اللية الثالثة ( حالة طارئة ....)
تناولت جهاز اللاب توب ( الحاسوب ) ووضعته في حجري ، رغم تحذيرات ابني البكر من هذه الوضعية خوفاً على أبيه من خطر توقف ( زيادة الاخوة والاخوات ـ بالنسبة له طبعا ) وأخبرته حينها أن ما وهبنا الله فيه الكفاية ولله الحمد، والبركة فيكم وفي الاحفاد الذين بدأوا يتوافدون واحدا تلو الاخر اصلحهم الله وحفظهم واسعدهم ورزقهم وكل ابناء واحفاد المسلمين اجمعين.
وبعد هذه التوطئة الطارئة نعود لأصل القضية.
وهي أنني بتناول الجهاز كنت مستعداً لكتابة إحد مواضيعي هذه ، وكانت الفكرة أن اكتب عن ( زوجين لطيفين، تعاملت معهما من خلا لجنة اصلاح ذات البين ).
ولأن اغلب كتاباتي لا اجعل لها طقوسا خاصة ، ولا اتخذ لها وقتا معينا ولا مكانا مخصصا ، وانما كيفما اتفق الوقت والمكان واهم شيء ان الفكرة تلوح في الافق.
وبما ان المكان الذي جلست فيه ( عصر هذا اليوم) للكتابة ليس ممنوعا على أي احد من العائلة سواء للدخول او الخروج او اللعب او حتى الازعاج بالصراخ وما قد يتلوه من توالي قد تصل الى المبارزة بإستخدام ما خف حملة وحد طرفه ، وانا استمتع احيانا وادخل الحلبة كمشجع فقط ، واحيانا تتطور الحالة الى حد الحرب فأضطر الى نزول الميدان وسلاحي التهديد والوعيد فقط لا غير ، كتهديد و وعيد (عصبة الامم المتحدة ) عندما تدخل في حل النزاعات الدولية / فاصدر بعض الاوامر مثل أمر الخروج، او السكوت ، واضعف الايمان النهر بكلمات مثل ( أصه أو اطلعوا برااا وسكروا الباب....، وماشابه ذلك ) والتي لا تنفذ في اغلب الاحيان.
..../ المهم انني عندما بدأت من اول السطر / لمحـتُ /أبنتي ( سارة ذات ال3اعوام) وهي آخر العنقود حتى الان، والتي تأمر وتنهي على كيفها متى شائت وانى شائت.!
أقو/ لمحتها وهي تقوم بـإحمام دميتها ( ترويش عروستها ) والامر طبيعي على كل حال/
ولكن غير الطبيعي وغير المعقول ، أن ذلك العمل كان : بمـياه الشرب المعبأة (قارورة صحة)..!
حينها اشتطت غيضاً وأمتلأت حنقاً واخذت اصرخ (يا إلهي ،، يا إلهي ..!) وكدتُ أن أجرم في حق هذه الطفلة البريئة بسبب هذا الفعل الشنيع، ولولا لطف الله ثم هروبها الى احد الملاجيء الامنة داخل المنزل لأفطرت على احد اضلاعها قبل غروب الشمس.
طبعا/ ليس كل هذه الازباد والارغاد من أجل قارورة ماء لا يتعدى ثمنا ـ نصف ريال ـ، لا والله ... وإنما قفز الى ذهني وانا أتامل هذا التصرف امامي ( مشـهد ، ملايين الاطفال حول العالم ، بهم من العوز والفاقة مالله به عليم ).
تخيلت اولئك الفقراء والمساكين حول العالم من الاطفال واسرهم ، بل ومجتمعاتهم ودولهم، وتساءلت هل لديهم من الماء ما يروي عطشهم وهل الماء ان وجد لديهم ( موية صحة ) ام هو عكر ملطخ بالطين والطحلب؟ هذا فضلا عن الطعام ان وجد لديهم هل هو طعام شهي ومتنوع كالذي لدينا على مائدة الافطار مثلا، أم إنه فتات لا يسمن ولا يغني من جوع .؟
تخيلت وتخيلت كثيرا ، وتساءلت وتساءلت اكثر ، ثم تركت الجهاز جانباً وظللت أتامل ما نحن فيه من النعم نتقلب فيها اناء الليل واطراف النهار ، ودخل قلبي وجلٌ على فقدها أو سلبها منا... حتى طرت لي فكرة أن اطلعكم على ما حدث لي عصر هذا اليوم في هذه المقالة بدلاً من الكتابة عن القصة الاصلية التي كنت بصصدها ( والله على ما اقول شهيد ).
بقي ان اعتذر لكم ولهما ،على ان اعود الى ذلك لاحقا بحول الله ، كما واعتذر لأطفال العالم المعوزين ، ثم ادعو الله ان يصلح لي ولكم النية والذرية ، وان يجعلنا ممن يشكرون الله على نعمه الظاهرة والباطنة، وان يوفقنا لتربية ذرايانا على شكر الله والتأدب مع نعم الله بما هي اهل له من الشكر والحفظ ، ثم البذل والعطاء للمحتاجين قدر المستطاع .
ونحمد الله في هذه البلاد المباركة على ان الدولة قد وضعت منصات للتبرع عبر وسائل آمنة مثل منصة ( احسان ) وما على المحسن سوى الضغط على الزر وهو جالس في بيته للفئة او الجهة التي يريد التبرع لها ــ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والى اللقاء.
اوران
2/9/44هـ
تعليق