• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ريحة المرة ... قصة بقلمي مع أجمل التحايا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    اشكرك اخي الكريم على ثناءك العطر والجميل
    وتواصلك المميز وحضورك الراقي مكان تقديري
    كل الشكر لهذا النور الدائم والجميل

    تعليق


    • #32
      الجزء الثانـــــي عشــــــــــــــــر ....


      تمت بأذن الله المال موجود والحلال موجود والصحة
      على أحسن ما يرام والجميع في سعادة وراحة بال ما
      بقي إلا وقت يسير وتكون الفرحة الكبرى بأذن الله ..
      فقالت الله يسعدك يا سعييد كما هو أسمك المبارك
      ويكتب لك خير وسعادة أنت صادق وذا خلق ولن يخيب
      الله لك رجاء .. شكرها سعييد .. كانت أم سعييد قريبة
      منهما وقد سمعت بعض ما قالوا فقالت الله يوفقكم
      يا أحبابي ويكتب لكما السعادة والذرية الصالحة والحياة
      السعيدة .. قام سعييد ولحق بعمه عند البلاد .. وكان
      الرجل الذي سيبني البيت موجود عند عمه ابو سعييد
      عند البلاد سلم عليه سعييد وقال له هاااه وش العلوم
      فقال من بكره أن شاء الله سوف نبدأ البناء وقد أحضرت
      كل ما يلزمنا لإحضار الاحجار وما نحتاج من الاخشاب
      لبدء البناء .. بالطبع البناء سيكون بالاحجار والاخشاب
      كون ذلك الوقت كان قديما جدا وهذه حالة شرائح
      المجتمع في ذلك الوقت .. فقال سعييد للبناء يا عم
      ودي تقول لي كيف سيكون البيت مداخله ومخارجه
      وشكله الخارجي والداخلي .. فقال قلي أنت كيف تريده
      هل يكون واسع وله فسحات في الداخل واحواش ويكون
      على شكل قصر فخم وكبير .. فقال سعييد هذا ما أريده
      فخم قدر ما تستطيع وواسع وكبير ويا ليت يكون أكثر
      من دور وله غرف في داخله كثيرة ومخازن وما يشبه ذلك
      فقال له البناء الان فهمت وترى راح يطول شويه ولكن
      اسويه لك أعجوبة زمانه ويحتاج الكثير من الرجال
      الذين يعملون ويلزم قدر كبير من المال فقال سعييد فيه
      كل خير المهم يكون كما قلت ولا تهتم من جهة الاجرة
      مهما كانت سنرضيك ونرضي ممن معك فأستعينوا بالله
      فقال البناء على بركة الله .. عاد سعييد وابو سعييد مساء
      وعندما أجتمعت الاسرة .. قال سعييد وش رايك يا عم
      فيما قلت للبناء فقال ابو سعييد هذا ما كنت أرغبه واريده
      ودي لك ببيت أو قصر يكون أفضل القصور في هذه
      المنطقة ويكون له واجهات جميله وملاحق تكون جزء
      منه ومجالس للرجال تكون في جهة منه ويكون محرم
      البيت واسع ولا يطلع عليه أحد من خارج البيت ..
      او القصر كما نحب ان يكون ان شاء الله .. فقال سعييد
      نأمل ذلك يا عم والله يبارك فيك وفيما تقول وتفعل من
      أجلي .. كانت أم سعييد تتبسم وكانت بناتها بجوارها ..
      أما جميله فسرحت بها الافكار والاماني الى مكان بعيد
      وهي ضمن الجالسين وهي تسمع لما يقال ..
      بيت كبير بل قصر كبير جدا وله مداخل جميله ومخارج
      وغرف كثيرة بداخله ومجالس في أطرافه فكانت أفكارها
      وأمنياتها على مستوى ما تسمع وكانت تبتعد وتقترب
      في أفكارها تصدق وتقول في نفسها هل هذا ممكن
      ولم تفيق إلا على ضحك أمها وأبيها وقالوا وين .. وين
      يا جميله ما أنتي معنا .. فضحكت وقامت الى داخل
      البيت وأستحت وخجلت مما قيل لها بسبب سرحانها
      وبعدها عن المجلس .. وفي اليوم الثاني ذهب ابو سعييد
      الى شغل له خارج القرية وذهب سعييد الى البلاد لعمل
      عنده وقد أخذ سعييد الصغير وقد كبر وأصبح يمشي
      ويتكلم قليلا .. فقالت أم سعييد خذي فطور للسعييدين
      وقهوة واللي يحتاجونه وأذهبي إليهم.. فقامت وأحضرت
      وجهزت ما قالت أمها وذهبت على الفور فأرادت ثريا
      مرافقتها ولكن أمها قالت لها لا .. جميله تذهب عند
      خطيبها وهي عاقله ومؤدبه وعيب عليك تكوني معها
      فقالت وأنا ماني عاقله ومؤدبه يا أمي وبكت ثريا لقول
      أمها .. فقالت أمها لا يا حبيبتي انت الخير والبركه
      أنتي أصبحتي شابه ولا يصير تكوني معها حيث
      ان سعييد سيكون زوج أختك ولا يجب عليك ان تكوني
      دائما قريبة منه هو وزوجته في المستقبل ولا الحين ..
      فقالت ثريا طيب بحزن ولكنها تفهمت كلام أمها وتركت
      الذهاب مع جميله .. أما جميله فذهبت كالريح سريعة
      حتى وصلت وسلمت فرحب بها سعييد وجاها سعييد
      الصغير يجري حتى حظنته وهو يضحك .. فقال سعييد
      أهلا بالغاليه وأرحبي فقالت الله يسلمك ويغليك .. وبعد
      أن جلسوا وتناولوا الافطار والاعين تتعانق في جو رائع
      جدا وله آماله وأمنياته الكبيرة من خلال المستقبل
      المنتظر .. وكذلك الابتسامات كلما ألتقت الاعين .. قالت
      ودي تفهمني عن الكلام اللي سمعته البارح ؟؟ ..
      بيت كبير
      وقصر ؟؟ هل هذا صحيح ويمكن أن يتحقق فقال ان
      شاء الله وسترين ماذا أفعل ان شاء الله اذا انتهى البناء
      راح ازرع لك حوله اشجار جميله وبداخله وحواليه
      أحواض رياحين وما له رايحة جميله وأزينه بكل ما
      يسر الناظر ويريح القلب .. فقالت من جدك يا سعودي
      فقال يا عيون سعودي أكييد كل ما قلت ان شاء الله
      فقالت ما كنت أحلم بنصف هذا ولا ربعه الحمد لله رب
      العالمين .. فقال سعييد تستاهلي اكثر من ذلك والله يكتب
      لنا ما فيه الخير ...قام سعييد وحمل سعييد الصغير على
      رقبته وقال تعالي شوفي وش سويت في أماكن حول
      البلاد .. فقالت وش مسوي فقال لها شوفي وأحكمي ..
      مشت بجواره وكانت كأنها طاؤوس وهي تتخيل ما
      سيكون عليه مستقبلها مع الحبيب سعييد وقد كان
      سعييد أكثر منها أمنيات وأفكار ولكنه خجول بطبعه
      ولا يريد أن يرى عليه أمر فيه خلل .. المهم وصلوا
      للمكان المراد الوصول إليه ؟؟ وجدت جميله أحواض
      كثيرة مزروع بها ريحان بكثرة وبرك وحبق ونعناع
      وكذلك أنواع كثيرة لها رائحة زكيه فقالت يا الله وين
      كنت ما شفت هذه الروعة ولم تقول لي يا سعييد عنها
      فقال كنت أريد ان تكون مفاجئة لك وسيكون مثلها في
      بيتنا أو قصرنا أن شاء الله وبشكل مثير لا يتوقعه أحد
      أن شاء الله تعالى .. فصفقت بيديها جميله وقالت صحيح
      يا سعييد .. فقال ان شاء الله .. وسيكون لنا حفلة زواج
      بهيجة بأذن الله تعالى وأعزم أبناء عمي وأهل قريتي
      للحضور والمشاركة في زواجي ان شاء الله ..
      فقالت واجب ومرحبا بمن يكون من أهلك وأقرباءك
      وحياهم الله .. فقال سعييد ؟؟ وش يعني لك سعييد
      فقالت أخي .. فنظر لها بأبتسامة كبيره وطويلة
      ولكنها أردفت وقالت أخي وحبيبي وقرة عيني ..
      والله العظيم لما تأخرتم عندما رحت لقريتك انت
      ووالدي أني ما كنت أنام ولا أقدر أجلس في مكان واحد
      وركبني من الهم والخوف ما الله به عالم وقد وصل بي
      الامر أن أتخيل الموت أمام عيني من خوفي عليكم وقد
      أحرجتني ثريا كثيرا ولم أجد إلا البكاء والبكاء الصامت
      لوحدي وكنت أبكي في فراشي بصمت والبقية نيام وهذا
      من خوفي عليكم .. ولكن الحمد لله كان الامر على خير
      فقال وانا كنت أشوفك في صور من أراهم ولكن
      وضعي حرج أذ معي عمي وكنت في وضع عزاء
      ولم أتمكن من الرجوع حتى عندما شفت هذه القرية
      الكريمة بأهلها ومن أحب رأيتك بقلبي قبل أن أراك بعيني
      وفكري .. فقالت صحيح يا سعييد في قلبك لي كل هذا
      فقال وأكثر لولا الحياء لطرت بك الى قمم الجبال بعيدا
      عن الناس أو في مكان خالي من الخلق لا لشي ولكن
      لأتوحد بالنظر إليك دون أن يراني أحد ولا يراك ..
      فقالت ألم تراني طيلة هذه السنين الماضية ألم تشعر في
      قلبك بما كنت أشعر به فقال ألم أقول لك أن العيون
      كانت مراسيلي منك وإليك .. فضحكت وأستمر تبسمها
      حتى عادت الى البيت فأول من شافها ثريا وقالت خير
      اشوفك مبسوطه فقالت الله يرزقك يا أختي من فضله
      بمن اذا رأيتيه تكوني مبسوطه ومرتاحه لا تشرهي
      عليه ففي القلب ما فيه .. فقالت لها ثريا الله يسعدك
      يا أختي ولا تنحرجي مني تريني أمزح معك ولولاك
      أختي وحبيبتي ما تجرأت عليك ولكن أسمحي كل ما
      ترينه مني الله يوفقك ويسعدك .. فقالت مسامحتك
      وانتي أختي وأتمنى لك كل خير ..
      *******
      بدأ البناء في إحضار عدد ممن يعملون معه في البناء
      وكسر الاحجار وإحضارها للمكان المحدد .. المهم بدأوا وكان
      سعييد عندهم اكثر الوقت لتحديد المكان والمداخل
      والواجهات وأشياء يريدها سعييد أن تكون مثل الجماليات
      والمناظر التي يكون لها ندرة وجمال وأتضح للبناء كل
      الامور التي يريدها سعييد وفهمها.. سارت الامور
      كما يجب وبدأوا من يعملون في ذلك البيت بهمه شديدة
      وسعييد يلاحظهم ويحظهم ويوعدهم بكل خير لما سيدفع
      لهم من أجور ترضيهم .. كان سعييد ينقل الامور المتفق
      عليها في بناء البيت الى جميله كلما سنحت الفرصة
      لتفرح وتسعد وبكل الاحوال يبحث عما يسعدها ويريح
      قلبها ..
      خلال سنة وأربعة أشهر كان البيت على وشك الانتهاء وكان في
      شكله ومنظره قصرا كبيرا وله أدوار وقد جعل في
      الادوار العليا سكنه هو وزوجته المنتظره وكان ذلك
      المكان كبيرا فسيحا يرى الجالس فيه كل ما حوله من
      القرية والمزارع وبعض الجبال وفي كل الجهات الاربع
      وكان جمال ذلك القصر فريدا فلم يكن له شبيه في تلك
      القرى ولا في المنطقة أراد سعييد أن يبيع من حلاله
      ليتمكن من تكملة البناء وجلب ما يحتاجه القصر من
      التأثيث والكماليات المعتادة وشاور جميله فضحكت
      وقالت ليه نسيت ابو سعييد وما قاله لك .. فقال ما ودي
      أكلف عليه يكفي ما أعطاني وانتي تعلمي فقالت لقد
      أعطاني مبلغ كبير قبل شهرين من الان وقال لا أقول
      لك إلا وقت الحاجة لذلك المال .. فأطمئن يالغلا ..
      المهم استمر البناء وأستمر سعييد يخطط لما سيأتي به
      وما يحتاجه القصر والزواج ويتشاور مع خطيبته كلما
      سنحت الفرصة له .. فقد كان يقضي أكثر وقته عند
      البلاد أو في متابعة البناء .. المهم أكتمل القصر خلال
      تلك الفترة .. وقام سعييد بإحضار ما يحتاجه القصر من
      آثاث وكماليات .. وقد كان له مجالس خارجية كبيرة
      وواسعة فأغدق على ذلك القصر الشي الكثير ليكون آية
      في الجمال والروعة والندرة.. وقام كذلك بزراعة الكثير
      من الرياحين والازهار الجميلة وذات الروائح الجميلة
      والزكية داخل القصر وعلى أطرافه العليا والسفلى وحول
      المجالس حتى أصبح لا مثيل له ..
      ********
      أجتمعت الاسرة في مساء جميل بعد العشاء وكان الكل
      في أجمل وأسعد ما يكون .. وكان سعييد الصغير أكثر
      تلك الاسرة حركة ولعب فأمسكت به أمه وقالت ؟؟


