الليلة السادسة عشرة
ظهر معالي وزير الصحة يوم امس في خطابٍ للمواطنين والمقيمين يصارحهم فيه بالوضع الخطير لتفشيء وباء كورونا ، وكان ظهوره وكلامه ( غير عادي ) فقد ظهرت على وجهه ملامح التألم ، وفي نبرات صوته اشارات النذير، وكان في كثير من عباراته ما يشبه الاستجداء لكم ايها الناس ، بأن تتعاملون بروح المسئولية تجاه هذه النازلة التي حلت بالعالم أجمع .
.... والكل يعلم أن معظم الشعب السعودي هم من فئة الشباب ، وهذه الفئة فيهم من الاندفاع وعدم المبالاة مالله به عليم ،، نشهد هذه السلوكيات الشبابية الغير منضبطة في معظم مناحي الحياة ، قبل كرونا وخلال كرونا ، ولا اعتقد بأنها سوف تزول أو تقل بعد كرونا ، إلا بموقف متشدد من قبل الدولة والمجتمع .!
لا تكاد تخلوا لقاءاتنا الخاصة والعامة ، أو الرسمية والشعبية ، من مناقشات مستفيضة لوضع الشباب الذي يمثل السواد الاعظم من الشعب السعودي ، وكانت تصورات ونقاط الحلول ، لا تخلوا من المطالبة بوضع آليات نظامية لتوجيه هذه الفئة التي تعد العمود الفقري للمجتمع والثروة الثمينة للوطن .. وأن يتم تفعيل العمل بها في مؤسسات الدولة المختلفة وخاصة التعليمية والتربوية .
ولقد رأى بعض اهل الاختصاص وخاصة في علم الاجتماع بأن مخاطبة الشباب لابد ان تكون باللغة التي يتقبلونها ، من حيث الضرب على اوتار الحمية والنخوة والفزعة وحب الوطن والتفاني في الحفاظ على مقدراته البشرية والمادية ، وقد وجد أن كل الشباب لديهم من هذه المباديء المخزون الكبير الذي تشبعوا به منذ نعومة اظفارهم مثلهم مثل أي انسان ينتمي لهذا البلد المبارك .
ولكن عدم الجدية في الاخذ بهذه الطباع في كل المواقف والاستخفاف ببعض المخاطر من بعض الشباب ، يجعلنا في خوف من العواقب الغير متوقعة .ولربما أن ذلك مرده الى أن الحياة الطيبة والظروف المهيئة لأبناء هذا البلد جعلتنا نعتاد على الامن والسلام في كل نواحي الحياة ، وهذه نعمة من الله الكريم المنان ، ولكننا لا نضمن ان يسلبها منا في لحظة ونحن غافلين لامبالين ..
والخلاصة / أنه اذا لم يكن الجميع الان ــ على مستوى من الوعي والدراية الكاملة بما يصول ويجول بيننا وحولنا في هذه الفترة من مخاطر ، ثم نمارس مسئولياتنا بإتزان وعقلانية ،،، فمتى اذا نكـــون .؟.
وأخيرا فإن هذا الطرح يخص البعض فقط ، ولكن في مثل هذه الظروف لا للوقوف في المنطقة الرمادية .!
.......... هذا وغـــدا قــــد نلتقي .
اوران
تعليق