              شواربه ولحيته وهو في أبهه من اللباس والشكل
              والثقة وفي تواضع كبير وكان وجه سعييد جميلا
              بشكل كبير وبانت عليه النعمة وراحة البال وصحته
              جيدة جدا .. المهم في السوق أتى رجل ممن يتاجر
              في العسل ويشريه بكميات كبيرة وهو معروف ..
              وقال هل أحد سام هذا العسل فأشار اسحاق الى سعييد
              وقال هذا صاحبه فنظر الرجل الذي من قرية سعييد
              الى العسل الكثير في ثمانية أنحيه مليئه وبهت ودهش
              جدا ولم يتكلم .. المهم قال الرجل أنت صاحب العسل
              فقال لا صاحب العسل الذي قال لك أني صاحبه وهو
              الذي يقطع في أمر العسل .. فقال لا تبيعوا قبل ان
              تعطوني خبر فأنا اشريه وأزاود عليه في السوم ..
              فقال اسحاق ان شاء الله ولكن لم تضع سوم انت حتى
              نعرف .. فقال أنا شفت العسل وذقت طعمه ولي فيه
              رغبه اشريه .. وتروني ازود على أي سعر وقال هذا
              القول بشكل خاص لأسحاق .. فقال اسحاق ضع سوم
              طيب على شان نقول ان فلان سام بكذا .. فقال سومي
              هو كذا وكذا ووضع مبلغ كبير جدا في ذلك العسل ..
              طبعا ذلك الرجل الذي من قرية سعييد ما زال موجودا
              ويسمع وكاد ينهبل لما سمع سوم الرجل الراغب في
              شراء العسل كون سومته كبيرة جدا وألتفت ينظر
              ويستغرب هل هذا العسل له فعلا وهل حاله تغير فعلا
              الى هذه الدرجة بعد الحال الذي كان فيه وسأل اسحاق
              وقال من أي قرية أنتم فقال له اسحاق من القرية الفلانية
              هل تريد شي محدد فقال له لا فقط احببت أعرف الله
              يبارك فيكم .. حضروا بعد ذلك من يتاجرون في العسل او
              من يحب شراءه للأستفادة منه واستخدامه ولكن اسحاق
              رفض التجزئه وقال البيع بالكامل لكل العسل دفعة
              واحدة وكان ذلك طمعا في أعلى سعر .. فكان التاجر
              الاول يأتي ويذهب وكلما زاد أحد في السوم زاد هو
              حتى وقف عليه السعر النهائي ولم يزود أحد على سومه
              ونظر اسحاق الى سعييد وقال وش رايك فقال انا مالي
              رأي هنا أبدا أن أردت البيع بع وانت حر تتصرف بما
              تعرفه وتراه..فقال للرجل الذي وقف عليه السوم النهائي
              الله يبارك لك .. فأتى ودفع السعر وأخذ العسل وذهب ..
              ذلك الرجل الذي من قرية سعييد ما زال ينظر بدهشة
              بالغة وأستغراب كبيرلما يحدث أمامه ولم ينصرف حتى
              أنصرف اسحاق وسعييد معه .. جلس اسحاق في المكان
              الذي كان جالسا فيه لما شاف سعييد لأول مرة وطلب
              قهوة وتمر وسعييد معه وطلب قرصان البر وما يقدم
              معها بعد ذلك وكان سعييد مبتسما وكان ينظر بين الفينة
              والاخر الى المكان الذي كان جالس فيه أول مره ..
              وأتى صاحب المحل بالقرصان البر ومعها اللحم
              الحنيذ واشيا أخرى ولم يكن إلا اسحاق وسعييد
              وكان ذلك الرجل يتابع اسحاق وسعييد عن بعد
              دون أن يرياه والله يعلم ما يخفي بتلك الحالة التي
              هو فيها .. قال اسحاق يالله وانا عمك يا سعييد
              بسم الله .. فقال سعييد انا ما اريد أكلت قبل سوية
              فقال متى وانت معي ولم نفترق ؟؟ ولكن اسحاق
              فكر وتذكر قول سعييد عندما تقابل هو وعمه اسحاق
              اول مره فضحك اسحاق ضحكا كبيرا وكثيرا وقال
              الحمد لله الذي يغير وهو لا يتغير .. صحيح يا سعييد
              تغير الحال وأسأل الله أن تدوم علينا الصحة والعافية
              والرزق الحلال .. والمفاجئة التي قررت أن أفاجئك بها
              كبيرة وجميله جدا ستفرحك يا سعييد .. فقال مالي من
              بعد شورك شور يا ابو سعييد فتبسم وشكر الله على ما
              وهب .. بدأوا يأكلون ولم ينتبهوا لذلك المنحوس الذي
              يراقبهما وكأن العقارب والحنشان تنهش من لحمه
              من كثر أستغرابه ودهشته وحسده .. الله المستعان
              عاد اسحاق وسعييد الى بيتهما بعد أن أخذ اسحاق
              كل ما يحتاجه لأهله ووصل البيت وكانت أم سعييد
              جالسة وفي حجرها سعييد الغصير وهو يلاعب
              يديها وهو أبن الشهرين والنصف تقريبا وبانت ملامحه
              وصحته وأصبح يتبسم لمن يلاعبه ويسمع صوته ..
              فقالت أم سعييد بشروا ان شاء الله توفقتم فقال اسحاق
              كل التوفيق باركي لولدك سعييد باع عسله بقيمة خياليه
              جملة ودفعة واحدة ولله الحمد .. فقالت مبارك عليك
              يا سعييد والله يرزقك من فضله .. شكرها وقال بعد
              خيرك يا أم سعيد وبعد خير عمي ابو سعييد .. شكروه
              على ما قال .. قام سعييد وقال اسحاق وين يا سعييد
              فقال رايح لأخواتي اولا اعطيهم مما جبت لهم وأكفيهم
              فقال اسحاق بل نقابلهم عند البير نسقي لهم حلالهم
              وبعد ذلك تروح انت بالحلال وهن يأتين الى البيت
              وانا عند مشوار قريب وأعود المغرب او بعده ان
              شاء الله .. فقال سعييد حبا وكرامه يا ابو سعييد
              وكان اسحاق يستطيب أن ينادونه ابو سعييد
              وخاصة سعييد .. ذهب سعييد الى البير لتحضير
              الماء فقد قرب وقت السقيا .. وأنتظار أخواته
              وصلن أخواته وأوردوا جميعا الحلال على الماء
              وشرب واستراح بعض الوقت حيث كانت العادة
              بعد أن يسقون المواشي يتركونها ترتاح وتجتر
              لنصف ساعه أو ساعه كامله ثم يسوقونها الى
              المراعي لتكمل رعيها الى الليل .. ذهبن البنات
              الى البيت وتناولوا الغداء وبعض ما احضر والدهما
              من السوق .. وأنتظروا سعييد حتى يأتي قراب المغرب
              بمواشيه كي يحلبونها ويرضعون البهم .. كالعادة ..
              وبعد ذلك أتوا الى أم سعييد وجلسوا قريبا منها في
              أنتظار ابو سعييد حتى يأتي كما وعد .. بالفعل حضر
              ابو سعييد قريبا من العشاء وهو مبتسم وفي أحسن
              ما يكون .. فقال تعال يا سعييد بجانبي هنا .. وأجتمعت
              الاسره كلها حول بعض وتناولوا العشاء وبعد ذلك قال
              ابو سعييد عندي مفاجئة للجميع ولسعييد على وجه
              الخصوص .. فقالوا جميعا خير الله يجعل بوجهك
              الخير يا ابوسعييد .. فقال وش تتوقع يا سعييد والمفاجئة
              لك .. فقال لا علم لي ولكن في وجهك الخير .. فقال
              اسحاق وش تبي تسوي بقيمة العسل وما بعناه مما
              تجنيه من اللبان والمر .. فقال انا ما عندي شي ولا لي
              شي يا ابو سعييد .. فقال بل نحن الذين ليس عندنا شي
              ولا لنا شي .. والمال مالك وانت حر فيه .. فقال سعييد
              اللي توجهني به اطيعه ولا أعارضه أبدا وأنت والد وانا
              ولد والله يوفق الجميع .. فقال ابو سعييد لقد شريت لك
              (80) رأس من الماعز والضأن بعضها بأولادها
              وسوف تأتي بكره ان شاء الله ولك من عندي عشرين
              رأس بأولادها مقابل تعبك معي وجهدك الكبير والذي
              رأينا من خلاله الخير والبركة..فسكت سعييد وغرورقت
              عيناه بالدموع وأستغرب الجميع مما حصل فقالت أم سعييد
              سلامة قلبك يا ولدي ليش تزعل وتسوي في نفسك هذا
              الشي هذا فضل من الله ولا لأحد فضل فيه فأحمد الله
              وأفرح كما فرحنا .. فقال فرحي بكم اكبر وأجمل مما سمعت
              ولكن هذا لا يعني أن لا أتذكر ما كنت فيه وما أصبحت
              فيه .. ولولا فضل الله ثم فضلكم عليه لما وصلت لهذا
              بجهدي فالحمد لله على كل حال .. فقال اسحاق هل
              تعرف يا سعييد للعمل في البلاد والزراعه والسنواني
              فقال سعييد ليش ماني ولد هذه الديار وهذا عملهم الدائم
              نعم يا عمي اعرف وتحت أمرك فيما تريد وتأمر به
              فقال بكره يأتي حلالك وقد أتفقت مع شخص من القرية
              الفلانية أن يقوم برعي مواشينا وأنت تستريح من رعي
              المواشي وتكون معي عند البلاد نقوم بما يلزم ...
              فقال سعييد تحت أمرك يا عمي كما تريد فقال الله
              يحفظك ويرعاك خلاص هذا هو ما أرغب فيه ..
              وانتي يا جميله بكره في المغرب أفرزي من الماعز
              والضأن الفلانيات بأولادها وحطوها في مراح لوحدها
              وتكون لسعييد تضاف الى مواشيه التي ستأتي وهو حر
              فيها وتكون على حظه .. فقام سعييد وقبل رأسه ويديه
              وشكره على هذا التصرف وقال يا عمي لا أقبل ما
              قررت إلا بشرط فأن قبلته أقبل وأنت رفضته فأنك
              ستجعلني في مأزق وتكسر في خاطري فقال ابو سعييد
              أفا وأنا ابو سعييد فضحك الجميع .. فقال اللي يعجبك
              يعجبني يا سعييد وانا عمك وما اريد إلا الشي الطيب
              لك .. فقال سعييد أطلق يديه اروح السوق واشتري
              لبيتنا ولأخواتي ولأمي الغاليه أم سعييد اذا رغبت في
              ذلك وأجعلي تصرف اكون حر فيه ولا تقيدني بهذا
              الشكل .. ففكر ابو سعييد لحظات وقال خلاص اللي
              يعجبك أفعله ولكن لا تسرف .. فقال سعييد بيض الله
              وجهك وجزاك عني خير الجزاء .. أصبح سعييد مرافقا
              لأبو سعييد بأستمرار عند البلاد يعملان فيها ويشرفان
              على المواشي في مسراحها ومسقاها ومراحها ويتفقدونها
              بأستمرار وزاد الرزق وأصبح سعييد لا يذهب للجبال
              لجني اللبان والمره كعادته فيما سبق وأصبح الشاب
              سعييد هرجة السمار في قريته والقرى المجاورة التي
              عرفت قصته وأشتهر علمه وما صار إليه .. واضبحن
              البنات لا يخرجن الى المراعي ولا الى البلاد واستقرن
              في البيت حيث اصبحت جميله في الخامسة عشر او
              قريبا منها واصبحت شابه وكانت جميله جدا كما
              ذكرنا من قبل وكذلك أختها ثريا فهي قريبة منها
              جمالا وشبابا وكبر سعييد الصغير واصبح عمره
              يقارب السنة وبدأ يمشي وينطق ببعض الكلمات
              وكان يحب سعييد سميه جدا اذا شافه يركض إليه
              ويجلس في حجره ولا يفارقه إلا اذا نام ..
              ايضا سعييد كان يأخذه معه عند البلاد ويحمله على
              رقبته ويسليه ويلاعبه وكان حريصا جدا عليه ويخاف
              عليه جدا .. وكان والديه يطمئنان عليه مع سعييد جدا
              لما بينهما من ألفة ومحبه ..
              *******
              لا شك أن العمر يتغير ويتغير الحال والشكل مع مرور
              الوقت بالنسبة للصغير عندما يكبر فقد ظهر على سعييد
              الشباب وجمال هيئته الرائعة يزاد على ذلك أخلاقه
              وطيبته وقلبه الطاهر والجميل .. وكان يتحاشا النظر
              الى أخته جميله ولا يقف معها في مكان لوحدهما
              إحتراما لعمه وعمته وخوفا على السمعة أن تصاب
              بأذى أو أن يذكر عنه شي يسيئ لأهله الذين أووه
              وحفظوه وساعدوه بكل أمانه ويريد أن يرد لهم
              الجميل بالاخلاص في كل شي .. فكان دأبه أن لا
              يقال عنه شي يمس كرامته وشرفه أو كرامة وشرف
              جميله ومن ثم العائلة بكاملها ..
              ولكن بالفعل كان هناك ما هو أكبر من الاحترام
              والاخوة المتبادله بينهما والثقة البالغة فكان هناك
              بعض؟؟ بل الكثير من الاحساس النفسي والحب الذي لم
              يصرح به أحدا منهما ولم يقال فيه قول أطلاقا ولكن
              كانت العيون فقط تتكلم والاحاسيس والمشاعر طبعا
              بين جميله وسعييد .. وكان سعييد يبتعد كثيرا وفي كثيرا
              من المرات عن الاماكن التي تتواجد فيها جميله ويغلق
              الكلام كلما أتجه إتجاها نحو تلك الاحاسيس والمشاعر
              وكان سعييد جدا يقضي وقته عند البلاد ومع سعييد
              الصغير والعائلة بكاملها في سعادة مطلقة ..
              بالطبع كان هناك ما يلاحظ من ابو سعييد وأم سعييد
              فالعاقل لا تفوت عليه مثل هذه الامور ولكن ما رأوه
              من سعييد جعلهما يرتاحان ويثقان فيه بشكل كبير ..
              خاصة لما يصدر من سعييد من اقوال وأفعال وحركات
              فكان أكثر الوقت أما ساكتا أو مبتسما أو في عمله وما
              هو مكلف به وما يقوله عمه ابو سعييد ..
              فكان بين ابو سعييد وأم سعييد كلام أذ قالت أم سعييد
              يا ابو سعييد ما تلاحظ شي على سعييد فقال . ؟؟
              بلى وعلى جميله أيضا .. ولكن العقل الذي يتمتع به
              سعييد والامانه تجعلني أثق فيه ثقة كبير .. وكذلك أبنتنا
              جميله فهي عاقله ومؤدبه ولا تأتي بما يرتاب فيه أحد
              فهل ترين معي ما أراه فقالت أم سعييد صحيح وكلامك
              صادق فيه ولكن ؟؟ فقال ما هناك لكن اذا توافقا ورغبا
              ما عندي مانع وذلك أسعد ما يسعدني.. فقالت على بركة الله
              ولكن نترك الامر حتى يأتي وقته وزمانه ..فقال ان شاء الله ..
              كان سعييد لا يقرر له قرار في عمله ومع سعييد
              الصغير أذ أكثر الاوقات مع بعضهما .. ولم يكن
              يعلم سعييد ما يحاك ضده في الخفاء من مكايد ؟؟ ..