      الى الجزء القادم لنا لقاء ...
      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله السهيمي; الساعة Oct-27-2017, 04:31 AM.

      تعليق


      • #33
        ترجمه لسيره يتيم مقهور ولكن رعاية الله وحفظه لهذا اليتيم خير دليل على أن المرء اذا فقد شيء أي كان فإن الله سيعوضه خير شكرالك استاذ أبو أحمد على هذه القصة المفيده والتي تحكي حياة الكثير من الناس
        كل العطور سينتهي مفعولها
        ويدوم عطر مكارم
        الأخلاق

        تعليق


        • #34
          المشاركة الأصلية بواسطة سعد بن معيض القرني مشاهدة المشاركة
          ترجمه لسيره يتيم مقهور ولكن رعاية الله وحفظه لهذا اليتيم خير دليل على أن المرء اذا فقد شيء أي كان فإن الله سيعوضه خير شكرالك استاذ أبو أحمد على هذه القصة المفيده والتي تحكي حياة الكثير من الناس
          اشكرك حضورك الدائم ابو معيض وحياك الله
          ويؤسفني تأخري في طرح الاجزاء الباقي في اوقاتها
          وأهلا بك وبالجميع

          تعليق


          • #35
            الجزء الثالــــــــــــث عشــــــــــــــــر ....


            ودك يا حبيبي يكون لك أخو صغير تلعب معه ..
            وكان أبو سعييد ينظر لسعييد الصغير بأبتسامة كبيرة
            جدا وسعادة بالغة وسمع ما قالت أم سعييد .. وكان متكئا
            فجلس وقال صحيح يا أم سعييد فقالت الله أعلم ونقول
            أن شاء الله فصاحت جميله وثرثاء فرحا واقبلوا على
            أمهم يقبلونها وهما فرحتين وقبلوا أبيهم وباركوا له
            كذلك سعييد قال أن شاء الله يا أم سعييد وهذا يفرح
            الجميع .. وبهذه المناسبة لكم عند جميله القابلة عشاء
            إحتفالا بهذا الخبر الجميل ويكون في بيتها المنتظر حيث
            أنتهى البناء وما بقي إلا أمور بسيطة جدا لأحضار بعض
            التأثيث والكماليات اللازمة.. فقالت أم سعييد ودنا نتفرج
            على قصرك الجميل نراه من الخارج ولا نعلم ماذا يكون
            في داخله فقال هذا اللي أحببت أن يكون عشانا بكره فيه
            بأذن الله أن سمح عمي ابو سعييد.. فقال ابو سعييد باذن الله
            ولكم يا عمه أنتي وكل أهل هذا البيت الحق والبيت بيتكم ..
            بات الجميع كلا فرح بما في نفسه ام سعييد وأبو سعييد
            فرحين بالحمل الجديد وسعييد وجميله فرحين بقرب
            الموعد للفرحة الكبيرة وألتقاءهم المنتظر وثرياء فرحة
            ايضا وتأمل أن يأتي النصيب قريبا .. في الصباح بعد
            تناول الافطار قام سعييد يريد الذهاب فقالت له أم سعييد
            الى أين فقال عندي بعض الاشغال فقالت خذنا معك انا
            وأخواتك نتفرج على قصرك الجميل ونبارك لك فقال
            تتفرجوا على الرحب والسعة فهو لكم وأنتم أهله بأذن
            الله ولا تكون السعادة فيه إلا بوجودكم فأهلا ومرحبا
            فقال ابو سعييد أنا رأيت القصر من أول بدء إنشاءه
            حجرا حجرا الله يبارك لمن هو له ويسعد أهله فيه ما
            يحتاج ارافقكم روحوا أنتم وأنا عندي شغل عند البلاد
            ذهب سعييد الى القصر وكان باقي فيه بعض العمل
            البسيط جدا وباقي بعض الرجال الذين يعملون لإتمام
            كل ما يحتاج القصر فقال لهم أذهبوا اليوم وعودوا غدا
            لإكمال الاعمال الباقية أهلي سيأتون الى القصر ..
            فقالوا حاضر وذهبوا ثم عاد سعييد الى عمته وأخواته
            وقال لهم تفضلوا وحياكم الله القصر سعيد جدا وينور
            ويزهوا بتشريفكم لرؤيته .. وصلوا وأذهلهم ما رأوا
            فقد كان عدة قصور في قصرا واحد ويتسع للكثير من
            الناس لكثرة غرفه وملحقاته وشرفاته ومجالسه وكانت
            روعة في التصميم والانشاء وزادها ما وضع سعييد بها
            من الآثاث والمزروعات والاشكال الجمالية والمناظر
            الرائعة .. فقالت أم سعييد ما شاء الله تبارك الرحمن ما
            أجمل هذا القصر وما أبهاه تستاهل يا سعييد والله أنك
            وفيت بما وعدت فكان هذا القصر جميلا نادر الوجود
            في هذه الديار ولن يكون مثله أبدا .. زادت ثرياء بقولها
            الله يجعله مسكنا مباركا ويكتب لأهله الخير والسعادة فيه ..
            أما جميله فقد كانت مذهولة متفاجئة وغير مصدقه لما
            تراه .. رغم ان سعييد قد وعدها بكل ذلك ولكنها شافت
            أكثر مما قال .. فكانت تنظر إليه وكأنها ملكت الدنيا وما
            فيها من كنوز فأكبرت ما تراه أعينها وأجلته لكرامة
            سعييد لديها وحبها له وتفانيه في إسعادها فكانت الدهشة
            مسيطرة عليها حتى أنها لم تكن تعي تنقلها في أرجاء
            القصر .. وقد لاحظ سعييد عليها ذلك فقال لها تعالي
            يا راعيت البيت وأمسك بيدها وقال لا تندهشي فكل ما
            ترين لك ومن أجلك ومن أجل من يأتي بعدنا وأهلك أهلي
            وقريتك قريتي ومكاني بارك الله لنا جميعا وبارك علينا
            وجمعنا جميعا في مستقر رحمته فقال الجميع آمين ..
            تقدمت إليه جميله وقد أرادت أن تضمه الى صدرها
            فرحة به وبما فعل ولكنها أستحت من أمها وأختها ثرياء
            فقبلت جبينه وشكرته لكل ما فعل .. فكانت الابتسامات
            من الجميع وتبادل التهاني بهذا القصر الجميل والرائع
            وجلس الجميع في أعلى القصر في مكان رائع وجميل
            جدا وكانوا ينظرون الى الاودية والمزارع وأكثر الجهات
            من مكانا واحد .. فأردت ثرياء إثراء المكان والوقت
            ببعض مشاكساتها .. فقالت لو سمحت يا سعييد ممكن
            سؤال ؟؟ .. فقال لها تفضلي .. فقالت أنت وجميله وحدكم
            في هذا القصر بس ؟؟ .. فضحك الجميع لما قالت
            فقالت أم سعييد بالطبع هم لوحدهم وهذا حلالهم
            وبيتهم الله يسعدهم فيه .. وكانت جميله صامته
            لم ترد فقط تلك الابتسامات وإشراقة الوجه والمحيا
            يظهر عليها فما زالت في دهشة وغير مصدقه ما
            شافت عينيها .. بالطبع قد تم عقد الزواج لسعييد على
            جميله قبل وقت ولم يبقى إلا إتمام الزواج وانتقالها الى
            القصر وقد أصبح ذلك قريبا جدا .. عادت أم سعييد وثرياء
            الى بيتهما وبقيت جميله وسعييد فقال سعييد هااه يالغاليه
            أعجبك ما رأيتيه ؟؟ .. فقالت فوق الاعجاب فلم أتوقع
            أبدا ما رأيته الله يخلف عليك ويسعد قلبك يا سعييد أستحقيت
            كل الاحترام ممن يعرفك فأنت صاحب الخلق والصادق
            الذي لا يخلف وعده .. فقال يا جميلتي الغاليه أن كنتى
            لا تعلمي فأنني أرى ما أراه في نومي ويقظتي شي واحد
            اولا أن أرد الجميل لأبو سعييد وأم سعييد ولك أنتي
            وأختك لما أوليتوني من أهتمام وحب وتضحية فقد لقيت
            منكم ما لا أستطيع الوفاء له مهما عملت . وثانيا فأني
            أراك في كل أوقاتي في نومي ويقظتي وعملي وكل ما
            أقوم به مرافقتي حتى أني أرى صورتك فيمن أراه من
            الناس والحلم أن أراك في هذا القصر قريرة العين هانئة
            سعيدة وبجواري وهذا اكبر أحلامي ..
            فأغرورقت أعين جميله بالدموع وكادت أن تقع لهول
            ما تسمع من مشاعر سعييد وأحلامه فلم يستطيع تفكيرها
            وعقلها تحمل ما تسمع فأمسك بيدها سعييد وقال هذا من
            فضل الله يؤتيه من يشاء فالحمد لله على ما وهب وأعطى
            وحاول أن يسليها ويضحكها ويغيير الكلام حتى تعود
            مما هي فيه وقال المهم وش تتمني في المستقبل القريب
            من الاولاد أو البنات فكل الامور والاحلام تحققت ..
            فنظرت إليه وهي مبتسمة والعيون تذرف العبرات
            لسعادتها .. وقالت الله يحفظك ويخليك ويطول في عمرك
            ويهديك لكل ما يحب الله ويرضى .. أسكتني تماما فلم
            تترك شي جميل إلا وفعلته وأتيت به .. شكرها سعييد
            لما قالت .. وقال المهم الليلة العشاء هنا في قصرنا أن
            شاء الله رايح أجيب لنا عناق أو جفر سمين وأجهزه وآتي به
            لك لتجهزي لنا العشاء أنتي وثرياء وراح يكون عشاءنا
            هنا وسهرتنا بأذن الله وراح أتفق مع العم ابو سعييد
            على موعد إتمام الزواج فأتسعت أبتسامها وقالت لعيونك
            أبشر بكل خير .. فقال لها تسلمي .. لحق سعييد بعمه وعادت
            جميله وقالت لأمها وأختها العشاء كما قال سعييد في
            القصر أن شاء الله وقال لي أجهز لذلك فقالت أمها موفقه
            يا بنتي .. شفتي الصادق والامين سعييد ماذا جاب في
            القصر ووش زينه بكل شي جميل ورائع .. فقالت الحمد
            لله على كل شي .. قامت ثرياء فقالت جميله وين رايحه
            فقالت ليه وش قلتي ؟؟ .. العشاء والتجهيز له يالله قومي
            يا عروس خلينا نشوف وش يلزم للعشاء ونجهزه ..
            فتبسمت العروس لذلك القول وقامت تساعد أختها وكانت
            أمهما تنظر لهما بسعاده بالغه ..
            أكمل تواجد الجميع في القصر وجلس سعييد وأبو سعييد
            وأم سعييد وسعييد الصغير في أعلى القصر في مكان
            جميل ورائع وكان القمر منيرا في منتصف الشهر
            وكانتا جميله وثرياء يجهزان العشاء فقالت أم سعييد
            حيا الله الفأل الطيب سعييد وحيا الله ابو سعييد ..
            فقال ابو سعييد الله يحيي فالك وكذلك قال سعييد
            أبتسم العم الكريم ابو سعييد وقال لسعييد كأنك ؟؟..
            ودك تقول شي أو بنفسك شي يا ولدي العزيز ..
            فقال سعييد كل الامور تحت شورك ولا يكون شي
            إلا بأذنك وموافقتك .. فضحك ابو سعييد وقال أسمع
            يا ولدي تصرف كما تريد وحدد الوقت اللي يعجبك
            لحفلة زواجك ولا تسألني عن شي إلا في حالة أن
            ينقص عليك شي قلي وأبشر بما يسرك .. فقال
            سعييد الله يوفقك ويحفظك يا والدنا جميعا ويسلم
            راسك ما ينقص إلا رضاك .. وأشوف يا عم في
            نهاية الشهر عند الهلال تكون مناسبة الزواج
            فقال ابو سعييد بإن الله تعالى وأسئل الله لكم التوفيق
            فشكره سعييد وتبسمت أم سعييد وقالت نشوفك في بيتك
            أنت وزوجتك سعداء بأذن الله يا سعييد الله يسعدكم
            ويوفقكم .. فقال سعييد اللهم آمين ..
            جهز العشاء وكانت جميله في أجمل وأحلى اوقاتها
            فهي تجهز العشاء في بيتها الذي لم يبقى على ذلك
            إلا أيام معدودة فكانت توزع الابتسامات كلما كلمها
            أحد أو نظر إليها أي واحد من افراد الاسرة وخاصة
            سعييد .. أتت الاختين بالعشاء وقدماه وجلس سعييد
            بجوار عمه وكانت عمته في الجهة الثانية وجلستا
            الابنتين بين أبيهما وأمهما وسعييد بين الوالدين ...
            وبعد الانتهاء من العشاء أتوا بالقهوة والشاهي وجلس
            الجميع في ذلك المكان الجميل والرائع ولا يشاركهم
            أحد وأشاد ابو سعييد بكل ما عمله سعييد من البناء
            ثم التأثيث والمزروعات حول القصر وداخله وكذلك
            أم سعييد فشكره سعييد وقال هذا القصر يعتبر قصر
            للجميع وليس لي وحدي يا عمي العزيز فأنت من سمح
            وساعد وشجع في الكثير من الاوقات فالله يخلف عليك
            ويكثر خيرك وعساني أستطيع رد الجميل بارك الله فيك
            فقال ما سويت شي وأنت تستاهل الله يوفقك والله العظيم
            أني أنظر إليك وكأني أنظر لسعييد الصغير فأنت ولدي
            الذي ليس من صلبي حفظك الله ورعاك ..
            في اليوم الثاني عند الضحى ذهب سعييد الى القصر
            يتفقده وهل باقي شي يحتاج الى أكماله .. وكان وحده
            وأذا به يسمع صوتا يقول ....


