• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثلاثون ليلة إلا واحدة و عشرا ( 3 )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثلاثون ليلة إلا واحدة و عشرا ( 3 )

    اللية الثالثة ( حالة طارئة ....)

    تناولت جهاز اللاب توب ( الحاسوب ) ووضعته في حجري ، رغم تحذيرات ابني البكر من هذه الوضعية خوفاً على أبيه من خطر توقف ( زيادة الاخوة والاخوات ـ بالنسبة له طبعا ) وأخبرته حينها أن ما وهبنا الله فيه الكفاية ولله الحمد، والبركة فيكم وفي الاحفاد الذين بدأوا يتوافدون واحدا تلو الاخر اصلحهم الله وحفظهم واسعدهم ورزقهم وكل ابناء واحفاد المسلمين اجمعين.

    وبعد هذه التوطئة الطارئة نعود لأصل القضية.

    وهي أنني بتناول الجهاز كنت مستعداً لكتابة إحد مواضيعي هذه ، وكانت الفكرة أن اكتب عن ( زوجين لطيفين، تعاملت معهما من خلا لجنة اصلاح ذات البين ).
    ولأن اغلب كتاباتي لا اجعل لها طقوسا خاصة ، ولا اتخذ لها وقتا معينا ولا مكانا مخصصا ، وانما كيفما اتفق الوقت والمكان واهم شيء ان الفكرة تلوح في الافق.

    وبما ان المكان الذي جلست فيه ( عصر هذا اليوم) للكتابة ليس ممنوعا على أي احد من العائلة سواء للدخول او الخروج او اللعب او حتى الازعاج بالصراخ وما قد يتلوه من توالي قد تصل الى المبارزة بإستخدام ما خف حملة وحد طرفه ، وانا استمتع احيانا وادخل الحلبة كمشجع فقط ، واحيانا تتطور الحالة الى حد الحرب فأضطر الى نزول الميدان وسلاحي التهديد والوعيد فقط لا غير ، كتهديد و وعيد (عصبة الامم المتحدة ) عندما تدخل في حل النزاعات الدولية / فاصدر بعض الاوامر مثل أمر الخروج، او السكوت ، واضعف الايمان النهر بكلمات مثل ( أصه أو اطلعوا برااا وسكروا الباب....، وماشابه ذلك ) والتي لا تنفذ في اغلب الاحيان.

    ..../ المهم انني عندما بدأت من اول السطر / لمحـتُ /أبنتي ( سارة ذات ال3اعوام) وهي آخر العنقود حتى الان، والتي تأمر وتنهي على كيفها متى شائت وانى شائت.!

    أقو/ لمحتها وهي تقوم بـإحمام دميتها ( ترويش عروستها ) والامر طبيعي على كل حال/
    ولكن غير الطبيعي وغير المعقول ، أن ذلك العمل كان : بمـياه الشرب المعبأة (قارورة صحة)..!

    حينها اشتطت غيضاً وأمتلأت حنقاً واخذت اصرخ (
    يا إلهي ،، يا إلهي ..!) وكدتُ أن أجرم في حق هذه الطفلة البريئة بسبب هذا الفعل الشنيع، ولولا لطف الله ثم هروبها الى احد الملاجيء الامنة داخل المنزل لأفطرت على احد اضلاعها قبل غروب الشمس.

    طبعا/ ليس كل هذه الازباد والارغاد من أجل قارورة ماء لا يتعدى ثمنا ـ نصف ريال ـ، لا والله ... وإنما قفز الى ذهني وانا أتامل هذا التصرف امامي ( مشـهد ، ملايين الاطفال حول العالم ، بهم من العوز والفاقة مالله به عليم ).

    تخيلت اولئك الفقراء والمساكين حول العالم من الاطفال واسرهم ، بل ومجتمعاتهم ودولهم، وتساءلت هل لديهم من الماء ما يروي عطشهم وهل الماء ان وجد لديهم ( موية صحة ) ام هو عكر ملطخ بالطين والطحلب؟ هذا فضلا عن الطعام ان وجد لديهم هل هو طعام شهي ومتنوع كالذي لدينا على مائدة الافطار مثلا، أم إنه فتات لا يسمن ولا يغني من جوع .؟

    تخيلت وتخيلت كثيرا ، وتساءلت وتساءلت اكثر ، ثم تركت الجهاز جانباً وظللت أتامل ما نحن فيه من النعم نتقلب فيها اناء الليل واطراف النهار ، ودخل قلبي وجلٌ على فقدها أو سلبها منا... حتى طرت لي فكرة أن اطلعكم على ما حدث لي عصر هذا اليوم في هذه المقالة بدلاً من الكتابة عن القصة الاصلية التي كنت بصصدها ( والله على ما اقول شهيد ).

    بقي ان اعتذر لكم ولهما ،على ان اعود الى ذلك لاحقا بحول الله ، كما واعتذر لأطفال العالم المعوزين ، ثم ادعو الله ان يصلح لي ولكم النية والذرية ، وان يجعلنا ممن يشكرون الله على نعمه الظاهرة والباطنة، وان يوفقنا لتربية ذرايانا على شكر الله والتأدب مع نعم الله بما هي اهل له من الشكر والحفظ ، ثم البذل والعطاء للمحتاجين قدر المستطاع .

    ونحمد الله في هذه البلاد المباركة على ان الدولة قد وضعت منصات للتبرع عبر وسائل آمنة مثل منصة ( احسان ) وما على المحسن سوى الضغط على الزر وهو جالس في بيته للفئة او الجهة التي يريد التبرع لها ــ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والى اللقاء.