              الى الجزء القادم لنا لقاء ...

              تعليق


              • #22
                الجزء الثامـــــــــــــــــن ....


                ذلك الرجل الذي رأه في السوق وكان يعرفه بأسمه
                ورسمه ويعرف كل شي عنه في قريت سعييد الاولى
                أذ ذهب الى عمه علي بشكل سري ولوحدهما .. وقال
                يا علي ما تدري عن ولد أخوك سعييد وين راح وش
                صار فيه وأين دياره .. فقال لا والله ما ادري ولكن
                روحة اللي ما يرد عساني ما اشوفه تراه أزعجني
                في مطالبته بقسم والده وأنت تعرف الحقيقه .. فقال
                الرجل لا يا علي أقتنع وصمت أذنيه بما قلنا له ولن
                يطالب مرة أخرى ولكن لو رأيت ما رأيت لحدث لك
                صدمه .. فقال وش رأيت الله يكفينا شرك وشر ما رأيت
                فقال له ما صار إليه سعييد من الشباب والصحة
                والعافية وجمال الخلقة والغناء الفاحش الذي صار فيه
                واعتبروا بيعة العسل تلك عناء فاحش وكبير .. فقال
                عم سعييد يا رجل من جدك فقال والله العظيم أني شفت
                ذلك بعيني وفي حضوري ولكن ما عرفني سعييد ولم
                يلاحظني وفضلت متابعهم حتى راحوا الى القهوة
                وتقهووا وأكلوا التمر وبعد ذلك القرصان والحنيذ
                وهم يضحكون ويتبادلون الكلام بشكل لم أراه من
                قبل .. فقال من الرجل الذي كان معه فقال واحد يسمونه
                اسحاق من أهل الديرة الفلانية والقرية الفلانية ..
                فقال له علي هل تعرف القرية اللي تقولي عنها فقال
                نعم .. فقال علي عم سعييد طيب وش لنا فيه خله
                في حاله وعساه ينسانا وينسى ديرتنا وقريتنا ولا يعود
                لها أبدا .. فقال الرجل يا مسكين تخليه في ذلك الحال
                وذاك الغنا عند الاغراب يأكلون حقوقه وأنت عمه ولك
                عليه سلطة وتقدر تجيبه يعيش معك هنا ولن يفوتك ما
                هو فيه من الغناء الكبير وقد تحصل على بعضا منه
                فهو ما زال قاصر وتقدر تحتج بهذه الحجة للمحافظة
                على ماله وحقوقه وأنت أولى من الغريب .. فقال معك
                بعض الحق ولكن اذا رفض أو حصل من الرجل الذي
                اسمه اسحاق معارضة .. فقال سعييد ماهو بكيفه تقدر
                تضغط عليه وتخوفه وذلك الرجل لن يستطيع
                المعارضة فأنت أقرب منه .. فقال خلني أفكر واشوف
                ويصير خير .. فقال اروح معك اذا حبيت وما راح
                تنساني ان شاء الله ان حصلت على شي فيما بعد ..
                فقال عم سعييد على خير نشوف ؟؟ ..
                فكر عم سعييد وخالط تفكيره الطمع والجشع وعدم
                مخافة الله وأعتقد أنه يقدر الهيمنة على سعييد واحضاره
                بشكل أو بأخر والاستفادة مما لديه من أموال فقد
                أعتقدوا هو ومن نقل إليه الخبر أن سعييد لديه مال كثير
                لن ينقص منه اذا أخذوا بعضه والحال غير ما أعتقدوا
                فسعييد ما زال في بداية الطريق وما لديه ليس بهذا
                القياس .. المهم قرروا أن يذهبوا الى القرية التي هوفيها
                وينفذوا مخططهم الذي يفتقر الى الحق والعدالة ومخافة
                الله في القول والعمل وما كان همهم إلا أخذ سعييد وماله
                معه ليأكلوه أويأكلوا بعضه كيفما كان الوضع ..
                كان سعييد في أجمل أوقاته وأحلاها وهو عائد من عند
                البلاد وعلى رقبته سعييد ؟؟ سعييد يمشي وسعييد راكب
                ويلاعب أحدهما الاخر ؟؟ واذا ذاك الرجلين يمشيان
                على ركائب متجهين الى بيت أسحاق وقال مرافق
                علي عم سعييد شفت هذا هو سعييد وصار له ولد
                ما قلت لك ألحق قبل ما يقوى عوده ويشتد تفكيره
                فلا تجد شي ؟؟ .. فقال عمه معقول هذا سعييد الذي
                كان عندنا اصبح بهذا الكبر وهذا الشباب والجمال
                وصار له اولاد بعد ؟؟ الله الله .. لاحظ سعييد وجهتهم
                وسبقهم الى البيت ووضع سعييد عند أمه وخرج ورحب
                بهما فعرف عمه علي وزاد في الترحيب وسلم على
                عمه وعلى راسه تقديرا له فهو عمه مهما كان وسلم
                على مرافقه ورحب بهما واكثر من الترحيب ..
                لم يكن بعيدا اسحاق فأتى ورحب بالجميع وقلطهم في
                مجلس الضيوف ولم يأمر سعييد بشي فهو سيتصرف
                وبالطبع قام سعييد بذبح ذبيحتين من حلاله الخاص
                وطلب من أهل البيت الاستعداد بأعداد القهوة وما
                يتطلبه الامر فالضيوف مهمين .. وقد بلغ سعييد
                عمته أم سعييد واخواته جميله وثريا بأن أحد الضيوف
                عمه شقيق والده .. فكان الامر جلل بالنسبة للبيت
                وأهله وحتى سعييد فكان جدا مهتم بما سيقدمه
                لهؤلاء الضوف .. لم يتحرك اسحاق من المجلس
                فعنده من يثق به فقد قام سعييد بكل شي وايضا
                دعا أهل القرية للحضور للعشاء كما هي العاده
                وقامتا أختاه جميله وثريا بتقديم كلما يحتاج
                تقديمه للضيوف فعم سعييد عزيز على الجميع
                مهما كان ومهما كانت مطامعه وشره ..
                فأهل البيت كلهم لا يعلمون بشر علي عم سعييد
                وشر مرافقه ولكن سعييد أوجس منهما ماهو غير
                طبيعي .. ولما يعرفه عنهما سابقا علم أنهما لن
                يأتيا لتقديم التهاني أو الهدايا ولم يأتيا إلا لأمر به من
                الشر ما الله به عالم .. هذا كان أحساس سعييد ..
                المهم حضر الكثير من أهل القرية وبالطبع عرف
                سعييد عمه ابو سعييد على عمه شقيق والده وأهل
                القرية الذين حضروا عرفهم ابو سعييد على الضيوف
                وأن أحدهما هو عم سعييد شقيق والده فأكبروا سعييد
                كون عمه أتاه ضيفا ومعه أحد ربعه .. وفي هذه
                الاثناء جهز سعييد العشاء الذبائح وقال لعمه ابو سعييد
                قدم ضيوفك يا عم كل شي جاهز .. فقدمهم ابو سعييد
                على العشاء ورحب بهم .. تعشا الجميع وبعد العشاء
                أنصرف الحضور من أهل القرية بعد أن قدموا دعوه
                لعم سعييد ليضيفوه وأصروا ولكن عم سعييد رفض
                محتجا بوجود شغل لديه لا يستطيع التأخر عنه واعتذر
                منهم شاكرا .. ترك اسحاق فرصة لسعييد وعمه ومن
                معه ربما يكون بينهما ما يقولانه لسعييد فما أحب أن
                يكون عائقا لذلك .. جلس سعييد مع عمه ومرافقه وهما
                في حيرة مما صار إليه والمكانة التي يتمتع بها لدى
                اسحاق وأهل القرية التي هو فيها وحب الناس له وكان
                الحقد والطمع والجشع معمي قلبيهما ولا يهمهما إلا
                كيف الحصول على سعييد وماله معه ويعودان به
                لقريتهم .. فقال عم سعييد ما شاء الله يا ولدي ما شاء الله
                صرت في حاله طيبه وصار عندك مال وعياله وقدر
                كبير .. فضحك سعييد وعرف إنهما أعتقدا ان الولد
                الذي كان يحمله هو ولده وأن ماله يغطي الارض وعلى
                هذا الاساس .. فقال الحمد لله الذي يرزق الناس وكلما
                خلق سبحانه .. فقال المهم يا ولدي العزيزانا جيت
                من ديرتي رغبة في عودتك الى أهلك وديرتك
                وأحبابك وتكون عندنا في أحسن حال .. فضحك سعييد
                وقال أهلي وديرتي وأحبابي وأحسن حال .. فقال عمه
                نعم هذا الاساس ولا غنى لك عنه ونحن ما لنا غنى
                عنك وهذا اللي يعرفه الناس والعادات .. فقال حياك
                الله يا عم ومرحبا بك يا عم وخير ما قلت وجميل ما
                ذكرت .. الان أمسينا وخذوا راحتكم الان وباتوا واذا
                أصبحنا أفلحنا وابشروا بما يسركم .. فقالوا على خير
                طبعا أعتقدوا أن حاجتهم قضيت وان سعييد لم يحس
                بما يخفيانه بحقدهما وطمعهما الجشع وخسة ما
                يخططون له .. فباتوا وبات معهم يسامرهما في غير
                ما ذكروا وأجل ذلك للصباح .. ولكن لم يخفي عن
                عمه ابو سعييد شي فقد قال له كل شي عما يعرفه عن
                عمه وما أعتقده وان ما حضر له عمه علي ليس بالامر
                الحسن .. وفي الصباح قدمن أخوات سعييد الافطار
                من قرصان البر والسمن والعسل للضيوف وافطر
                معهما سعييد وابو سعييد وكان اسحاق وسعييد في
                وضع متفق عليه تقريبا يبتسمان للضيوف ويقدران
                لهما مكانتهما ويجلانهما وخصوصا اسحاق فهم
                أهل سعييد ولا يعترض على ذلك من حيث المبدأ
                .. المهم بعد الافطار قال علي عم سعييد هااه وانا
                عمك متى نفرح برجوعك الى أهلك وديرتك ومن
                يحبك ويحب وجودك .. ضحك سعييد ولم يجاوبه فور
                كلامه بل طول في الرد وهو يبتسم وابو سعييد ساكت
                لا يتكلم كون الامر خاص بسعييد .. فقال سعييد بعد
                أن أحمر وجهه وكبر غضبه وزاد من عمه الذي تجاهل
                ونسي حالته التعيسة عندما كان عنده وأكله حق أبيه
                وانكاره له وقد تأكد لديه ان البيع المذكور كان خدعه
                ونصب وكذب .. فقال سعييد ما بعد أنقلع يا عم زود
                عندما قلت لي أنقلع من وجهي وإلا تسمع ما لا يسرك
                وتركتني وانا في أمس الحاجة الى برك وأحسانك لي
                وقد كنت في ضعفه ذاك الوقت وحاجة ماسة الى لقمة
                اسد بها رمق الجوع وكنت في حال طيب ولم تكن فقيرا
                محتاج .. فهل تراني أصدق قولك بأن أهلي واحبابي
                في قريتي صحيح .. فقال عمه علي وش تقول يا سعييد
                .. ورد مرافقه عيب عليك تقول لعمك هذا القول .. فقال
                أنت بالذات شاهد الزور الله ينتقم منك هل نسيت انك
                من شهد بالبيع كذبا وزورا .. أسكت ولا أسمع لك
                قول يا شاهد الزور والكذب .. وانت يا عم ما اقبل
                منك أي كلام أن لك حاجة قضيتها أو أي خدمه فأنا
                حاضر إكراما لمن مات وهو كريم .. ولن أعود حتى
                تعيد لي حقوقي التي أكلتها ظلما وبهتانا وتعترف بأن
                أبي ما باع منك شي وترد لي جميع ما هو له مع ما
                استفدته طيلة السنين الماضية .. وبعدها لي حرية
                العودة من عدمه وحقي لن يضيع وان أضعته بطمعك
                فأن لم يكن في الدنيا ففي الاخرة ستدفعه راغما ..
                وحقك عليه كعم أبشر به من البر والاكرام طيلة حياتي
                ولا كلام بعد هذا .. فقال علي عم سعييد وش تقول
                يا اسحاق فيما قال سعييد .. فقال الحشمة والكرامة لك
                مني وانت ضيفي وما ذكرت وذكر سعييد فهذا بينكما
                فأنتم قرايب من دوني ولا أتكلم في شي مالم يسمح لي
                سعييد بذلك .. فقال سعييد تقول وتطول يا ابو سعييد
                ولا أرد لك أمر إلا فيما بيني وبين عمي فأتركه لي وانا
                أعرف كيف أتصرف فيه .. فقال ابو سعييد لك ما تريد
                فقال سعييد وعلى فكره يا عم اللي رأيتوه أحمله عصر
                أمس لم يكن ولدي بل هو ولد أبو سعييد العم أسحاق
                وهو سميي ويسرني ياعم علي أن أتقدم بخطبة جميله
                بنت عمي اسحاق وانت حاضر رضيت او رفضت
                والامر يعود للعم اسحاق طيب الله أفعاله وكرمه فقد
                أخذني من زاوية المكان الذي تركتني فيه يا عمل علي
                وأعطاني وكفلني وأطعمني وأشبع جوعي وكسى
                جسدي وآمن خوفي وطيب نفسي جزاه الله خير
                ومكافأته عندي أن لا أفارقه طيلة حياتي لما قام به
                .. فبهت علي عم سعييد وبهت مرافقه وبهت أيضا
                ابو سعييد من جرآت سعييد وقوة حجته وأقدامه
                وصلابة رأيه ومعرفته بالعادات والتقاليد وإكرام
                من له الكرامه والحق .. وسكت الجميع كأن على
                رأسهم الطير ؟؟ وأنتظر اسحاق ردا من علي عم
                سعييد فقد يقول شيئا .. فلم يتكلم ولم يتكلم مرافقه
                وفضل الجميع ساكتا لا يتحرك أحدا سوى أبتسامة
                سعييد وأبو سعييد التي كانت وساما لمن يعرف الحقوق
                فقال ابو سعييد مرحبا بك يا علي وبمن معك وأهلا بك
                ضيفا ونسيبا .. واهلا بك يا سعييد أولا وأخيرا ولو لم
                تخطب بنتي لخطبتك لبني لما تتمتع به من أمانة
                وأخلاص وأخلاق فأنت رجل تحب قبل ان تحب فبنتي
                هدية لك وعلى الطلاق مالها مهر سوى ما تقدمه أنت
                لها من هدية لا تكون مهرا عن طيب خاطر .. فقام
                سعييد وقدم عمه اسحاق بالسلام على رأسه شاكرا له
                ما قال ثم ذهب على عمه علي وسلم على رأسه وسلم
                على رأس مرافقه أحتراما وتقديرا وعاد الى مجلسه
                بقي علي عم سعييد صامتا لا يدري ماذا يقول بل نكس
                رأسه وقد خاب مسعاه وفشل ظنه ولا يستطيع أبدا أن
                يعترف بخيانته التي حدثت وهو شراء حق أخيه الباطل
                والخائن .. قام سعييد وذهب الى عمته مريم وقبل رأسها
                ويديها وكانتا جميله وثريا بجوارها ولم يعلم أحد بما
                صار .. قال يا عمه مريم لقد خطبت أبنتك جميله أمام
                عمي شقيق والدي وابشرك أعطاني ابو سعييد ووافق
                فما تقولين أنتي موافقتك مهمة لدي وموافقة الغاليه
                جميله .. فقالت العمه مريم تفداك جميله ماهي بظفر من
                أظافرك وما أزيد على الطيب إلا طيب .. ألتفت الى
                جميله وقال وانتي وقد نكس رأس ولم ينظر لها حشمة
                منه ماذا تقولين .. فقالت ليش ماني أختك وهذا الذي كنا
                متعودين عليه منذو رأينا بعض .. فقال أن أحببتي ان
                تكوني أختي فأقسم بالله العظيم مالك عندي إلا الاخوة
                والكرامه وأن أحببتي تكوني كما طلبت فهذا أحب
                ما لدي .. فقالت طابت حياتك وطاب وقتك ورأيك
                وطلبك أنت عزيز وغالي من غير ما ذكرت فكيف
                أن أصبح ما تطلب حقيقه فلا أعتراض لي أبدا ..
                عاد سعييد الى المجلس ويا لهول ما صار بعده ؟؟


                الى الجزء القادم لنا لقاء ...

                تعليق


                • #23
                  الجزء التاســـــــــــــع ....