            الى الجزء القادم لنا لقاء ...

            تعليق


            • #36
              الجزء الرابـــــــــــــــــــــع عشــــــــــــــــر ....

              أدخل يا راعي البيت ففز سعييد وقلبه يخفق وقال أهلا
              ومليوون مرحبا بمن جاء البيت بيتك يا أجمل جميله في
              الدنيا أهلا بك وهل يستأذن صاحب الملك في ملكه
              فقالت تاج راسي ودفء قلبي وروحي يا سعييد أنت
              المالك وأنت كل شي في هذا الكون بالنسبة لي ...
              ودخلت وهي تبتسم وسلمت على سعييد وقالت ألف
              مبروك عليك القصر يا صاحب القصر وملكه وراعيه
              فقال الله يبارك فيك ويبارك عليك القصر وصاحبه ..
              تقدمت إليه وأمسكت يده وضمتها الى صدرها وقالت
              الله يحفظك ويخليك ماني مصدقه اللي أشوفه يا سعييد
              فقال لها تعالي أوريك شي داخل في المكان المخصص
              لك يالغالية فقالت أنت تكفيني عن كل شي يا سعييد
              الله يسعدك ويريح قلبك .. ذهبا وفتح المكان المخصص
              لها وقال أدخلي وتفرجي وش جبت لك وشوفي هديتك
              وأنا أجلس هنا ماني داخل معك ؟؟ فقالت لا يا سعييد
              انت راعي الفهم والعقل كيف ما تدخل معي وحنا في
              بيتنا ومكاننا وأنت زوجي وأنا حلالك الان ما فيه أي
              أمر يمنعك من الدخول معي .. فقال ما ودي أحرجك
              فأمسكت بيده وأدخلته معها .. المهم شافت ما لم تكن
              تعتقده أو تتمناه ولا في الاحلام حتى... ملابس وعطور
              وحلي من كل الانواع الذهب والفضة وأشياء كثيرة
              فقالت هذا كله لي ؟؟ .. فقال سعييد ومثله أن كان
              ما يكفي فقالت بل يكفيني طول العمر ما أحتاج شي
              ثاني وأنت معي وحولي لا خلا ولا عدم ويسلم راسك
              وأكرمك الله بالتوفيق ان شاء الله تعالى .. شكرها سعييد
              وهو في حالة لا يحسد عليها فالوضع صعب عليه ؟؟..
              وخرج وقال لها أنا راح أرسل لك الوالده وثرياء خليهم
              يشوفوا ويفرحوا .. وتريني جبت للوالده ولثرياء أشياء
              ما تخفى عليك أعطيهم أياها وأنا رايح للوالد عند البلاد
              فقالت في حفظ الله .. بعد وقت ليس بالطويل أطلت
              أم سعييد وثرياء وقالت لها سعييد قال أنك في أنتظارنا
              خير ان شاء الله .. فقالت ضاحكه لا تسعها الدنيا من
              سعادتها تعالي شوفي وش جاب سعييد لنا جميعا ..
              فلما شافوا ما أحضر سعييد أكبروه وتفاجئوا به ولم
              يكونوا يتوقعون إحضاره لتلك الاشياء كلها وكيف
              عرف يختار لجمال ما أحضر من الهدايا والامور
              الخاصة بالنساء فقد أحضر لكل واحده على مقاسها
              وحسب عمرها ووضعها .. أعطت جميله كل الاشياء
              الخاصة بأمها وأختها وقالت هذا الانسان ليس له مثيل
              في ذوقه وكرمه وطيبه الله يحفظه .. فقال الجميع اللهم
              آمين .. وصل سعييد الى عمه ابو سعييد وسلم عليه
              فقال أهلا بك وش جابك فقال ما عندي شي اسويه
              قلت أجي أساعدك .. فقال ابو سعييد الله يحييك ولكن
              ودي تهتم بأمورك والتجهيز لزواجك .. فقال سعييد
              كل شي جاهز ولا ينقص شي فقط ودي اروح لقريتي
              أعزم أولاد عمي وبقية أهل القرية .. فقال بالتوفيق
              أن شاء الله رح متى ما رغبت فقال بكره أن شاء الله
              أروح لهم .. فقال ابو سعييد أروح معك اذا ودك
              فقال له لا يا عم ما يحتاج ما ودي أتعبك أروح لهم
              وحدي وما راح أتأخر أعود في نفس اليوم بأذن الله
              فقال له على راحتك .. أجتمعت الاسرة عند المساء
              وكانوا مسرورين جدا وقالت أم سعييد ما دريت
              يا ابو سعييد وش سوي سعييد فقال ما يسوي سعييد إلا
              الشي الطيب الله يبارك فيه ..قالت له جاب لجميله أشياء
              لا تصدق وجاب لي ولثرياء مثلها .. فقال في هذا الحال
              ما أقدر أعاتبه هي زوجته وأنتي في مقام أمه وثرياء
              أخته الله يكثر خيره ويخلف عليه .. وكانت جميله تستمع
              وهي باسمة الثغر والمحيا .. وقال ابو سعييد سعييد عنده
              مشوار بكره ؟؟ .. فتغير وجه جميله .. وقالت هاااه ..
              فقال لها والدها لا تخافي عليه رايح يعزمه أهله وربعه
              ويعود في نفس اليوم ان شاء الله .. فنظرت لسعييد
              وكأنها تسأله عن شي فقال سعييد .. فبادلها نفس النظرة
              وقال أرجع أن شاء الله قبل الغروب .. ولكنها لم ترتاح
              لما قال فهي تخاف عليه جدا ولو لم تراه في كل أوقاتها
              لا ترتاح .. وتظل مشغولة البال .. المهم في الصباح اليوم
              الثاني بعد الافطار ذهب ابو سعييد الى البلاد وكان سعييد
              نائما في قصره فقد اصبح جاهز ومجهز من كل النواحي
              ولم يكن موجودا عند الافطار ذهبت إليه جميله وزهمت عليه
              قبل ان تدخل فأفاق وظهر إليها وقال أدخلي فقالت الافطار
              جاهز وكانت مستحية أن تدخل عليه فقال أنا ما أفطر إلا في
              بيتي وقد كان يمزح عليها فقالت أبشر بسعدك أجيب الافطار
              لك وتفطر في بيتك يالغلا .. وذهبت مسرعة الى البيت
              لتحضر الافطار لحبيبها وقرة عينها .. ولكنه لحق بها
              وقال لها كنت أمزح معك فالقصر بيتي وبيت ابو سعييد
              بيتي وأنتم أهلي وستكونون أغلى كلما مر يوم بأذن الله
              فضحكت وقالت له أين ما كنت فأنت في مكانك ومحلك
              وقد كانت أم سعييد قريبة وقد بان حملها .. وقالت تعال
              يالغالي الله يحفظك .. فسلم عليها وسلم على جميله من
              بعيد واشار إليها بعينه فضحكت وغطت وجهها وذهبت
              لأحضار الفطور له .. المهم بعد الافطار قال أني ذاهب
              الى ربعي وجماعتي اعزمهم فقالت أم سعييد تروح وترجع
              بالسلامة ان شاء الله .. خرج وخرجت وراءه جميله وهي
              دامعة العين وقالت لا تشغلني يا سعووودي الله يخليك وتتأخر
              فقال بأذن الله اجي سريعا ولكن أخاف أن يمسكوا بي للعشاء
              وهذا مؤكد ولكن بكره أن شاء الله أكون عندكم .. فقالت وش
              يصبرني الى بكره عن شوفتك فقال هانت الامور وما بقي إلا
              أيام ويكون الزواج والاحتفال .. ودعته جميله وامسكت بيده
              ومشت معه عدت خطوات ؟؟ فقال لها عودي الله يحفظك عن
              عيون أهل القرية فتبسمت وعينيها مغرورقة بالدموع ..
              وعادت الى البيت .. أما سعييد فقد سار راكبا على ركوبة
              فالمكان ليس بالقريب .. وصل الى قريته ومكان مولده
              ومدرجه وأصله ونظر في أرجاء القرية والديار وتذكر
              أمه محسنه يرحمها الله وتذكر والده ولو أنه لم يكن يعرفه
              تماما فقد توفى وهو صغير في حوالي ثلاث أو اربع سنوات
              فدمعت عيناه حزنا عليهما وعلى تلك القرية العزيزة على
              نفسه ولكنه تذكر ما قاساه فيها وما تعرض له من المعاناه
              وقال الحمد لله الذي عوضني بخير مما فات ..
              رآه أبناء عمه فأستقبلوه قبل أن يصل ورحبوا به ترحيبا
              كبيرا جدا وأدخلوه وفرحوا بقدومه .. فقال أكبرهم أهلا
              بالحبيب أبن العم وحياك الله ومرحبا بملفاك الطيب وقال
              مثل ذلك الاخوان الاخران .. وقدما له القهوة وما يقدم
              معها .. وقبل أن يتكلم قالوا عساك جيت تخبرنا عن موعد
              زواجك فقال نعم فقد تحدد الموعد وذكره لهم فقالوا الف
              مبروك ونسأل الله أن يتمم لك بخير وسعاده وسنحضر ان
              شاء الله .. ولكن لا تستعجل فلن نسمح لك بالعوده قبل القيام
              بواجب ضيافتك ولا تحرمنا من الجميل .. فقال البيت بيتي
              وانا ماني غريب .. فقالوا لابد من القيام بواجبك يا أبن العم
              المهم وافق سعييد بصعوبة لرغبته في العوده في نفس اليوم
              ولكن أستحى من أبناء عمه .. حضر جميع أهل القرية للسلام
              عليه وتم ذبح خروفين سمان بهذه المناسبة حضور سعييد ..
