الليلة16
قراءة الفنجان
قراءة الفنجان
مجالات الافتاء في الدين والاستشارة في الطب والخبرات في كل مناحي علوم الدنيا والاخرة، اصبحت لدى كل من هب ودب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
/ــ فتجد المسألة في الدين التي حيرت علماء الامة سابقا ولاحقاً وفقهاء العصر، تجد من ينبري لها من جهابذة علوم شاشات الجوال وشبكات الانترنت وقنوات ( الخيط بيط )، وبضغطة *زر* من لدن حضرته يجد لك المخرج ويدلك على طريق المهرب ، في كل ما يهم أمر المسلمين الخاصة والعامة، ولايقف أمام ( عظِم قدر سلقه ) ولا ( غزارة معين خرطه) أي معضلة فقهية، في/ الولاء والبراء، والطلاق والرجعة والخلع والمتعة ، والارث والتركة، في البيع والشراء ، والربا والهدية والعطا، وهلم جرااا ، فسماحته لايقف امامه صخرة ولا خلفه جره.
/ــ وفي عالم الاحلام هناك سوق مزدهرة وخاصة في عالم ( حواء) عباقرة وأي عباقرة / فيهم بادعاءه من يغني الفقير ويشفي المريض ويزوج الاعزب ، ويطير كسير الجناح ، ويضيء طريق الاعمى ،. والادهي أن هناك من ينام ويحلم بالنيابة عنك، حسب الطلب، وإن لم يتحقق ما (يهلس) به عليك ولا نصفه ولا حتى عشر عشره ، يمسك بالاذن هامساً بخدعته الازلية المتمثلة في قوله ( هذا والله اعلــــم...) فيخرج بها شرعا وقانوناً.
/ــ واما في عالم الطب والحكامة فحدث ولا حرج عن اتشارالمعالجين بالخزعبلات الروحية والبدنية / في المخ والاعصاب والشلل والجلطات، والاورام والرمد ، وحتى قشرة الرأس .. وكل ما يعتل به جسم الانسان من أدواء عضوية او نفسيه او حتى خيالية.../ فالوصفات جاهزة والارشادات حاضرة ، بدون تحاليل مخبرية ولا اشعه مجهرية ، ولا حتى سماعات طبية وكل شيء عن بعد ومن وراء حجاب/ كل مافي الامر إتصال صوتي او رسالة نصية / وحتى قبل ان توصف علتك ، خذ روشتتك... والعجيب ان هذه الوصفات مجرد امور بسيطة موجودة في البقالة او محل الخضار أو حتى في سوق السمك. والاعجب أن كل خبراء العالم وعلمائه غفلوا عن هذه الكنور الطبية ، في حين تم اكتشافها وتصنيعها من قبل ( هلافيت، نصابين) لا يعرف الواحد او الواحدة منهم الكوع من البوع ...).
/ــ وفي جانب السحر وما ادراك م/الـ ( س ح ر ) فهناك من يتلاعب بعقول الناس وقلوبهم ، إما بإستخدام الشعوذة والتمائم ، وإما بإستخدام التخويف والتهويل ، والذي يجدون بهذه الطرق مداخل الى نفوس البشر وخاصة أهل القلوب الرهيفة والعقول الصغيرة، ممن يتعلق بهذه الوصفات الفضائية التي تأتي عبر إثير النصب والاحتيال./ ومن يقع ضحية لهم لا يتركونه حتى يسحرونه فإذا عجزوا عن سحره ، عرضوا عليه أن يسحروا له ...!
.... وهكذا الامر في كل شئون الحياة من الدين الى الصحة ومن التجارة الى الوجارة ، الى ــ قراءة الفنجان وماوراء الماوراءــ. والعجيب أن بضاعاتهم ومنتجاتهم العضوية والفكرية، تلقى قبولاً ورواجاً لدى الكثير من الناس . والله المستان.
هذا والى اللقاء.
اوران
16/9/44هـ
16/9/44هـ
تعليق