                  لم يجد عمه علي ومرافقه .. ووجد عمه ابو سعييد
                  يضحك لأستغرابه بما حدث من ضيوفه .. فقال أين ضيوفنا
                  فقال لم يتكلموا بكلمة واحدة قاموا بعدك مباشرة وركبوا
                  ركائبهم وذهبوا حتى أني قلت لهم يبقون لدينا للغداء
                  فلم يردوا عليه .. فقال يحفظهم الله هذا ما أختاروا
                  ولم أختاره أنا .. قام ابو سعييد وأمسك بيد سعييد
                  وذهب به الى أم سعييد وهو يهز رأسه ويزداد
                  ضحكه ودهشته .. فماشاه سعييد وذهب معه ودخلوا
                  على أم سعييد وابو سعييد يزداد في الضحك والدهشة
                  فقالت عسى خير اليوم كله خير ان شاء الله وش تضحك
                  منه يا ابو سعييد .. فقال طيلة عمري لم أسمع مثل ما
                  سمعت اليوم .. فقالت خير وش سمعت .. فقال سعييد
                  وما قال .. فقالت ماذا قال .. فأعاد عليها ما قاله سعييد
                  لعمه علي وكيفية خطبته لجميله وهي طريقة كياديه
                  ورد اعتبار لظلم عمه الذي حصل منه .. فقالت كفو
                  يا سعييد رجل كريم من رجل كريم الله يرحم والديك
                  فقد أخذت اصالة والدك وطيب امك التي ربتك الله
                  يرحمهم .. فقال نعم ما قلتي يا أم سعييد اصل وطيب
                  والد وكرم أم وتربية صالحة .. فألتفت الى جميله
                  وقال وش تقولين تريني أعطيتك سعييد وحلفت يمين
                  الطلاق ما يكون لك مهر إلا هدية يقدمها لك اذا صرتي
                  في بيته .. فقالت ما بعد قولك قول ؟؟ ولكنها أرادت
                  أن تزيد في الجو فرح الى فرح وسعادة ومزاح .. فقالت
                  بس يا ولدي العزيز هذا أخي دائما أقول له يا أخي وهو
                  يقول لي يا أختي فكيف تزوجني لأخي ..فضحك الجميع
                  ضحكا يسمع من خارج البيت .. فقال ابوها يا بنتي ذاك
                  طيب من سعييد وطيب منك فأنتي من أصل كما هو من
                  أصل فاذا أجتمع ذهبا بذهب لا يتغير الظاهر والباطن
                  فكله أصيل أوله وأخره .. الله يمتعكما بالصحة والسعادة
                  ويرزقكما الذرية الصالحة .. وألف مبروك مقدما لكما
                  قام سعييد وقال شكرا لك يا عم وقبل رأسه وقال أنا
                  وانت في سباق ودائما تسبقني واتشرف أن اكون بعدك
                  وقبل راس عمته ايضا .. فقال ابو سعييد لا سباق
                  ولا مسبوق تستحق ما جاك مني ولاني خسران
                  فقد أسعدتنا بوجودك وخدمتك لنا وجهودك المباركة
                  والطيبة وهذا ما كنت أتمنى ان تصبح كما رأيتك اليوم
                  من صلابة الرأس وقوة الشكيمة والرأي الصحيح
                  وان كنت لا أحرضك على عمك وأهلك فأنت لك الخيار
                  طبعا كان لسعييد قصد من أستعجاله في خطبته لجميله
                  وهو قطع رجاء عمه من عودته وتمكينه من أستغلاله
                  ومحاولة التسلط عليه وعلى ما هو له وكفاه ما أخذ من
                  قبل بالكذب والاحتيال .. وبالفعل قطع نفسه من كل ذلك
                  وخرج بدون أستئذان ونفسه مكسورة وعاد الى قريته
                  وهو في حالة كسيفة اولا لرد سعييد الشديد وثانيا فقد
                  وجد سعييد غير ما كان يعتقد ..
                  المهم في طريق العودة لعم سعييد وصاحبه الذي
                  حرضه ونقل إليه أخبار سعييد كانوا في أشد الخجل
                  والكسافة لما قاما به وقد أنكشفت مقاصدهم تقريبا
                  وأصبح واضحا ما كانا يقصدانه ولكن سعييد ألجم
                  أفواههم .. فقال رفيق علي عم سعييد الله وأكبر عليه
                  ما أقواه وما أشد كلامه .. فقال علي عم سعييد كان
                  والده هكذا شديدا وفاهما وحكيم وخلف من بعده من
                  هو أشد منه وأقدر .. فكه منه عساه ما يعود حتى بيته
                  راح أخذه وأحط فيه العلف والحب وما لا أحتاجه
                  كمخزن على شان يصبح كل ما له لي وأفتك منه تماما
                  ذهب الى بيت سعييد وحاول يفتحه عدة محاولات ولكن
                  كانت الصدفة والطامة الكبرى بالنسبة له أنه أتلفت فشاف
                  سعييد خلفه مبتسما ..فقال له ترغب في الاستحواذ على
                  كل شي يا عم الله يسامحك ..بالنسبة للبيت أن قربت منه
                  أو حصل له شي فلن أسامحك وسوف ترى مني ما لا
                  يعجبك وبالنسبة للبلاد التي أخذتها بحيلك وخيانتك فالله
                  ينتقم من كل ظالم .. وهذا العلم يصلك فلا تعتقد أني
                  عاجز ولكن ما ودي اسحب بك في المحاكم قدام الناس
                  وانت عمي .. فقال ودك تشكيني يا سعييد فقال لو بغيت
                  ما أحد يقدر يمنعني ولكن تركتك من أجل صلة القرابة
                  والطمع في رحمة الله ماهو في النهب والاحتيال ..
                  عاد سعييد من فوره لعمه اسحاق ولم يبات إلا عندهم
                  ولكن خطرت له فكره أن عمه علي لن يترك شي له
                  فمشى خلفه وهو متعتقد بأنه سيفعل شيئا وبالفعل صدق
                  ظنه .. المهم عندما عاد سأله عمه اسحاق وش لقيت يا
                  سعييد فضحك فقال كما أعتقدت وجدت عمي علي
                  يحاول فتح بيتي ولا أدري وش يريد ولكن بكل تأكييد
                  له مطامع في أخذ البيت .. وحذرته من الاقتراب من
                  البيت وأن فعل سيرى مني ما لا يحب .. فقال الله يستر
                  الحال ويهدي الجميع ..
                  لم تكن جميله وثريا موجودتان في المكان الذي هم فيه
                  فلاحظة أم سعييد على سعييد أستغرابه فضحكت وقالت
                  مستغرب عدم وجود البنات فتبسم وقال ما تعودت على
                  غيابهما فقالت حياء البنات وقد فجرت اليوم كل التوقعات
                  بطلبك جميله وردك على عمك القاسي والشديد وأظهرت
                  ما لم نتوقع نحن وربما عمك .. فقال سعييد مرمرتني
                  السنين والايام وياما جلست وحدي أفكر وياما بكيت بشده
                  لما أصابني ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
                  هذا أمر الله وقدره .. وما أخفيته في نفسي أكبر وأعظم
                  مما أظهرته والله لا يحرمني منكما أنتي وعمي اسحاق
                  وجعلكم ذخر وسند أن شاء الله تعالى.. فقال اسحاق أنت
                  في مكانك ومع أهلك وعندك الان ما يسندك بأذن الله
                  حلال ومال والله يبارك لك ويفتح عليك أبواب فضله
                  فقال سعييد وأم سعييد اللهم آمين .. نظر سعييد لعمه
                  ثم نظر لعمته وأراد أن يقول شيئا؟؟ولكنه تراجع وسكت
                  فقال عمه وقد لاحظه كأنك بغيت تقول شي فقال نعم
                  ولكن أن سمحتم أزهموا على أخواتي فضحكوا وقالوا
                  باقي فيها يا سعييد .. فضحك وقال هم أخواتي وأحب
                  ما ألي وسيظلن كما هم لن يتغير شي أبدا .. فصوتت
                  أم سعييد لجميله وثريا وقالت لهما تعالوا .. فأتيا وجلسا
                  بجوار أمهما وما كانت العادة هكذا ولكن قد يكون تغير
                  في الامور أمور .. المهم قال سعييد بعد أن نظر لجميله
                  وقد نظرت إليه قبله .. وش الرأي يا عمي الان وش
                  تشوفون .. فقال اسحاق لن يكون لنا رأي إلا ما تراه
                  أنت نوافقك عليه .. فقال الحقيقة ليس لي رأي انا
                  والامر يعود لكما وتحديد ما ترون .. فقالت ام سعييد
                  يقصد سعييد الزواج ووقته وما الى ذلك .. فقال اسحاق
                  فاهم عليه وأنا ما ودي اقول شي ربما يكون معاكس لما
                  يحب ويريد سعييد..فقال سعييد قد رأيت يا عمي ما قلت
                  لعمي وأوضحت ما في نفسي ورغبتي وهي البقاء في
                  هذا المكان ما بقالي من عمر وديرتي لن تطردني أن
                  أردت الذهاب إليها متى شئت ولكن هذا مكاني وهذه
                  هي ديرتي وقريتي وأهلي .. فقال اسحاق وما دام الامر
                  هذا هو فأول ما تبني لك بيت جميل ورائع وواسع في
                  المكان اللي يعجبك وشوف الاماكن حولنا كثيرة وواسعة
                  ولن تجد من يقول لك لا تبني هنا .. وبعد ذلك متى ما
                  رغبت الزواج فلك ذلك .. فقال هذا ما كنت أحب ولكني
                  أستحيت أن أقوله لك .. وهناك أمر أخر قد لا يساعد في
                  الوقت الحاضر .. فقال اسحاق وماهو قال سعييد تعرف
                  بناء البيت يحتاج مال ومصاريف وانا الان لا يوجد لدي
                  شي إلا أن كان أبيع من حلالي .. فقال هذا الامر سهل
                  أعطيك انا ما تحتاج واذا الله سهل عليك وجليت العسل
                  تبيعه وتسددني وخل غنمك ولا تبيع منها شي ..
                  فقال سعييد أخاف اني أكلف عليك فقال لو بغيت تبني
                  عشرة بيوت عندي ما يكفي يا سعييد وقد قلت لك أني
                  بخير وفي خير ولا ينقصني شي والحمد لله رب العالمين
                  فقال على بركة الله تعالى ولكن يا عم اذا سمحت ولك
                  أيضا الرأي .. ودي بأمر أن يصير حتى أكون على
                  راحتي أكثر فقال ابو سعييد ترغب تعقد على جميله
                  حتى لا تكون في حرج .. فتبسم وهز رأسه .. فقالت
                  أم جميله الله يوفقكم ويكتب لكم الصحة والعافية والسلامة
                  الامر عند ابو سعييد وهو على كيفه .. فقال ابو سعييد
                  انا ما عندي مانع متى ما بغيت أبشر .. فقال على خير
                  أرد عليك وأقولك وين المكان المناسب لبناء البيت
                  قريبا ان شاء الله ..
                  قام الجميع للنوم وفي الصباح قاموا وأفطروا وذهب
                  ابو سعييد وسعييد الى البلاد وقال ابو سعييد يا جميله
                  سوي لنا قهوة وشاهي وجيبي ما نتوقى به وألحقي به
                  فقالت ولكن يا أبوي ؟؟ فقال لا بأس يا بنتي الله يحفظك
                  ما هنا إلا أخوك وزوجك ان شاء الله وفي القريب
                  العاجل سيتم كتب كتابكما وش تغير في الامر الله يهديك
                  فقال أبشر يا أبي ..أتت جميله بما طلب والدها ووضعته
                  وأرادت الذهاب الى البيت ولكن سعييد نظر لها وكأنه
                  يريدها أن تبقى فبقيت وأتى والدها وجلس وقال ليش ما
                  تصبي القهوة يا بنت الرجال وإلا ما تعرفي ؟؟ فقالت
                  كيف ما أعرف يا أكمل الرجال وأنا بنتك .. فضحك
                  سعييد وضحك عمه قامت جميله بصب القهوة ولكن
                  يدها ترتجف وكاد الفنجال يطيح من يدها فقال سعييد
                  هاتي القهوة انا أتولى أمرها وأبي منك شور فأنتي
                  شريكة الان فيما أريده وأعزم على عمله فلا تستعجلي
                  بالذهاب طبعا أن سمحت يا عم اسحاق .. فقال خذ
                  راحتك وسوي اللي تريده .. فجلست وتقهووا وأكلوا