              وسأله الجميع عن حاله وأحواله وعتبوا عليه أنه لم يعود
              لقريته ولكنه أقنعهم بما هو فيه من رغد العيش فقد صار له
              بيت وأموال ومكان وعزه .. فقالوا له على راحتك وين ما
              كنت الله يحفظك .. وبعد العشاء وتقديم العزيمة للجميع
              وتحديد الوقت أراد أن يعود فلم يقبل الجميع بذلك وقالوا
              بكره أن شاء الله تعود ... بات عند أبناء عمه وفي صباح
              اليوم الثاني بعد أن تناول الافطار أستئذن ومشى ...
              وصل الى الحبيبة الغالية قبل العصر .. وقد كانت واقفة
              تنتظره طيلة صباح ذلك اليوم الى قبل العصر عندما
              أطل كادت تأتيه قبل وصوله ولكن أمها نهرتها قائله
              عيب عليك يا بنتي وش يقول عنك أهل القرية أنجنيتي
              فبقيت على أحر من الجمر حتى وصل سعييد فأحتظنته
              وقبلت جبينه وهي تجهش بالبكاء .. فأمسك بيديها وقال
              لها الحمد لله كل أموري على ما يرام وأهدئي أنا بخير
              وفي خير .. فقالت له أم سعييد عساك دائم ..
              فقال سعييد بوجودك ياعمه بارك الله فيك تسلمي
              أخذ بيد جميله واجلسها بجواره وقال لها الله يهديك
              حبيبتي الغاليه هكذا الرجال يروحون ويغيبون أوقات
              ليست بالقصيره وأحيانا يغيبون سنين طويله من أجل
              مصالحهم وأنا يمكن أغيب لقضاء حاجة أو مصلحة أيش
              راح يكون حالك فقالت أن غبت أغيب معك وما أخليك تغيب
              وحدك فضحك وقال لها أن شاء الله ما أغيب عن هذا الفال
              الغالي .. هاااه وش صار معك وان شاء الله ما تعبت في
              طريقك .. فقال سعييد الحمد لله وصلت ورحبوا بي أبناء
              العم واكرموني جزاهم الله خير وأهل القرية فرحوا بي وكم
              عاتبوني على عدم عودتي .. ولكن أعتذرت منهم بأنه أصبح
              لي بيت وحلال ومكانه وعساها تدوم بجوار الغالية ..
              ضحكت جميله وقالت بالتأكييد ان شاء الله تدوم بك ومعك
              حبيبي .. قال سعييد ان شاء الله والله يوفقنا ويكتب لنا الحياة
              السعيدة والموفقة ويرزقنا من فضله .. المهم يالجميل ما بقى
              إلا أيام قليلة ويتم الحفل ان شاء الله .. وأبغاك تنقلي حاجات
              الى القصر وترتبيه وتضعي كل شي في مكانه وما راح
              أكون موجود .. فقالت وهذا يصير ما يحلي القصر إلا
              بصاحبه وعلى كل حال راح تكون معي أمي وأختي ثرياء
              فقال سعييد الوالده تشوفيها تعبانه ولا تتعبيها قالت ما راح
              تتعب تجلس معي انا وثرياء والشغل حنا نسويه فعلا القصر
              يحتاج بعض الترتيبات الخاصة اللي ما يعرف لها إلا النساء
              فقال موفقه يا حياتي ان شاء الله .. فقالت له وانت وش باقي
              عندك من الامور فقال كل شي جاهز وكلمت اللي راح
              يقومون ويذبحون الذبائح وكل الامور وأتفقت معهم ...
              *******
              بالفعل كل شي كان جاهز وتم دعوة المعازيم من قرية سعييد
              والقرى المجاورة لها ومن كان يعرفهم سعييد أو ابو سعييد
              وفي قرية ابو سعييد تمت دعوتهم والقرى المجاورة لها ...
              وقبل موعد الحفل بيومين حضر رجل يسوق عشرة خرفان
              وسأل عن سعييد وعندما قابله سلم عليه وقال له هذه الخرفان
              مرسوله من أبناء عمك لك بمناسبة زواجك وسيأتون هم
              وأهل القرية مشاركين في الحفل ورفاده .. فقال سعييد الله
              يحييهم ومرحبا بهم ألووووف .. سلم عليهم وشكر الله لهم
              وعساهم على القوة ودام عزهم ابناء العم ..
              وفي اليوم المحدد للعرس تم وحضر حضور كبير جدا
              من القرى المجاورة ومن قرية سعييد والقرى المجاورة
              لها وكان حفل بهيج جدا وقدم سعييد وعمه ابو سعييد
              ولائم كثيرة جدا وكان الترحيب كبير جدا وحضر شعار
              تمت دعوتهم وصارت عرضه وإحتفال كبير جدا بتلك
              المناسبة الغالية على سعييد وأهله الذين لم ينجبوه والذين
              أحبوه وأليفوه ويتمنون له التوفيق .. وحضر أبناء عم سعييد
              وكثير من جماعته وأهل قريته وقدموا له هدايا ورفد نقدي
              كبير .. وقد شاهد أهل قرية سعييد وأبناء عمه وأهل قريته
              قصر سعييد الذي بناه وأعجبوا به جدا وقد تفاجأوا به ولم
              يكونوا متوقعين أنه سيكون له مثل هذه المكانة وهذا القصر
              وما لديه من الاموال والحلال .. وخلاصة القول تمنوا له
              حياة مديده وأحوال سعيده عند أنصرافهم من الحفل بعد
              أنتهاءه .. أنتهى الحفل وعاد كلا الى مكانه وأنتقل سعييد
              الى قصره بحبيبته جميله وقد كانت في أجمل وأروع ما
              يكون وعند دخوله عليها بعد إنتهاء الحفل تماما رحب بها في
              بيتها الدائم ورحبت به وعانقته .. ذلك العناق الذي تمنته
              طويلا وهي باكية العين بادلها العناق الطويل وهم وقوف
              وقال لها في مثل هذه الليلة المباركة والجميلة تبكين ..
              فقالت لا أبكي لسبب غير مناسب ولكن هذه الليلة أمنيتي
              وأجمل أوقاتي التي لا تنسى وحبي لك يا سعييد جعلني
              لا أستطيع امساك دموع الفرحة .. فقال لها ترفحي دائما ان
              شاء الله وأهلا بك ومرحبا وهذا القصر كنت أحلم به من
              زمن طويل وكنت اتصوره وأخطط له من وقت بعيد وكنت
              أتخيلك بداخله وأرى أبتسامتك عندما أتي وانتي فيه ..
              دخل العروسين الى قصرهم .ووو
              .............................. ...........................
              .............................. ...........................
              وفي الصباح اليوم الثاني ضحى أتت أم سعييد وزهمت
              على العرسان من أسفل القصر فطل عليها سعييد وقال
              أهلا بالغاليه تفضلي مثلك لا يقف أدخلي يا عمه ..
              دخلت وصبحت على العرسان بالخير واحضرت معها
              فطورا طيبا وجميلا جدا للعرسان .. وسأل سعييد عن عمه
              فقالت ذهب الى البلاد وسيأتي عند الظهر ان شاء الله
              واسمحوا لي جبت لكم الفطور وودي أعود فقال مستحيل
              هذا البيت بيتك وأهله من بعدك .. فقالت الله يحفظه ويحفظ
              أهله ويهنيهم به .. وكادت تنصر ولكن أطلت العروس كأنها
              طاؤؤس وقالت معقول تروحي وأنتي ما سلمتي على بنتك
              غاليتك فقالت الله يسلمك يا بنتي ويهنيك انتي وزوجك
              سلمت جميله على أمها وعلى رأسها وقبلت يدها وقالت
              تعالي أدخلي الله يهديك تقهوي معنا وأرتاح يشويه وبعدها
              على راحتك .. نظر سعييد الى عمته أم جميله فرآها غير
              مرتاحه فقال لها يا عمه انتي غير مرتاحه في شي مؤثر
              عليك فقالت تعبت البارح في الحفل وأحس أني ماني كما
              يجب .. ولكن ان شاء الله ما فيه خلاف .. فقال لا تتعبي
              حالك جميله وثرياء يقومون بكل شي وانتي أرتاحي الله
              يحفظك .. نظر سعييد واذا به يرى ابو سعييد عائدا من
              البلاد فنزل وسلم عليه وقال تعال يا عم تقهوى معنا
              وتراني وصيت أحد الرعيان يجيب لنا خروف نتغداه
              فقال له ابو سعييد الله يخلف عليك ومبارك عرسك
              وفقكم الله وكتب لكما الصحة والعافية والذرية الصالحة
              الموفقة .. شكره سعييد وأخذه معه وعندما دخل سلم على
              جميله وجلس هو وسعييد وأم سعييد طبعا في القصر مكان
              خاص للجلوس وللقصر محارم كثيره ومجالس كثيره ..
              ولكن وهم جالسين رأوا أم سعييد على غير طبيعتها فسألوها
              عسى ما شر فقالت ما من شر ان شاء الله أحس ببعض الآلام
              وراح أنزل الى بيتي وان شاء الله الامر خير ..
              فقالت جميله انزل معك .. فرفضت أم سعييد أن تنزل فهي
              عروس ولكن اصرت جميله وكذلك سعييد ..
              وفي اليوم الثاني كانت أم سعييد في حالة صعبه فهي تتألم من
              اول الليل في الليلة الماضية وما زالت تتألم .. وقد كانت في
              الشهر الاخير .. ولكن ...