    اوران
    2/9/44هـ
    { حسبي اللـه }

  • #2
    احسنت ابا محمد عندما عرّجت وتطرقت الى نعمة من اعظم نعم الله تعالى ( الماء) وجعلنا من الماء كلٍ شيء حي .. ثم اعود الى تهديدك ووعيدك للموقف الذي حصل عصر امس واقول لعله افضل من الشجب والاستنكار

    تعليق


    • #3
      نعم نحن ولله الحمد نتقلب في كثير من النعم ولو عادت بنا السنين لزمن الاجداد ولربما الاباء للمسنا ما نحن فيه من نعم
      اجل فقد كانوا رحمة الله على من مات منهم واطال الله في عمر من بقي على قيد الحياه اقول قد كانوا في عوز وفي فاقه قد تكون مثل ما نراه الان في بعض الدول الفقيرة
      ولهذا تجد انهم حريصون كل الحرص على فتاتة الخبز وقطرة الماء اشد ما يكون
      اللهم ادم علينا نعمك واحفظها من الزوال
      ثم انه شكراً لك ولقلمك ابا محمد
      ومنتظرين القادم بحول الله

      تعليق


      • #4
        اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضى

        تعليق


        • #5
          موضوع لايمل من قراءته



          عشت ياموقع بلقرن

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ..

            قرأت مقالتك أبا محمد ثم أعدت قراءتها لأستزيدَ من متعة التجول بين مفراداتها وما تحمله من جماليات وفنيات صياغة المقالات وإنتقاء الأسلوب لجذب القارئ ..

            وما أن فرَغت من تلك الجولة حتى تمدد فكري يمنةً ويسرةً ليلتقطَ ما قد يتماهى مع جزئيات هذه المقالة فأعلّق بما دار في خلَجي وقتئذٍ ، وأطرحه هنا لا هناك .
            وفي الواقع لي ثلاثُ وقَفاتٍ مع هذه الجمال ..

            - الوقفة الأولى :
            أكْبِر فيك تواسُع صدرك عند الوهلة الأولى وأنت ترى أن بعض ما ننعم به من الرزق يُراق على جسد دميةٍ قبل أن يتساكب على قاعٍ دون فائدة ملموسة ، بالرغم من كونك ذلك الجنوبي الذي طالم وصفنا الواصفون بضيق الصدور فيقول أحدهم :

            مشكلة بعض الصدور الجنوبية ..
            لو تجيها دمعة الطير تملاها

            - الوقفة الثانية :
            إننا ما ننعم به من نِعَمٍ لا تُعد ولا تُحصى قد أستمرأه ( البعض ) حتى رأوه طبيعياً فلم يعودوا يستشعرون تعاظم هذه النعم علينا يوماً بعد يوم ، ولا أرمي بهذه الرَميّة على ثمرة فؤادك الغالية فهي ليست مكلفة ، ولكن قِبلتي في هذا الشأن تجاه أولئك البعض المكلفين الذين لا يأكلون بائتاً ويأنفون الأكل بعد غيرهم ..
            يقول أحدهم في كسرته ( وإن كان ربما يعني غير ظاهر الكلام ) :

            التمرة اللى نقرها الطير ..
            يا ناس مانى بباغيها

            أما تبدّل بتمره غير ..
            والا تعوّد لراعيها

            - الوقفة الثالثة :
            ما أجمل حلمك على هذه الطفلة التي تنظر إليك كصدرٍ حنونٍ وملاذٍ آمنٍ بعد الله فلا تأمَن هي وأخواتها لغيرك ولو كانوا من الأقربين .
            فكنت على قدر هذه الشعور وتلك النظرة فلم تعنِّف ولم تزجر إلا بقدَرٍ معلوم يتطلبه الموقف ، وهذا هو موقف الأب الحاني الذي يخاف على مشاعر بناته حاضراً والخشية عليهم مستقبلاً لضعف جوانبهن ، فيسمو بحب بناته بالذات وضمهن تحت جناحيه بعد الحنايا .

            يقول الشاعر عيسى الخطي :

            لَقَد زادَ الحَياةَ إِلَيَّ حُبّاً ..
            بَناتي إِنَّهُنَّ مِنَ الضِعافِ

            مَخافَةَ أَن يَرَينَ البُؤسَ بَعدي ..
            وَأَن يَشرَبنَ رَنقاً بعدَ صافِ

            وَأَن يَعرَينَ إِن كُسِيَ الجَواري
            فَتَنبو العَينُ عَن كَرَمٍ عِجافِ

            وَأَن يَضطَّرَهُنَّ الدَهرُ بَعدي ..
            إِلى جَلِفٍ مِـنَ الأَقراب جافِ

            تَقولُ بُنَيِّتي أَوصِ المَوالي ..
            وَكَيفَ وَصاةُ مَن هُوَ عَنكَ جافِ

            أَبانا مَن لَنا إِن غِبتَ عَنّا ..
            وَصارَ الحَيُّ بَعدَكَ في اِختِلافِ .

            دام نزفُ قلمِك أبا محمد بإحمرارِ الحُب وسعة الصدر .

            تعليق


            • #7
              الاستاذ ركبان وكذلك الاستاذ محمد كلاكما نجوم موضوع ركبان وردك اخ محمد ماشاء الله تبارك الله كلام من ذهب

              تعليق


              • #8
                جزاك الله خير على هذا التذكير بمانحن فيه من نعم

                تعليق


                • #9
                  نقف كثيراً عاجزين عن مجارات مثل هذه المواضيع بردود ومشاركات تليق بها واعطاء حقها وحق كاتبها الا اننا سعيدين وفخورين بان منا وفينا مثل هؤلاء الكتاب الكبار

                  تعليق


                  • #10
                    موضوع ممتاز بارك الله فيك




                    تعليق


                    • #11
                      بارك الله فيك وجزاك الله خيرآ

                      تعليق

                      يعمل...
                      X