                  مما أتت به جميله .. وقد كان بين الفينة والاخرى تأخذ
                  نظرة خاطفة من سعييد على حياء شديد .. قام اسحاق
                  وقال انا عند شغله ودي اسويها فقال سعييد أجي معك
                  يا عم فقال لا خلك مع جميله وشاورها فيما تريد ولا
                  تتردد وانتي يا جميله دائما شوفي وش يريده خطيبك
                  سعييد ولا تقصري وأتركي التردد والحياء فأنتي لستي
                  مع غريب وسعييد صار منا وفينا والله يتمم لكما بخير
                  فقالت أبشر يا أبي .. ذهب اسحاق لما يريد وقد كان يريد
                  أن يعطي فرصة لسعييد .. بقي سعييد وجميله وقت لا
                  يتكلمان ولا ينظر أحدهم الى الأخر إلا بشكل خاطف
                  فقال سعييد أنا حبيت أشاورك .. وقبل أن يكمل كلامه
                  قالت إلا قلي وش هالمصيبة اللي سويتها .. فقال وش هي
                  الله يستر .. فقالت الخطبة التي كانت مثل الصاعقة
                  بدويها وسويتها في وقت غير متوقع ولم تشاورني ولم
                  تأخذ رأيي .. فقال ان كان ما ودك وترغبي نهون هونا
                  فقالت صارخة مو ذا قصدي .. فضحك وعرف ما تكنه
                  له من ود وحب وتأكد أن العيون لا تذكب أبدا فيما تشير
                  إليه في كثير من الاحيان .. فقال وش قصدك ؟؟
                  فقالت ما ادري ولكن فاجئتني جدا .. فقال أسمعي
                  يا جميله أنا من أتيت إليكم ما كنت أتوقع أن أجد
                  ما وجدت من الرحمة والمحبه والاخوة والرضى
                  والصدق فكنت أجلس لوحدي أو في خلوتي وأفكر
                  وأقول وش هالناس الطيبين والله حطني عندهم بأمره
                  وكرمه وجدت ما لم أجده في قريتي وأهلي وقرابتي
                  فحددت آرائي ووجهتي منذو وقت بعيد وقررت أولا
                  أن أرد الجميل لمن أهداه إلي وثانيا أن أكون الرجل
                  المثالي والصادق وأعتمد على نفسي وجهدي بعد الله..
                  وكانت تستمع له جميله بكل حواسها وهي مبتسمه
                  وتكاد تطير من سعادتها .. فأكمل سعييد وقال وما
                  أحببت أن اشاورك فيه هو بيتنا ان شاء الله وأين نضعه
                  وكيف يكون شكله ومدخله وواجهاته وأيش تقترحي
                  عليه أن اسويه قبل كل شي .. فقالت أكييد راح تسمع
                  كلامي ويعجبك شوري فقال ما شاورتك إلا وانا صادق
                  فقالت أما البيت فيكون محل العريش حق النحل وننقل
                  النحل بعيدا عنا وعن حلالنا على شان ما يؤثر علينا
                  وحددت له المكان والجهات وكل شي .. فضحك ؟؟
                  فقالت خير ان شاء الله ما أعجبك رأيي فقال لا والله
                  ولكن كان رأيك مشابه لرأيي تماما ولم يختلف شي
                  فشكرا يا جميلتي وحبيبتي الغاليه ..
                  أما موضوع الخطبة ووقته فكان رد أعتبار لي ولما
                  واجهته ووجدته من عمي الله يسامحه والذي معه فقد
                  لقيت من عمي ما لا تحمله الجبال وأهانني وقسى عليه
                  جدا وأحببت أن يعرف أني ما راح أضيع وأني أقدر
                  أحافظ على نفسي وقيمتي وفي نفس الوقت حتى لا عاد
                  يفكر اني سوف أعود إليه واتشكره وأترجاه وأنه لن
                  يستطيع السيطرة عليه ولا على ما أملك .. وأما لماذا
                  لم اشاورك أو أعرف مدى موافقتك فقد قلتي لي مرارا
                  انك تحبينني وتموتي في القرب مني فصرخت قائله انا
                  فقال نعم أنتي فقالت هاااه متى ؟؟ فقال أسئلي عيونك
                  وقلبك .. فنظرت إليه نظرة طويله وأشبعت ناظريها
                  من النظر إليه ولم تجيب فقال هااه وش قالوا ؟؟ .
                  فقالت يا سعييد يجمع الله من أراد الى من أراد ولا راد
                  لأمره أما قلبي وعيوني فكانت تعترف لك كل يوم آلاف
                  المرات بأنك غالي وقريب من القلب والفؤاد والله الشاهد
                  على ما اقول .. فقال كان قلبي وروحي تحدثني دائما
                  بما قلتي وأكثر والحمد لله تمت بأذن الله ومن بكره راح
                  أبدأ في العمل وفي الربيع القادم سيكون لم الشمل فما
                  ترين .. فقالت الله يقوم حظك ويحفظك ويرزقك من
                  فضله ورحمته فقال اللهم آمين .. فقال وش رايك نروح
                  عند الوالد يمكن يحتاج مساعده فقال ما عندي مانع فمد
                  يده الى يدها بعد أن وقفا .. فلم تعترض ومدت يدها له
                  فأمسك بيدها وكانت يدها ترتجف فهذه أول مرة يمسك
                  يدها وأول مره يكون ذلك بعد أن تحققت الاماني
                  والامنيات وكانت ترتجف بكاملها فالموقف من جهة
                  كان فجائي ومن جهة أخرى كانت أمنية وحصل ما
                  حصل في وقت واحد .. المهم وصلا الى ابو سعييد
                  وهم على ذلك الحال ولكن قبل الاقتراب منه فك سعييد
                  يد جميله وتقدم عنها الى عمه .. وقال لجميله خذي
                  الاشياء وروحي الى البيت الله يحفظك .. سلمت
                  على والدها وبقيت بعض الشي بقربهما وكان ابو سعييد
                  يشتغل في شغلة لم تكن مهمة ولكن كما ذكرنا أراد ان
                  يعطي فرصة فالقلوب تكاد تتفطر رغبتا في الاجتماع
                  وتبادل الكلام أيا كان المهم يسمع أحدهما الاخر ويقول
                  ما يقول لا يهم .. عادت جميله الى البيت وكانت تلتفت
                  من حين الى أخر وكذلك سعييد كان ينظر إليها كلما
                  وجد فرصه من عمه .. المهم بقي سعييد وابو سعييد
                  عند البلاد يعملان في أعمال مختلفه الى وقت صلاة
                  العصر .. فصليا وأستظلا تحت أحد الاشجار وجلسا
                  يتحدثان في أمور البلاد واعمالها .. فقال سعييد يا عم
                  قلت لي أن أختار مكان مناسبا لبناء بيت لي فشاورت
                  جميله وأتفقت رؤيتنا أن أنقل النحل من مكانه وأجعله
                  في مكان بعيد عن البيوت والحلال حتى لا يؤذينا ويؤذي
                  الحلال ويكون بيتي في مكانه .. فقال ابو سعييد بعيد
                  بيتك عنا .. فقال سعييد ليس بعيد يا عم باقي أحط
                  زربه ومراح لغني ان سمحت لي والقلوب قريبة من
                  بعضها وبعد المكان لا يبعدها .. ولكن يا عم ودي
                  أستوضح من شي .. فقال له تفضل يا ولدي ما أعتقد
                  أن في شي غامض وغير معروف ولكن قل ما تريد
                  فقال سعييد تعرف يا عم أني لست من هذه القرية والقبيلة
                  تختلف وأن كنا من بعضنا في الاصل .. ولكن ماذا بعد
                  بناء البيت فأنا ليس لي شي هنا ولست منكم في الاصل
                  فأنتخا ابو سعييد وقال أفااا وأنا ابو سعييد وش تقول وانا
                  عمك هذا الغلط وهذا يزعل .. كيف تقول هذا القول أنت
                  منا وفينا والبيت وكلما فيه وحوله يعتبر من حلالك
                  وأنت ولدي وأخو أولادي ولا اشوف غير هذا ولم
                  يخطر في رأيي شي يخالف .. الله يهديك ويوفقك
                  كانت أمنيه أن تبقى عندي ومعي وبعد أن طلبت
                  جميله تحقق الحلم الله يتمم لكما بخير .. فقبل سعييد
                  رأس عمله وشكره على ما قال .. وأستأذن منه وقال
                  ودي أبيع بعضا من غنمي يا عمي بعضها كبير في
                  السن وفيها ذكور لا أرغب في بقاءها .. فقال ابو سعييد
                  قلت لك كل ما تريده عندي فقال سعييد لا بأس يا عم
                  ولكن لي شرط ترى لا تزعل من كلامي فقال وش
                  شرطك فقال سعييد كلما أخذه منك أرده عند الاستطاعه
                  فلا تزعل من كلامي ولا تردني فقال كيف أقول أنا
                  وأراك مثل اولادي وتحسب هذه الحسابات بيننا فقال
                  سعييد هذا حق وانا أحب هذه الطريقة ان سمحت لي
                  فقال ابو سعييد اللي يعجبك يسير لا تهتم .. أخذ سعييد
                  بعضا من غنمه تيوس سمينه وبعضها كبار في السن
                  كما قال وذهب بها الى السوق وعددها يقارب العشرين
                  وفي السوق باعها بثمن طيب ولم يكن عمه ابو سعييد
                  موجودا معه في السوق بقي هو في البيت قام سعييد
                  بشراء ما يحتاجه البيت من أشياء وطلبات وتوجه الى
                  البيت ؟؟ فسمع من يناديه من وراءه قائلا يا سعييد
                  يا سعييد .. فألتفت إليه ووقف ينتظره فكان يحث
                  الخطى حتى وصل فقال أنت سعييد أبن فلان الفلاني
                  فقال نعم فقال أنا من قريتك وعمك علي مريض مرضا
                  شديدا وقد شارف على الموت فأحببت أن أخبرك لما
                  شفتك .. فقال جزاك الله خير سأكون عندكم بكره
                  بأذن الله فسأله عن حاله وأحواله فقال أنا بخير ولله
                  الحمد .. فقال ذلك الرجل وش عندك وش تسوي
                  وش تعمل فقال أنا بخير كما قلت لك وعندي من الله
                  خيرا كثير فقال شفتك تبيع غنم لمن هي .. فقال لي
                  فقال من وينك حصلت عليها ؟؟ لا تزعل مني يا ولدي
                  حبا في الخير لك واحب ان اتطمن يوم شفتك الله يرزقك
                  من فضله .. فقال يا عم الله يحفظك عندي غنم وسوف
                  أبني بيت كبير وواسع وسوف أتزوج ان شاء الله قريبا
                  ونسأل الله لنا ولك وجميع المسلمين العافية والسلامة
                  فقال الله يوفقك ويحفظك ولا تنسانا من العزيمة والقيام
                  بالواجب تجاهك ترانا نحبك وقد سمعنا بعض الكلام
                  عنك وما حصل بينك وبين عمك علي ولكن لا تكون
                  ممن يقصرون فأنت ولد رجلا كريم الله يرحمه فقال
                  سعييد الله يجزاك خير ويوفقك تسلم بارك الله فيك
                  عاد الرجل الى السوق واستمر سعييد في طريقة
                  وعندما وصل وشاف عمه ما أتى به عاتبه وقال
                  ليش تكلف على نفسك .. فقال سعييد ما قلت لك
                  يا عم اني في سباق انا وأنت ولكن دايما تسبقني
                  الله يحفظك ,, فضحك ابو سعييد وسكت وكانت
                  جميله غير بعيد فأشار إليها فأتت مبتسمت لا تكاد
                  تستطيع الوقوف على الارض حياء وأعطاها أشياء
                  وهمس لها وقال في وسطها شيئا أحفظيه فهزت رأسها
                  وذهبت .. تبسم عمه وعرف ماذا أعطاها وقال بشر عساك
                  توفقت في بيعك فقال الحمد لله .. ولكن جاني خبر
                  ازعجني يقولون ان عمي مريض مرضا شديد وقد
                  شارف على الموت وودي اروح اسلم عليه له حق
                  وواجب فقال وانا معك السلام واجب لا يمنع ..
                  ذهب سعييد وعمه ابو سعييد عند الفجر على ركائبهم
                  متجهين الى قرية سعييد للسلام على عم سعييد ولم
                  يصلوا إلا قريبا من الظهر ؟؟ ولكن سأءهم ما شافوه ..