              تعليق


              • #37
                الجزء الخامس عشـــــــــر ....


                لم يأتي الوقت الصحيح فقد أجهدت نفسها في ليلة
                وهي في الشهر الاخير فكانت هذه الآلام والاحساس
                بها شي طبيعي..المهم أخذت بعض الادوية من
                الاعشاب المتعارف عليها في ذلك الوقت لمثل هذه
                الحالة من الآلام .. المهم بعد يومين هدأت هذه الآلام
                بعض الشي واستمر الحال طبعا سعييد أتاه رفد من
                أبناء عمه وأهل قريته ومن الكثير ممن حضر الحفل
                وباع عسل مرتين في اول السنة وأخرها وباع أيضا
                بعض مواشية من الذكور وكبار السن من الاناث
                وأصبح لديه مبلغ كبير لا يحتاجه فذهب الى عمه
                وقال له اذا سمحت يا عم انا مديون لك ولا أستطيع
                اسددك دينك حتى الممات ولكن أحاول أسدد ما أستطيع
                أن سمحت لي بارك الله فيك وأخلف عليك .. فقال
                ما لي عليك دين ولا أطلبك شي يا سعييد وانت ولدي
                ومساعدي في وحدتي ويدي اليمنى بارك الله فيك وما
                عندي سيكون لك ولأخوانك والله يخلف على الجميع
                فقال سعييد مثل ما قلت لك لن أستطيع تسديد ما قدمته
                لي مهما حاولت ولكن قدر الاستطاعه .. المهم أعطاه
                مبلغ جامد وطلب منه العذر والسموحه .. فضحك
                ابو سعييد وسكت طبعا قد سأل سعييد جميله عن كل
                المبالغ التي أعطاها لها والدها وقالت له بالضبط وهذا
                هو سبب ضحك ابو سعييد حيث ان سعييد دفع له كامل
                المبلغ .. المهم حالة أم سعييد وقد مر على آلامها
                أكثر من خمسة عشر يوم تقريبا يعني من وقت العرس
                وأصبحت في حالة ولاده وأصبحت لا تقوم كثيرا
                وجميله لا تذهب عنها مع أختها ثرياء إلا وقت المبيت
                وبقيت على هذا الحال عدة أيام .. وحولها بناتها ونساء
                القرية وطبعا سعييد يحبها ويأمل لها العافية دائما ويسأل
                عنها ويأتيها والجميع في إنتظار فرج الله لها ..
                كان ابو سعييد عند البلاد في يوم مبارك أتاه سعييد
                وسلم عليه وهو مبتسم بادله عمه الابتسامة ولكن لم
                يفرج عنها سعييد .. فقال ابو سعييد عندك علم يا ولدي
                لا تطيل عليه الله يسعدك فقال البشارة يا عم فقال
                أبشربها ... فقال أبشرك أن الله فرج على أم سعييد
                وجاها ولد وهما بخير وعافيه ففز ابو سعييد وعانقه
                وأفلت يريد أن يذهب ليري أم عياله ويهنئها بالسلامة
                فأمسكه سعييد وقال لا تتعب حالك .. أولا حولها نساء
                أهل القرية وبناتها وهي بخير ولا عليها خلاف وقد
                ذبحت جدي سمين وقلت لبناتها يقدمون لها لحم ومرق
                وأكلت وهي بخير .. فقال ابو سعييد الله يسلمك ويخلف
                عليك هذه أمك التي لم تنجبك والتي تخاف عليك مثل
                اولادها بل ولدها شرعا .. فشكره سعييد على ما قال
                وأردف ابو سعييد وقال أسم المولود عندك مثل ما سميت
                أخوه سمه .. فقال سعييد لا بد فقال نعم .. فقال أسمه
                أحمد لما نحن فيه من نعمه ورضى وأشتقاقا من نعمة
                الله علينا نحمده ونسمي أحمد فقال ابو سعييد وهو أحمد
                احمد الله على ما أعطى .. عادوا من عند البلاد قبل
                المغيب ودخل ابو سعييد وسلم على زوجته وبارك لها
                بالسلامه والمولود وقال أسمه أحمد سماه سعييد الكبير
                وأنا طلبت منه أن يسميه قالت ام سعييد الله يسلمك
                ومبروك المولود والله يحفظه هو أخوانه فقال معاه أخو
                واحد فقالت وسعييد الكبير ماهو أخوه كما تعودنا فقالت
                إلا أخوه ونعم الاخو .. سأل عن سعييد الصغير أين هو
                فقالت أسكت ما أخذه سعييد إلا بالحيله يريد يشوف
                الصغير أعطوني إياه يلعب معي .. ضحك الجميع
                واستبشروا خيرا .. بعد أيام يعني في السابع للمولود
                الصغير صباحا قال سعييد تمايم احمد عندي يا عم الليله
                أن شاء الله فقال ابو سعييد يا ولدي المفروض وشرعا
                انا اللي أتمم عنه فقال سعييد الحلال واحد وهذا أخوي
                ومني ومنك واحد .. فقال تسلم والله يخلف عليك ان شاء
                الله .. ذبح سعييد أثنان من الخرفان الكبار والسمان
                وعزم أهل القرية جميعا ومن يعرفون من القرى
                المجاورة وجهز لذلك وقامت جميله وأختها ثرياء بكل
                الاعمال الاخرى من تجهيز القهوة والشاي وما يلزم
                معها وتمت تمايم أحمد .. وفرح الجميع بقدومه وأسعدهم
                ذلك .. وفي الليلة التالية أجتمع الجميع في المساء عند أم
                سعييد وحولها وتم طهار أحمد في ذلك اليوم .. وكان
                سعييد يذبح يوم بعد يوم ذبيحه ويقدم المرق واللحم
                لأم سعييد وكذلك العسل وكان سعييد يوصي زوجته
                جميله أن لا تنسى ريحة المره لأمها وكانت تضحك
                وتقول أبشر من غير ما توصي يالغالي .. وكانت
                تغطي وجهها وهي تبتسم لسعييد اذا قال لها قولا
                لطيفا أو نظر لها أو أشار لها بعينيه .. المهم أستطاعت
                أم سعييد أن تعود لها صحتها وأصبحت في أحسن حال
                فقالت لبنتها جميله خلك مع زوجك وشوفي احتياجاته
                أنا بخير والحمد لله وأختك عندي ما تقصر .. فقالت
                جميله يا يمه مدري وش فيه هاليومين ما أشتهي الاكل
                ونفسي عايفه .. فضحت الام وقالت فأل خير يا بنتي
                لا تكوني ؟؟ فقالت والله ما ادري ولكن لا تقولي شي
                حتى أتأكد ودي أفرح سعييد وتكون مفاجئة .. فقالت
                طيب وسألتها عن أمور تخص النساء فأجابت جميله
                فقالت أنتي حامل يا بنتي والله يرزقك من فضله وهذه
                علامات الحمل .. فقالت أصبري لنهاية الشهر حتى
                يكون الخبر صحيح .. فقالت ان شاء الله والله يوفقك
                ويرزقك من فضله .. ذهب سعييد مع عمه عند البلاد
                كعادته كل صباح وكان ينظر الى القصر بين الحين
                والحين .. وكانت جميله تطل وتدخل أكثر من مره
                فأستغرب ؟؟ .. فذهب إليها وكان يعرف أنها في غير
                حال مستقر ولم يخبرها أنه لاحظ ذلك .. المهم عندما
                دخل عليها وجدها واقفه باسمة المحيا ماده يديها إليه
                وقالت أبشر يالحبيب .. فقال بشرك الله بالخير والسعاده
                أطن أني عارف وعساه مبروك يالحبيبة .. فقالت عن
                أيش تعرف فقال أنتي حامل .. فقالت كيف عرفت فقال
                لاحظت عليك علامات الحمل .. فقالت أنت ما تخلي
                شي ما تعرفه .. فقال من فضل الله عسى فضله يدوم
                تقدمت إليه وعانقته وقبلت جبينه وقد فعل مثلها وأخذها
                ويده من خلفها ودخلوا .. بعد أن جلس وأستراح قال لها
                العشا يا بنت الرجال .. فقال سم وأبشر يستاهل الجميع
                العشا وانت تقدر الله يخلف عليك .. وجهزت للعشاء
                وجاب هو الذبيحة الطيبة وجهزها .. وبلغ عمه عن
                ذلك وهي قالت لأمها وأختها .. واجتمع الجميع في
                القصر عنده على العشا وبعد العشا قالت أم سعييد
                مبروك يا سعييد انت وجميله .. فنظر ابو سعييد
                مبتسما فقال على أيش تباركين وهذا العشا ما عندي
                خبر فقالت جميله حامل الله يرزقهما الذرية الصالحة
                فقال ابو سعييد مبروك يا ولدي وانتي يا بنتي والله
                يرزقكم خير من الله كثير .. شكره سعييد وجميله
                وكان احمد الصغير مع أمه وكذلك سعييد الصغير
                وهو دائما بجوار سعييد أو معه كما تعود ..
                المهم كانت الفرحة كبيرة لدى الجميع .. وأستمرت
                الايام على خير وسلام .. وفي مساء أحد الايام قدم
                أبناء عم سعييد فرحب بهم وأجلهم وعمل لهم وليمة
                كبيرة وعزم أهل القرية جميعا .. وقد جاء معهم الرجل
                الذي أستضاف سعييد عندما قدم إليهم وقت وفاة عمه
                وأثنان من أهل القرية والجميع سته .. وقد أسر أبناء
                عم سعييد له بأمر وأرادوا أن يتكلم هو بذلك الامر
                كان الترحيب حارا من سعييد وابو سعييد جدا وأسعدهم
                قدوم الضيوف بالنسبة لسعييد يعرف سبب قدومهم ولكن