                  الى الجزء القادم لنا لقاء ...

                  تعليق


                  • #24
                    ننتظربشوق الى الجزء القادم متابع بإذن الله وفقك الله.
                    كل العطور سينتهي مفعولها
                    ويدوم عطر مكارم
                    الأخلاق

                    تعليق


                    • #25
                      تشتاق لك الصحة والعافية ابو معيض
                      حضور كريم من كريم تسلم بارك الله فيك
                      واهلا بك ومرحبا

                      تعليق


                      • #26
                        الجزء العاشــــــــــــــــر ....

                        فقد شافوا ناس كثير حول بيت عمه علي والحال ما يطمن
                        ولكنهم استمروا في السير ووصلوا وسلموا فسمعوا بكاء
                        ولجة فقالوا عسى ما خلاف .. فتقدم الرجل الذي بلغ
                        سعييد وقال تأخرت يا ولدي عمك توفاه الله عند الفجر اليوم
                        الله يرحمه .. فقال سعييد نسأل الله له الرحمة والمغفرة
                        زاد الرجل وقال سوف يتم دفنه اليوم بعد صلاة الظهر
                        وهو جاهز وقد جهزنا القبر وبعد الصلاة نصلي عليه
                        في مسجد الجماعة وندفنه الله يتغمده برحمته .. طبعا
                        كان لعم سعييد اولاد اكبر من سعييد وكانوا موجودين
                        فتقدم لهم سعييد وسلم عليهم فهو يعرفهم ولكنهم كانوا
                        لا يحبون شوفته الله المستعان ..
                        المهم صلوا صلاة الظهر وصلاة الجنازه على الميت
                        وذهبوا به الى المقبرة ودفنوه وعادوا وجلسوا لأخذ
                        العزاء .. فكان سعييد بين أبناء عمه يأخذ العزاء مثله
                        مثلهم وكان يرد على من يقدم العزاء ردا جميله وطيبا
                        لم يقول سعييد لعمه اسحاق شي عند العودة الى ديرته
                        فلم يسئله عن ذلك عند الليل خرج سعييد وأخذ عمه ابو
                        سعييد معه وذهب الى بيته وفتحه فاذا هو غير نظيف
                        وغير مرتب فحاول ترتيبه ولكنه تفاجأ بالرجل الذي
                        واجهه في السوق وقال له يا سعييد تفضل انت وعمك
                        الذي معك عندنا فبيتك لا يصلح للمقام فيه الان والحال
                        كما تعلم لا يمكن ولا يمديك القيام بتنظيفه او ترتيبه
                        فقال شكرا لك يا عم لا بأس .. فقال يا سعييد أقبل
                        دعوة من يحبك ويحب مجيئك فألتف إليه سعييد
                        وقال سم وأبشر والله يبيض وجهك ويرضى عليك
                        ذهب سعييد وعمه مع ذلك الرجل الى بيته فذبح
                        لهما وعشاهما ودعى كثيرا من أهل القرية وقدم
                        سعييد لهم وقال هذا ولدنا وأبن أخونا الله يرحمه
                        وليس مستغرب وجوده بيننا فقال الجميع أهلا به
                        وحياه الله في كل الاوقات .. في اليوم الثاني ذهب
                        سعييد الى بيت عمه مكان العزاء ليكون بين أبناء
                        عمه في ذلك الوقت وذلك الموقف .. فقال أحد
                        الرجال يا سعييد معنا أمانه لك ونحب أن نعطيك
                        إياها ولكن المكان والوقت لا يسمح .. فقال سعييد
                        اليوم وبكره غير ممكن ولكن بعد أنتهاء العزاء
                        اكون تحت أمركم .. فقال على خير .. بقي سعييد
                        طوال ذلك اليوم وعند المساء أخذهم مضيفهم اليه
                        وباتوا عنده ثم عاد الى مكان العزاء في اليوم الثالث
                        الى المساء وعاد أيضا لمضيفه وفي الصباح لليوم
                        الرابع أراد ان يستأذن ولكن الرجل الذي قال له
                        أمانه قال لا تستعجل وخذ أمانتك .. فقال هاتها ماهي
                        وممن .. فقال وصية من عمك علي مكتبوه وعليها
                        شهود بأنه لم يشري بلاد أبيك وأقر بأنها لك وحددها
                        لنا .. فقال أحضروا أولاد عمي كلهم الى هنا ودي
                        يكونوا موجودين عند تسليم الامانه فقالوا لك ذلك
                        تم احضار أولاد عم سعييد جميعا وكانوا ثلاثة
                        وكانوا لا يحبون رؤية سعييد ولكنهم استحوا
                        من فعله للبقاء في وقت العزاء بينهم وحصل في نفوسهم
                        بعض الحياء وتغيرت نظرتهم إليه بعض الشي ..
                        تقدم أحد الرجال الكبار في السن وأخرج من جيبه ورقة
                        مكتبوة وسلمها لسعييد بحضور الكثير من كبار أهل
                        القرية وحضور أبناء عم سعييد .. وقال ذلك الرجل
                        أن عمك علي يا سعييد قبل وفاته طلبنا أنا وكلا من
                        فلان وفلان وعدد اربعة من الرجال وقال أنه يعترف
                        بأن بلاد ابيك لك وأنه لم يشريها وهذا أعتراف مكتوب
                        منه وعليه شهود ويطلب منك أن تسمح فيما حصل لك
                        منه وتعفي عنه .. سكت سعييد بعض الشي وسكت
                        الجميع ينتظرون ماذا يرد سعييد به .. فقال سعييد
                        أمنووا على قولي..اولا الله يرحمه ويعفي عنه ويسامحه
                        وأشهدوا عليه كلكم أني متنازل لأبناء عمي الحاضرين
                        معنا الان عن كلما هو لي في هذا المكان وهذه القرية
                        من البلاد وأهدي إليهم البيت مع البلاد وآمل ان لا
                        تنقطع الروابط بيننا فنحن أهل وبيننا قرابة الدم والاصل
                        وهذه الورقة لن أفتحها ولن أقرأها ولكن سوف أتلفها
                        وأنتم ترون وأن أرادوا مني أن أكتب لهم فعلت وهذا
                        مفتاح البيت وبيض الله وجيهكم يا جماعتي وأهلي
                        ولن أنساكم أبدا وان شاء الله أقوم بزيارتكم كلما أمكن
                        ولا تنسوني زيارتكم تشرفني وتسعدني .. فلم يتمالكوا
                        من احتضانه والسلام عليه وشكره على ما فعل وطيب
                        نفسه وترحموا على والده وذكروا بعض محاسنه وطيبه
                        وكذلك ترحموا على عمه علي وسألوا الله له الرحمه
                        وتقدم أبناء عم سعييد وسلموا عليه وأعتذروا منه لما
                        كان منهم في استقباله وتقصيرهم في حقه واحترامهم
                        قبل منهم اعتذارهم وودع الجميع .. ولكن اكبر أبناء
                        عم سعييد حلف أن يكون لسعييد ضيافه في ظهر
                        ذلك اليوم ودعى جميع أهل القرية .. قال سعييد
                        اولا بيت العزاء لا يجوز ان تقام فيه ضيافه
                        الان ولكن في وقت أخر لا يمنع فقال الرجل
                        الذي استضافه تلك الليالي .. يجوز ان تكون
                        الضيافة عندي وعلى حساب أبناء عم سعييد
                        جبر الخواطر على الله ولعل الله يقرب ما بينهما
                        ويكونوا أخوة متعاونين لما يحب الله ويرضى
                        فقال سعييد لا بأس وكثر الله خيرهم وخيرك فأنت
                        قمت بالجميل بارك الله فيك وجزاك خير .. دخلوا
                        جميعا الى بيت ذلك الرجل وقام أبناء عم سعييد
                        بذبح الذبائح وقدموها ضيافة له ولعمه اسحاق
                        ولجميع من حضر .. قام سعييد بالتعريف على عمه
                        اسحاق وذكر لهم أنه سيتزوج أبنته وذكر لهم الموعد
                        ولكن ما حدد الوقت بالضبط وقال سيتم دعتكم جيمعا
                        ان شاء الله .. فقالوا باذن الله وسنحضر ونبارك ونكون
                        من الحضور ان شاء الله .. بعد الغداء أستئذن سعييد
                        وعمه اسحاق وشكروا أهل الضيافة ومن كانت في
                        بيته وخرجوا متجهين الى ديار ابو سعييد ..
                        وفي الطريق قال اسحاق مستغربا ليش سويت يا سعييد
                        ما سويت وتنازلت عن كل أملاكك لأبناء عمك بهذه
                        السهوله .. فقال سعييد ما شفت وجيههم عندما رأوني
                        اول مره نظرتهم لي..كل هذا كان بسبب الطمع والشجع
                        في نفوسهم وقد أذهبه الله بعد تنازلي وظهرعليهم الاسف
                        لتقصيرهم واعتذروا مني كما رأيت هذا من جهة ومن
                        جهة أخرى مالي في الديرة التي أهنت فيها وقسوا عليه
                        أهلها ولم يقدروا حاجتي لمساعدتهم في وقتها ولا
                        ودي أن يربطني بهم رابط أملاك والرجاء في الله أن
                        يغنيني عنهم من فضله..ومن جهة ثالثة يا عم ابو سعييد
                        بعد وفاة والدي ووالدتي ووجودي بقربك تكون ديرتي
                        واهلي وقريتي أن لم يكن عندك مانع .. فقال ابو سعييد
                        وعزة الله أنك أحب ألي من كل شي وبقاءك عندي هو
                        آملي بعد الله وأمنيتي .. فأهلا بك يا سعييد وحياك الله
                        تراك اثلجت صدري وأرحتني جدا بما قلت ..
                        *****
                        كان هناك من أكلت قلبه الحيرة والانتظار وعدم راحة
                        البال بشكل كبير .. فكانت جميله في مساء اليوم الذي
                        ذهب سعييد ووالدها تدخل وتخرج في البيت ولها حركة
                        غير معتادة فقالت أمها وش فيك الله يهديك يا جميله ؟؟
                        فقالت أبويه تأخر مدري وش أخره عساه خير ..
                        فضحكت وقالت أبوك بس .. فقالت ابويه وسعييد طبعا
                        وانفشلت وأستحت من أمها جدا وأختفت عنها ولكن أمها
                        زهمت عليها بعد وقت يسير وقالت لها أولا المكان بعييد
                        اللي راحوا له وثانيا الغائب عذره معه هم راحوا يسلموا
                        على رجل مريض يمكن تأخروا لسبب أو لأخر الله يعلم
                        والله يجعل الامر خير..فقالت جميله ان شاء الله وعساهم
                        في احسن حال .. المهم بقيت جميله غير مرتاحه لهذا
                        التأخير .. ولم تنام ألا في أخر الليل وقامت من الصباح
                        الباكر ولكن لم تجد ما يريح قلبها .. بقيت طول النهار
                        على هذا الحال حتى الليل .. فكانت ثريا تمازحها وتعلق
                        عليها ولكن أم سعييد قالت لثريا عيب عليك يا بنت وش
                        ذي الحركات أستحي على وجهك فتوقفت عن مضايقة
                        جميله ولكن كانت تنظر لها بعينيها وتضحك فكان ذلك
                        كافي ان يزيد من حيرة جميله وعذابها .. ومر اليوم
                        الثاني وكأنه سنه وليلته وفي اليوم الثالث قامت جميله
                        ولم تجد أحدا عاد فقالت الله يستر وش اللي أخرهم ..
                        قالت أمها فعلا تأخرهم لابد يكون له سبب وان شاء
                        الله يعودون الليله ولا بهم بأس .. قالت جميله أن شاء
                        الله يا رب .. فنظرت لها ثريا فبكت جميله وقامت أمها
                        على ثريا فهربت ثريا وعادت أم سعييد الى جميله
                        وقالت لها الله يطمن قلبك يا بنتي والله اني مثلك محتاره
                        وخايفه عليهم الله يجيبهم على خير ..
                        وقبل غروب الشمس شافتهم أم سعييد عائدون فصاحت
                        سعييد يا جميله سعييد يا جميله أفتت جميله تجري
                        ومعها ثريا .. فأحتضنت ثريا أختها جميله وقالت لها
                        سامحيني يا حبيبة أختك كنت أمزح معك .. فقالت لها
                        مسامحه ودخلت الى داخل البيت .. فلقحت بها أمها
                        فوجدتها تبكي بحراره وقالت وشك فيك يا بنتي عادوا
                        وهم بخير وعافيه ليش تبكين فقالت مدري يا أمي هل
                        هو بسبب تأخرهم أو فرحا بعودتهم فقالت لها ما من
                        خلاف ان شاء الله قومي غسلي وجهك لا يشوفك
                        خطيبك كذا .. فقالت لها حاضر يا أمي ..
                        وصل ابو سعييد وسعييد ودخلوا وسلموا فقالت أم سعييد
                        عسى ما باس عليكم لتأخيركم فقال ابو سعييد ترحموا
                        على عم سعييد فقد مات وحضرنا الصلاة والدفن
                        والعزاء وهذا اللي أخرنا .. فقالت أم سعييد أحسن الله
                        عزاك يا سعييد في عمك والله يرحمه وتقدمت ثرثا
                        وسلمت على والدها وقالت احسن الله عزاك في عمك
                        يا سعييد والله يرحمه .. وخرجت جميله وكادت تطيح
                        كونها مضطربه وقد أثر فيها غياب والدها وخاصة سعييد
                        وقالت بصوت مرتفع بعض الشي أنتوا تأخرتوا ليه ..
                        فضحك ابو سعييد ضحكا لم يضحكه من قبل وضحكت
                        أم سعييد مثله وبقي سعييد صامتا لم يضحك ولم يقول
                        شي .. فبكت جميله وعادت مسرعة الى داخل البيت
                        فلحق بها والدها وقبلها وضمها الى صدره وقال لها
                        ما باس يا بنتي الله يصلح شأنك ويهديك ويطمن قلبك
                        ولكن عم سعييد توفاه الله وتأخرنا للصلاة عليه ودفنه
                        وحضرنا العزاء لمدة ثلاثة ايام وهذا اللي أخرنا ..
                        قومي لخطيبك وعزيه في عمه وسلمي عليه الله
                        يهديك .. فخرجت جميله وتقدمت من سعييد وقالت
                        له أحسن الله عزاك في عمك والله يرحمه وقربت
                        منه وقبلت رأسه .. تفاجأ الجميع من حركتها تلك
                        ولكن أعجب بها الجميع فهي الحبيبه والصادقه
                        واكثر تأثرا من غيرها .. لم يتحرك سعييد ولم
                        يقول شي سوى جزاكم الله خير وما تشوفون باس
                        أستراح الجميع وخاصة الذين أتوا من سفر وتعشوا
                        وباتوا وفي الصباح اليوم الثاني تأخر سعييد عن القومة
                        فجاءت عمته ام سعييد تصحيه فوجدته محموم وفي غير
                        وضعه الطبيعي .. فرجعت وقالت لعمه ابو سعييد ترى
                        سعييد ماهو كما يجب ..فذهب إليه وصحاه وقال ما باس
                        يا سعييد فقال له لا يا عمي ما من باس ان شاء الله
                        ولكن أحسن أني تعبان بعض الشي وسوف اقوم وألحق
                        بك عند البلاد فقال له لا لاتقوم أنت محموم وعمتك
                        بتجيب لك شي تفطر به وتعطيك حاجه تريحك ولا
                        تسرح اليوم خلك مرتاح .. عندما عادت أم سعييد
                        وحضرت أفطار لسعييد وكانت جميله ما زالت نايمه
                        كونها طيلة الثلاثة ايام الماضية كانت مجهده ولم تنام
                        جيدا .. فأتتها ثريا المشاغبه وقومتها وقالت أنتي نايمه
                        وسعييد يرجف من الحمى فصرخت وفزت وراحت
                        تجري بإتجاه سعييد فأمسكت بها ثريا وقالت انتظري
                        اولا ما غسلتي وجهك وثانيا وش يقول عنك سعييد
                        مجنونه فقالت وش اسوي .. فقالت غسلي وجهك وروحي
                        بالفطور له بدل امك الله يهديك وخلي جنانك فقالت
                        جميله طيب وقامت واصلحت شأنها وقد حضرت
                        ام سعييد إفطار سعييد وأعطته لها وقالت روحي صبحي
                        بالخير على سعييد وخليه يفطر وانا أبي أجيب له حاجة
                        للحراره عساها تروح عنه .. ذهبت جميله لسعييد في
                        المكان الذي ينام فيه وطقت الباب وقالت صباح الخير
                        ياللي هنا .. فجلس سعييد وعرف صوتها وقال يزدان
                        الصباح والمكان باللي جاء يا هلا وتعالي يا أجمل جميله
                        فضحكت بحياء شديد ودخلت وقالت ألف سلامة عليك
                        يالغالي وما تشوف باس ان شاء الله .. فقال يروح الباس
                        اذا شافك بحول الله .. قدمت إليه الافطار ولكن لم يأكل
                        وقال ماني مشتهي شي الحين خليه بعدين .. فقالت أن
                        ما أفطرت ما تشوفني أبدا .. فقال تقدري فقالت ما أقدر
                        ولكن افطر على شاني الله يخليك .. فقال طيب قام
                        وأفطر بلقيمات ماهي كثيرة وجاءت أم سعييد وفي
                        يدها فنجال قهوه وعندما نظر إليها تبسم وقال ريحة
                        المره يالغاليه فضحكت وقالت نعم بالعافية فقال من
                        أيد ما نعدمها هاتها لو كانت سم ما ترددت في شربها
                        فقالت جميله بسم الله عليك وش تقول فقال ما قلت شي
                        المهم تناول القهوة وكانت مره ورائحة المرة شديدة كما
                        هو معروف ولكن تصبر وشرب الفنجال كله .. عادت
                        ام سعييد وتركت جميله مع خطيبها .. فكان .....