                ابو سعييد لا يعرف وكان ذلك كافيا أن يسعده حضورهم
                المهم بعد أنتهاء العشا وذهاب أهل القرية ومن حضر
                غيرهم ولم يبقى إلا الضيوف وسعييد وعمه ابو سعيد
                فقال سعييد .. أفلح من ذكر الله وصلى على رسول الله
                اللهم صلي وسلم وبارك على رسول الله ..
                ذكر الله الجميع وصلوا على الرسول عليه افضل
                الصلاة والسلام .. يا عم ابو سعييد حضر من ترى
                ولهم طلب عندك ويأملون أن يجد طلبهم القبول ان
                شاء الله .. فقال ابو سعييد حياهم الله وحياك واعتبر
                طلبهم مقبول مهما كان فهم أبناء عمك ومن دمك ولهم
                عندي التقدير والاحترام .. فقال سعييد يطلبون أبنتك
                زوجة للأخ الأصغر منهم فهو لم يتزوج بعد وقد قالوا
                أن أتكلم انا وفيهم الخير ومن معهم ولكن كوني نسيبك
                الاول وأبن عمهم أرادوا ان يقدموني بالكلام ..
                فقال ابو سعييد أبشروا بسعدكم جميعا وطلبكم ما يرد
                إلا أني لا أجبر بنتي فأن وافقت فأنا موافق وحياكم الله
                جميعا .. بات الجميع في أحد مجالس القصر عند سعييد
                وفي اليوم الثاني بعد الاطفار أستئذنوا بالعودة وقالوا
                متى ما أستقريتوا على رأي رودوا علينا وترونا
                جاهزين بما تطلبون ..فقال ابو سعييد ما نطلب إلا رضاكم
                وأن شاء الله خير والخير فالكم .. عند المساء أجتمعت
                الاسرة وقد علم الجميع بالخبر .. فقال ابو سعييد وش
                ترين أم سعييد وأنتي يا ثرياء .. فقالت أم سعييد الخير
                فالكم ابناء عم سعييد يكرمون وهم الخير والبركه
                وسعييد غالي على الجميع .. ونظر الى ثرياء وقال
                لها ترين يا بنتي انا موافق فهم رجال وأصلهم كريم
                ويذكرون بخير .. وسعييد هو من تكلم بأسمهم ولا فعل
                ذلك إلا كونهم أبناء عمه ويعلم معدنهم ولا يخاف عليك
                عندهم والامر يعود لك ولا أبي إجابة الان فكري ولا
                تعطي موافقة إلا بإقتناع .. فلم تجيب بل قامت بخجل
                ودخلت الى داخل البيت .. فنظر سعييد لجميله وفهمت
                أنه يرغب في أن تلحق بأختها .. ففعلت وبعد حين
                عادتا الاختين .. ولم تقول جميله شي ولكنها اشارة
                بعينها لسعييد وهي مبتسمة فلم يظهر شي ولكن أبو
                سعييد قال بكره او بعد كم يوم فكري وشاوري امك
                وأختك وأستخيري فهذا مشروع زواج وحياة ان شاء
                الله طويله .. فقالت جميله ان شاء الله يا والدي العزيز
                وجزاك الله خير عنا فأنت أعطيت الحرية لي أولا
                وأختي أن شاء الله عاقله وتعرف مصلحتها وتذكرون
                أن الطالبين أخيار ومن أصل طيب ويكفي أن سعييد
                هو من طلب بأسمهم وأكييد هو وده أن تتم الموافقة
                وبكره أن شاء الله أرد عليكم .. المهم بات الجميع
                وفي اليوم الثاني ليلا اجتمعت الاسرة كالعادة فقالت
                جميله ابشركم ثرياء موافقة بناء على موافقة الوالد
                والوالده وثقتها في الله كبيره ثم في سعييد الاخ والنسيب
                أن يكونوا أهلا لكل ما يقال عنهم .. فقال ابو سعييد
                لابد أسمع موافقة صريحة .. هاااه يا بنتي يا ثرياء
                لازم أسمع موافقتك .. فقالت توكل على الله يا والدي
                العزيز اذا تشوف انهم يستحقون ان يناسبوك ..
                فقال ابو سعييد أنا أعطيتهم موافقتي ولكنها مشروطة
                بموافقتك .. والان مبروك والله يوفقك ويستر عليك
                ويجعل لك الذرية الصالحة والموفقة .. ثم نظر
                الى سعييد وقال له بلغ أبناء عمك بما تسمع ..
                فقال الف مبروك يالغالية ثرياء والله يوفقك
                فقال بس لي شرط فقال ابو سعييد لا يا بنتي ما فيه
                شروط هؤلاء أبناء عم سعييد ونستحي منهم فقالت
                لابد من شرطي .. طبعا ثرياء بطبعها مشاكة وتحب
                المزح .. فقال سعييد ضاحكا أنا أتحمل شرط أختي
                وأعتبر الموضوع منتهي يا عم .. فقالت جميله لا تورط
                نفسك يا سعييد هذي أم المستحيلات .. اسمع اول
                وش شرطها .. فقال ما يهم أختي والله يعينني تستاهل
                كررت جميله يا سعييد أختي وأعرفها تراها تجيب
                لنا مصيبه فقال سعييد الله لا يجيب المصائب غاليه
                ولها الحق تتغلى .. فقالت ثرياء يعني ما تخاف الخسارة
                فقال لا أنتي تأمري ما تشرطي .. فقالت يالله اقول لكم
                شرطي فقال ابو سعييد وش قلت لك ما تفهمي أما
                وافقي بدون شروط أو أرفضي .. فقالت أنا موافقة
                ما دام وافقت أنت وأمي وأخي الكريم سعييد ..
                ولكن لابد من شرطي .. فقال ابو سعييد أنا ما اوافق
                على شروط أبدا .. فقالت أم سعييد طيب أسمعوا وش
                طلبها أو شرطها وبعدين نتفاهم وكانت تضحك وتعرف
                بنتها وحبها للمزاح .. قال سعييد فعلا ليش نختلف نسمع
                وبعدين نشوف اذا فيه امكانية من تلبية طلبها ؟؟ .
                قالت ثرياء تنقلون قصر سعييد الى قريته ويجي هو
                وجميله يعيشوا معنا هناك .. فقام ابو سعييد يريد
                ضرب ثرياء لهذا الكلام الغير لائق .. ولكنها سبقته
                ووقفت خلف سعييد ضاحكه .. فعاد الى مكانه تقديرا
                لسعييد وقال مسكتي بيدي التي توجعني .. يا ثرياء
                سعييد غالي ولا أتركه يبتعد عني وانا أقدر .. فقام
                سعييد وقبل رأسه وقال ولا أنا لا أستطيع أن أبتعد
                عنكم أهل هذا البيت فأنتم أهلي وأحبتي جميعا ..
                فقالت ثرياء أجل أبنوا لي قصر مثله بالضبط هناك
                فنظر ابو سعييد لها وقال من يقدر يفكر ويخطط لمثل
                هذا القصر إلا سعييد وهذا لا يجوز .. فقال سعييد
                أبشري ما طلبتي شي اذا هذا شرطك أو طلبك تريه
                يصير .. فضحكت وقالت والله العظيم أني أمزح
                واحببت اشوف وش تقولون .. ولا أرغب إلا في
                رضاكم جميعا فأنت يا والدي ما تركت لي شي وقد
                شرطت رضاي فأن رضيتوا يا والداي أنا راضية
                فقال سعييد لك مني وانا وأختك هديه قيمه ان شاء الله
                فقالت تسلم وانت راعي الجميل ولا أكلف عليك تقول
                وتفعل الله يكثر خيرك وخير والدي العزيز ..
                المهم تلك الليلة كانت دائمة الضحك والمزاح الى
                أن ذهب الجميع للمبيت وقال ابو سعييد العلم عندك
                يا سعييد بالموافقة رد على أبناء عمك وأهلا بهم متى
                ما ارادوا .. فقال بكره السوق المعتاد وأكييد اشوفهم
                هناك وأبلغهم .. فقالت جميله قولا بالاشاره فقال ابشري
                وقد عرف ما تريد .. فهي في حال الوحم المعروف لدى
                النساء وعرف إنها ترغب في بعض الاشياء من السوق
                مما ترغبه النساء في أوقات الوحم .. وماهو بالمهم
                ولكنه شهوة وحم .. ذهب سعييد الى السوق وصادف
                أبناء عمه الكبير والذي يليه فسلم عليهم وابلغهم
                بالموافقة .. فقالوا له إنهم سيأتون قريبا جدا يعني بعد
                يوم أو يومين بالكثير فقال أهلا بكم وحياكم الله ...
                عاد سعييد بعد أن جاب كل ما يحتاجه بيته وبيت عمه
                وخاصة الحاجة التي طلبتها جميله منه كان ذلك بالاعين
                عندما أشارت له وبعد أن وصل أعطى عمته اللي جاب
                لهم وجاب لها أشياء بشكل خاص .. ذهب الى قصره
                وكانت حبيبته جميله تراه منذوا أن أقبل على القرية
                فالقصر يطل على أماكن كثيره حوله .. فأستقبلته عند
                مدخل القصر فسلم عليها وكان ما جاب لها في يده
                بمجرد ما قرب منها أعطاه لها حتى لا تشتاق له
                بشكل أكثر فأكلت مما جاب لها فور أعطاءه لها
                طبعا يتصور الواحد أنها طلبت شي كبير أو مهم
                او غالي .. على العكس طلب حلاوة مشبك وهي
                معروفة في الاسواق الشعبية ولكن كما ذكرنا شهوة
                وحم .. المهم نزل سعييد وزوجته جميله الى بيت عمه
                ليتعشوا معهم فقد أتى سعييد بما يلزم وكانت جميله
                وهي تمشي بجوار سعييد كأنها الريم زهوا وبهاءا وجمال
                وسعاده كيف لا وهي بجوار الحبيب سعييد الغالي ..
                فقال لها وهو في الطريــق ...