                        الى الجزء القادم لنا لقاء ...

                        تعليق


                        • #27
                          بارك الله فيك متابع قصة جميلة وقريبه من الحقيقه جدا وخاصة بين الاقارب وفقك الله بانتظار القادم بشوق شكرالك والله يعطيك العافيه.
                          كل العطور سينتهي مفعولها
                          ويدوم عطر مكارم
                          الأخلاق

                          تعليق


                          • #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة سعد بن معيض القرني مشاهدة المشاركة
                            بارك الله فيك متابع قصة جميلة وقريبه من الحقيقه جدا وخاصة بين الاقارب وفقك الله بانتظار القادم بشوق شكرالك والله يعطيك العافيه.

                            أسعدني جدا فاضلي ابو معيض هذه المتابعة والاعجاب
                            تسلم بارك الله فيك واشكرك وآمل عند اكتمال القصة
                            الخروج بفائدة وقناعة بدور أبطال القصة ..
                            أما ما ذكرت إنها قريبة من الحقيقة فأني أستشف مما
                            عاصرته ورأيته وعرفته في ماضي الايام فقد كنا نعيش
                            قريبا من أحداث هذه القصة وبعض القصص الاخرى
                            التي طرحتها سابقا وهي رؤاء تصدر حنينا في القلب
                            ولها صدى لا أنساه .. نسأل الله للجميع التوفيق
                            اشكرك مرة أخرى وفقك الله ورعاك ..

                            تعليق


                            • #29
                              الجزء الحادي عشــــــــــــــــر ....




                              العتاب
                              بين الاحباب وقالت أكلت قلبي بتأخرك يا سعييد انت
                              والوالد الله يهديكم وكنت احس ان اليوم سنه لطوله
                              فقال لها ما كان بخاطري ولكن تعرفين الواجب هذا
                              عمي وما قدرت أروح وهم في عزاء حتى أنتهى
                              وكان عمي ابو سعييد معي وكان المشجع لي على
                              البقاء .. فقالت الله يرحمه .. المهم الحمد لله على
                              سلامتكم وعودتكم وعساها ما تعود غيبة مثلها
                              فقال تخافين عليه يا جمولي فقالت الله المستعان
                              لو كان لي جنحان لطرت بها إليكم ولكن تعرف
                              أن البنت لا تستطيع فعل شي وما تجد إلا البكاء
                              فقال بكيتي يا جميله .. فقالت والله أني بكيت بكاء ما
                              بكيته من قبل وخفت خوف الله يعلم به ..
                              فقال الله يحفظك ويخليك ويمتعك بشبابك ولا ترين بأس
                              في حياك ان شاء الله ابدا .. فقالت عرفت الان وش ما
                              يسببه غيابك عني تكفى سعود قلبي وعمري لا تخوفني
                              عليك مرة ثانيه .. فقال ابشري ان شاء الله ما يصير ما
                              صار .. عند الضحى عاد ابو سعييد وسأل عن سعييد
                              وكيف حاله فقالت أم سعييد سويت له فطور فرفضه
                              لولا ان جميله غصبت عليه وأعطيته علاج وان شاء
                              الله ما عليه خلاف حراره وتروح بأذن الله تعالى ..
                              قال أنا رايح له .. وقبل أن يدخل ابو سعييد رفع
                              صوته وقال مخلين اعمالكم انت وهي وجالسين
                              تسولفون ففز سعييد واقفا وقال أهلا بك يا عم
                              فحلف عليه ابو سعييد أن يعود في مكانه وقامت
                              واقفه جميله وقال لها عودي في مكانك وسلم وجلس
                              معهما وقال تغدينا ان شاء الله فقال سعييد خيرك سابق
                              يا عم فقال انا رايح للمراعي اجيب لنا حاجة اليوم
                              ونتغدى بها ونغدي أهلنا وش رايك فقال سعييد مني
                              فقال ابو سعييد اللي يروح يجيبها تكون منه فقال انا
                              اروح اجيبها فقال له أنت مريض خلك مكانك ولا
                              تتحرك وانتي يا جميله وانا ابوك شوفي سعييد ولا تخليه
                              تريه غالي عندي مثلك وازود فقالت حاضر يالغالي الله
                              يحفظك خرج ابو سعييد وقال لزوجته انا رايح اجيب
                              حاجة نتغداها وانتي جهزي لها .. فقالت ابشر ..
                              بالطبع كان لحلال ابو سعييد راعي خاص يرعاه وكذلك
                              سعييد له راعي خاص ومراح خاص لحلاله ..
                              عاد ابو سعييد وقد ذبح جفره سمينه وجذعه واعطاها
                              لزوجته وعاد عند سعييد وكانت جميله ما زالت عنده
                              فقامت عند شوفت والدها وكذلك سعييد فقال له عدت
                              الى مكانك وانتي يا بنتي روحي عند امك ساعديها
                              وجهزوا لنا الغداء بسرعه وجيبي لسعييد مرقه
                              وسنعوها .. فقالت ابشر .. قال ابو سعييد متى تبدأ
                              في بناء البيت فقال سعييد ان شاء الله قريب يا عمي
                              فقال تراني أعطيت جميله فلوس على اللي عندها
                              وقلت لها تعطيك إياها متى ما طلبتها ولا تتردد اذا
                              نقص عليك شي تقولي .. فقال ان شاء الله .. بقي
                              ابو سعييد بعض الوقت وخرج وأتت جميله بمرقة
                              لسعييد وقال لها ابوها الله يعطيك العافيه يا بنتي تسلمي
                              فقالت الله يسلمك ما تشرب مرقه مع سعييد فقال لها
                              مبتسما انتي اشربي مرقه معه بدالي وانا ابي اروح
                              عند امك ما راح تقصر عليه ان شاء الله ..
                              قدمت المرقة جميله لسعييد وشرب منها قدر كفايته
                              وقال لها كم اعطاك الوالد فقالت ما عديتها وحطيتها
                              في الصندوق مع اللي أعطيتني إياها قيمة حلالك اللي
                              بعت فقال لها أعجبتك الاشياء اللي جبتها فقالت عساني
                              ما أعدمك تسلم ان كان ما دريت كل شويه افتح الصندوق
                              واطالع فيها واقبلها وارجعها الى محلها انها منك تسلم
                              عساك دايم الوجود أسعدتني جدا وما كأني على الارض
                              كاني طايره في السماء من سعادتي بها وبك ..
                              وكان سعييد راضي جدا بكل ما حصل وما صار وكأن
                              الحرارة خفت بعض الشي وجاءت ام سعييد وجلست
                              معهما وقالت سلامتك يا سعييد وما تشوف باس ان شاء
                              الله .. فقال ما تشوفين باس يا عمه الله يحفظك أرتحت
                              بعد ما شربت المره وكان كالبلسم وريحيتني الله يريح
                              بالك ويجزاك خير ..
                              قام سعييد في صباح اليوم الثاني وهو بحال أفضل
                              وسرح مع عمه كالمعتاد وطلب من عمه ان يبحث له
                              عن شخص يجيد البناء فهو لا يعرف أحدا ويكون ذا
                              تخصص في ذلك الامر فقال فلان الفلاني في القرية
                              الفلانية القريبة منا هو من أحسن البنائين في هذه الديار
                              وطيب وصادق .. أذهب إليه وقله أنك من قبلي وسيقوم
                              بما تريد وفي أقرب وقت .. ذهب سعييد لذلك الشخص
                              وبعد السلام قال له ما قال له عمه ابو سعييد .. فقال
                              ذلك الرجل من أنت يا ولدي ما أعرفك فقال أنا سعييد
                              فعرفه لما يسمع عنه وقال سمعنا عنك خير يا ولدي
                              عز الله انك أبن رجال ومن اصل طيب فقال الله يطيب
                              اصلك يا عم .. قال ذلك الرجل ابشر يا ولدي انا راح
                              اجيكم قريبا ولكن ادور لمن يساعدني ان كنت مستعجل
                              على البناء فقال على راحتك .. اذا جيت قلت لك عن
                              المكان فقال لا تقول شي عمك اسحاق كلمني وقال لي
                              عن المكان وكل شي فقال سعييد على بركة الله ..
                              عاد سعييد وقال رحت للرجال وقال قريبا سيأتي وقال
                              لي ايضا انك كلمته وحددت له المكان .. فقال أيه ذكرت
                              له ذلك ولكن أنت اللي يحدد تماما كيفما شئت ولا تفكر
                              اني راح اغير وأبدل فيما قلت سابقا انت في مقام سعييد
                              ولدي واكثر .. فشكره سعييد على ذلك ..
                              كان يتفقد سعييد حلاله كلما سنحت الفرصة كل ليلة
                              او كل ليلتين .. وكان يأخذ جميله معه وهو يفعل ذلك
                              وكان يأخذ ايضا ثريا معهما حتى لا يكون هناك أي
                              شي يحسان به والديهم .. وقد أخذها ايضا هي وثريا
                              وذهب الى النحل فوقفتا بعيدا خوفا من النحل أن يلسعهما
                              وأقترب سعييد وفك أحدى الخلايا فوجدها مليئة بالعسل
                              فأخرج أحد الاقراص وأعطاه لجميله وأختها فلم يجدا
                              ما يأخذاه فيه فقالت جميله لأختها جيبي صحن نحط فيه
                              قرص العسل .. وعند ذهابها قال لجميله ما تذوقين العسل
                              يا عسل فقالت بمكر ما أحد ذوقني العسل..فضحك وقال
                              أذوقك العسل وبيدي فأخذ عسل من القرص ووضعه في
                              فم جميله فأطبقت على أصابعه ولكن لم توجعه .. فنظر
                              اليها وقال بدون مكر يا جمووول وخلينا مرتاحين الله
                              يريح بالك ويحفظك فقالت حاضر تأمر أمر ولكن لا
                              أستطيع عدم ممازحتك اذا رأيتك وسنحت الفرصة
                              فهل نقف قبال بعض كالأخشاب .. فقال ما يخالف على
                              راحتك سوي اللي يعجبك ولكن والدينا لا يرون علينا ما
                              يخالف ثقتهما فينا .. فقالت الثقة في محلها يالغلا . فقال
                              الله يغليك .. عادت ثريا وأعطهما قرص العسل وزاد
                              عليه أخر وقال للجميع .. وفي اليوم الثاني قال لعمه
                              العسل في الخلايا كثير وودي أجليه مثل المرة السابقة
                              فهل تأتي معي فقال أن شاء الله ولكن وين الظروف
                              التي وضعنا فيها العسل سابقا فقال موجوده جابها الرجل
                              الله يجزاه خير الذي أشترى العسل منا سابقا .. وكان
                              النحاله في ذلك الوقت لا يبيعون الانحية التي يعبأ فيها