                الى الجزء القادم لنا لقاء ...

                تعليق


                • #38
                  لازال ابداعك ابا احمد يوما بعد يوم يزهو وقلمك ينبض ويزهو

                  تعليق


                  • #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة عائض بن سعيد مشاهدة المشاركة
                    لازال ابداعك ابا احمد يوما بعد يوم يزهو وقلمك ينبض ويزهو
                    أشكر إطراءك وإعجابك ابو سعيد
                    أهلا بك أسعدتني إطلالتك الجميله
                    ومرحبا ملايين بك وحياك الله

                    تعليق


                    • #40
                      الجزء السادس عشـــــــــر والاخير ....


                      عندي مفاجأه لثرياء وخطيبها لا تخطر على بالهما فقالت
                      راعيها وتقدر الله يحفظك حبيبي وغمزت على يده بحرارة
                      ولطف فوقف .. فقالت خير عسى ما شر حبيبي فقال من
                      غمزة يدك توقف القلب .. فقالت سلامتك حبيبي ان شاء
                      عدوانك .. فضحك وضحكت معه ومشوا ووصلوا فوجدوا
                      العائله مجتمعة وسعييد الصغير مسوي الهوائل على أخوه
                      أحمد ولا يفارقه ويطلب أمه أن تعطيه له على شان يلعب
                      معه كما يقول فقالت له لما يكبر ويصير كبرك يروح معك
                      فيقول متى يصير مثلي ..فقالت لما يكبر وعلى هذا الحال مشاكله
                      مع أمه فلا تأمن على أحمد تتركه وحده وسعييد الصغير
                      حوله .. سلم سعييد على الجميع وسأل عن حال عمته
                      وصغيرها فقالت بخير والحمد لله .. وبعد الجلوس سأله عمه
                      وش صار معك فقال قابلت أبناء عمي وأبلغتهم بالموافقة
                      وقالوا أنهم سيأتون خلال يومين على الاكثر .. فقال ابو
                      سعييد حياهم الله .. فوكزت جميله سعييد حيث إنها كانت
                      تجلس بجواره وقصدها يقول عن المفاجأه حيث ثرياء
                      موجوده وتحب تفرحها .. فقال همسا بعدين .. فسكتت
                      وعرفت أن قصده وقت حضور الخطاب تكون مفاجأته
                      ولكن جميله أحبت أن تأخذ بثأرها من أختها حيث كانت
                      تشاكسها وتعلق عليها وقت خطبتها .. فقالت يالعروس
                      وش تأمر تري حاضرين لطلباتك فتبسمت ثرثاء
                      وقالت حقك يا أختي الغاليه جاء أخذك بثارك مني ولكن
                      تريني أخذت خبره منك فكنتي أطيب أخت ما كنتي تزعلي
                      مني ولا تعنفيني واكثر شي كنتي تبكي خجلا مني ولكن
                      أخذت منك خبره وعندي مقاومة ضد أي أمر من هذا
                      الشكل .. فضحك الجميع وباركوا لها وقالوا ان شاء الله
                      يتمم لكم بخير .. تعشى الجميع وقام سعييد مستأذنا وعاد
                      الى قصره وبجواره حبيبته والكل يمسك في يد الثاني وفي
                      سعادة تامة وعندما وصلوا أعلى القصر فقال لجميلته نجلس
                      هنا شوية في أعلى القصر بحيث نشوف كل الجهات وهدوء
                      الليل وجماله من هذا المكان .. ولكن بعد حين من الجلوس
                      أستعبر سعييد فسقطت دمعات من عينيه فضمته جميله الى
                      صدرها وقالت سلامتك يا عيوني وحياتي ليش يا سعووود
                      عسى ما شر .. فنظر لها ومسح عينيه وتبسم لها وقال الله
                      يسلمك ويرعاك ويحفظك .. تذكرت بعض من سنيني وقت
                      ما كنت عند عمي بعد وفاة والدي وبعده بسنين والدتي وكنت
                      في أمس الحاجة للقمة خبز لقمة واحدة أسد بها رمق الجوع
                      الذي ألم بي ذيك الايام .. وبعد النظر الى ما أنا فيه الان ولله
                      الحمد .. فقالت يا سعييد هذا الامر يجب عليك ان تنساه
                      خاصة وأن الله كتب لك رزقا كثيرا وحياة سعييدة وأمدك
                      الله بمن أخذ بيدك ولا أقول هذا أن أبي هو من فعل ذلك
                      فقد هداه الله ووفقه لذلك وهذا منيحة من الله تعالى لك أتت
                      بأمره سبحانه ولعلمك انا أحيانا أبتسم وأحيانا أبكي ولا أعلم
                      السبب ولكن عند مراجعة نفسي فأجد أنك أنت من يفرحني
                      ويجعل أعيني تبكي خوفا عليك من المجهول فقد بلغ حبك في
                      قلبي مبلغا لا أستطيع تحديده .. فأشكر الله وأحمده على ما
                      أولاك به من خير .. فقال الحمد لله على ما أعطى ولكن
                      حكاية أنسى هذا الامر لا أستطيع فقد تم حفره في ذاكرتي
                      بشكل لا ينسى..قالت المهم حاول قدر ما تستطيع فأنا لا أقدر
                      ولا أستطيع أتحمل شوفتك بهذا الحال وهو ماضي والماضي
                      لا يعود أبدا .. المهم حبيبي وش راح تسمي ولدك أن رزقك
                      الله بولد فقال سعييد .. فضحكت وضحك معها وقال ليش ما
                      يعجبك يكون اسم ولدك سعييد ..فقالت على العكس أمنيتي
                      ولكن أبو سعييد اثنين وأم سعييد اثنين شي ملفت للنظر ..
                      فقال بالنسبة ان رزقنا الله بولد أسمه أحمد وأن رزقنا الله
                      ببنت أسمها محسنه فقالت ونعم الاسماء والله أني كنت ودي
                      اقول هذا الشي ولكن سبحان الله القلوب على بعضها
                      فقال الحمد لله ونسأله تعالى أن يرزقنا من فضله بالرزق
                      الطيب المبارك .. فقالت جميله آمين ..
                      في الصباح كالعاده بعد الافطار قام سعييد ونزل وذهب الى
                      عمه عند البلاد وصبح عليه بالخير وفضل معه الى الظهر
                      وعادوا كلا الى بيته .. وفي اليوم الثاني مثل ذلك ولكن
                      قال سعييد لعمه يمكن يجون ضيوفنا الليله احتمال كبير
                      فأراد ابو سعييد ان يقول شيئا .. فقال سعييد على رسلك
                      يا عم ولا تقول شي أبدا وأنا موجود فقال الله يحفظك ويكثر خيرك
                      فقال تسلم الله يعافيك ويسلمك يا عم .. عادوا مثل اليوم الاول
                      فقال لزوجته جميله عند العصر أفتحي المجلس الكبير ونظفيه
                      وبخري فيه يمكن يجينا ضيوف الليله وأزهمي ثرياء
                      وجهزوا كل شي وأنا بعد الظهر ابي اوصي الرعيان يجيبوا
                      لنا ذبائح أن شاء الله .. فقالت له وش مفاجأتك اللي قلت فقال
                      باسما تشوفينها ان شاء الله شوف العين لا قول فقط فهي
                      مفاجئة والمفاجئة لا تقال إلا في وقتها ..
                      بالفعل بعد العصر قريبا من المغرب وصلوا أبناء عم سعييد
                      ومعهم نفس الرجال الذين أتوا معهم أولا وفيهم ذلك الرجل
                      الطيب الذي كان كلم سعييد عن مرض عمه وقد أكرمه
                      عندما جاء لهم سعييد .. وبعد الوصول والراحة وتقديم
                      القهوة وتناولها .. تكلم ذلك الرجل بعد أن حمد الله وصلى على الرسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقال الحمد لله الذي
                      قارب بين القلوب بعد أبتعادها وألف بينها وجمعنا هنا على
                      خير وما نحن فيه .. جينا لما بيننا من موعد وقبولكم لنا
                      نسايب ونسأل الله أن يتمم للجميع بخير .. وعفاكم ..
                      تكلم بعده أبن عم سعييد الكبير بمثل ما قال الذي قبله
                      أو قريبا منه .. وقال أيضا حاضرين بما تطلبون وخيركم
                      سابق وكرمكم كبير لنا نسأل الله أن يجزاكم عنا خير ويخلف
                      عليكم جميعا وسلامتكم جميعا ..فوجد ابو سعييد نفسه محرجا
                      أمام الضيوف وأمام سعييد فهم أبناء عمه ودمه وأصله وأهل
                      قريته .. فقال حياكم الله وأرحبوا من ممشاكم الى ملفاكم حللتم
                      بضيافة من يوليكم إهتمامه وطيبة سعييد ولدكم وطيبه من
                      طيبكم فهو صاحب الضيافه في المرة الاولى والثانية ولم
                      يجعلني أقدم شي أذ يقول أنا اولى بهم فهم أهلي ونحن أهله
                      ومن يحب ولا أستطيع أطلب شي ولا أقول شي أبدا وما
                      تقدمون قليله عندي كثير والله يخلف عليكم ويتمم لكم بخير
                      وسلامة الجميع .. سكت سعييد بعض الوقت وهو يعلم
                      أنه جاء دوره في الكلام وينتظر منه الكلام فهو من يشار
                      إليه بالبنان ودوره في هذا الموضوع قد يكون رئيسي فمن
                      جاء أهل وأبناء عمومه ومن هو عنده أهل ايضا وعم
                      وأولاده أخوانه وزوجته واحدة منهم .. فقال سعييد
                      اللهم لك الحمد في الاول والاخر نحمده سبحانه على
                      ما أعطى ونصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
                      وأرحب بكم أهلي وأبناء عمي وأخواني أجمل ترحيب
                      فحياكم الله .. الحقيقه أني أرى أنه لكم حق عليه فأنتم
                      أهلي وعزوتي ومن أثق بهم أتم الثقة .. وهذا عمي
                      وترفع له الراية البيضاء فهو من مد يده لي وجعلني في
                      بيته آمنا مرتاح البال وفي ماله ممدود اليد الى أقصى مجال
                      الى أن وصلت الى ما وصلت إليه بفضل الله ثم بتوجيهه
                      ودعمه والعروس أخت زوجتي وأختي من صغرنا حتى بلغنا
                      هذا المبلغ من العمر ولها حق عليه ولوالديها ولكم بارك الله
                      فيكم جميعا .. بالنسبة لمهر العروس وهداياها وكل ما يلزمها
                      من أقل شي الى أكبر شي عليه أنا وأتحمله وأقسم بالله ما أحد
                      يقول لا .. فقط اللي عليكم هو ما تقدمون لضيوفكم وقت
                      حفل الزواج ان شاء وما يقدمه زوجها لها في بيتها مما
                      يراه لازما .. وصلى الله وبارك على رسول الله ..
                      بهت الجميع من أبناء عمه ومن أتى معهم من كلام سعييد
                      الكبير والجريئ وكبر كرمه وطيبه لهم أما ابو سعييد فكان
                      باسم الثغر سعيدا بما سمعه من سعييد فقال أكرمك الله
                      يا ولدي العزيز ويستاهل أهلك وأبناء عمك ما أكرمتهم به
                      وأنا لا أستطيع أن أوفيك حقك من رد الجميل فأنت من كان
                      أمينا في كل شي من عرفناك ودخلت علينا فكان دخولك
                      مباركا وطيبا علينا جميعا ولا ننكر كرمك وطيبة قلبك
                      ونسأل الله أن يمد في عمرك ويزيدك من فضله ..
                      فقال كبير من أتى شكر الله لك يا سعييد فأنت أبن الكرام
                      ولا يستصغرك أحد وتسلم بارك الله فيك .. شكره أبناء
                      عمه كثيرا وعاتبوه أن عليهم حق والمفروض أنهم هم من
                      يقدمه ولكن سعييد قال قد قلت لكم أني محرج أمامكم وأمام
                      والدي الذي لم ينجبني وهو غالي كثير عليه وأنتم تستاهلون
                      وأنتهى الموضوع .. قدم العشاء وقد دعى سعييد أهل القرية
                      جميعا وعم عشاه أهل القرية ايضا فمن لم يحضر أرسل له
                      عشاء مما زاد .. فقالوا الخطاب متى نكون جاهزين فقال
                      ابو سعييد انا ما عندي شي سعييد تولى الامر وأسمح له
                      بذلك فهو من يقول متى ومن يحدد .. فقال سعييد أن شاء الله
                      نحن الان في أول الشهر .. بعد نهاية الشهر الثاني يكون كل
                      شي جاهز فعلى هذا حددوا اليوم الذي يكون فيه الحفل
                      وتأتيكم العروس مع أهلها يزفونها ولا تهتموا من شي
                      إلا اذا وصلنا أنتم من يقوم بالباقي .. فقالوا أن شاء الله
                      على هذا الوعد وبالتوفيق .. بعد العشاء بات الضيوف عند
                      سعييد على أحسن حال وأسعد خبر وفي الصباح اليوم الثاني
                      بعد الافطار أستئذنوا ومشوا على ما تم الاتفاق عليه ..
                      وفي مساء ذلك اليوم عند إجتماع الاسرة كادت أن تطير من
                      الفرح جميله وأختها ثرياء لما قال سعييد وما فاجأ الجميع به
                      بما قدم وأستعد به فقال ابو سعييد تقول يا سعييد إننا في سباق
                      وتذكرت الان ما قلته سابقا وتأكد لدي أني لا أستطيع اللحاق
                      بك الله يسلمك ويكثر خيرك ويخلف عليك يا ولدي أبكمت
                      الالسن وأسكتها الله يحفظك ويكثر في رزقك وجزاك الله
                      خير .. كذلك قالت أم سعييد والنعم ويسلم راسك يا سعييد
                      فكانت جميله ضاحكة المحيا .. أما ثرياء فقالت ما كنت
                      أتمنى أكثر من هذه المفاجأة الكبيره أن أكون في كنف
                      الله بفضله ثم كرم أخي سعييد وأنا واثقة أن ما سيأتي
                      به أكثر مما سنطلب أو نتوقع فالله يجزاه خير ويكتب
                      له الاجر ويعافيه ومن يسمع ..
                      فقال ابو سعييد آمين سعييد صادق فجعل الله له التوفيق
                      وأنتي أخته وما راح يقصر معك .. والله أني أنحرجت
                      امام ابناء عمه والذين أتوا معهم فما قدرت أقول شي
                      لولاه أنقذني وقال ما قال فالله يجزاه خير ويوفقه ولاهو
                      غريب عليه ما فعل .. المهم انا ما أتدخل بينك أنتي وأخوك
                      فقالت أم سعييد الله الله تخافون على سعييد يقصر على أخته
                      تطمنوا وأتركوه يتصرف هو وزوجته ما راح يقصروا ..
                      فقال سعييد الله يوفق ويكتب لنا جميعا التوفيق .. فقال الجميع
                      آمين .. المهم مضت الايام سريعة وأتى الموعد ولم يبقى
                      عليه سوى أسبوع واحد وحددوا أبناء عم سعييد اليوم
                      بالضبط وأنتهى سعييد من جميع ما يلزم حيث جهز ثرياء
                      تجهيزا لا مثيل له بالاضافة الى زوجته فالعرس عرس
                      أختها ووالدتهم جميعا أم سعييد .. وأحضر للجميع كلما
                      يشتهون أما العروس فقد أتى لها بالذهب والفضة والحلي
                      بما يزيد عن رضاها والملابس الفاخرة والجميلة وبأعداد كبيرة ولم يترك شي إلا أحضره وحتى العسل والسمن فقد جهز نحوين
                      منهما وأهداها (100) رأس من الغنم تساق معها عند زفافها
                      هدية لها وجهز جمال تشيل كلما سيذهب مع العروس من
                      جهاز وفي اليوم المحدد بالتفاهم مع أبناء عمه مشوا سعييد
                      وزوجته وابو سعييد وأم سعييد ولم يبقى أحد وبالطبع أهل
                      القرية والقرى المجاورة تم دعوتهم فكانوا برفقتهم الى الحفل
                      وبالطبع تم عقد الملاك قبل ذلك في إحتفال خاص ومتواضع
                      وعندما وصلوا الى مكان الحفل أستقبلوهم أهل القرية جميعا
                      وفي مقدمتهم أبناء عمه وقد قدم الى أبن عمه بعض الهدايا
                      من ضمنها بندقية ورفد نقدي كبير .. وتم الاحتفال على
                      احسن ما يكون وفي اليوم الثاني عادوا ابو سعييد وسعيد
                      وزوجتيهما وبقية الاسرة .. وأنبهر ابناء عمه مما أهداهم
                      وما فعل من الافعال الجميلة والطيبة وكان حديث الناس
                      طيلة الحفل وبعد الحفل بأيام وأشهر .. واصبح سعييد
                      يشار له بالبنان لما يفعل ويقدم من الخير لمن يحتاجه ..
                      مرت الاشهر واصبحت جميله في شهرها التاسع واصبح
                      سعييد قريبا منها دائما وكذلك أمها .. المهم أكملت الشهر
                      التاسع وفي يوما سعييد بالنسبة لسعييد وبقية الاسرة ولدت
                      جميله ولدا جميله في صحة وعافية وسماه سعييد أحمد
                      وتمم له وطهره .. وكانت جميله لا تسعها الارض من
                      فرحتها وسعادتها بولدها احمد وحب سعييد لها وحشمتها
                      وتقديرها وكذلك ابو سعييد وام سعييد كانوا سعداء لما تلقاه
                      أبنتهم من المحبه والاحترام .. وبعد عدة أشهر حضرت
                      ثرياء للزياره وكانت حامل في الاشهر الاولى ..
                      ********
                      وأنتهت القصة على هذا الحال .. وقد رزق سعييد وجميله
                      بعدة أولاد وبنات وأزداد رزقه وماله حتى أصبح في ثراء
                      كبير وكان مصدر هذا الثراء أزدياد الاغنام والمواشي التي
                      كانت لديه وكثرة خلايا النحل فكان يبيع منها بمبالغ كبيره
                      سنويا .. كذلك ثرياء رزقت بعدة اولاد وكانت مرتاحة في
                      بيتها مع زوجها والذي كان يحبها ويحترمها ويقدرها ويقدر
                      والديها وكذلك سعييد أبن عمه ..
                      والحمد لله رب العالمين
                      تمت مع أجمل الامنيات ..




                      تعليق


                      • #41
                        ماشاء الله عليك استاذ سهم المحبه

                        تعليق


                        • #42
                          تابعتها بكل شغف وشوق صورة مصغرة من عبق الماضي النقي
                          صفاء النفوس .. الحب العذري العفيف ..الشيم والشهامة والكرم ..
                          التضحية مقابل لم الشمل واجتماع الكلمة ..
                          شكرا جزيلا سهم المحبة فقد أعدتنا لتلك الحياة البريئة ..
                          ننتظر جديدك بكل شوق .

                          تعليق


                          • #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله الشدوي مشاهدة المشاركة
                            تابعتها بكل شغف وشوق صورة مصغرة من عبق الماضي النقي
                            صفاء النفوس .. الحب العذري العفيف ..الشيم والشهامة والكرم ..
                            التضحية مقابل لم الشمل واجتماع الكلمة ..
                            شكرا جزيلا سهم المحبة فقد أعدتنا لتلك الحياة البريئة ..
                            ننتظر جديدك بكل شوق .

                            الشاعر الكبير والقدير
                            عبدالله الشدوي
                            هذا المرور الرائع والاعجاب الجميل وردك المميز
                            كان نموذجا يختال وتميزا خاصة من لدنك الكريم
                            شكر الله لك ويسلم راسك وأسعد جدا لما ذكرت
                            يسعدني المرور دائما لهذا المتصفح الذي يسعد بك

                            تعليق

                            يعمل...
                            X