                              العسل ولكن يأتي بها الشاري في وقت أخر بعد أن
                              يفرغها .. المهم في اليوم الثاني قام سعييد وعمه بما
                              أتفقا عليه .. ولكن العسل كثير تم تعبيئة عشرة ظروف
                              (نحو أو نحي) كما يسمى وزاد صحفة كبيرة مليئة بأقراص
                              العسل .. فقال سعييد هذه للبيت فقال عمه هذا كثير
                              فنظر إليه سعييد وقال لا تقطع يدي يا عمي تراني
                              اصبحت في منزلة أكبر من التي كانت قبل .. فضحك
                              وسكت وقال بكيفك .. فحملا أولا الصحفة وأوصلوها
                              الى أم سعييد وقال لها زوجها أفصلي العسل عن الشمع
                              وعبيه في مواعين تحفظه وعلمي البنات كيف يكون
                              ذلك فقالت أبشر .. كيف حال سعييد فقال تقصدين هل
                              وجد رزقا طيبا في خلاياه .. فقالت نعم فقال الخير كثير
                              الله يرزقه .. تعاون سعييد وعمه على حمل العسل
                              ووضعه في مكان جيد ليكون فيه وهو عسل مصفى
                              معزول العسل عن الشمع ليكون فيه حتى يتم بيعه
                              ********
                              أستقرت اوضاع سعييد وأرتاح باله من وجيه كثيرة
                              اولها أنه مرحب به في جوار ابو سعييد وجميع أسرته
                              ومحبوب جدا من قبل الجميع وثانيها أنه برد قلبه من
                              جهة عمه شقيق والده أذ ظهر الحق وأعتزاله قريته التي
                              أهين فيها مرات كثيره وأخرها عدم أرتياح أبناء عمه له
                              عند حضوره وقت دفن عمه وثالثها تصفية الخلاف أو
                              عدم قبوله من قبل أبناء عمه الذين كانوا غير مرحبين
                              به وتغير الوضع بالنسبة لهم عندما ترك لهم أرث والده
                              عن طيب خاطر وكذلك بيته . وأهمها أنه وجد الانسانة
                              التي يرتاح لها قلبه لحبه لها وهي جميله وأخرها
                              أستقراره أصبح له حلال ومال وتحققت أمنيته وأمنيت
                              والدته محسنه أذ وجد النحل وأصبح جهة من جهات
                              الثروة المحتملة له وبالتأكييد قد تحقق جل أمنياته في
                              جوار ابو سعييد الذي أثلج صدره بترحيبه به وجعله
                              ذا مكانة رائعة وكبيرة في تلك القرية وأصبح ينظر
                              للحياة بمنظار السعادة والفرح والطمئنينة والحمد لله ..
                              ********
                              بعد عدة اسابيع وبعد التأكد أن موسم بيع العسل السنوي
                              الذي يعرفه الجميع قد حصل قام بإيصال العسل للسوق
                              وقد كان هو الواقف عليه رغم وجود عمه ابو سعييد
                              الذي قال له هذه المرة أنت الذي يقف على العسل وبيعه
                              وسأكون قريبا منك فقال شكرا لك يا عم وتسلم بارك الله
                              فيك لو فضل الله ثم جهودك لما وصلت لما وصلت إليه
                              فشكر الله لك .. فقال نسأل الله التوفيق للجميع ..
                              صادف ان الرجل الذي أبلغ سعييد بمرض عمه
                              وأستضافه أثناء وجوده في قريته الاصلية كان موجودا
                              في السوق ذلك اليوم فرآه سعييد فتقدم وسلم عليه فقال
                              له ما شاء الله يا سعييد أصبحت في نجاح كبيرة وجميل
                              فقال الحمد لله الذي يرزق الجميع .. عندي هذا العسل
                              أعرضه للبيع .. فقال له الله يرزقك من فضله ويعوضك
                              خير عن والديك .. فشكره سعييد وسأله عما حدث بعد
                              ان عاد من عندهم .. فقال كل أهل القرية يشكرون لك
                              تصرفك وجميل إحسانك لأبناء عمك وصبرك على
                              تصرفهم تجاهك وتصرف والدهم قبلهم وترى اثنان
                              منهم موجودين في السوق ربما رأوك فكن طيبا معهم
                              فقال لا توصي حريص هم أبناء العم مهما كان وأرحب
                              بكل جميل بيننا .. فقال الله يحفظك ويوفقك يا سعييد كان
                              والدك يرحمهم الله محبوب من جميع من يعرفه فكن
                              مثله .. فقال ان شاء الله .. المهم مر الذي أشترى العسل
                              في المرة السابقة وسلم على سعييد وقال له اشوف عندك
                              عسل عساه مثل العسل الذي اشتريته منك قبل فترة فقال
                              سعييد هو مثل أن لم يكن أفضل منه .. فقال سومته عليه
                              بكذا وكذا ولا تبيع حتى ترد عليه تراني راغب في
                              شراءه فقال ان شاء الله .. وأثناء حديثهم اذا به يشوف
                              أبناء عمه الكبير والذي يليه مقبلين فأبتسم لهما وتقدم
                              للسلام عليهما والترحيب بهما .. فبادلاه الابتسامة
                              والترحيب وكررا الاعتذار منه عما بدر منهم تجاهه
                              وطلبوا منه أن يعود لبيته وبلاده وقريته وجماعته
                              ورجوه كونه أبن عمهم ولا يمكن أن ينفصل الفرع
                              عن الاصل مهما كان .. فشكرهما وقال لهما لست بعيدا
                              عنكما ولكن لي مصالح وحلال وسيصبح لي بيت كبير
                              ان شاء الله تعالى وسوف أتزوج قريب وقريتي لن أكون
                              بعيدا عنها ولا عنكم حفظكم الله .. فقالوا له أعطنا خبر
                              قبل موعد زواجك حتى نستعد ونكون من الذين يتشرفون
                              بالحضور بارك الله فيك .. فقال ان شاء الله تعالى وأهل
                              القرية جميعا بالطبع .. بعد ذلك عاد الذي سام العسل
                              اول مره ودفع في العسل أعلى سومه وأستقرت
                              عليه وحضر ابو سعييد وعرف ذلك وقال لسعييد بيع
                              عسلك تراه وصل أعلى سومه في السوق لجودته ..
                              فقال سعييد خير ان شاء الله .. أعطى سعييد كلمة البيع
                              لذلك الرجل وأستلم القيمة وكانت كبيرة جدا .. وذهب
                              الى المكان الذي كان يجلس فيه اول مرة وهو بحال
                              سيئ عندما رآه ابو سعييد .. المهم لحق به عمه ابو
                              سعييد وكالعادة يطلبون قهوة وتمر وما يقدم معها
                              وقد طلبوا غداء ايضا كالعادة حنيذ وقرصان وتغدوا
                              قال سعييد لعمه وصوني أهلي بما يحتاجون لا تجيب
                              شي يا عم وانا سوف احضر كلما يحتاجون فقال له
                              عمه تطييب لخاطره براحتك... عاد سعييد وعمه لمنزلهما
                              وقد احضر سعييد احتياجاتهم وأعطى جميله قيمة العسل
                              لترفعها .. فتبسمت لسعييد وقالت من أيد ما نعدمها
                              والله يبارك لك في مالك وحياتك وصحتك .. شكرها
                              وجلس بجوار عمه .. وقد كانت ثريا تشاكس جميله
                              فقالت لها ما عليه منك ولكن العقبى لك فأنتي صرتي
                              عروس وبكره يجيك نصيبك ان شاء الله وما راح اسوي
                              مثل ما سويتي يا مشاكسه .. فضحكت ثريا وشكرتها
                              لجميل قولها ... أتى سعييد الصغير وأستقبله سعييد
                              ضاحكا له وقبله وأعطاه لوالده الذي حضنه وقبله
                              ثم عاد لسعييد ليجلس في حضنه فهو يحبه كثيرا
                              وسعييد يحبه اكثر .. تحينت الفرصة جميله لمقابلة
                              سعييد ؟؟ ولكن لم يكن هناك فرصة أذ كان الجميع
                              موجود في تلك الجلسة .. ولكن بعد العصر ذهب
                              ابو سعييد لبعض شغله وذهبت أم سعييد ايضا لمثل
                              ذلك فأتت جميله لسعييد وقالت أصبح عندك مبلغ كبير
                              وش ناوي تسوي به .. فقال كم يعني فقالت كذا وكذا
                              فقال الحمد لله الذي رزقنا من فضله .. راح يجي البناء
                              الذي سوف يبنى لنا بيتنا يالغاليه وان شاء الله يخلص
                              بوقت قريب حتى يتم لم الشمل فضحكت بحياء كبير
                              وقالت الله يتمم لنا بخير .. نظر لها سعييد وهو مبتسم
                              وقال ؟؟ ...


                              الى الجزء القادم لنا لقاء ...

                              تعليق


                              • #30
                                متابع رائعتك وفقك الله
                                كل العطور سينتهي مفعولها
                                ويدوم عطر مكارم
                                الأخلاق

                                تعليق

                                يعمل...
                                X